#1
| |||||||||||
| |||||||||||
حب الله فى قلوب أطفالنا حب الله فى قلوب أطفالنا إن الطفل نبتة صغيرة تنمو ، و تترعرع ، فتصير شجرة مثمرة ، أو وارفة الظلال ... أو قد تصير شجرة شائكة ، أو سامَّة والعياذ بالله. وحتى نربي جيلاً من الأشجار المثمرة ، أو وارفة الظلال ؛ فإنه علينا أن نعتني بهم منذ البداية ، مع التوكل على الله تعالى والاستعانة به في صلاحهم. وما أحوجنا في هذا العصر الذي أصبحت فيه الأمم تتداعى على أمة الإسلام كما تتداعى الأكَلَة على قصعتها - كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم- بأن نربي وننشئ جيلاً قوي الإيمان يثبُت على الحق ، و يحمل لواء الإسلام ، ويدافع عنه بكل طاقته . وأول ما يمكن أن يحقق هذا الهدف النبيل ، ويعين على بلوغ تلك الغاية السامية ، هو: "مساعدة أطفالنا على حب الله عز وجل"... لماذا الأطفال؟ لأن" الطفل هو اللبنة الأولى في المجتمع ، فإذا و ضعناها بشكل سليم كان البناء العام مستقيماً ، مهما ارتفع وتعاظم ؛ كما أن الطفل هو نواة الجيل الصاعد التي تتفرع منها أغصانه وفروعه وكما نعتني بسلامة نمو جسمه فيجب أن نهتم بسلامة مشاعره ، ومعنوياته " فإذا حرصنا على ذلك فإن جهودنا سوف تؤتي ثمارها حين يشب الطفل ويحمل لواء دينه - إذا أحب ربه وأخلص العمل له - وإن لم نفعل نراه يعيش ضائعاً بلا هوية - والعياذ بالله - لماذا نعلمهم حب الله ؟ 1-لأن الله تعالى قال عن الذين يحبونه في الآية رقم (31) من سورة آل عمران: { قُل إن كُنتم تحبون اللهَ فاتَّبعوني يُحِببْكُم اللهُ ، ويَغفر لكم ذنوبَكم ، واللهُ غفورٌ رحيم } . 2- لأن الله جلَّ شأنه هو الذي أوجدنا من عَدَم ، وسوَّى خَلقنا وفضَّلنا على كثير ممَّن خلق تفضيلا ، ومَنَّ علينا بأفضل نعمة وهي الإسلام ، ثم رزقنا من غير أن نستحق ذلك ، ثم هو ذا يعدنا بالجنة جزاءً لأفعال هي من عطاءه وفضله ، فهو المتفضِّل أولاً وآخِرا!!! 3- لأن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يدعو: ( اللهم اجعل حُبك أحب إلىَّ مِن نفسي ، وأهلي ، و مالي ، و ولدي ، و من الماء البارد على الظمأ ) ، و لنا في رسول الله الأسوة الحسنة . 4- لأن الحب يتولد عنه الاحترام والهيبة في ا لسر والعلن ، وما أحوجنا إلى أن يحترم أطفالنا ربهم ويهابونه - بدلاً من أن تكون علاقتهم به قائمة على الخوف من عقابه أو من جهنم- فتكون عبادتهم له متعة روحية يعيشون بها وتحفظهم من الزلل 5- لأن الأطفال في الغالب يتعلقون بآبائهم وأمهاتهم -أو مَن يقوم برعايتهم وتربيتهم- أكثر من أي أحد ، مع العلم بأن الآباء ، والأمهات ، والمربين لا يدومون لأطفالهم ، بينما الله تعالى هو الحيُّ القيوم الدائم الباقي الذي لا يموت ، والذي لا تأخذه سِنةٌ ولا نوم ، فهو معهم أينما كانوا وهو الذي يحفظهم ويرعاهم أكثر من والديهم ... إذن فتعلقهم به وحبهم له يُعد ضرورة ، حتى إذا ما تعرضوا لفقدان الوالدين أو أحدهم عرفوا أن لهم صدراً حانياً ، وعماداً متيناً ، وسنداً قوياً هو الله سبحانه وتعالى . 6- لأنهم إذا أحبوا الله عز وجل وعلموا أن القرآن كلامه أحبوا القرآن ، وإذا علموا أن الصلاة لقاء مع الله فرحوا بسماع الأذان ، و حرصوا على الصلاة وخشعوا فيها ، وإذا علموا أن الله جميل يحب الجمال فعلوا كل ما هو جميل وتركوا كل ما هو قبيح ، وإذا علموا أن الله يحب التوابين والمتطهرين ، والمحسنين ، والمتصدقين ، والصابرين ، والمقسطين ، والمتوكلين ، وأن الله مع الصابرين ، وأن الله ولي المتقين ، وأنه وليُّ الذين آمنوا وأن اللهَ يدافع عن الذين آمنوا ... اجتهدوا ليتصفوا بكل هذه الصفات ، ابتغاء مرضاته ، وحبه ، وولايته لهم ، ودفاعه عنهم. أما إذا علموا أن الله لا يحب الخائنين ، ولا الكافرين ، ولا المتكبرين ، و لا المعتدين ، و لا الظالمين ، ولا المفسدين ، و أنه لا يحب كل خَوَّان كفور ، أو من كان مختالاً فخورا ... لابتعدوا قدر استطاعتهم عن كل هذه الصفات حباً في الله ورغبة في إرضائه . 7- لأنهم إذا أحبوا الله جل وعلا أطاعوا أوامره واجتنبوا نواهيه بطيب نفس ورحابة صدر ؛ وشبُّوا على تفضيل مراده على مرادهم ، و" تقديم كل غال وثمين من أجله ، والتضحية من أجل إرضائه ، وضبط الشهوات من أجل نيل محبته ، فالمُحب لمن يحب مطيع ... أما إذا لم يحبوه شَبُّوا على التفنن في البحث عن الفتاوى الضعيفة من أجل التَفَلُّت من أمره ونهيه " 8- لأن حب الله يعني استشعار أنه عز وجل يرعانا ويحفظنا في كل وقت ومكان ، مما يترتب عليه الشعور بالراحة والاطمئنان والثبات ، وعدم القلق أو الحزن... ومن ثم سلامة النفس والجسد من الأمراض النفسية والعضوية… بل والأهم من ذلك السلامة من المعاصي والآثام ، فعلينا أن نفهمهم أن " مَن كان الله معه ، فمَن عليه؟!!! ومَن كان الله عليه فمَن معه ؟!!! 9- لأن أعز ما يملكه الإنسان - بعد إيمانه بالله عز وجل - هو الكرامة " وليس المال أو المنال ، أو الجاه أو القدرة... فالمجرم يتعذب في داخله قبل أن يحاسبه الآخرون ، لأنه على بصيرة من قرارة نفسه التي تحس بغياب الكرامة بفعل الأفعال الدنيئة ، أما الإنسان المحترم الذي يحس بوفرة الكرامة لديه ، فإنه أحرى أن يعتلي القمم السامية والمنازل الرفيعة... وهكذا كان شأن « يوسف » الصدِّيق عليه السلام حين توسم فيه عزيز مصر أن ينفعه ذات يوم ، ويكون خليفة له على شعبه ، أو يتخذه ولداً ؛ لذا فقد قال لامرأته حين أتى بيوسف مستبشراً به : { أكرِمي مثواه } أي أكرمي مكانته ، واجعليه محط احترام وتقدير ، ولم يوصها بأي شيء آخر ... فلعله رأى أن التربية القائمة على أساس الكرامة تنتهي بالإنسان إلى أن يكون عالماً ، وقادراً على أًن يتخذ القرارات السليمة وفقاً لأسس وقواعد التفكير الحكيم ، هذا بالإضافة إلى قدرته على وضعها موضع التنفيذ " فإذا أردنا الكرامة ونتائجها لأطفالنا فما أحرانا بأن نهبها لهم من خلال حبهم لخالق الكرامة الذي كرَّم أباهم آدم وأسجد له الملائكة ، و قال عنهم : { ولقد كرَّمنا بني آدم }... و إذا أردنا لهم الدرجات العُلا في الدنيا و الآخرة ، فلا مفر من مساعدتهم على حب الله الذي يقودهم إلى التقوى ، فيصبحوا من الذين قال عنهم : { إن أكرمكم عند اللهِ أتقاكم } نتابع المصدر: منتدى همسات الغلا pf hggi tn rg,f H'thgkh hggi pf td ::: ثلاثة اخرجهم من حياتك: :: من استرخص مشاعرك :: من يتلذذ في تعكير مزاجك :: من هانت عليه العشرة ا-------------------ا |
10-01-2022, 07:18 PM | #2 |
| تنمية حب الله فى قلوب الأطفال .. يسأل الطفل كثيراً عن الله : من هو الله؟ ما شكله؟ هل هو كذا أو كذا؟ والإنسان مجبول على الإيمان وعلى وجود دافع إيماني في داخله فالرسول صلى الله علي وسلم يقول فى الحديث الشريف ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) فالطفل الصغير لديه فطرة إيمانية متأصلة في نفسه لكن الوالدين هما اللذان يوجهانها حسب اعتقادهم ويمكن للمربي استغلال ميل الطفل للأسئلة خاصة عن الله فيحترم أسئلته ولا ينهره عنها حتى لو كانت غريبة ويجيب عنها بكل وضوح بل ويستحثها ومن الخطأ الإجابة بـ لا أدري أو عندما تكبر تعرف وغير ذلك وإنما لابد من التحدث عن هذا الموضوع بثقة والإجابة بكل صدق وأمانة وبأسلوب يتفق مع عمر الطفل وعلى المربي أن يبحث في الأسئلة التي تخفى عليه حتى يجد الإجابة ومن الخطأ احتقار عقلية الطفل فهو وإن لم يستوعب كل شيء فإنه يكتسب المفهوم الصحيح عن الله ويرسخ في ذهنه وتتكشف له المعاني كلما تقدم في العمر حتى يصل إلى الفهم الكامل وإليك هذا الحوار المتخيل بين أم وطفلتها: إيمان في الخامسة من عمرها تسأل كثير عن الله وكانت أمها تتعامل مع أسئلتها بكل وضوح وحذر وتبحث عن إجابة بأسئلة أبنتها التي تخفى عليها في الكتب والمراجع وأهل العلم ........... سألت إيمان: ماما أين الله؟ الأم: الله في السماء. ــ وهل يرانا الله وهو في السماء؟ ــ نعم الله يرانا ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ــ وهل له عيون مثلنا؟ ــ الله لا يشبهنا وليس مثله أحد. ــ إذاً كيف شكله؟ ــ الله جميل أجمل من كل شيء ولكننا لا نراه في الدنيا. ــ متى نراه إذاً يا أمي؟ ــ لقد وعد الله المؤمنين أنهم سوف يرونه في الجنة كما نرى القمر في السماء. ــ ماما من خلق الله؟ ــ لم يخلقه أحد. ــ هل لله أب وأم؟ ــ لا الله واحد أحد لم يلد ولم يولد . وهنا أدعوا كل مرب إلى احترام أسئلة الطفل وعدم نهره عنها لأنها وسيلته للتعرف على العالم ووسيلته لاكتساب العقيدة الصحيحة كما أنني أتساءل لماذا لا نعرض المفاهيم الدينية التي تتعلق بالله والدار الآخرة ونشبع خيال أطفالنا الواسع عن الله والجنة والموت والحياة فعند الحديث عن الجنة مثلا يمكن ترك المجال لخيال الطفل أن ينطلق فالجنة فيها كل شيء يشتهيه الإنسان فيها الأشجار والأنهار وعندما نريد فاكهه معينة تقرب الشجرة أغصانها ونقطف منها ما نريد دون أن نتحرك من أماكننا وهكذا والطفل قد لا يستوعب المفهوم من أول مرة ولكن مع الوقت ومع الخبرات المختلفة التي يقدمها المربي يتطور إدراكه وتتكشف له معانيه وأسراره باستمرار حسب المرحلة العمرية التي يمر بها فطفل السنوات الثلاث يستطيع أن يردد كلمة الله مثلا ويمكن أن يردد الله كبير أو الله جميل ثم ينمو ويستطيع أن يفهم أن هذه ا الوردة من صنع الله الجميل وهذه السماء من صنع الله العظيم ومع الوقت تثبت المفاهيم في ذهن الطفل وخياله حتى يكبر ويصل إلى ا الفهم الكامل للدين وهذا ما يسعى إليه المربي المسلم وهذا ما يجعل أطفالنا ينمون ولديهم شعور بالرضا والراحة . نتابع |
::: ثلاثة اخرجهم من حياتك: :: من استرخص مشاعرك :: من يتلذذ في تعكير مزاجك :: من هانت عليه العشرة ا-------------------ا |
10-01-2022, 07:19 PM | #3 |
| كلنا يسعى لتربية أبنائه تربية إسلامية تؤتي ثمارها مردودا طيبا مباركا نجده في أجيال مباركة تفخر بهم الأوطان, وأهم ما في التربية الإسلامية هو تقوى الله تعالى ومحبته.. فكيف لنا أن نغرس في قلوبهم هذه الفضيلة المميزة ؟ لا يكفي أن يعرف الطفل وجود الله وقوته وقدرته لكن يجب أن نغرس في قلبه ووجدانه حب الله وبشكل يفوق كل حب لما عندهم من الاستعداد الفطري والطبيعي للتصديق, فمن الواجب إذا تعلم الطفل تدريجيا مبادئ دينه ويكون أساس المعرفة هو محبة الله تعالى, والخضوع له لأن المحبة هي الشعور الذي يملأ قلب الإنسان إعجابا بمن يحب, وينتج عن المعرفة الكاملة بالله تعالى, وسطوع قدسيته وعظمته في جميع أقطار النفس, وهذه المحبة هي جوهر إكتمال العلاقة بالله, والخضوع له. وعبادته حقا, ومن الضروري أن يعيش الناس هذه الحقيقة ويعرفوها, ليسيروا نحو الله كما يريد تعالى, ومن الضروري علينا كمربين أن نغرس في قلوب أبنائنا محبة الله تعالى ليشبوا عليها ويقوموا بتبعاتها من طاعة وخوف ورجاء وشكر ودعاء إلخ. لذا يتوعد الله كل من آثر أهله وقرابته على حب الله ورسوله يقول تعالى: (قل إ ن كان آباؤكم وأبناؤكم واخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين) - سورة التوبة -24 وتؤكد كذلك السنة النبوية هذا المبدأ فيقول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم:- (حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه من سواهما) - رواه البخاري. وإذا كانت فطرة الانسان السوية تدفعه لأن يحب من أحسن إليه ويسعى لإرضائه, وإن الحب يزداد كلما ازداد الإحسان, فلا شك فيه أن الله تعالى أولى وأجدر بأعلى درجات الحب والمودة, لأنه تعالى هو الذي وهب لنا الحياة, وهو صاحب الفضل والنعمة, سخر لنا سائر المخلوقات وكرمنا عليها ورزقنا من الطيبات وأعطانا من النعم ظاهرها وباطنها ما لا يعد ولا يُحصى حيث قال تعالى: (وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الانسان لظلوم كفار) - سورة ابراهيم /.34 إذن ولنرسخ في أعماق أطفالنا حب الله تعالى, ولنقل لهم يجب أن تحبوا الله أكثر منا لأن الله هو الذي خلقنا لكم فنوفر لكم ما تريدون, ولنعلمهم أنهم مع حبهم لله سوف تحبون كل ما يحبه من عقائده وشرائعه وأخلاقه ولكن كيف يكون غرس هذه الفضائل في قلوب أبنائنا ؟.. نعم يكون عن طريق ثلاث قواعد أساسية مهمة وهي : 1- غرس مراقبة الله في العمل. 2- غرس مراقبة الله في الفكر. 3- غرس مراقبة الله في الحس. ويكون غرس مراقبة الله في العمل عن طريق : - تعلم الاخلاص لله رب العالمين في كل أقواله وأعماله وسائر تصرفاته. - أن يشعر الولد بأن الله سبحانه لا يقبل منه أي عمل إلا إذا قصد من ورائه وجه الله وابتغى به مرضاته. غرس مراقبة الله في الفكر أو التفكير يكون عن طريق : - تعلم الأفكار التي تقربه من خالقه العظيم, والتي بها ينفع نفسه وينفع مجتمعه وينفع الناس أجمعين, أن يروض عقله وقلبه وهواه تبعا لما جاء به خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام. - أن يؤدب الولد على المحاسبة حتى الخواطر السيئة والأفكار الشاردة. - حفظ أواخر سورة البقرة مع بيان ما فيها من إرشادات وأدعية لما تشتمله هذه الآيات من توجيه إلى مراقبة الله. أما غرس مراقبة الله في الحس تكون عن طريق : - تعلم كل إحساس نظيف وكل شعور طاهر فلا يحسد ولا يحقد, ولا ينم, ولا يتمتع المتاع الدنس, ولا يشتهي الشهوات الباطلة. - ويتربى على أنه كلما أصابه نزغ من الشيطان, أو هاجس من النفس الأمارة بالسوء تذكر أن الله سبحانه معه يسمعه ويراه فإذا هو متذكر مبصر. قال تعالى: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم) - سورة الأعراف /.201 وهذا النمط من التربية والمراقبة قد وجه الله المربي الأول عليه الصلاة السلام في اجابة السائل عن الاحسان: ( أن تعبد الله كأنك تراه, فإن لم تكن تراه فإنه يراك ). أسلوب التربية التربية والتعليم في البداية يكون بالحب واللين كما فعل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, وذلك حتى يحب الطفل المعلومة وتدخل في أعماق قلبه ويتقبلها, فلو رتب الآباء جلسة يومية أو أسبوعية مع الأطفال يتعلمون من خلالها كل يوم خميس آيات قرآنية وتفسيرها لكانت نتائج هذه الجلسة مثمرة في قلوب الصغار ومنمية لمشاعرهم تجاه الله عز وجل وحبه والتعرف عليه فلا يكفي الطفل ما يتعلمه في المدارس التي أحيانا قد تستخدم أسلوب الترهيب قبل الترغيب فتضيع ثمرة العلم الناجح بسبب غرس الخوف في نفوس الأطفال, لهذا علينا ألا نذكر لهم سيرة النار في كل أمر بل نخبرهم في البداية أنها للكفار والعصاة, إنما علينا تذكيرهم الدائم بالجنة وإننا سنكون من أهلها بإذن الله إن فعلنا كل عمل صالح ومفيد . هناك أمر آخر لا يمكن تغافله وهو القدوة الحسنة أمام الأبناء فإذا نشأ الطفل في بيئة صالحة يسهل على الوالدان غرس حب الله في قلبه من خلال إرتباط والداه بكتاب الله عز وجل وكثرة ملاحظته بمدى حرصهم على ذكر الله فحتى تكون عقيدة أطفالي صحيحة لابد من جعل الطفل يحس ويشعر بوجود الله سبحانه وتعالى ( فكل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) ولنرسخ في أذهان أطفالنا أن حب الله تعالى يتمثل باتباع الآتي: أولاً: تنزيه الله تعالى وطاعته ثانيا: مراقبة الله في السر والعلن جاءت الديانات السماوية كلها توضح وتؤكد تنزيه الخالق, فهو منزه عن الشركاء, له الألوهية وحده وله الربوبية وحده, وتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا... وقد أوضح القرآن الكريم هذه الحقيقة قال تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). وهذا التنزيه له ثماره لأن (القلب الذي يوحد الله, يدين لله وحده, ولا يحني هامته لأحد سواه, ولا يطلب شيئاً من غيره ولا يعتمد على أحد من خلقه, فالله وحده هو القوي وهو القاهر فوق الجميع, والعباد كلهم ضعاف مهازيل لا يملكون له نفعاً ولا ضراً. فإذا وقر في نفس الطفل أن الله وحده الذي يُعبد وأن الله على كل شيء رقيبا, يبدأ بطاعته ومراقبته في السر والعلن, فعلى الوالدين أن يشعرا أطفالهما بأن الله سبحانه وتعالى يسمعهم ويراهم ويعلم ما يسرون وما يجهرون من القول... يقول تعالى: (عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال, سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار) - سورة الرعد/ 9 نتابع |
::: ثلاثة اخرجهم من حياتك: :: من استرخص مشاعرك :: من يتلذذ في تعكير مزاجك :: من هانت عليه العشرة ا-------------------ا |
10-01-2022, 07:20 PM | #4 |
| لم تكمل الطفلة عامها الثالث .. تتلعثم بالحروف .. تقف خلف أمها وتشد فستانها قائلة : أمي لم نبن اليوم قصراً في الجنة اعتقدت أنني سمعتها بالخطأ إلا أن الفتاة كررتها .. ثم وقف إخوتها إلى جانبها وأخذوا يرددون ما قالته أختهم الصغيرة رأت الأم الفضول في عيني فابتسمت وقالت لي : أتحبين أن تشاهدي كيف أبني قصراً في الجنة أنا وأبنائي؟ فوقفت أراقب ما سيفعلونه جلست الأم وجلس أولادها حولها .. أعمارهم تتراوح بين العاشرة إلى الثالثة .. جلسوا جميعهم مستعدين ومتحمسين بدأت الأم وبدأوا معها في قراءة سورة الإخلاص قل هو الله أحد .. الله الصمد .. لم يلد ولم يولد .. ولم يكن له كفواً أحد ثم كرروها عشر مرات عندما انتهوا صاحواا بصوت واحد فرحين .. الحمد لله بنينا بيتاً في الجنة سألتهم الأم وماذا تريدون أن تضعوا في هذا القصر؟ رد الأطفال نريد كنوزاً يا أمي .. فبدأوا يرددون لا حول ولا قوة إلا بالله .. لا حول ولا قوة إلا بالله ثم عادت فسألتهم من منكم يريد أن يرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم السلام ويشرب من يده شربة لا يظمأ بعدها أبداً فشرعوا جميعهم يقولون : اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد .. كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .. وبارك على محمد وعلى آل محمد .. كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد تابعوا بعدها التسبيح والتكبير والتهليل .. ثم انفضوا كلٌ إلى عمله .. فمنهم من تابع مذاكرة دروسه .. ومنهم من عاد إلى مكعباته يعيد بنائها فقلت لها كيف فعلتي ذلك؟ قالت أبنائي يحبون جلوسي بينهم ويفرحون عندما أجمعهم وأجلس وسطهم فأحببت استغلال ذلك بأن أعلمهم وأعودهم على ذكر الله .. وما أعلمه لهم استندت فيه على أحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : من قرأ قل هو الله أحد حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصراً في الجنة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث آخر : يا عبد الله بن قيس ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ فقلت بلى يا رسول الله ، قال : قل لا حول ولا قوة إلا بالله وقال عليه أفضل الصلاة والسلام : ما من أحد يسلم عليَّ إلا رد الله عليَّ روحي حتى أرد عليه السلام فأحببت أن أنقل لهم هذه الأحاديث وأعلمها لهم بطريقة يمكن لعقلهم الصغير أن يفهمها .. فهم يروون القصور في برامج الأطفال ويتمنون أن يسكنوها .. ويشاهدون أبطال الكرتون وهم يتصارعون للحصول على الكنز تركتها هذه الأم وأنا أفكر في بيوتنا المسلمة .. على أي من الكلام يجتمعون؟ وماذا يقولون؟ وهل هم يجتمعون أصلاً؟ وأي علاقة تلك التي تنشأ بين الأم وأبنائها عندما يجلسون يقرأون القرآن ويذكرون الله؟ خرجت من عندها وأنا أردد هذه الآية: ( وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى ) هذه الأم ستثاب عندما يردد أحد أبنائها هذه الأذكار حتى بعد ممات الأم .. وكأنها صدقة جارية .. وهي أفضل استثمار لها في الدنيا والآخرة نتابع |
::: ثلاثة اخرجهم من حياتك: :: من استرخص مشاعرك :: من يتلذذ في تعكير مزاجك :: من هانت عليه العشرة ا-------------------ا |
10-01-2022, 07:20 PM | #5 |
| تعويد الطفل على ذكر الله: يجب علينا جميعا الإهتمام بتحفيظ أطفالنا الأذكار اليومية و أذكار النوم والطعام والشراب و غيرها حيث أن سماع الطفل للأذكار ، وحفظه لها وممارستها دائما ، ربط وثيق لروحه بالله عز وجل ، فتنمو روحه وتسلم فطرته من الانحراف . و نتذكر جميعنا قول رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم عن إبن عباس قال : كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال { يا غلام! إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف } ( تحقيق الألباني (صحيح ) ). يردد المربي مع الطفل الأدعية والأذكار في المناسبات المختلفة كدعاء الاستيقاظ ودعاء النوم وعند نزول المطر والتسمية عند الأكل .. بكل استشعار وحب فيتعود الطفل على ذكر الله في كل وقت وعلى أي حال مما يجعله يتعلق بالله ويحبه. وعلى المربي الحرص على الاستمرارية والمتابعة فلا يكفي مرة واحدة أو مرتين وإنما دائمًا مهما كانت الظروف. وعندما يربَّى الطفل على الحياة الدائمة مع الله والتطلع الدائم إليه والإحساس الدائم به والمراقبة الدائمة له في كل ما يفعله، عندها يتدفق حب الله في قلب الطفل، حب كفيل بطاعته طاعة منبعثة من الرضا لا من القهر والخوف والعقاب. نتابع |
::: ثلاثة اخرجهم من حياتك: :: من استرخص مشاعرك :: من يتلذذ في تعكير مزاجك :: من هانت عليه العشرة ا-------------------ا |
10-01-2022, 07:21 PM | #6 |
| عندما يبدأ الوالدان مهمة التربية الدينية لطفلهما في سن مبكرة، يجب عليهما غرس حب الله فى قلبه، وتشجيع الطفل على التأمل والتفكر فيما حوله من خلق الله فى الكون، وتعويد الطفل على اللجوء إلى الله في كل وقت خاصة عند الصعوبات والتوجه إليه بالدعاء فإن ذلك يهيئ الطفل لتنمو في نفسه عقيدة الإيمان بالله تعالى . فالصغير يميل إلى البحث والسؤال والتأمل فيما حوله من عجائب الكون التي تدل على عظمة الله، ولكن هذا الميل يخبو ويزول مع الوقت إذا لم يتوفر له التشجيع من قبل المربي. فعلى المربي أن يثير انتباه الطفل وحسه للتأمل فيما حوله ويبدأ في سن مبكرة، فيلفت انتباه الصغير إلى السماء والنجوم والسحاب والمطر والرمال والبحر، وإلى تلك الزهرة وإلى هذه الصخرة. ولابد أن يُظهر ذلك للطفل باندهاشه بما حوله وبنبرة صوته وبانبهاره بما يرى . ويمكن استخدام الوسائط المختلفة في ذلك كمشاهدة البرامج أو اقتناء أفلام عن الطبيعة والكائنات المختلفة، وتوفير الكتب المزودة بالصور. كما يمكن تربية دواجن وحيوانات أليفة لملاحظة تكاثرها ونموها وموتها وإرجاع ذلك كله إلى قدرة الله. وكذلك زيارة حدائق الحيوان والمزارع، وزراعة الطفل للنباتات ورعايتها وملاحظة تدرج نموها . كما يمكن إتاحة الفرصة للطفل لتذوق الفنون المختلفة والتعرف على الاكتشافات والتقدم الذي أحرزه الإنسان وإثارة إحساس الطفل للتعرف إلى الله الخالق ملهم البشر الذي منح الإنسان عقلاً يفكر به ويخترع. ولتحقيق ذلك يمكن زيارة المتاحف والمعارض والرجوع إلى الكتب والمجلات . نتابع |
::: ثلاثة اخرجهم من حياتك: :: من استرخص مشاعرك :: من يتلذذ في تعكير مزاجك :: من هانت عليه العشرة ا-------------------ا |
10-01-2022, 07:22 PM | #7 |
| الاقتداء بمن حوله يقوي إيمان الطفل بربه بالسماع والمشاهدة : فعندما يرى الطفل من حوله ويسمعهم يذكرون الله في صلواتهم وفي كل حين وعلى أي حال فإنه يقلدهم. كما أنه يقلد من يحبه ويألفه من معلمين وأقارب . تعويد الطفل على اللجوء إلى الله في كل وقت خاصة عند الصعوبات : والمشاكل التي يواجهها الطفل قد تكون بسيطة جدًّا ولكنها تبدو غير ذلك بالنسبة له، وعند حدوثها يوجَّه الطفل إلى دعاء الله وطلب العون منه، وللقدوة دور كبير في ذلك، فلو أن الوالدين ذكرا الله عند حلول أي مصيبة عند كسر كأس مثلاً فقالا "لا حول ولا قوة إلا بالله"، لتابعهما الطفل وعلم أن كل شيء بقدر الله، وعند حدوث ما يسر الوالدين رآهما يفرحان ويستبشران ويحمدان الله الذي أنعم عليهما ويرجعان ما بهما من خير وسعادة إلى الله ، فعندما يشعر الطفل بالضيق لحدث معين كفقدان لعبة أو صديق أو قريب، يحسن بالوالدين بدلاً من حماية الطفل من المرور بالتجربة وإعطائه الحلول الجاهزة، أن يساعدا الطفل على تحمل الخوض في التجربة عن طريق احتضانه ومشاركته مشاعره وإفهامه أن الله معه وسوف يساعده ويمكن اختيار دعاء بسيط يردده الطفل كلما شعر بالضيق . كما أن الطفل في سنواته الأولى يمر بمرحلة خوف طبيعية، فيخاف من الظلام ويخاف من بعض الحيوانات.. وهذه فرصة للمربي كي يعالج مشكلة الخوف ويُشعر الطفل بالأمان وذلك بربطه بخالقه، فالله معه ويحفظه من كل شر خاصة إذا ردد أذكارًا معينة "المعوذات و آية الكرسي ...". تعويد الطفل على الإحساس برقابة الله الدائمة له : فالله مع الإنسان أينما كان، وهو يعلم بما يخفي وما يعلن. والطفل يكتسب ذلك عندما نتحدث معه عن علم الله الشامل ونحث الطفل على استشعار ذلك في المواقف المختلفة دون تخويف أو تهديد . تعويد الطفل على التسليم المطلق لله : فالله هو الذي خلقنا ويعلم ما يناسبنا وما فيه مصلحة لنا. والطفل يكتسب ذلك من خلال الخطوات السابقة ومن السهل عليه الآن الامتثال لأوامر الله حتى لو لم يعرف السبب (الحكمة). وفي الدين أمور كثيرة لا نعرف الحكمة منها ولا تتضح لنا، فإذا ثبت في القرآن والحديث أمر شرعي وجب علينا الامتثال له وإن لم تتضح لنا الأسباب . نتابع |
::: ثلاثة اخرجهم من حياتك: :: من استرخص مشاعرك :: من يتلذذ في تعكير مزاجك :: من هانت عليه العشرة ا-------------------ا |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أطفالنا , الله , حب , في , قلوب |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
السمنة المفرطة: كيف نساعد أطفالنا على تناول الأطعمة الصحية؟ | مبارك آل ضرمان | (همسات الطفل ) | 8 | 03-03-2020 11:31 AM |
أطفالنا وايام العشر | ذابت نجوم الليل | (همسات الحج والعمره) | 12 | 14-08-2018 02:21 AM |
أطفالنا مسوؤليتنا | حلم رمادي | ( حصريات المقالات ) | 16 | 15-09-2015 06:17 AM |
أطفالنا والقرآن في رمضان .. الحقوق محفوظة لمنتديات همسات الغلا | سابين | ( حصريات قناة همسات الغلا ) | 41 | 06-09-2014 06:46 AM |
مشآركتيْ...أطفالنا والإكترونياتْ..! | بعثرة مشآعر | (همســـــات الحوار والنقاش الجاد) | 31 | 11-06-2014 03:15 AM |