الإهداءات | |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||
| |||||||||||
•• حلقات إذاعية : (9) ليشهدوا منافع لهم •• الحلقة التاسعة {لّيَشْهَدُواْ مَنَافِعَ لَهُمْ} أيها المستمعون الكرام ، حجاج بيت الله الحرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم مع هذه الحلقة من برنامجكم (الحج وتزكية النفوس). نتأمل في جانب من تزكية النفس من خلال منافع الحج، كما في قوله سبحانه وتعالى: {لّيَشْهَدُواْ مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ فِيَ أَيّامٍ مّعْلُومَاتٍ عَلَىَ مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ الأنْعَامِ فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ الْبَآئِسَ الْفَقِيرَ * ثُمّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ وَلْيَطّوّفُواْ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج: 27- 28]. قال ابن عباس: {لّيَشْهَدُواْ مَنَافِعَ لَهُمْ} منافع الدنيا والاَخرة، أما منافع الاَخرة فرضوان الله تعالى، وأما منافع الدنيا فما يصيبون من منافع البدن، والذبائح والتجارات، وكذا قال مجاهد وغير واحد: إنها منافع الدنيا والاَخرة كقوله: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة: 198]. أيها المستمعون الكرام ، حجاج بيت الله الحرام: إن مما تزكو به النفس في هذه الموسم العظيم تحقيق النفع الأخروي المشار إليه في الآية الكريمة، وذلك بالحرص على رضوان الله - سبحانه وتعالى - من خلال القيام بهذا النسك العظيم بإخلاص لله ومتابعة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والإكثار فيه من أنواع الطاعات، وصنوف القربات. ومن المنافع الأخروية في هذا الموسم العظيم: ما يحصل للمسلم من الاجتماع والتعرف على إخوانه المسلمين من شتى بقاع الأرض، تلك المعرفة والاجتماع على الذي يعود على الإنسان بالخير، من التذكير بالله - سبحانه وتعالى -، ومدارسة العلم، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، والتعاون على البر والتقوى فيما من شأنه تحقيق الخير لهذه الأمة، ولقد أمر الله - سبحانه وتعالى - عباده المؤمنين بالتعاون على البر والتقوى، كما في قوله سبحانه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]. ومن المنافع الأخروية في هذا الموسم العظيم: ما يحصل للإنسان من إعانة على طاعة الله - سبحانه وتعالى -، وذلك مما يراه من كثرة الطائعين، الخاشعين الخاضعين لله - سبحانه وتعالى -، فيرى كثيراً ممن حوله، ما بين راكع وساجد، وقائم وقاعد يدعو الله - سبحانه وتعالى - ويتلو كتابه، وما بين طائف بالبيت وساع بين الصفا والمروة، وغير ذلك من العبادات المتنوعة في هذا الموسم العظيم، فيكون هذا تنشيطاً للإنسان، وعوناً له على طاعة الله - سبحانه وتعالى -. ومن المنافع الأخروية التي يشهدها الحاج في هذا الموسم العظيم: صلاته في المسجد الحرام، تلك الصلاة التي ورد فيها الأجر العظيم، لما في "سنن ابن ماجه" من حديث جَابِرٍ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ))[1]. ومما تتحقق به المنافع الأخروية وتزكو به النفس في هذا الموسم العظيم: الصبر على مشقة النسك، فإن الإنسان في الحج ربما تعرض لبعض المشاق التي لم يعهدها في حياته العادية، كما يحصل له من شدة الزحام، أو كثرة المشي، أو عدم ملائمة المسكن أو المأكل والمشرب، في هذه الأيام التي يقضي فيها نسكه؛ لأنه يعيش ضروفاً صعبة في نواحي عديدة. فعلى سبيل المثال: يجد الحاج صعوبة بالتنقل بين المشاعر سواء على سيارة، أو ماشياً على قدميه، لكثرة الزحام، فربما قضى الساعات الطويلة في الانتقال من مكان إلى مكان. إضافة إلى ذلك ما يصيب الحاج من المشقة في الطواف أو السعي أو رمي الجمرات ونحو ذلك من الصعوبات التي يتعرض لها الحجاج عادة. فعلى الحاج أن يمنع نفسه عن الضجر والسآمة، ويوطنها على الصبر، محتسباً في ذلك الأجر العظيم الذي وعد الله به - سبحانه وتعالى - الصابرين حين قال: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر:10]، وإذا كان هذا الوعد للصابرين بشكل عام، فكيف يكون جزاء الصابرين على طاعة الله سبحانه وتعالى . أخي المستمع الكريم ، أخي الحاج: من المنافع الأخروية لهذا الموسم العظيم التي تكون سبباً في زكاة النفس أن يتأمل الحاج أنه تكبد المشاق ، وقطع الفيافي والقفار تلبية لنداء الله على لسان إبراهيم - عليه السلام -: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [الحج: 27] كل ذلك من أجل طاعة الله - سبحانه وتعالى - وطلباً لرضوانه. لابد أن يعلم أن الله - سبحانه وتعالى - طلب منه عبادات أخرى هي أيسر من الحج، ولاتحتاج إلى تلك المشاق والأسفار، لعل ذلك يكون دافعاً له ومنشطاً في الحرص على تلك العبادات. فيكون دافعاً له للمحافظة على الصلوات الخمس ، تلبية لقوله سبحانه: {حَافِظُواْ عَلَى الصّلَوَاتِ والصّلاَةِ الْوُسْطَىَ وَقُومُواْ للّهِ قَانِتِينَ * فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَآ أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلّمَكُم مّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 238، 239]. المحافظة على الصلوات في أوقاتها وحفظ حدودها وأدائها في أوقاتها, كما ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود, قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل ؟ قال: «الصلاة في وقتها». قلت: ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله». قلت: ثم أي؟ قال «برّ الوالدين», قال: حدثني بهنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولو استزدته لزادني. ومما يحسن التنبيه عليه في هذا الجانب ما يقع فيه بعض المسلمين من التهاون بالصلاة قبل أدائه فريضة الحج، فإذا حج حرص على أدائها، وهذا على خطر عظيم لأنه ربما أدركه الموت قبل أداء فريضة الحج، ثم إن فريضة الصلاة فريضة مستقلة لا يتعلق أداؤها بأداء فريضة الحج. أخي المستمع الكريم، أخي الحاج: ومما يجنب التنبه له في هذا الجانب الحرص على سلامة النفس مما يكون سبباً في حرمانها من هذه المنافع العظيمة ، وذلك بالبعد عن الآثام، وخاصة إيذاء حجاج بيت الله الحرام ، إما بالقول أول الفعل ، ونرى في موسم الحج فئة من الناس لا يبالون في هذه الجانب ، فلا يتورعون عن إيذاء الناس في سبيل تحيق مصالحهم، فتجد بعضاً منهم يؤذي الناس في الطواف أو السعي، بمزاحمتهم في سبيل أن يفسح لنفسه ومن معه. وتجد بعضاً منهم يؤذي الناس في الطرقات بسيارته في سبيل أن يسلك الطريق هو، ومنهم من يؤذي الناس برفع صوته فيشوش على من حوله من الداعين والمصلين، ومنهم يؤذي الناس بالاستحواذ على المنافع العامة فيحرم الناس منها. وعلى العموم يا حجاج بيت الله الحرام إن هذا الموسم هو فرصة لتحقيق المنافع الأخروية، التي هي سبب لزكاة النفس، فلابد أن يحرص الحاج على أن يكون له النصيب الأكبر من ذلك. المصدر: منتدى همسات الغلا •• pgrhj Y`hudm : (9) gdai],h lkhtu gil gdai],h lil lkhtu pgrhj |
12-03-2022, 08:23 PM | #2 |
| طرح في غاية الروعة بارك الله فيك جزاك الله خيـــر على الطرح القيم وجعله الله في ميزان حسناتك وان يرزقك الفردووس الاعلى من الجنه الله لايحرمنا من جديــدك |
|
12-03-2022, 09:27 PM | #3 |
| جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض بآرك الله فيك على الطَرح القيم في ميزآن حسناتك ان شاء الله ,, آسأل الله أن يَرزقـك فسيح آلجنات !! وجَعل مااقدمت في مَيزانْ حسَناتك وعَمر آلله قلبك بآآآلايمَآآنْ علىَ طرحَك آالمحمَل بنفحآتٍ إيمآنيهِ دمت بـِ طآعَة الله . |
|
13-03-2022, 12:32 AM | #4 | |||||||||
| اقتباس:
ورَوعَةِ الحُضُور وجَمَال ٍفَاحَ أرِيجَهُـ بَينَ السُّطُور سَلِمت وطَابَ البَوح | |||||||||
|
13-03-2022, 12:32 AM | #5 | |||||||||
| اقتباس:
ورَوعَةِ الحُضُور وجَمَال ٍفَاحَ أرِيجَهُـ بَينَ السُّطُور سَلِمت وطَابَ البَوح | |||||||||
|
14-03-2022, 12:21 PM | #6 |
| الف شكر لك ولجلبك الراقي سلمت يمينك ودام عطاؤك الزاخر بالابداع تحية وامتنان |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
(9) , ليشهدوا , مهم , منافع , حلقات , إذاعية , •• |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
•• حلقات إذاعية : (6) من آداب الحج •• | فاتنة | (همسات الحج والعمره) | 12 | 24-11-2022 01:19 AM |
•• حلقات إذاعية : (8) تزكية النفس في يوم عرفة •• | فاتنة | (همسات الحج والعمره) | 14 | 24-11-2022 01:18 AM |
•• حلقات إذاعية : (4) الاستعداد للحج بالنفقة الطيبة والرفقة الصالحة •• | فاتنة | (همسات الحج والعمره) | 12 | 24-11-2022 01:15 AM |
منافع الحج | ذابت نجوم الليل | (همسات الحج والعمره) | 11 | 14-08-2018 01:06 PM |
منافع الحج .. مشاركة في فعالية الحج وضيوف الرحمن | المها | (همسات الحج والعمره) | 12 | 10-08-2018 09:08 AM |