وحل البلاء وقل الوفاء
فعند التناهي يكون الفرج
وما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبه ..
وما يقدمه اليوم أهل سوريا
من تضحيات سيعقبه
بإذن الله خير وفتوحات
ولهان كله في سبيل الله ..
ثم في خلاصهم من الظلم والطغيان ..
وقد قيل: من عرف ما قصد، هان عليه ما وجد.
تهون علينا في المعالي نفوسنا
ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر !!
قال ابن القيم: ( فإذا رأى ضعيف البصيرة ما في الجهاد من التعب والمشاق
والتعرض لتلاف المهجة والجراحات الشديدة من ملامة اللوام
ومعاداة من يخاف معاداته لم يقدم عليه لأنه لم يشهد ما يؤول إليه
من العواقب الحميدة والغايات التي إليها تسابق
المتسابقون وفيها تنافس المتنافسون )
[ اجتماع الجيوش الإسلامية تحقيق: عواد المعتق 2/69 ].
والله إن مايحدث في الشام ليدمي القلوب
ويفطرها ..مذابح ومجازر وتعذيب وإهانات ..
وتمثيل بالقتلى وتحريق وهدم وقصف ..
فلا يفرقون بين الصغير والشيخ كلهم يبيدونهم ..
من غير رحمه فقد عميت بصائهم ؟؟؟
فما عاد يغني بصرهم مثقال ذره ؟!!
دماء الأطفال خضبت شوارع سوريا وقراها !!
فدونكم يا أهل الشام بعضا من فضائل الشام ..
لعلها تكون البلسم الشافي لتلك الجراح ..
والمعين بعد الله على تثبيت أهلنا بالشام ..
فيما هم فيه من بلاء وجهاد ..
أن الشام أرض مباركه ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني ثم الدمشقي وهو يعدد فضائل الشام: (أَحَدُهَا: الْبَرَكَةُ فِيهِ. ثَبَتَ ذَلِكَ بِخَمْسِ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى: قَوْلُهُ تَعَالَى فِي قِصَّةِ مُوسَى:
{قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ} - إلَى قَوْلِهِ - {فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إذَا هُمْ يَنْكُثُونَ فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا}
وَمَعْلُومٌ أَنَّ بَنِي إسْرَائِيلَ إنَّمَا أُورِثُوا مَشَارِقَ أَرْضِ الشَّامِ وَمَغَارِبَهَا بَعْدَ أَنْ أُغْرِقَ فِرْعَوْنُ فِي الْيَمِّ. وقَوْله تَعَالَى
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}
وَحَوْلَهُ أَرْضُ الشَّامِ وقَوْله تَعَالَى فِي قِصَّةِ إبْرَاهِيمَ:
{وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ} {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ}
وَمَعْلُومٌ أَنَّ إبْرَاهِيمَ إنَّمَا نَجَّاهُ اللَّهُ وَلُوطًا إلَى أَرْضِ الشَّامِ مِنْ أَرْضِ الْجَزِيرَةِ وَالْفُرَاتِ. وقَوْله تَعَالَى
{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا}
وَإِنَّمَا كَانَتْ تَجْرِي إلَى أَرْضِ الشَّامِ الَّتِي فِيهَا مَمْلَكَةُ سُلَيْمَانَ. وقَوْله تَعَالَى فِي قِصَّةِ سَبَأٍ: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ}
وَهُمَا كَانَا بَيْنَ الْيَمَنِ مَسَاكِنِ سَبَأٍ وَبَيْنَ مُنْتَهَى الشَّامِ مِنْ الْعِمَارَةِ الْقَدِيمَةِ كَمَا قَدْ ذَكَرَهُ الْعُلَمَاءُ. فَهَذِهِ خَمْسُ نُصُوصٍ حَيْثُ ذَكَرَ اللَّهُ أَرْضَ الشَّامِ فِي هِجْرَةِ إبْرَاهِيمَ إلَيْهَا وَمَسْرَى الرَّسُولِ إلَيْهَا وَانْتِقَالِ بَنِي إسْرَائِيلَ إلَيْهَا وَمَمْلَكَةِ سُلَيْمَانَ بِهَا وَمَسِيرِ سَبَأٍ إلَيْهَا: وَصَفَهَا بِأَنَّهَا الْأَرْضُ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا. ) مجموع الفتاوى 27/505.
أن الطائفة المنصورة في الشام.. وإذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم. عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِذَا فسدَ أهلُ الشامِ فَلا خيرَ فِيكُمْ، لا تزالُ طائفةٌ من أُمتي منصورين، لا يضرُّهم مَنْ خَذَلَهم حَتَّى تقومَ الساعةُ". قال الألباني: إسناده صحيح.
وأصله في صحيح البخاري [3641] عن معاوية بن أبي سفيان يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك" قال عمير: فقال مالك بن يخامر: قال معاذ: وهم بالشام.
وفي تاريخ البخاري عن أبي هريرة مرفوعا( بدمشق )
[3/35] ط دار الكتب العلمية.
أن دمشق في آخر الزمان من
خير مدائن الشام.. ومن خير منازل المسلمين.
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم قال: "فُسطاطُ المسلمين يوم الملحمةِ بـ"الغوطة"، إلى جانب مدينةٍ يُقال لها: "دمشق"؛ من خيرِ مدائنِ الشامِ".
وفي رواية ثانية قال: سمعت النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "يومُ الملحمةِ الكبرى؛ فُسطاطُ المسلمين بأرضٍ يقالُ لها:"الغوطة"، فيها مدينةٌ يقالُ لها "دمشق"؛ خير منازِل المسلمين يومئذٍ".
قال الألباني: حديث صحيح.
أن فسطاط المسلمين في آخر
الزمان يكون في دمشق..
عن عوف بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قال: "أتيتُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم, وهو في بناءٍ له، فسلَّمتُ عليه, فقال: عوف؟ قلت: نعم يا رسول الله! قال: ادخل, فقلت: كلِّي أم بعضي، قال: بل كلك, قال: فقال لي: اعدد عوف! ستًّا بين يدي الساعة؛ ... إلى أن قال ... : والسادسة: هدنةٌ تكون بينكم وبين بني الأصفر، يسيرون إليكم على ثمانين راية، تحت كل راية اثنا عشر ألفًا، فسطاطُ المسلمين يومئذٍ في أرض يقال لها: "الغوطة"، فيها مدينة، ويقال لها: "دمشق".
قال الألباني: حديث صحيح.
أنه إذا وقعت الملاحم يخرج بعثا من دمشق يؤيد الله بهم الدين..
حدث أبو هريرة -رضي الله عنه, أنه سمع رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "إذا وقعت الملاحِمُ بعث الله من دمشقَ بعثًا من الموالي, أكرمَ العرب فرسًا، وأجودهم سلاحًا، يؤيدُ الله بهم الدين".
قال الألباني: حديث حسن.
أن عيسى عليه السلام ينزل آخر الزمان شرقي دمشق..
عن النواس بن السمعان الكلابيّ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقول: "ينزلُ عيسى بنُ مريم -عليه السلام- عندَ المنارةِ البيضاء شرقيّ دمشق".
حديث صحيح أخرجه الإمام مسلم [2937] وغيره.
أن الله تكفل بالشام وأهله.. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم:
"ستنجدون أجنادًا، جُنْدًا بِالشَّامِ، وجُنْدًا بِالْعِرَاقِ، وَجُنْدًا باليَمَنِ", قال عبد الله: فقمت، قلت: خِرْ لي يا رسول الله! فقال: "وعليكم بِالشَّامِ، فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ، وَلْيَسْتَقِ مِنْ غُدُرِه، فَإِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- قَدْ تكفَّل لِي بالشام وأهله".
قال ربيعة: فسمعت أبا إدريس يحدث بهذا الحديث، يقول: وَمَنْ تكفَّل اللَّهُ بِهِ فَلا ضيعة عليه.
قال الألباني: حديث صحيح جدًّا.
أن عقر دار المؤمنين الشام، وإذا وقعت الفتن فإن الإيمان بالشام...
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إني رأيت عمودَ الْكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي، فنظرتُ فَإِذَا هُوَ نورٌ ساطعٌ عُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلا إِنَّ الإِيمَانَ -إِذَا وَقَعَتِ الفتن- بالشام". قال الألباني: حديث صحيح.
وفي رواية عبد الله بن عمر -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ لنا النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يومًا: "إني رأيتُ الملائكة في المنامِ أخذوا عمود الكتاب، فعمدوا به إلى الشام، فإذا وقعت الفتنُ فإن الإيمان بالشام". قال الألباني أيضا: حديث صحيح.
وفي حديث سلمة بن نفيل: "ألا إن عقر دار المؤمنين الشام"
رواه الإمام أحمد في مسنده [16965]، قال محققو المسند: ( إسناده حسن ). ط الرسالة.
أن الملائكة تبسط أجنحتها على الشام..
عن زيد بن ثابت الأنصاري -رضي الله عنه- قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه سلم يقول: "يا طوبَى للشام، يا طوبَى للشام، يا طوبَى للشام, قالوا: يا رسول الله! وبِمَ ذلك؟ قال: تلك ملائكة الله باسطو أجنحتهاعلى الشام". قال الألباني: هو حديث صحيح. وقال: في أكثر الروايات: " طوبى لأهل الشام".
أن الشام أرض المحشر..
عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم: "سَتَخْرُجُ نَارٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ من حَضْرَمَوْت تحشرُ الناس، قلنا: فماذا تأمرنا يا رسول الله؟ قال: عليكم بالشام".
قال الألباني: حديث صحيح.
تلك عشرة كاملة يا أهل الشام فأبشروا بكل خير، وتجلدوا.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية مسترسلا في ذكر الفضائل ( وَأَيْضًا فَفِيهَا الطُّورُ الَّذِي كَلَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ مُوسَى. وَاَلَّذِي أَقْسَمَ اللَّهُ بِهِ فِي " سُورَةِ الطُّورِ " وَفِي {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} {وَطُورِ سِينِينَ} وَفِيهَا الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى وَفِيهَا مَبْعَثُ أَنْبِيَاءَ بَنِي إسْرَائِيلَ وَإِلَيْهَا هِجْرَةُ إبْرَاهِيمَ وَإِلَيْهَا مَسْرَى نَبِيِّنَا وَمِنْهَا مِعْرَاجُهُ وَبِهَا مُلْكُهُ وَعَمُودُ دِينِهِ وَكِتَابِهِ وَطَائِفَةٌ مَنْصُورَةٌ مِنْ أُمَّتِهِ؛ وَإِلَيْهَا الْمَحْشَرُ وَالْمَعَادُ كَمَا أَنَّ مِنْ مَكَّةَ الْمَبْدَأُ. فَمَكَّةُ أُمُّ الْقُرَى مِنْ تَحْتِهَا دُحِيَتْ الْأَرْضُ وَالشَّامُ إلَيْهَا يُحْشَرُ النَّاسُ كَمَا فِي قَوْلِهِ: {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} نَبَّهَ عَلَى الْحَشْرِ الثَّانِي فَمَكَّةُ مَبْدَأٌ وإيليا مَعَادٌ فِي الْخَلْقِ وَكَذَلِكَ فِي الْأَمْرِ فَإِنَّهُ أُسْرِيَ بِالرَّسُولِ مِنْ مَكَّةَ إلَى إيليا. وَمَبْعَثُهُ وَمَخْرَجُ دِينِهِ مِنْ مَكَّةَ وَكَمَالُ دِينِهِ وَظُهُورُهُ وَتَمَامُهُ حَتَّى مَمْلَكَةِ الْمَهْدِيِّ بِالشَّامِ فَمَكَّةُ هِيَ الْأَوَّلُ وَالشَّامُ هِيَ الْآخِرُ: فِي الْخَلْقِ وَالْأَمْرِ فِي الْكَلِمَاتِ الْكَوْنِيَّةِ وَالدِّينِيَّةِ. ) مجموع الفتاوى 27/505.
فيا أهل الشام اصبروا واثبتوا
فإن المبشرات كثيره. .
وليكن جهادكم لتكون كلمة الله هي العليا ..
ومن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ..
فهو في سبيل الله ..
اللهم كن لأخواننا المستضعفين في سوريا
اللهم عليك بطاغيتهم