دولة حنبزان تقع في الشمال من قارة خندريس الكبرى ، وهذه الدولــة تعتبر ذات عمق تاريخي وقد سميت حنبزان نسبة الى نبتة الحنبزان الشهيرة والي حنبزان واسمه حنبزان الكبير ، عرف عنه تجوّله الدائم والمستمر في دولـتـه ، حتى انه يعرف كل كبيرة وصغيرة في هذه الدولـه ، ويقولون أنه على علم ودراية واسعة بالبواطن والظواهر لأهالي دولته...حتى انه أحيانا يسمع (تحلطمهم) ويستجيب له...لأنه لايريد أحد من شعبه أن يتحلطم ورأسه يشم الهواء!؟ ولقد أتتني دعوة كريمة من صديق لي في هذه الدولة الجميلة ، وبالمناسبة صديقي اسمه حنظلة ، ولقد تعرفت على صديقنا حنظلة عن طريق أحد المنتديات السياحية عبر الشبكة العنكبوتية ، ومع مرور الأيام دعاني حنظلة لقضاء اسبوع في دولة حنبزان فتوكلت على الله وقررت أن اسافر الى دولة حنبزان ، علما بأن تذكرة رحلتي كانت هدية من حنظلة ،فقد اهداني تذكرة فيرست كلاس على الخطوط الجوية الحنبزانية واهداني إياها وهو مستحي...يقول لي كنت أنوي أن احجز لك بجانب الكابتن ولكن لم استطيع..وسامحنا على القصور فقهقهت كقهقهت عبدالحسين عبدالرضا في حضرة الملك زهير لما مد له صحن الكنافة النابلسية،وقلت له:ماجاء منك قصور ياحنظلة،وترى أخوك شقران متعود على الدرجة السياحية والتقرفط داخل الكرسي وركبت الطائرة واذا بفتاة حنبزانية جميلة تعمل مضيـفـة لم يسقط عنها بصري..وفجأة قالتلي:اشفيك تخز!؟ قلت: أبد مير الله يسلمك...لكني غير متعود على الفيرست كلاس وأحس نشف ريجي وبغيت (ووتر)..وقلت بيني وبين نفسي الظاهر إن الحنبزانيّات لا يختلفون عن باقي الفتيات!؟ المهم وصلنا الى دولة حنبزان ووجدت صديقنا حنظلة ينتظرني عند باب الطائرة(مدير ادارة أمن المطار يصير ابن خالة أبيه) وبعد السلام والسؤال خرجنا طافقين الى بيته العامر في الداون تاون لدولة حنبزان وعرفني على عائلته الكريمة وجلسنا نتحاور عن هذه الدولة الجميلة والتي كان ينقصها التنظيم فقط!!؟ وفجأة سمعنا أصوات وضوضاء ناس وحركة دبيب المشي خرقت آذاننا..فنظر الى حنظلة وقال لي:هيّا بنا قلت على وين قال:الله يسلمك اليوم الوالي حنبزان الكبير سوف يمر من هنا يتفقد حال الرعية كعادته الاسبوعية فقلت: ماشاء الله..والـيكم يحبكم كثير..كل اسبوع يمركم ويسلم عليكم..بيض الله وجه هالوالي الحنبزاني فانقلب وجه حنظلة..وقال لي:لاتقول والي حنبزاني حاف..قل الحنبزان الكبير فقلت:إن شاء الله طالع عمرك..دعنا نذهب لنرى واليكم المبجل وذهبنا الى سنتر المدينة (يعني وسط المدينة للي مايعرفون انجليزي)،وجلسنا على طرف مقهى (كوستا كافييه) ننتظر قدوم الوالي...واذا بي أرى رجلا لايلبس كما يلبس أهل حنبزان..بل أن لبسه مقارب للباس أهل السند والهند..وكان يبدو عليه نوع من النطاعة والفهامة وهو يتحاور ويتناقش مع ثلة من الشباب حوله فقلت:ياحنظلة..من هذا الناطع..ولماذا لايبلس كمثلكم!؟ فقال لي:هذا الدكتور (منقار الديج) أحد المثقفين الكبار في دولتنا الحنبزانية..وهو كثير التنقل بين بيته في حنبزان وبيته الآخر في بلاد الـتــلمــســان..رجل رشيد وله فكر عميق وصاحب اطروحات تقدمية وله علم في الماورائيات، ويحسدنا عليه كل الدول المجاورة فقلت:والله ياحنظلة وكأنك تتحدث عن رجل لم تلد الأمصار بمثله فقال:هو كذلك وعندما مر علينا الوالي وقفنا احتراما له..وقد كان الحنبزان الكبير رجلا طويلا جدا ووجهه بشوش ويحيّـي الناس بكل تواضع من فوق عربته البهيه ورفعت يدي أحييه فرد علي بابتسامة وأشار على حنظلة بشيء لم أفهمه قلت ماهذا..بماذا أشار الوالي...قال لي حنظلة..الوالي يقولي ديربالك على ضيفك فقلت:ماشاء الله..الوالي يعرفكم عدل يا أهل حنبزان وفجأة قام صاحبنا الناطع والمثقف (د.منقار الديج) من مكانه..ونادى الوالي وكأنه يمون عليه:ياوالينا حنبزان الكبير فتوقف موكب الوالي فنظر الوالي الى صاحب الصوت وقال باستغراب:منقار الديج..متى أتيت من تلمسان!؟ فقال منقار الديج:وصلت البارح ترانزيت عبر مطار كـــاتــــر فقال الحنبزان الكبير:وماذا تفعل مع هؤلاء الشباب الصالحين فقال منقار الديج:كنا نتناقش ونحلل أمر خاص ومهم يمس مستقبل الدولة الحنبزانية يامولاي فقال الحنبزان الكبير:خير..وماهو الأمر الهام الذي يشغلكم فقال منقار الديج:لقد كنا نتساءل سؤال غاية في الأهمية وسيحل جميع مشاكل دولتنا الفتية فقال الوالي:عجل علينا وقول فقال منقار الديج:كان سؤالنا هو التالي لماذا الوالي يجعل السيد عنبر هو الذي يقود عربته دائما بدل أن يقودها بلال أو زيد مثلا!؟ فنظرت الى صديقي حنظلة وقلت له:بارك الله فيكم إن كان هذا هو أحد مثقفيكم والذي يحسدكم عليه كل أهالي قارة خندريس ، وعدت طافقا الى بيت صديقي حنظلة وأنا لا أعرف ما أصنع...هل اضحك...أم أتأسى على هكذا مثقفين يدعون أنهم يريدون الصلاح للبلاد والعباد بهكذا أسإلة عميقة وذات ابعاد فكرية!!؟؟ ؟ هوامش حنبزان:نبته صحراوية..جذورها ندية فيرست كلاس:تعني السماء الصافية باللغة الصينية يتحلطم:بمعنى انه يقول كلاما غير مفهوم!؟ كنافة نابلسية:قريبة من الزلابيا مالت سوق المباركية قهقه:بمعنى أن تضحك ملئ فاهك حتى تسقط على قفاك التقرفط:اصلها من قرفط..وتعني التقوقع وسحب الرجلين وثنيهما ناحية البطن مع لف اليدين حولهما ووتر:ماء الورد باللغة الفارسية الداون تاون:عكس الفيرست كلاس كوستا كافيه:مقهى شـبـيـه بمقهى (عم عبده)!!!؟؟ |