#1
| |||||||||||
| |||||||||||
الملاك الملثم في حضرةِ الموت الصَّمتُ هو البطل، والحزنُ هو المشهد الأكثر مشاهدةً والأكثر تأثيرًا. أشعةُ الشمسِ ترمي بألسنةٍ من لهب في جحيمِ الظهيرة، الساعةُ قاربت على الثالثةِ عصرًا، موكب السيارات تقطع الأرض، الوجوه واجمة، والأعين شاخصة باتجاه اللوحِ الخشبي. وضعناها ممدة على الطاولةِ في لفائفِها البيضاء الكثيرة، وكأنَّها في ثوبِ العرس تستعدُّ لمغادرةِ الحفل، لتبدأ حياتها البرزخية التي نرجو أن تكون أجمل وأرحب. رائحةُ العنبرِ تملأ المكان، فاختلطت الروائحُ بالمشاعرِ، وتمتمات الدعوات بنشيجِ الأصوات المختنقة لا تريدُ الانطلاقَ مَهابةً للمكان وجَلال الموقف. تأتي كملاكٍ مُلثم هبطَ توًّا إلى الأرضِ في مهمةٍ مقدسة، نزلت من سيارتِها الفارهة، ألقت علينا السلامَ بوجه باشٍّ، ثم قامت بنزعِ نقابها لتكشفَ عن وجهٍ جميل يحملُ ملامحَ الرقي والعائلات الكريمة، أدهشنا جمالُها رغم فكرِنا المشوش وحزننا الذي غرقنا فيه. وما أدهشنا ليس فقط ذلك الجمال الأوربي الآخذ، وإنَّما احتشامها الشديد؛ فقد كانت ترتدي العباءةَ وفوقها عباءة أخرى؛ زيادة في الاحتشام، رغم الجو الخانق في الخارجِ، والذي جاوز الخمسين درجة مئوية، في صيفِ الكويت! اقتربتْ من اللوحِ، كنا نردِّدُ في أعماقنا: طاهرةٌ تُغسِّل طاهرة! ثم اصطفَّ إلى جانبي الجسد المسجى صفان من الملائكةِ؛ رفيقات الأترجَّة. أخذت تتمتمُ بالدعاءِ، ثم بدأت بسكبِ الماء، فتصاعدت روائحُ الطيب وملأت المكان، وكأننا على مشارفِ الجنة تفتح لنا أبوابَها، وتهب علينا نسائمها. كلٌّ منهنَّ انهمكت في الغُسلِ لتنالَ درجةً أعلى في منزلةِ الحب؛ فواحدةٌ تُقلبُ الجسدَ برفق، والثانية تحُضر الماءَ والعطور، والثالثة تحاول إيقافَ دموعِها بيديها، وباليد الأخرى تسندُ الرأسَ الذي استسلم لأناملِهم الرقيقة، في مشهدٍ يُلخص مشهدَ المجيء والذهاب، الحياة والموت، والوقت القصير بينهما! أنهت مُهمتَها بنجاحٍ، ثم لبست عباءتها، وأسدلت نقابها على وجهها، وألقت علينا السَّلام، ثم أطلقت جناحَيْها، واختفت كالحُلم! المصدر: منتدى همسات الغلا hglgh; hglgel ::: ثلاثة اخرجهم من حياتك: :: من استرخص مشاعرك :: من يتلذذ في تعكير مزاجك :: من هانت عليه العشرة ا-------------------ا |
13-06-2022, 10:26 PM | #2 |
| شكرا لـ منقولكـ وجزاكـ الله خيرا |
|
15-06-2022, 06:37 PM | #4 | |||||||||||
|
| |||||||||||
"سلاماً على من ألقت الدنيا في طريقهم شوكاً فعبروا من فوقه كاتمين الشعور، متيقنين أن نهاية هذا الطريق بُستاناً" |
18-06-2022, 04:08 PM | #5 |
| سلمت أناملك ع القصه رائعة الله يعطيك العافيه ولا تحرمنا جديدك لأنفاسك باقة ورد |
وحدك يالله تدرك عمق ما أشعر به فكن معي دائما _ _ _ _ يبقى الكتمان مريح رغم انه مؤذي داخليا _ _ _ _ اشعر بخيبه مثل ذالك السجين الذي سمحوا له بالزياره مرا واحد في السنه ولم يأتي احد لزيارته |
27-06-2022, 10:30 PM | #6 |
| مَوْضُوٌعْ فِيٍ قَمّةْ الْرَوُعَهْ لَطَالمَا كَانَتْ مَواضِيعَكْ مُتمَيّزهَ لاَ عَدِمَنَا هَذَا الْتّمِيزْ وَ رَوْعَةْ الأخَتِيارْ دُمتْ لَنَا وَدَامَ تَأَلُقَكْ الْدّائِمْ |
|
23-07-2022, 09:36 PM | #7 |
| سلمت أناملك على جمال طرحك الله يعطيك العاافيه لك جنائن الورد وأصدق الود ربي مايحرمنا من روعة ابداعك دام عطائك ياذوق |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الملاك , الممثل |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
يومُ عرفة والاغتنام الأمثل مشاركة المنقول | البرنس مديح ال قطب | (همسات الحج والعمره) | 9 | 14-07-2021 01:10 AM |
معلومات عن سمكة الملاك للزينة | مبارك آل ضرمان | ( قسم الحيوانات والنباتات والاسماك ) | 6 | 11-10-2017 07:41 PM |