09-02-2022, 08:34 PM
|
|
هذا جزاء سنمار أغلبنا يسمع عن المثل القائل: (هذا جزاء سنمار)، الذي كان مهندسا وبناء حاذقا قام بتشييد قصر جميل لأحد السلاطين، وما إن انتهى حتى افتتن السلطان بجمال قصره إلى درجة أنه خشي أن يبني أحد مثله، ولكي يطمئن على ذلك، ما كان منه لكي يكافئ (سنمار) إلا أن يقذف به من سطح القصر ليسقط على الأرض جثة هامدة، وليس في عينه قطرة واحدة.
غير أن الكثير في بلادنا العربية لم يقرأوا أو يعلموا أن في التاريخ ما هو أفظع من ذلك الجزاء.
ففي الهند، قام بنحت المعبدين الشهيرين في (ما هفيلى بورام) وكلها من الغرانيت الصلب.. قام بذلك (1200) عامل اشتغلوا بها ليل نهار لمدة سبعة أعوام متواصلة. وبعد أن أتموا البناء على أكمل وجه، خلب جمالها ودقتها الأبصار والألباب، وخوفا من أن يبوح أحدهم بسر الصنعة، وحتى لا يقلد أحد هذا البناء العجيب، ما كان من السلطان إلا أن يجمع العمال كلهم في يوم واحد ثم يعدمهم عن بكرة أبيهم.
ولا أدري أي صلوات بعد ذلك من الممكن أن تقام وتتلى في مثل هذين المعبدين؟! ومن هو الإنسان المؤمن المجنون الذي سوف يخشع وحول رأسه تحوم أرواح الضحايا؟!
ومع الأسف، فهذه هي حقيقة العالم (الزفت)، ولكن هل من معتبر؟!
وإنني على يقين أن بعض من يقرأ الآن كلامي هذا قد حصل له في حياته ما حصل لـ(سنمار)؛ صحيح أنه لم يقتل ويمت دفعة واحدة، ولكنه لا يزال يموت (بالتقسيط) ويتجرع مرارة الغدر والنكران.
* * *
قرأت مقابلة مع ممثلة من بنات (هوليوود) تقول فيها: «إنني ابتكرت طريقة للاستحمام ليس هناك أروع منها؛ ففي كل صباح أملأ (البانيو) بالتمام والكمال بالقهوة الساخنة، وبعد أن أغطس فيها لمدة ساعة كاملة، أعرض جسمي بعدها للبخار لمدة ساعة أخرى، وهذه عملية تغذي الجلد، وتجعله ناعما كالحرير، أكثر بمراحل مما تفعله صالونات التجميل بواسطة (الكوزماتيك)».
ولا أدري هل تلك القهوة التي تستحم بها تلك الممثلة الناعمة، قهوة سادة، أم سكر زيادة، أم على الريحة؟! هذا هو فقط ما يشغل بالي ويطيل همي وغمي.
* * *
وهل صحيح أيضا أن الوجه الدميم تلدغه النحلة؟!
* * *
شيئان من الصعب أن تعرف أغوارهما: أعماق المحيط، وقلوب البشر. |
|
|
|
|
|