حب
الله من
أفضل أنواع الحب
إن حب
الله من
أفضل أنواع الحب فهو حب لا ينكر و لا يذم ،و كلنا يقر و يعترف بحب
الله و لكن هل نحبه فعلا؟
معلوم أن
الحب هو اتباع المحبوب و عمل الجهد لإرضائه و أن نكون عند حسن ظن المحبوب
فهل هذا ما نتبعه مع الله؟؟
لو راجعنا أنفسنا لرأينا بأن معاصينا.. و ذنوبنا تملأ الفضا... فكيف إذاً ننال الرضى ؟!
و كذلك حب الرسول صلى
الله عليه و سلم و نعني بها المحبة الخاصة ، و التي تشغل قلب المحب وفكره و ذكره بمحبوبه ، و إلا فكل مسلم في قلبه محبة لله و رسوله لا يدخل الإسلام إلا بها ، و الناس متفاوتون في درجات هذه المحبة تفاوتاً لا يحصيه إلا
الله .
فهذه المحبة هي التي تلطف و تخفف أثقال التكاليف ، و تسخي البخيل ، و تشجع الجبان ، و تصفي الذهن ، و تروض النفس ، و تطيب الحياة على الحقيقة ، و إذا بليت السرائر يوم اللقاء كانت سريرة صاحبها من خير سرائر العباد ، كما قيل :
سيبقى لكم في مضمر القلب و الحشا ..... سريرة حبٍّ يوم تبلى السرائرُ
و هذه المحبة هي التي تنور الوجه و تشرح الصدر ، و تحيي القلب ، و كذلك محبة كلام
الله ، فإنها من علامات محبة
الله ، و إذا أردت أن تعلم ما عندك و عند غيرك من محبة
الله فانظر محبة القرآن من قلبك و التذاذك بسماعهم أعظم من التذاذ أصحاب الملاهي و الغناء المطرب بسماعه ، فإن من المعلوم أن من أحب محبوباً كان كلامه و حديثه أحب شيء إليه ، كما قيل:
إن كنت تَزعَــــــمُ حُـــــــبي ........... فِلما هجـَـــــــرتَ كتــــــابي
أمــــا تأملت مــا فيــــــــــــ ............ ــــــــــــــهِ من لذيــذ خطابي
وقال عثمان بن عفان " لو طهرت قلوبنا لما شبعت من كلام الله"
فكيف يشبع المحب من كلام محبوبه و هو غاية مطلوبة ؟!
فلا تكون أخي الكريم كما قال الشاعر:
تُقْرَا عليك الخَتْمةُ و أنت جامدُ كالحجر ........ و بيتٌ من الشِّعْر يُنْشَدُ تميــلُ كالنَّشوانِ
فهذا من أعظم الأدلة من فراغ قلبه من محبة
الله و كلامه ، و تعلقه بمحبة سماع الشيطان ، و المغرور يعتقد أنه على شيء .
فكل حب سوى حب
الله و كلامه و رسوله عليه الصلاة و السلام باطل ، و إن لم يعن عليه و يشوق المحب إليه
هذا ما جمعته لكم من كلام ابن القيم رحمه الله
أسأل
الله العلي القدير أن يملأ قلوبنا حبا و شوقا إليه
و يملأها كذلك بحب المصطفى عليه الصلاة و السلام
و بحب القرآن الكريم و أن يجعله لنا في الدنيا قرينا و في القبر أنيسا
و يوم القيامة شفيعا و إلى الجنة رفيقا .