ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات


العودة   منتدى همسات الغلا > ¨°o.O (المنتديات الاسلاميه) O.o°¨ > (همسات القرآن الكريم وتفسيره )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 02-12-2021, 10:27 PM
البرنس مديح ال قطب غير متواجد حالياً
Egypt     Male
SMS ~ [ + ]


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
الاوسمة
تيجان الملوك 
لوني المفضل Darkorange
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل : 16 - 3 - 2015
 فترة الأقامة : 3571 يوم
 أخر زيارة : اليوم (03:45 PM)
 المشاركات : 872,613 [ + ]
 التقييم : 2147483647
 معدل التقييم : البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي للفائدة توضع هنا قصص من القرآن الكريم






للفائدة توضع القرآن الكريم






للفائدة توضع القرآن الكريم



للفائدة توضع القرآن الكريم



للفائدة توضع هنا قصص من القرآن الكريم
ومن السنة النبوية الشريفة وجميعها منقولة ،،
وهو موضوع متجدد نسأل الله تعالى أن ينفع به
وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل :



للفائدة توضع القرآن الكريم


فوائد قصص القرآن:

# قصة لقمان :

# قصة حزقيل :

# قصة سبأ

# قصة طالوت وجالوت :

# قصة ذي القرنين و يأجوج و مأجوج :

# قصة موسى والخضر عليهما السلام :

# قصة أصحاب الكهف :

# قصة أصحاب الجنة




للفائدة توضع القرآن الكريم




مديح



ggthz]m j,qu ikh rww lk hgrvNk hg;vdl H, hgrvNk hg;vdl f,qu Ykh





رد مع اقتباس
قديم 02-12-2021, 10:28 PM   #2


ذابت نجوم الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5956
 تاريخ التسجيل :  3 - 6 - 2014
 أخر زيارة : اليوم (08:24 PM)
 المشاركات : 3,287,366 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : red
افتراضي



جزاك الله خير
شكراً جزيلاً لموضوعك


 

رد مع اقتباس
قديم 02-12-2021, 10:29 PM   #3


البرنس مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : اليوم (03:45 PM)
 المشاركات : 872,613 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي
















فوائد قصص القرآن:
وللقصص القرآني فوائد نجمل أهمها فيما يأتي :


(1) إيضاح أسس الدعوة إلى الله ، وبيان أصول الشرائع التي يبعث بها كل نبي :
( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون )[الأنبياء : 25].
(2) تثبيت قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلوب الأمة المحمدية على دين الله وتقوية ثقة المؤمنين بنصرة الحق وجندة ، وخذلان البطل وأهله: ( وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ، وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين ) [هود: 12] .
(3) تصديق الأنبياء السابقين وإحياء ذكراهم وتخليد آثارهم .
(4) إظهار صدق محمد صلى الله عليه وسلم في دعوته بما أخبر به عن أحوال الماضين عبر القرون والأجيال .
(5) مقارعته أهل الكتاب بالحجة فيما كتموه من البينات والهدى ، وتحديه لهم بما كان في كتبهم قبل التحريف والتبديل ،
كقوله تعالى : ( كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسة من قبل أن تنزل التوراة ، قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين ) [آل عمران: 93].
(6) والقصص ضرب من ضروب الأدب ، يصغى إليها السامع ، وترسخ عبره في النفس : ( لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب ) [يوسف: 111] ([1]).
(7) بيان حكم الله تعالى فيما تضمنته هذه القصص لقوله تعالى :
( ولقد جاءهم من الأنبياء ما فيه مزدجر حكمة بالغة فما تغني النذر )
(8) بيان عدله تعالى بعقوبة المكذبين لقوله تعالى عن المكذبين : ( وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك ) .
(9) بيان فضله تعالى بمثوبة المؤمنين لقوله تعالى :
( إلا آل لوط نجيناهم بسحر نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر ) .
(10)
rتسلية النبي صلى الله عليه وسلم عما أصابه من المكذبين له لقوله تعالى : ( وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير ) .
(11) ترغيب المؤمنين في الإيمان بالثبات عليه والازدياد منه إذ علموا نجاة المؤمنين السابقين وانتصار من أمروا بالجهاد لقوله تعالى :
( فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ) .
(12) تحذير الكافرين من الاستمرار في كفرهم لقوله تعالى :
( أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها ).
(13) إثبات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فإن أخبار الأمم السابقة لا يعلمها إلا الله عز وجل لقوله تعالى : ( تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا )
( وقوله )
( ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله )
([2]).


--------------------------
([1]) انظر مباحث في علوم القرآن للشيخ مناع القطان (317-318)

([2])انظر أصول في التفسير للشيخ محمد بن صالح العثيمين (53-54).






مديح


 

رد مع اقتباس
قديم 02-12-2021, 10:32 PM   #4


البرنس مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : اليوم (03:45 PM)
 المشاركات : 872,613 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي

















# قصة لقمان :

موقع القصة في القرآن الكريم:

ورد ذكر القصة في سورةلقمان الآيات 12-19.

قال تعالى( وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ))

القصة:


هو لقمان بن عنقاء بن سدون ويقال لقمان بن ثاران حكاه السهيلي عن ابن جرير والقتيبي .
قال السهيلي : وكان نوبيا من أهل أيلة قلت وكان رجلا صالحا ذا عبادة وعبارة ، وحكمة عظيمة ويقال : كان قاضيا في زمن داود عليه السلام فالله أعلم .
وقال سفيان الثوري عن الأشعث عن عكرمة عن ابن عباس قال : كان عبدا حبشيا نجارا وقال قتادة : عن عبد الله بن الزبير قلت لجابر بن عبد الله : ما انتهى إليكم في شأن لقمان قال كان قصيرا أفطس من النوبة .
وقال يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب قال : كان لقمان من سودان مصر ذو مشافر أعطاه الله الحكمة ومنعه النبوة.

وقال الأوزاعي : حدثني عبد الرحمن بن حرملة قال : جاء أسود إلى سعيد بن المسيب يسأله فقال له سعيد : لا تحزن من أجل أنك أسود ، فإنه كان من أخير الناس ثلاثة من السودان بلال ومهجع مولى عمر ولقمان الحكيم كان أسود نوبيا ذا مشافر .
وقال الأعمش عن مجاهد كان لقمان عبدا أسود عظيم الشفتين مشقق القدمين وفي رواية مصفح القدمين وقال : عمر بن قيس كان عبدا أسود غليظ الشفتين مصفح القدمين فأتاه رجل وهو في مجلس أناس يحدثهم فقال له : ألست الذي كنت ترعى معي الغنم في مكان كذا وكذا ؟

قال : نعم ,قال : فما بلغ بك ما أرى ؟ قال : صدق الحديث
، والصمت عما لا يعنيني رواه ابن جرير عن ابن حميد عن الحكم عنه به .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة حدثنا صفوان حدثنا الوليد حدثنا عبد الرحمن بن أبي يزيد بن جابر قال : إن الله رفع لقمان الحكيم لحكمته فرآه رجل كان يعرفه قبل ذلك فقال : ألست عبد بن فلان الذي كنت ترعى غنمي بالأمس قال : بلى قال : فما بلغ بك ما أرى ؟ قال : قدر الله وأداء الأمانة وصدق الحديث وترك ما لا يعنيني .

وقال ابن وهب أخبرني عبد الله بن عياش القتباني عن عمر مولى غفرة قال : وقف رجل على لقمان الحكيم فقال : أنت لقمان أنت عبد بني الحسحاس قال : نعم قال : فأنت راعي الغنم الأسود قال : أما سوادي فظاهر فما الذي يعجبك من امرئ قال : وطء الناس بساطك وغشيهم بابك ورضاهم بقولك قال : يا ابن أخي إن صنعت ما أقول لك كنت كذلك قال : ما هو ؟ قال لقمان : غضي بصري ، وكفي لساني ، وعفة مطمعي وحفظي فرجي وقيامي بعدتي ووفائي بعهدي وتكرمتي ضيفي وحفظي جاري وتركي ما لا يعنيني فذاك الذي صيرني كما ترى.

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا ابن نفيل حدثنا عمرو بن واقد عن عبدة بن رباح عن ربيعة عن أبي الدرداء أنه قال يوما ، وذكر لقمان الحكيم فقال :
ما أوتي عن أهل ولا مال ولا حسب ولا خصال ، ولكنه كان رجلا صمصامة سكيتا طويل التفكر عميق النظر لم ينم نهارا قط ولم يره أحد يبزق ، ولا يتنحنح ، ولا يبول ولا يتغوط ولا يغتسل ، ولا يعبث ، ولا يضحك ، وكان لا يعيد منطقا نطقه إلا أن يقول حكمة يستعيدها إياه أحد وكان قد تزوج وولد له أولاد ، فماتوا فلم يبك عليهم وكان يغشى السلطان ، ويأتي الحكام لينظر ويتفكر ويعتبر فبذلك أوتي ما أوتي ومنهم من زعم أنه عرضت عليه النبوة فخاف أن لا يقوم بأعبائها فاختار الحكمة لأنها أسهل عليه وفي هذا نظر والله أعلم وهذا مروي عن قتادة كما سنذكره وروى ابن أبي حاتم و ابن جرير من طريق وكيع عن إسرائيل عن جابر الجعفي عن عكرمة أنه قال : كان لقمان نبيا وهذا ضعيف لحال الجعفي.


والمشهور عن الجمهور أنه كان حكيما وليا ولم يكن نبيا وقد ذكره الله تعالى في القرآن فأثنى عليه وحكى من كلامه فيما وعظ به ولده الذي هو أحب الخلق إليه ، وهو أشفق الناس عليه فكان من أول ما وعظ به أن قال(( يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)) فنهاه عنه وحذره منه.
وقد قال البخاري : حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال لما نزلت " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : أينا لم يلبس إيمانه بظلم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنه ليس بذاك ألم تسمع إلى قول لقمان ؟ " يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم " ورواه مسلم من حديث سليمان بن مهران الأعمش به ثم اعترض تعالى بالوصية بالوالدين وبيان حقهما على الولد وتأكده وأمر بالإحسان إليهما حتى ولو كانا مشركين ولكن لا يطاعان على الدخول في دينهما إلى أن قال مخبرا عن لقمان فيما وعظ به ولده

((يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ))

ينهاه عن ظلم الناس ولو بحبة خردل فإن الله يسأل عنها ويحضرها حوزة الحساب ويضعها في الميزان كما قال تعالى

((إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وقال تعالى وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ))

وأخبره أن هذا الظلم لو كان في الحقارة كالخردلة ولو كان في جوف صخرة صماء لا باب لها ، ولا كوة أو لو كانت ساقطة في شيء من ظلمات الأرض أو السماوات في اتساعهما وامتداد أرجائهما لعلم الله مكانها

((إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ)) أي علمه دقيق فلا يخفى عليه الذر مما تراءى للنواظر أو توارى كما قال تعالى(( وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ وقال وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ وقال عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ))

وقد زعم السدي في خبره عن الصحابة أن المراد بهذه الصخرة الصخرة التي تحت الأرضين السبع وهكذا حكي عن عطية العوفي وأبي مالك والثوري والمنهال بن عمرو وغيرهم وفي صحة هذا القول من أصله نظر ثم في أن هذا هو المراد نظر آخر فإن هذه الآية نكرة غير معرفة فلو كان المراد بها ما قالوه لقال : فتكن في الصخرة وإنما المراد فتكن في صخرة أي صخرة كانت كما قال الإمام أحمد حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة لخرج عمله للناس كائنا ما كان ثم قال(( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ)) أي أدها بجميع واجباتها من حدودها وأوقاتها وركوعها وسجودها وطمأنينتها وخشوعها وما شرع فيها واجتنب ما نهي عنه فيها ثم قال(( وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ)) أي بجهدك وطاقتك أي إن استطعت باليد فباليد وإلا فبلسانك فإن لم تستطع فبقلبك ثم أمره بالصبر فقال وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ وذلك أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر في مظنة أن يعادى وينال منه ولكن له العاقبة ولهذا أمره بالصبر على ذلك ومعلوم أن عاقبة الصبر الفرج وقوله ((إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)) التي لا بد منها ولا محيد عنها وقوله ((وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ)) قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والضحاك ويزيد بن الأصم وأبو الجوزاء وغير واحد : معناه لا تتكبر على الناس وتميل خدك حال كلامك لهم وكلامهم لك على وجه التكبر عليهم والازدراء لهم قال أهل اللغة : وأصل الصعر داء يأخذه الإبل في أعناقها فتلتوي رؤوسها فشبه به الرجل المتكبر الذي يميل وجهه إذا كلم الناس أو كلموه على وجه التعظم عليهم.

وقوله(( وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)) ينهاه عن التبختر في المشية على وجه العظمة والفخر على الناس كما قال تعالى(( وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا)) يعني : لست بسرعة مشيك تقطع البلاد في مشيتك هذه ، ولست بدقك الأرض برجلك تخرق الأرض بوطئك عليها ولست بتشامخك وتعاظمك وترفعك تبلغ الجبال طولا فاتئد على نفسك فلست تعدو قدرك .
وقد ثبت في الحديث بينما رجل يمشي في برديه يتبختر فيهما إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة وفي الحديث الآخر إياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة والمخيلة لا يحبها الله .
كما قال في هذه الآية(( إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)) ولما نهاه عن الاختيال في المشي أمره بالقصد فيه فإنه لابد له أن يمشي فنهاه عن الشر ، وأمره بالخير فقال(( وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ)) أي لا تبتاطأ مفرطا ولا تسرع إسراعا مفرطا ولكن بين ذلك قواما كما قال تعالى ((وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)) ثم قال(( وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ)) يعني : إذا تكلمت لا تتكلف رفع صوتك ، فإن أرفع الأصوات ، وأنكرها صوت الحمير.

وقد ثبت في الصحيحين الأمر بالاستعاذة عند سماع صوت الحمير بالليل فإنها رأت شيطانا ولهذا نهي عن رفع الصوت حيث لا حاجة إليه ولا سيما عند العطاس فيستحب خفض الصوت وتخمير الوجه كما ثبت به الحديث من صنيع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأما رفع الصوت بالأذان وعند الدعاء إلى الفئة للقتال وعند الإهلال ونحو ذلك فذلك مشروع فهذا مما قصه الله تعالى عن لقمان عليه السلام في القرآن من الحكم ، والمواعظ ، والوصايا النافعة الجامعة للخير المانعة من الشر وقد وردت آثار كثيرة في أخباره ومواعظه ، وقد كان له كتاب يؤثر عنه يسمى بحكمة لقمان ونحن نذكر من ذلك ما تيسر إن شاء الله تعالى.
قال الإمام أحمد :
حدثنا علي بن إسحاق أنبأنا ابن المبارك أنبأنا سفيان أخبرني نهشل بن مجمع الضبي عن قزعة عن ابن عمر قال أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لقمان الحكيم كان يقول إن الله إذا استودع شيئا حفظه وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن موسى بن سليمان عن القاسم بن مخيمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني إياك والتقنع فإنه مخوفة بالليل مذلة بالنهار . .

وقال أيضا : حدثنا أبي حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا ضمرة حدثنا السري بن يحيى قال لقمان لابنه : يا بني إن الحكمة أجلست المساكين مجالس الملوك وحدثنا أبي حدثنا عبدة بن سليمان أنبأنا ابن المبارك أنبأنا عبد الرحمن المسعودي عن عون بن عبد الله قال : قال لقمان لابنه : يا بني إذا أتيت نادي قوم فارمهم بسهم الإسلام - يعني السلام - ثم اجلس في ناحيتهم فلا تنطق حتى تراهم قد نطقوا ، فإن أفاضوا في ذكر الله فأجل سهمك معهم وإن أفاضوا في غير ذلك فتحول عنهم إلى غيرهم وحدثنا أبي حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا ضمرة عن حفص بن عمر قال : وضع لقمان جرابا من خردل إلى جانبه وجعل يعظ ابنه وعظة ويخرج خردلة حتى نفد الخردل فقال : يا بني لقد وعظتك موعظة لو وعظها جبل تفطر قال : فتفطر ابنه.
وقال أبو القاسم الطبراني : حدثنا يحيى بن عبد الباقي المصيصي حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الحراني حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي حدثنا أبين بن سفيان المقدسي عن خليفة بن سلام عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذوا السودان فإن ثلاثة منهم من سادات أهل الجنة لقمان الحكيم والنجاشي وبلال المؤذن قال الطبراني : يعني الحبشي ، وهذا حديث غريب منكر.

وقد ذكر له الإمام أحمد ترجمة في كتاب الزهد ذكر فيها فوائد مهمة وفرائد جمة فقال : حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن رجل عن مجاهد وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ قال : الفقه والإصابة في غير نبوة وكذا روي عن وهب بن منبه

وحدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أشعث عن عكرمة عن ابن عباس قال : كان لقمان عبدا حبشيا.
وحدثنا أسود حدثنا حماد عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب أن لقمان كان خياطا.

وحدثنا سيار حدثنا جعفر حدثنا مالك يعني ابن دينار قال : قال لقمان لابنه : يا بني اتخذ طاعة الله تجارة تأتك الأرباح من غير بضاعة .



مصدرها

https://islamweb.net/ar/library/inde...k_no=59&flag=1

وهي ناقصة الجزء الاخير







مديح


 

رد مع اقتباس
قديم 02-12-2021, 10:33 PM   #5


باربي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7407
 تاريخ التسجيل :  25 - 9 - 2016
 أخر زيارة : 27-05-2022 (07:28 PM)
 المشاركات : 185,038 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Jordan
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
بالانـاا أنا فخــورهـ
وانانيتــي تأبى الوقوف عند تأثير الريااحـ

لوني المفضل : Hotpink
افتراضي



جزيت خيرا
يعطيك العافيه


 

رد مع اقتباس
قديم 02-12-2021, 10:34 PM   #6


البرنس مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : اليوم (03:45 PM)
 المشاركات : 872,613 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي














# قصة حزقيل :

موقع القصة في القرآن الكريم:

قال الله تعالى: فى سورة البقرة الآية

((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ))

القصة:

قال محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه إن كالب بن يوفنا لما قبضه الله إليه بعد يوشع، خلف في بني إسرائيل حزقيل بن بوذى وهو ابن العجوز وهو الذي دعا للقوم الذين ذكرهم الله في كتابه فيما بلغنا:

(( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ))

قال ابن إسحاق فروا من الوباء فنزلوا بصعيد من الأرض، فقال لهم الله: موتوا. فماتوا جميعا فحظروا عليهم حظيرة دون السباع فمضت عليهم دهور طويلة، فمر بهم حزقيل عليه السلام

فوقف عليهم متفكرا فقيل له: أتحب أن يبعثهم الله وأنت تنظر؟ فقال: نعم. فأمر أن يدعو تلك العظام أن تكتسي لحما وأن يتصل العصب بعضه ببعض. فناداهم عن أمر الله له بذلك فقام القوم أجمعون وكبروا تكبيرة رجل واحد.

وقال أسباط عن السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن أناس من الصحابة في قوله:

(( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ))

قالوا: كانت قرية يقال لها: "داوردان"، قبل "واسط" وقع بها الطاعون فهرب عامة أهلها فنزلوا ناحية منها فهلك من بقي في القرية وسلم الآخرون فلم يمت منهم كثير فلما ارتفع الطاعون رجعوا سالمين، فقال الذين بقوا: أصحابنا هؤلاء كانوا أحزم منا لو صنعنا كما صنعوا بقينا ولئن وقع الطاعون ثانية لنخرجن معهم.

فوقع في قابل فهربوا وهم بضعة وثلاثون ألفا حتى نزلوا ذلك المكان وهو واد أفيح، فناداهم ملك من أسفل الوادى وآخر من أعلاه: أن موتوا. فماتوا حتى إذا هلكوا وبقيت أجسادهم مر بهم نبى يقال له: حزقيل. فلما رآهم وقف عليهم فجعل يتفكر فيهم ويلوى شدقيه وأصابعه،

فأوحى الله إليه: تريد أن أريك كيف أحييهم؟ قال: نعم. وإنما كان تفكره أنه تعجب من قدرة الله عليهم فقيل له: ناد. فنادى: يا أيتها العظام إن الله يأمرك أن تجتمعي. فجعلت العظام يطير بعضها إلى بعض حتى كانت أجسادا من عظام ثم أوحى الله إليه؛ أن ناد: يا أيتها العظام إن الله يأمرك أن تكتسى لحما. فاكتست لحما ودما وثيابها التي ماتت فيها. ثم قيل له: ناد. فنادى: أيتها الأجساد إن الله يأمرك أن تقومى. فقاموا.

قال أسباط: فزعم منصور عن مجاهد أنهم قالوا حين أحيوا: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت. فرجعوا إلى قومهم أحياء يعرفون أنهم كانوا موتى سحنة الموت على وجوههم لا يلبسون ثوبا إلا عاد كفنا دسما حتى ماتوا لآجالهم التى كتبت لهم.

وعن ابن عباس؛ أنهم كانوا أربعة آلاف. وعنه: ثمانية آلاف. وعن أبي صالح: تسعه آلاف. وعن ابن عباس أيضا: كانوا أربعين ألفا. وعن سعيد بن عبد العزيز: كانوا من أهل "أذرعات". وقال ابن جريج عن عطاء: هذا مثل. يعنى أنه سيق مثلا مبينا أنه لن يغني حذر من قدر. وقول الجمهور أقوى؛ أن هذا وقع.


وقد روى الإمام أحمد وصاحبا "الصحيح" من طريق الزهري عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن عباس أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه، فأخبروه أن الوباء وقع بالشام، فذكر الحديث. يعني في مشاورته المهاجرين والأنصار فاختلفوا عليه فجاءه عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا ببعض حاجته، فقال: إن عندي من هذا علما؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا كان بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه وإذا سمعتم به بأرض؛ فلا تقدموا عليه فحمد الله عمر ثم انصرف.


وقال الإمام أحمد: حدثنا حجاج ويزيد المعني قالا: حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن سالم عن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن عبد الرحمن بن عوف أخبر عمر وهو في الشام عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن هذا السقم عذب به الأمم قبلكم فإذا سمعتم به في أرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه قال: فرجع عمر من الشام . وأخرجاه من حديث مالك عن الزهري بنحوه.


قال محمد بن إسحاق: ولم يذكر لنا مدة لبث حزقيل في بني إسرائيل، ثم إن الله قبضه إليه، فلما قبض نسي بنو إسرائيل عهد الله إليهم، وعظمت فيهم الأحداث وعبدوا الأوثان، وكان في جملة ما يعبدونه من الأصنام صنم يقال له: بعل. فبعث الله إليهم إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران. قلت: وقد قدمنا قصة إلياس تبعا لقصة الخضر؛ لأنهما يقرنان في الذكر غالبا، ولأجل أنها بعد قصة موسى في سورة "الصافات" فتعجلنا قصته لذلك. والله أعلم. قال محمد بن إسحاق فيما ذكر له عن وهب بن منبه قال: ثم تنبأ فيهم بعد إلياس وصيه اليسع بن أخطوب، عليه السلام.


مصدرها

https://islamweb.net/ar/library/inde...bk_no=59&ID=86











مديح


 

رد مع اقتباس
قديم 02-12-2021, 10:35 PM   #7


البرنس مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : اليوم (03:45 PM)
 المشاركات : 872,613 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي















# قصة سبأ

قال الله تعالى: لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ۝ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ۝ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ۝ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ۝ فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ۝ وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ۝ وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ [سبأ: 15-21].

المعنى الإجمالي للقصة:
سبأ من ملوك اليمن وأهلها، وكانت بلقيس صاحبة سليمان  منهم، وكان في نعمة وغبطة في بلادهم وعيشهم، واتساع أرزاقهم، وزروعهم، وثمارهم، وبعث الله تعالى إليهم الرسل تأمرهم أن يأكلوا من رزقه، ويشكروه بتوحيده وعبادته، فكانوا كذلك ما شاء الله تعالى، ثم أعرضوا عما أمروا به، فعوقبوا بإرسال السيل، والتفرق في البلاد.
روى الإمام أحمد رحمه الله تعالى عن ابن عباس قال: إن رجلاً سأل رسول الله ﷺ عن سبأ ما هو أرجل أم امرأة أم أرض؟ فقال: بل هو رجل ولد عشرة، فسكن اليمن منهم ستة من أولاده العشرة، وهؤلاء أولاد لا يشترط أن يكونوا أولاد مباشرين، المهم أن من صلبه عشرة أولاد، سكن منهم اليمن ستة، قال: وبالشام منهم أربعة: فأما اليمانيون: فمذجح، وكندة، والأزد، والأشعريون، وأنمار، وحمير، عربًا كلها، وأما الشامية: فلخم، وجذام، وعاملة، وغسان [رواه أحمد: 2900].
قال ابن كثير رحمه الله عن هذا الحديث: إسناده حسن. [تفسير ابن كثير: 6/504]، وقال أحمد شاكر في تحقيق المسند: إسناده صحيح. [أحمد: 2900].
وروى الترمذي رحمه الله عن فروة بن مسيك المرادي قال: أتيت النبي ﷺ فذكر في الحديث، فقال رجل: يا رسول الله وما سبأ أرض أو امرأة؟ قال: ليس بأرض ولا امرأة ولكنه رجل ولد عشرة من العرب، فتيامن منهم ستة سكنوا في اليمن، وتشاءم منهم أربعة يعني سكنوا في الشام، فأما الذين تشاءموا في الشام: فلخم، وجذام، وغسان، وعاملة، وأما الذين تيامنوا: فالأزد، والأشعريون، وحمير، وكندة، ومذحج، وأنمار [رواه الترمذي: 3222، وصححه الألباني صحيح الترمذي:2574].
قال ابن كثير رحمه الله: ومعنى قوله ﷺ: ولد عشرة من العرب أي كان من نسل هؤلاء العشرة الذين يرجع إليهم أصول القبائل من عرب اليمن، لا أنهم ولدوا من صلبه، بل منهم من بينه، وبينه الأبوان، والثلاثة، والأقل، والأكثر، كما هو مقرر مبين في مواضعه من كتب النسب". [تفسير ابن كثير: 6/507].
إذًا هؤلاء العشرة ترجع إليهم القبائل العربية، وحصل أن منهم من كان في اليمن، ومنهم من رحل إلى الشام، فإذًا بالشام قبائل عربية أصلها من اليمن، والتفرق هذا حصل بعد سيل العرم، وذلك معنى قوله ﷺ: فتيامن منهم ستة وتشاءم منهم أربعة، أي: بعدما أرسل الله عليهم سيل العرم، منهم من أقام ببلادهم، ومنهم من نزح عنها إلى غيرها. [تفسير ابن كثير: 6/507].
فإذا قال قائل: القبائل العربية الموجودة في بلاد الشام كيف ذهبوا إلى بلاد الشام؟ ومتى ذهبوا إلى بلاد الشام؟
فيقال: بناء على هذا الحديث تأريخيًا ذهبوا بعد سيل العرم، لما فرقهم تفرقوا في البلدان السيل هذا فرقهم، إذًا هذا كان سبب ذهاب هؤلاء رؤوس القبائل العربية، هؤلاء الذكور الذين تناسلت منهم القبائل العربية في بلاد الشام، وكذلك في اليمن.
وقد أنعم الله عليهم أولاً قبل السيل أنعم عليهم ليوحدوه، كما قال تعالى: لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ [سبأ: 15]، المحل الذين يسكنون فيه آية من النعم الوفيرة، وأغدق الله عليهم الأشياء العظيمة، جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ [سبأ: 15] عن يمين بلدتهم جنة، وعن شمالها جنة، والجنة البستان العظيم، هذه الجنان متراكبة الأشجار، وافرة الثمار، متنوعة العطاء، يحصل لهم بها الغبطة والسرور، فأمرهم بشكر هذه النعمة، قالوا: كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ [سبأ: 15].
فهذه النعم التي أمرهم الله بشكرها، كانت تتمثل برزق رغيد، رزقهم الله من هاتين الجنتين، وبلدة طيبة، حسنة الهواء، قليلة الأمراض، وعدهم الله  إن شكروه أن يغفر لهم، وقال: كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ [سبأ: 15]، لكن ما حصل هذا منهم، فَأَعْرَضُوا [سبأ: 16].
أعرضوا عن توحيد الله وعبادته وشكره، وعدلوا إلى عبادة الشمس من دون الله، كما قال الهدهد لسليمان : وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ۝ إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ۝ وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ [النمل: 23-24].
نتيجة لهذا الكفران، يعني: بدلاً من أن يعبدوا الله ويوحدوه فإذا بهم يشركوا به ويعبدون غيره، مع أنه هو الذي أنعم عليهم، فانتقم الله منهم، كيف كان الانتقام؟ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ [سبأ:16].
والله إذا قال لشيء: كن فيكون، فالله  أمر هذا السيل بهذا السد أن يسيل عليهم، فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ[سبأ: 16]، الماء الغزير الشديد، فتحطمت الجنتان، وتبدلت الأشجار المثمرة الأنيقة النضرة، صارت أشجار لا نفع فيها، كما قال تعالى:وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ[سبأ: 16]، السابقة المثمرة، اليانعة النضرة، كثيفة الأشجار والثمار، جَنَّتَيْنِ [سبأ: 16] أخريين لكن ماذا فيه؟ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ [سبأ: 16] لكن قليل، أين هو من الأكل السابق؟ لا يقارن. أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ [سبأ: 16]، الخمط والأثل نوعيات رديئة من الطعام جداً، وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ [سبأ: 16]، السدر أنفع من الأشجار السابقة، ولذلك قليل، لكن لا يقارن لا السدر ولا الخمط ولا الأثل بما كانوا عليه، أين الثمار الناضجة والمناظر الحسنة والظلال العميقة والأنهار الجارية؟ تبدلت كلها إلى شجر ذي شوك كثير، وثمر قليل؛ بسبب كفرهم وشركهم وتكذيبهم، وعدولهم إلى الباطل، ولذلك قال تعالى: ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا[سبأ: 17]، عاقبناهم بكفرهم، وهناك ناس في هذا الزمن الله أنعم عليهم بنعم وفيرة، وأعطاهم أموال طائلة، ولكنهم طغوا فسلبهم الله إياها، هناك أناس كانوا أصحاب ثروات انتقم الله منهم بسبب طغيانهم، وصاروا مشردين مطاردين، أحوالهم في ضنك وشدة وضيق، ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا [سبأ: 17] عاقبناهم وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ [سبأ: 17].
فالمجازاة هنا خاصة بالعقوبة؛ لأن الله يجازي على الحسنات، ويجازي على السيئات؛ لكن هذه عقوبة، وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا [سبأ: 18]، الآن يسرد لنا نعمة أخرى من النعم التي أعطاهم الله إياها، أن نعمه عليهم لم تكن فقط في بلدهم لكن حتى خارج بلدهم، كيف؟ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ [سبأ: 18]، كان يحتاجون للتجارة، ويسافرون، يضربون في الأرض، وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا [سبأ: 18]، قيل: الشام لأن الله بارك في الشام، المسجد الأقصى وما حوله الشام، فجعل الله من مكانهم في اليمن إلى الشام طريق التجارة، هذا كله طريق ميسر سهل، وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً [سبأ: 18]، بينة واضحة، يعرفها المسافرون، متقاربة متواصلة بحيث لا يحتاج المسافر إلى زاد وماء.
بل يخرج من بلدته اليمن مثلا يجد منها قريب بلدة على طريق السفر إلى الشام ينزل البلدة هذه، يمشي يجد بلدة أخرى، يمشي يجد بلدة أخرى، وهكذا بلدات كثيرة على الطريق، يعني جعل لها طريق سفر مأهول بالبلدات والقرى؛ بحيث أنهم لو أرادوا السفر يسر عليهم الطريق لا يحتاج إلى حمل زاد كثير وماء، ويقطع مفاوز وصحاري، طريق تجارتهم طريق عامر بالبلدات الظاهرة، وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ[سبأ: 18]، بحيث يعرفونه، ولا يتيهون فيه، قَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ جعلنا هذه القرى على مسافات معينة معروفة، وقرى ظاهرة على الطريق، بينة فلا يضيع ولا يتيه، ولا يحتاج لحمل زاد كثير، وأيضاً المسافات معروفة وواضحة، وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ يعرفونه ولا يتيهون، كان سفرهم آمنًا لا خوف فيه، لا يوجد قطاع طرق، أمن في طريق السفر، ولذلك قال الله: سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ[سبأ: 18]، فالأمن كان في الليل وفي النهار، سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ[سبأ:18] سواء في الليل، أو في النهار، الطريق آمن، لكن لا فائدة ما استجابوا، ولا قدروا، ولا شكروا النعمة، مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الحج: 74]، ولا شكروا نعمته، كفروا بالله، ملوا النعمة لدرجة السفه والطيش البطر، فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا [سبأ: 19] ملوا النعمة، وطلبوا أن تتباعد الأسفار بين القرى التي كانت السير فيها ميسرًا، وفي قراءة أخرى، رَبَّنَا بَعِّدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا [سبأ: 19]، أحبوا المفاوز التي يحتاجون فيها إلى قطع الزاد والرواحل، وأن يسيروا في الحر والخوف، وهذا يذكرنا بما طلبه بنو إسرائيل من موسى، الله أعطاهم المن والسلوى وأشياء يسيرة جداً، لا تحتاج إلى جهد، أنواع من السمان يصيدونه بسهولة وحلوى، ويأتيهم رغدًا، ماذا قال بنو إسرائيل لموسى مع كل هذه النعم ؟
قالوا: فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا [البقرة:61]، يعني: الواحد يعدل بالمن والسلوى البصل والثوم والكراث والعدس، فقط ملوا النعمة، وهؤلاء كذلك، ولهذا قال موسى لبني إسرائيل:أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ [البقرة: 61] ، وعوقبوا على ذلك اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ [البقرة: 61].
وقال : وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا[القصص: 58]، وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ [النحل: 112]، وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ [سبأ: 19]، إذًا كفروا بالنعمة، فعاقبهم الله، فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ [سبأ: 19].
صارت سيرتهم على ألسنة الناس، فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ يسمر بها المسافرون، جعلناهم أخبار، شيء كان ومضى، وصار قصة، صار الناس يروها لبعضهم، ذهب اجتماعهم، وانتهت ألفتهم، وعيشهم الهنيء، وتفرقوا في البلدان، وصاروا شذر مذر، حتى صار يضرب بهم المثل إلى الآن عند العرب، في أمثال العرب: تفرق أيادي سبأ، إذا واحد أراد يضرب مثل بتفرق الشيء وتبعثره وتشتته ،مثلاً مجموعة من الناس أو قبيلة تفرقوا، فيقولون: تفرقوا أيدي سبأ، يعني كما تفرق أولاده في البلدان، فرقهم الله، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ[سبأ: 19].
فهكذا حل بهم العذاب، وبدلت النعمة نقمة، وتحولت العافية إلى بلاء، وصارت العقوبة على ما ارتكبوه من الكفر والآثام، وكان في هذا عبرة، ودليل على قدرة الله وبطشه ونقمته.
لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ [سبأ: 19] على النعم، فالصبار الشكور هو الذي ينتفع بهذه القصة، ولهذا قال: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ[سبأ: 19]، فإذًا من فعله مثلهم فعل به مثلما فعل بهم، وشكر الله -تعالى- لحافظ النعمة، وينتقم الله ممن كفر بالنعمة، والجزاء من جنس العمل.
قال مطرف رحمه الله: نعم العبد الصبار الشكور الذي إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر". [حلية الأولياء: 1/298]، وهذا معنى حديث عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له[رواه مسلم: 2999].
إبليس الذي أغواهم فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ۝ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ[ص:82-83]، وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [سبأ: 20] من الذين لم يكفروا بالنعمة، لأن المؤمنين ليس له عليهم سلطان، صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ[سبأ: 20]، إبليس ما أجبرهم إجبارًا، إبليس دعاهم إلى الأماني والغرور، فأطاعوه.
قال الحسن البصري: والله ما ضربهم بعصا، ولا أكرههم على شيء، وما كانوا إلا غرورًا وأماني، دعاهم إليها فأجابوه" [زاد المسير: 6/450].

الفوائد والدروس المستفادة من القصة:
وهذه القصة فيها فوائد متعددة:
إذ أن سبأ يعتبرون نموذجًا عمليًا لكل من تمرد على أوامر الله، واستخدم النعمة في غير وجهها، في بعض البلدان التي تسلط عليها من تسلط كان فيها نعمة كبيرة، وخير، لكن يقولون: كان الواحد إذا أكل من السندوتش لقمتين ركله برجله، الباقي يجعله مثل الكرة، فعاقبهم الله  وسلط عليهم من أراذل الخلق من سلط، إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ[سبأ:21].
والقرآن فيه تحذيرات من الله  لمن أنعم عليهم، أن يسلكوا سبيل قوم سبأ، لقد ذكر الله تعالى لنا في القرآن مواضع أن الكفار تمتعوا في الدنيا بجنات، وجنة، وجنتين، ولكنها زالت، ذكر لنا قصة صاحب الجنتين، وأصحاب الجنةـ وسبأ جنتين عن يمين وشمال، فها هم قوم سبأ، قد أزال الله جنتيهم، وصاحب الجنتين في سورة الكهف أحيط بثمره وانتهت، وأصحاب الجنة في سورة القلم فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ [القلم: 19]، وفرعون ومن معه، فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ۝ وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ[الشعراء: 57-58]، فالله تعالى يعاقب بإذهاب النعمة، هذا هو الشاهد العقوبة بإذهاب النعمة، إذا لم تقدر حق قدرها، ولم تشكر أذهبها الله سلبها من هي عنده، بسبب عدم شكره.
والرزاق هو الله -تعالى-، ومن العبر العظيمة قوله تعالى: كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ [سبأ: 15]، أعطاهم رزقًا، لكن أعرضوا وتولوا أعرضوا، فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ [سبأ: 16]، سنة الله التي لا تتبدل، ولا تتخلف، قال الله -تعالى-: وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ [النحل: 112]، النعمة إذا لم يقم العبد بشكرها ستكون عذابًا وعقابًا، هذا الماء الذي كان نعمة لسبأ صار عقوبة عليهم، تحول إلى سيل حطم جنتيهم، ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا [سبأ: 17].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "والقرآن يبين في غير موضع أن الله لم يهلك أحدًا ولم يعذبه إلا بذنب". [الحسنة والسيئة: 2/173].
يعني: لا يهلك الله قومًا بلا سبب منهم، لا يهلك الله قومًا بدون معاصي، لا تجي عقوبة على قوم إلا بمعاصي، لا يوجد قرية أو قبيلة أو بلد صالحة وجاءتها عقوبة عامة. قال الله عن سبأ: ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا [سبأ: 17].
وقال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ [الشورى: 30]، وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ[القصص: 59].
وكذلك فإننا عرفنا من الآيات أن الذي ينتفع هو صاحب الصبر والشكر، الصبار الشكور، أما المعرض فلا ينتفع، وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها، وهم عنها معرضون، ولذلك كان الصبر على ثلاثة أنواع، نصبر على الطاعات نعملها، الواجبات نقوم بها، نصبر عن المعاصي فنجتنبها، ونحذر منها، ولا نقع فيها، نصبر على أقدار الله المؤلمة إذا حلت بنا، نصبر عليه لا نجزع، لا تنوح المرأة لا تشق ثيابها، لا تقطع شعرها، لا يجوز الاعتراض على أقدار الله، ولا أن يلام الله على المصيبة.
وشكر الله  يكون بثلاثة أشياء:
بالقلب، بالإقرار بالنعمة، والعلم أنها من عند الله، ونسبتها إليه، أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر: فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال: بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب [رواه البخاري: 846، ومسلم: 71].
فشكر النعمة الأول بالقلب الاعتراف للمنعم، أبوء لك بنعمتك عليّ [رواه البخاري: 6306]، اعترف.
وباللسان التحدث بها، والثناء على الله بها، فيقال: يشكر الله  على النعمة، فيقال: الحمد لله، كم ذكر من الأذكار فيه الحمد لله؟
على الطعام الحمد لله، وعلى الشراب الحمد لله، وإذا لبس اللباس الجديد الحمد لله، وهكذا يحمد الله تعالى على النعم يوميًا.
وبالجوارح أن تعمل بها بطاعة الله، وأن تسير إلى طاعة الله، وبيديك، وتنظر بعينيك، وتسمع بأذنيك ما يرضي الله، وهكذا فتشكر ربك بالجوارح، قال تعالى: ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ [سبأ: 17].
قال القرطبي: "في هذه الآية سؤال ليس في هذه السورة أشد منه، وهو أن يقال: لم خص الله تعالى المجازاة بالكفور؟
ولم يذكر أصحاب المعاصي، فتكلم العلماء في هذا فقال قوم: ليس يجازى بهذا الجزاء الذي هو الاصطلام والإهلاك إلا من كفر، قال مجاهد: يجازى بمعنى يعاقب.
وذلك أن المؤمن يكفر الله تعالى عنه سيئاته، والكافر يجازى بكل سوء عمله، فالمؤمن يجزى ولا يجازى؛ لأنه يثاب، قال طاووس: هو المناقشة في الحساب، فأما المؤمن فلا يناقش الحساب.
وقال النحاس: وأولى ما قيل في هذه الآية وأجل ما روي فيها: أن الحسن قال: مثلاً بمثل، وهل نجازي إلا الكفور، مثلاً بمثل.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: من حوسب هلك فقلت: يا نبي الله، فأين قوله : فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا [الانشقاق: 8].
قال: إنما ذلك العرض ومن نوقش الحساب هلك وهذا إسناده صحيح [رواه أحمد: 25748، وقال محققو المسند: إسناده صحيح].
وشرحه: أن الكافر يكافئ على أعماله، ويحاسب عليها، ويحبط ما يعمل من خير، ويبين هذا قوله تعالى: ذلك جزيناهم بما كفروا، وفي الثاني، وهل يجازى إلا الكفورـ ومعنى: يجازى يكافئ بكل عمل عمله، ومعنى جزيناهم، وفيناهم، فهذه حقيقة عظيمة". [الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: 14/288].
نسأل الله  أن يجعلنا من الشاكرين الصابرين، ومن العابدين المنيبين، والتائبين الأواهين إنه سميع مجيب.


مصدرها
https://almunajjid.com/courses/lessons/105










مديح


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للفائدة , أو , القرآن , الكريم , بوضع , إنا , قصص


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هجر القرآن الكريم النـور (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 10 15-07-2020 08:02 PM
المدلول العلمي للجبال في القرآن البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 18 08-08-2019 07:20 PM
تأملات من القرآن ريحانة بغداد (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 94 29-04-2019 06:05 PM
معلومـــات رائعـــة عن القُرآن... عِطرِ آلجَنُوبَ (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 31 03-03-2015 08:01 AM
أسرار التكرار في القرآن الكريم ميارا (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 11 13-02-2013 11:33 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 08:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010