#1
| |||||||||||||
| |||||||||||||
حكم التسخط على القضاء والقدر حكم التسخط على القضاء والقدر السؤال: متى يكفر من تسخط على قضاء الله وقدره ؟ الإجابة: الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ: فالشارع الحكيم نهى عن التسخط على القدر، لما فيه من الاعتراض على الله سبحانه وتعالى وشرعه وحكمه وحكمته، وهذا منافٍ للإيمان، ولكن التسخط سواء باللسان أو الجوارح أو القلب ليس على درجة واحدة، فمنه ما يوصل للكفر، ومنه ما هو دون ذلك، فإن كان سببه الشك في حكمة الله وعلمه وقدرته وعدله، أو الاعتراض على ربوبيته وقضائه وقدره، ونحو ذلك، فهذا كفر. ومن أمثلة التسخط المكفر ما وقع من المنافقين بعد غزوة أحد، حيث وصفهم الله تعالى فقال؛ كالذين قال الله تعالى فيهم: {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران: 154] فقالوا ما قالوه وهم غير راضين، بل ساخطين بما صار وآسفين عليه، ويعتقدون أن القدر كان يمكن يتغير لو عمل رسول الله برأيهم في عدم الخروج للقتال. أما التسخط على القدر بغير شك في حكم الله ولا حكمته فليس كفرا، وهو من كبائر الذنوب، وقد يؤدي به إلى الكفر المخرج من الملة؛ فهو طريق موصل إلى الردة، والله تعالى له الحكمة البالغة فيما يفعل ويقدِّر، وهو تعالى: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 23]، لكمال حكمته. الاستسلام للقضاء والقدر وعدم تسخّطِه من أو جب الواجبات، والصبر عند المصيبة من الواجبات؛ ففي الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت". قال شيخ الإسلام ابن تيمية اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (1/ 237) أي هاتان الخصلتان هما كفر قائم بالناس، فنفس الخصلتين كفر؛ حيث كانتا من أعمال الكفار، وهما قائمتان بالناس، لكن ليس كل من قام به شعبة من شعب الكفر يصير كافرًا الكفر المطلق، حتى تقوم به حقيقة الكفر، كما أنه ليس كل من قام به شعبة من شعب الإيمان يصير مؤمنًا حتى يقوم به أصل الإيمان". اهـ. جاء في "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" (2/ 110): " الناس حال المصيبة على مراتب أربع: المرتبة الأولى: التسخط وهو على أنواع: النوع الأول: أن يكون بالقلب، كأن يسخط على ربه يغتاظ مما قدره الله عليه فهذا حرام، وقد يؤدي إلى الكفر قال - تعالى -: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الحج: 11]. النوع الثاني: أن يكون باللسان كالدعاء بالويل والثبور وما أشبه ذلك، وهذا حرام. النوع الثالث: أن يكون بالجوارح كلطم الخدود، وشق الجيوب، ونتف الشعور وما أشبه ذلك، وكل هذا حرام مناف للصبر الواجب. المرتبة الثانية: الصبر وهو كما قال الشاعر: والصبر مثل اسمه مر مذاقته ... لكن عواقبه أحلى من العسل فيرى أن هذا الشيء ثقيل عليه لكنه يتحمله وهو يكره وقوعه ولكن يحميه إيمانه من السخط، فليس وقوعه وعدمه سواء عنده وهذا واجب لأن الله تعالى أمر بالصبر فقال: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } [الأنفال: 46]. المرتبة الثالثة: الرضا بأن يرضى الإنسان بالمصيبة، بحيث يكون وجودها وعدمها سواء، فلا يشق عليه وجودها، ولا يتحمل لها حملًا ثقيلًا، وهذه مستحبة وليست بواجبة على القول الراجح، والفرق بينها وبين المرتبة التي قبلها ظاهر؛ لأن المصيبة وعدمها سواء في الرضا عند هذا أما التي قبلها المصيبة صعبة عليه لكن صبر عليها. المرتبة الرابعة: الشكر وهو أعلى المراتب، وذلك بأن يشكر الله على ما أصابه من مصيبة، حيث عرف أن هذه المصيبة سبب لتكفير سيئاته، وربما لزيادة حسناته قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها"". اهـ. هذا؛ والله أعلم. يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام المصدر: منتدى همسات الغلا p;l hgjso' ugn hgrqhx ,hgr]v hgfsd' hgrqhx p;l ugn ,hgr]v |
14-10-2021, 02:59 PM | #2 |
| طرح في غاية الروعة وموضوع هادف ونافع بارك الله فيكـ وأثابكـ وجزاكـ جنة عرضها السموات و الأرض على موضوعكـ الراقي وجعله في ميزان حسناتكـ ورزقكـ الفردووس الأعلى من الجنة بـ انتظار جديدكـ بـ كل شوق |
|
14-10-2021, 03:38 PM | #3 |
| جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض بآرك الله فيك على الطَرح القيم في ميزآن حسناتك ان شاء الله ,, آسأل الله أن يَرزقـك فسيح آلجنات !! وجَعل مااقدمت في مَيزانْ حسَناتك وعَمر آلله قلبك بآآآلايمَآآنْ علىَ طرحَك آالمحمَل بنفحآتٍ إيمآنيهِ دمت بـِ طآعَة الله . |
|
14-10-2021, 06:24 PM | #4 |
| أرق التحايا وباقة الليليوم أخوتى الكرام أهل همسات الغلا حضوركم وردكم اسعدنا كثيراً لكم منا جمال الليليوم يسلمواااااااااااااااااااااااا القيصر العاشق البـــــــــ مديح ال قطب ــــــــــــــــرنس |
|
14-10-2021, 10:52 PM | #5 |
| طرح في غاية الروعة بارك الله فيك جزاك الله خيـــر على الطرح القيم وجعله الله في ميزان حسناتك وان يرزقك الفردووس الاعلى من الجنه الله لايحرمنا من جديــدك |
|
15-10-2021, 09:11 AM | #6 |
| جزاك الله خيـر الجزاء بارك الله في جهودك وأسال الله لك التوفيق دائما وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة وأن يثبت الله أجرك ونفعنا الله وإياك بما تقدمه |
|
15-10-2021, 11:37 AM | #7 |
| |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
البسيط , القضاء , حكم , على , والقدر |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
القضاء والقدر { 7} | تيماء | ( همســـــات الإسلامي ) | 22 | 25-09-2018 09:06 AM |
القضاء والقدر { 0 } | تيماء | ( همســـــات الإسلامي ) | 16 | 26-07-2018 08:54 PM |
القضاء والقدر { 2} | تيماء | ( همســـــات الإسلامي ) | 13 | 26-07-2018 08:31 PM |
القضاء والقدر { 1} | تيماء | ( همســـــات الإسلامي ) | 14 | 26-07-2018 08:23 PM |
الفرق بين القضاء والقدر!! | Kassab | ( همســـــات الإسلامي ) | 12 | 16-05-2016 12:44 PM |