#1
| ||||||||||
| ||||||||||
آية وتفسير_ ثم قست قلوبكم ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ سورة البقرة الاية رقم 74 *** معانى الكلمات يتفجّر : بتفتّح بسعة و كثرة يشّقق : يتصدّع بطول أو بعرض *** تفسير الشعراوى لماذا ذكر الحق سبحانه وتعالى القلب ووصفه بأنه يقسو ولم يقل نفوسكم لأن القلب هو موضع الرقة والرحمة والعطف. . وإذا ما جعلنا القلب كثير الذكر لله فإنه يمتلئ رحمة وعطفا. . والقلب هو العضو الذي يحسم مشاكل الحياة. . فإذا كان القلب يعمر باليقين والإيمان. . فكل جارحة تكون فيها خميرة الإيمان. وحتى نعرف قوة وقدرة وسعة القلب على الإيمان واحتوائه أوضح الله تعالى هذا المعنى في كتابه العزيز حيث يقول: {الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الحديث كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الذين يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إلى ذِكْرِ الله ذَلِكَ هُدَى الله يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ وَمَن يُضْلِلِ الله فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ** [الزمر: 23] وهكذا نرى أن الجلود تقشعر من هول الوعيد بالنار. . ومجرد قراءة ما ذكره القرآن عنها. . وبعد ذلك تأتي الرحمة، وفي هذه الحالة لا تلين الجلود فقط ولكن لابد أن تلين القلوب لأنها هي التي تعطي اللمحة الإيمانية لكل جوارح الجسد. . ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يقول: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب» إذن فالقلب هو منبع اليقين ومصب الإيمان، وكما أن الإيمان في القلب فإن القسوة والكفر في القلب. . فالقلب حينما ينسى ذكر الله يقسو. . لماذا؟ . . لأنه يعتقد أنه ليس هناك إلا الحياة الدنيا وإلا المادة فيحاول أن يحصل منها على أقصى ما يستطيع وبأي طريقة فلا تأتي إلا بالظلم والطغيان وأخذ حقوق الضعفاء، ثم لا يفرط فيها أبدا لأنها هي منتهى حياته فلا شيء بعدها. إنه يجد إنساناً يموت أمامه من الجوع ولا يعطيه رغيفا. . وإذا خرج الإيمان من القلب خرجت منه الرحمة وخرج منه كل إيمان الجوارح. . فلمحة الإيمان التي في اليد تخرج فتمتد اليد إلى السرقة والحرام. . ولمحة الإيمان التي في العين تخرج فتنظر العين إلى كل ما حرم الله. ولمحة الإيمان التي في القدم تخرج فلا تمشي القدم إلى المسجد أبدا ولكنها تمشي إلى الخمارة وإلى السرقة. . لأنه كما قلنا القلب مخزن الإيمان في الجسم. ويشبه الحق تبارك وتعالى قسوة قلوبهم فيقول: {فَهِيَ كالحجارة أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً** . . الحجارة هي الشيء القاسي الذي تدركه حواسنا ومألوف لنا ومألوف لبني إسرائيل أيضا. . لأن لهم مع الحجارة شوطا كبيرا عندما تاهوا في الصحراء. . وعندما عطشوا وكان موسى يضرب لهم الحجر بعصاه. الله تبارك وتعالى لفتهم إلى أن المفروض أن تكون قلوبهم لينة ورفيقة حتى ولو كانت في قسوة الحجارة. . ولكن قلوبهم تجاوزت هذه القسوة فلم تصبح في شدة الحجارة وقسوتها بل هي أشد. ولكن كيف تكون القلوب أشد قسوة من الحجارة. . لا تنظر إلى لينونة مادة القلوب ولكن انظر إلى أدائها لمهمتها. الجبل قسوته مطلوبة لأن هذه مهمته أن يكون وتداً للأرض صلبا قويا، ولكن هذه القسوة ليست مطلوبة من القلب وليست مهمته. . أما قلوب بني إسرائيل فهي أشد قسوة من الجبل. . والمطلوب في القلوب اللين، وفي الحجارة القسوة. . فكل صفة مخلوقة لمخلوق ومطلوبة لمهمة. . فالخطاف مثلا أعوج. . هذا العوج يجعله يؤدي مهمته على الوجه الأكمل. . فعوج الخطاف استقامة لمهمته. . وحين تفسد القلوب وتخرج عن مهمتها تكون أقسى من الحجارة. . وتكون على العكس تماما من مهمتها. . ثم يقول الحق تبارك وتعالى: {وَإِنَّ مِنَ الحجارة لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأنهار وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ المآء** هنا يذكرهم الله لما رأوه من الرحمة الموجودة في الحجارة. . عندما ضرب موسى الحجر بالعصا فانفجرت منه العيون. وذلك مثل حسي شهدوه. يقول لهم الحق جل جلاله: أن الرحمة تصيب الحجارة فيتفجر منها الأنهار ويخرج منها الماء ويقول سبحانه: {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ الله** . . إذن فالحجارة يصيبها اللين والرحمة فيخرج منها الماء. ولكن قلوبكم إذا قست لا يصيبها لين ولا رحمة فلا تلين أبدا ولا تخشع أبدا. والله سبحانه وتعالى نزل عليكم التوراة وأعطاكم من فضله ورحمته وستره ومغفرته الكثير. . كان المفروض أن تلين قلوبكم لذكر الله. ولكن ما الفرق بين تفجر الأنهار من الحجارة وبين تشققها ليخرج منها الماء؟ عندما تتفجر الحجارة يخرج منها الماء. نحن نذهب إلى مكان الماء لنأخذ حاجتنا. . ولكن عندما تتفجر منها الأنهار فالماء هو الذي يأتي إلينا ونحن في أماكننا. . وفرق بين عطاء تذهب إليه وعطاء يأتي إليك. . أما هبوط الحجر من خشية الله فذلك حدث عندما تجلى الله للجبل فجعله دكا. واقرأ قوله تعالى: {فَلَمَّا تجلى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسى صَعِقاً** [الأعراف: 143] يذكرهم الحق سبحانه كيف أن الجبل حين تجلى الله له هبط وانهار من خشية الله. وهكذا لا يعطيهم الأمثلة مما وقع لغيرهم، ولكن يعطيهم الأمثلة مما وقع لهم. وقوله تعالى: {وَمَا الله بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ** أي تذكروا أن الله سبحانه وتعالى لا يغيب عنه شيء وأن كل ما تعملونه يعرفه وأنكم ملاقونه يوم القيامة ومحتاجون إلى رحمته ومغفرته، فلا تجعلوا قلوبكم تقسو حتى لا يطردكم الله من رحمته؛ كما خلت قلوبكم من ذكره. المصدر: منتدى همسات الغلا Ndm ,jtsdv_ el rsj rg,f;l gdj el ,jtsdv_ rg,f;l rwm |
31-10-2021, 07:56 PM | #2 |
| طرح راقي ومعلومات قيمة جزاكـ الله خيـر الجزاء * وبورك الجهد والعطاء وسلمت يمين أهدتنا هذا النقاء أسأل الله أن يجمعنا على الود والمحبة والإخاء وينفعنا بما قدمه قلمكـ ولا حرمنا الله روائعك القادمة |
|
31-10-2021, 10:56 PM | #4 |
| طرح في غاية الروعة بارك الله فيك جزاك الله خيـــر على الطرح القيم وجعله الله في ميزان حسناتك وان يرزقك الفردووس الاعلى من الجنه الله لايحرمنا من جديــدك |
|
31-10-2021, 11:50 PM | #5 |
| جزاكي الله خيـر الجزاء بارك الله في جهودك وأسال الله لكي التوفيق دائما وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة وأن يثبت الله أجرك ونفعنا الله وإياكي بما تقدميه |
|
01-11-2021, 04:48 PM | #6 |
ادارة الموقع | جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض بآرك الله فيك على الطَرح القيم في ميزآن حسناتك ان شاء الله ,, آسأل الله أن يَرزقـك فسيح آلجنات !! وجَعل مااقدمت في مَيزانْ حسَناتك وعَمر آلله قلبك بآآآلايمَآآنْ علىَ طرحَك آالمحمَل بنفحآتٍ إيمآنيهِ دمت بـِ طآعَة الله . |
|
01-11-2021, 05:03 PM | #7 |
| |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
ليت , ثم , وتفسير_ , قلوبكم , قصة |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قلوبكم مدينة جميلة نقية .. فحافظوا على نظافتها . | ذابت نجوم الليل | ( همســـــات العام ) | 11 | 09-02-2021 07:31 AM |
ويحدثنا القرآن عن صورة أخرى من صور قساوة القلب، | ذابت نجوم الليل | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 8 | 04-08-2018 02:35 PM |
كُلُّ عامٍ وغيثُ الحُبِّ يغمر قلوبكم (عيد آضحى سعيُد ) تصميمي | سـآرهـ | ( حصريات التصاميم و 3d ) | 18 | 02-10-2015 02:10 AM |
برنامج Quran Reader 3.0.2 القرآن الكريم قراءة واستماع وتفسير وترجمة | سكارف | همسات الأيفون و الأندرويد وسوشيال ميديا | 9 | 08-03-2014 08:28 AM |
انظروا الى كتاب الله بأعين قلوبكم. | ملكة الاحاسيس | ( همســـــات الإسلامي ) | 41 | 14-02-2014 04:32 PM |