05-12-2021, 04:26 AM
|
| | لوني المفضل Darkorange | رقم العضوية : 6704 | تاريخ التسجيل : 22 - 12 - 2015 | فترة الأقامة : 3293 يوم | أخر زيارة : 29-10-2024 (09:03 PM) | العمر : 34 | المشاركات :
288,679 [
+
] | التقييم :
2147483647 | معدل التقييم : | بيانات اضافيه [
+
] | | | |
كف الشر عن المسلمين . . . . . كف الشر عن المسلمين كف الأذى عن الناس ... وبعد:
عن أبي موسى الأشعري قال: قلنا يا رسول الله: أي الإسلام أفضل؟ قال: (من سلم المسلمون من لسانه ويده).
بيَّن النبي صل الله عليه وسلم في الحديث الشريف قربة وعبادة يغفل عنها كثير من المسلمين، وهي عبادة كف الأذى عن الناس، فإن المسلم كما يؤجر على فعل الفرائض والطاعات، فإنه كذلك يؤجر على كف الأذى وصرف الشر عن الناس، لأن الإسلام جاء لكي يرفع الأذى والضرر والشر عن خلق الله، لكي يعيشوا في راحة وطمأنينة وأمان.
بل إن كف الشر والأذى في الإسلام يعدل الصدقة بالمال، قال أبو ذر: قلت: يا رسول الله صل الله عليه وسلم ، أرأيتَ إن ضَعُفتُ عن بعض العمل؟ قال: (تكُفُّ شركَ عن الناس، فإنها صدقة منك على نفسك).
عباد الله، إن الله عز وجل كما تعبدَنا بفعل الطاعات، تعبدنا أيضاً بترك إيذاء الناس والاعتداء عليهم، فبعض الناس يحْرِص على صلاته وصيامه وزكاته، ولكنه لا يبالي بإيذاء أهل بيته وإخوانه، وجيرانه وسائر الناس، ومثل هذا يخشى عليه من عذاب الله، قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً ﴾، عن أبي هريرة قال: (قال رجل: يا رسول الله إن فلانةً تُذكَر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها، غيرَ أنها تُؤذي جيرانها بلسانها. قال: هي في النار...)، فهذا وعيد شديد لمن اعتاد على إيذاء الناس، وإن كان من أهل الصلاة والصيام والصدقة.
عباد الله، إن إيذاء الناس يؤدي إلى وقوع العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع، وعدم الشعور بالأمان، فالأذى مذموم شرعاً وعقلاً وعرفاً، لذلك فقد حرم الإسلام كل ما يؤدي إلى أذية الناس، قال عليه الصلاة والسلام: (لا يتناجى اثنان دون واحد، فإن ذلك يؤذي المؤمن، والله عز وجل يكره أذى المؤمن) فكل صور الأذى محرمة شرعاً، سواء كان الأذى معنوياً أم حسياً، فيشمل الأذى الاعتداء على الناس في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، ويشمل الأذى باللسان كالاستهزاء واللمز بالألقاب والسخرية بالآخرين، والطعن في أنسابهم، والتنقيص من شأنهم، والتعيير بما فيهم من عيوب، ويشمل كذلك ما هو منتشر في مجالس الناس، وهو الغيبة، وهي أن تذكر إخوانك في حال غيابهم بما يكرهون. فكل ما يصدر باللسان من أذى تجاه الآخرين داخل في هذا الباب، لذلك لما سأل معاذ بن جبل رضي الله عنه رسول الله صل الله عليه وسلم قائلاً: وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: (ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِى النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ)، وقال عليه الصلاة والسلام: (يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ، لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعْ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ)
فعلينا عباد الله، أن ننتبه إلى أهمية كف الأذى عن الناس، فإن ذلك من صلب الدين، ومن أخلاق المسلمين، التي جاءت بها شريعة رب العالمين
أقول قولي هذا... *** ... وبعد:
من صور الإيذاء الذي يشتكي منه كثير من الناس في هذا الزمان، ما نشاهده في الشوارع والطرقات، من طيش البعض في قيادتهم للسيارات، من حيث السرعة الجنونية، أو تجاوزُ الإشارة الحمراء، أو عدم المبالاة بالآخرين، وكأن الشوارع أصبحت أملاكاً خاصة لهم، مما يؤذون عباد الله، ويُعرّضون الأنفس للخطر والهلاك، فالطريق حق عام للجميع، وله قوانين وأنظمة، ينبغي التقيد بها، وعدم التجاوز عليها، لكي تتحقق المنفعة للجميع فكف الأذى عن الناس في الطريق لا يقل أهمية عن باقي الأذى الممنوع شرعاً، لذا لما ذكر الله تعالى صفات عباد الرحمن، قال: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً)، وقال عليه الصلاة والسلام: (مَنْ آذَى المُسْلِمِينَ في طُرُقِهِمْ وجَبَتْ عَلَيْهِ لَعْنتُهُمْ)
ألا وصلوا على الحبيب المصطفى... . |
. . . |
;t hgav uk hglsgldk hglwlldk hgsv dp]e uk ;t |