#1
| |||||||||||
| |||||||||||
أعمال بين يدي الإحرام وبعده أعمال بين يدي الإحرام وبعده السـؤال: ما هي أعمالُ الإحرامِ في مناسك العمرة بالدليل إن أمكن؟ وجزاكم الله خيرًا. الجـواب: الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد: فاعْلَمْ أنَّ أعمال العمرة: إحرامٌ، وطوافٌ، وسعيٌ، وحلقٌ أو تقصيرٌ، وترتيبٌ بينها. ويُستحَبُّ للمُعتمِر قبلَ الشروع في إحرامه: · أولا: أَنْ يحلق عانتَه، وينتف إِبْطَهُ أو يحلقَه، ويقلِّمَ أظافرَه، ويقُصَّ شاربَه، ثمَّ يغتسل؛ والاغتسالُ سُنَّةٌ في حقِّ الرِّجال والنِّساء ولو كانَتِ المرأةُ حائضًا أو نُفَساءَ، ففي حديثِ عائشة رضي الله عنها قالت: «نُفِسَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ بِمُحَمَّدِ ابْنِ أَبِي بَكْرٍ بِالشَّجَرَةِ؛ فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ يَأْمُرُهَا أَنْ تَغْتَسِلَ وَتُهِلَّ»(١)، قال ابنُ قدامة رحمه الله: «ويُستحَبُّ التنظُّفُ بإزالة الشَّعَث، وقطعِ الرائحة، ونتفِ الإبط، وقصِّ الشارب، وقلمِ الأظفار، وحلقِ العانة؛ لأنه أمرٌ يُسَنُّ له الاغتسالُ والطِّيب، فسُنَّ له هذا كالجمعة؛ ولأنَّ الإحرام يمنع قَطْعَ الشعر وقلمَ الأظفار، فاستُحِبَّ فعلُه قبله؛ لئلَّا يحتاج إليه في إحرامه فلا يتمكَّن منه»(٢). · ثانيا: ثمَّ يتطيَّب عند الإحرام وقبل الإهلال بالعمرة بأطيبِ ما يَجِدُه مِنَ الطِّيب في بدنه ولحيته دون ملابس الإحرام، ولا يضرُّه بقاءُ الطِّيب بعد الإحرام، لحديثِ عائشة رضي الله عنها قالت: «كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِإِحْرَامِهِ حِينَ يُحْرِمُ وَلِحِلِّهِ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالبَيْتِ»(٣)، وعنها رضي الله عنها قالت: «كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الطِّيبِ فِي مَفَارِقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ»(٤). · ثالثا: وملابس الإحرام التي يَرتدِيها الرَّجلُ: إزارٌ ورِداءٌ غيرُ مفصَّلين على قدر أعضاء البدن، أي: غيرُ مَخيطين؛ والأفضلُ أَنْ يكونا أبيضين للرجال خاصَّةً دون النساء؛ لحديثِ ابنِ عمر رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «لَا يَلْبَسُ القُمُصَ، وَلَا العَمَائِمَ، وَلَا السَّرَاوِيلَاتِ، وَلَا البَرَانِسَ، وَلَا الخِفَافَ، إِلَّا أَحَدٌ لَا يَجِدُ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ»(٥)، وفي حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما: «مَنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ الخُفَّيْنِ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ لِلْمُحْرِمِ»(٦). والمرأةُ المُحْرِمة تَلْبَس ما شاءَتْ مِنَ الثياب المُطابِق لمواصفات الجلباب الشرعيِّ، بشرطِ ألَّا تتبرَّج بزينةٍ، ولا تتشبَّه في لباسها بالرِّجال والكافرات، ولا تنتقب ولا تَلْبَس القفَّازين، ولها أَنْ تُسْدِلَ سِتارَها على وجهها مِنْ غيرِ أَنْ تَشُدَّه إليه عند ملاقاة الرِّجال الأجانب لدرءِ الفتنة؛ تأسِّيًا بأُمَّهات المؤمنين ونساءِ السلف، فتُحْرِمُ في ثيابها الشرعية، علمًا أنَّ ما يفعله كثيرٌ مِنَ النِّساء مِنْ لباس الثياب البيضاء للعمرة أو الحجِّ على وجه الاستحباب لا أَصْلَ له في الشريعة المحمَّدية، ففي حديثِ ابنِ عمر رضي الله عنهما: «وَلَا تَلْبَسُوا شَيْئًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ وَلَا الوَرْسُ، وَلَا تَنْتَقِبُ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ وَلَا تَلْبَسُ القُفَّازَيْنِ»(٧)، وفي حديثِ أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ رضي الله عنهما قالت: «كُنَّا نُغَطِّي وُجُوهَنَا مِنَ الرِّجَالِ، وَكُنَّا نَتَمَشَّطُ قَبْلَ ذَلِكَ فِي الإِحْرَامِ»(٨)، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «المُحْرِمَةُ تَلْبَسُ مِنَ الثِّيَابِ مَا شَاءَتْ إِلَّا ثَوْبًا مَسَّهُ وَرْسٌ أَوْ زَعْفَرَانٌ، وَلَا تَتَبَرْقَعُ، وَلَا تَلَثَّمُ، وَتُسْدِلُ الثَّوْبَ عَلَى وَجْهِهَا إِنْ شَاءَتْ»(٩). · رابعا: وإذا وَصَل المُعتمِرُ الميقاتَ(١٠) فإِنْ كان مِنْ أهل المدينة أو ممَّنْ يمرُّ بميقاتها وهو ما يُسمَّى ﺑ «ذي الحليفة» فله أَنْ يصلِّيَ في وادي العقيق ركعتين استحبابًا ما عَدَا الحائضَ والنُّفَساء؛ وإنما تعلَّقَتِ الركعتان بخصوص المكان لأنه وادٍ مُبارَكٌ لا بخصوص الإحرام، لِمَا جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي، فَقَالَ: صَلِّ فِي هَذَا الوَادِي المُبَارَكِ، وَقُلْ: عُمْرَةٌ فِي حَجَّةٍ»(١١)، فإذا وافق وقتَ فريضةٍ فيصلِّيها في أيِّ ميقاتٍ كان، وكذلك إذا صلَّى ركعتين ونَوَى بهما سنَّةَ الوضوء أجزأه فعلُه. فإِنْ كان السفرُ على متن طائرةٍ لا تتوقَّف إلَّا في جُدَّة، فالأليقُ به أَنْ يَلبَس الإحرامَ في المنزل أو في المطار أو في الطائرة، وأَنْ يُحْرِمَ بعمرةٍ ـ وجوبًا ـ قبل أَنْ يتجاوز الميقاتَ المكانيَّ المتعلِّق به. · خامسا: ويُستحَبُّ له التحميد والتسبيح والتكبير قبل الإهلال، ثمَّ يتوجَّه إلى القِبلة ويُعلِن نيَّتَه قائلًا: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ عُمْرَةً»، لِمَا ثَبَت عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه: «رَكِبَ حَتَّى اسْتَوَتْ بِهِ عَلَى البَيْدَاءِ حَمِدَ اللهَ وَسَبَّحَ وَكَبَّرَ، ثمَّ أَهَلَّ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ»(١٢)، كما صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم ـ أيضًا ـ: أنه صَلَّى «بِالمَدِينَةِ أَرْبَعًا وَبِذِي الحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ بَاتَ حَتَّى أَصْبَحَ بِذِي الحُلَيْفَةِ، فَلَمَّا رَكِبَ رَاحِلَتَهُ وَاسْتَوَتْ بِهِ أَهَلَّ»(١٣)، و«كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا إِذَا صَلَّى بِالغَدَاةِ بِذِي الحُلَيْفَةِ أَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ فَرُحِلَتْ ثُمَّ رَكِبَ فَإِذَا اسْتَوَتْ بِهِ اسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ قَائِمًا»(١٤)، وفي روايةٍ عنه: «ثُمَّ يَأْتِي مَسْجِدَ ذِي الحُلَيْفَةِ فَيُصَلِّي ثُمَّ يَرْكَبُ، وَإِذَا اسْتَوَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ قَائِمَةً أَحْرَمَ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ»(١٥)، ومعنى هذا: أنه إذا أراد الإهلالَ بالعمرة فإنه ينتظر حتَّى تتوجَّه السيَّارةُ للمسير ومغادرةِ الميقات فيَستقبِل القِبلةَ ثُمَّ يُهلُّ. والمراد بالإهلال: رفعُ الصوت بما أَوجبَه على نفسه عمرةً، فيقول: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ عُمْرَةً»، ولا يُشرَع التلفُّظُ بالنيَّة في شيءٍ مِنَ العبادات إلَّا في هذا الموضع، ثُمَّ يُلَبِّي قائلًا: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ»(١٦)، وكان مِنْ تلبِيَتِه صلى الله عليه وسلم: «لَبَّيْكَ إِلَهَ الحَقِّ»(١٧)، والأفضلُ الْتزامُ تلبية النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وإِنْ زاد عليها: «لَبَّيْكَ ذَا المَعَارِجِ»، «لَبَّيْكَ ذَا الفَوَاضِلِ»(١٨) فجائزٌ لإقراره صلى الله عليه وسلم عليها، وكان ابنُ عمر رضي الله عنهما يزيد: «لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ، [لَبَّيْكَ] وَسَعْدَيْكَ، وَالخَيْرُ بِيَدَيْكَ، [لَبَّيْكَ] وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ»(١٩)؛ والمعلوم أنَّ «الجَوَازَ لَا يُنَافِي الأَفْضَلِيَّةَ». المصدر: منتدى همسات الغلا Hulhg fdk d]d hgYpvhl ,fu]i hgYpvhl fdk d[d |
07-07-2021, 01:10 PM | #2 |
| جزاك الله خيرا وأسال الله أن لايرد لك دعوة ولا يحرمك من فضلة وأن يحفظ أسرتك وأحبتك وان يفرج همك ويـيسر لكــ أمرك وان يغفر لنا ولكم ولوالدين وللمسلمين والمسلمات وأن يبلغنا أسمى مراتب الدنيا وأعلى منازل الجنه . اللهم أمين |
|
07-07-2021, 01:10 PM | #3 |
| · سادسا: ويُستحَبُّ له أَنْ يرفع بها صوتَه ويُسمِع بها مَنْ حوله لِمَا في رفع الصوت بالتلبية مِنْ إظهارٍ لشعائر الله وإعلانٍ بالتوحيد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لَمَّا سُئِلَ: «أَيُّ الحَجِّ أَفْضَلُ؟» قَالَ: «العَجُّ وَالثَّجُّ»(٢٠)، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَمَرَنِي أَنْ آمُرَ أَصْحَابِي وَمَنْ مَعِي أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالْإِهْلَالِ ـ أَوْ قَالَ: بِالتَّلْبِيَةِ ـ» يُرِيدُ أَحَدَهُمَا(٢١). والسُّنَّة في رفع الصوت خصوصُها بالرِّجال، أمَّا المرأة فلا ترفع صوتَها بالتلبية أو بالذِّكر بحضرة الرجال الأجانب؛ لأنَّ الأصل في حقِّ المرأة التستُّرُ، قال ابنُ عبد البرِّ رحمه الله: «وأجمعَ أهلُ العلم أنَّ السُّنَّةَ في المرأة أَنْ لا ترفع صوتَها، وإنما عليها أَنْ تُسمِع نَفْسَها؛ فخرجَتْ مِنْ جُملةِ ظاهر الحديثِ وخُصَّتْ بذلك، وبقي الحديثُ في الرجال»(٢٢). · سابعا: ويُستحَبُّ لمَنْ خاف أَنْ يمنعه عن البيت عائقٌ يحول دون إتمام نُسُكه مِنْ مرضٍ أو مانعٍ آخَرَ أَنْ يَشترِطَ على الله(٢٣) بعد إهلاله بالعمرة أو الحجِّ فيقول: «اللَّهُمَّ مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي». وليس هذا الاشتراطُ عامًّا لمَنْ لا يخاف مِنْ عائقٍ يمنعه مِنْ أداء نُسُكه على أصحِّ أقوال أهل العلم(٢٤)؛ لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَحرمَ ولم يُنقَلْ عنه أنه اشترط، وقال: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُم»(٢٥)، ولم يأمر بالاشتراط أمرًا عامًّا شاملًا للخائف وغير الخائف، وإنما أَمَر به ضُباعةَ بنتَ الزبير رضي الله عنها لَمَّا خشِيَتْ مِنْ عدمِ إتمام نُسُكِها لوجود المرض ونزولِ الوجع بها، ولم يَرِدْ لفظٌ عامٌّ حتَّى يَلزَم منه العمومُ، بل هو قاصرٌ على سببه، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ فَقَالَ لَهَا: «لَعَلَّكِ أَرَدْتِ الحَجَّ؟» قَالَتْ: «وَاللهِ لَا أَجِدُنِي إِلَّا وَجِعَةً»، فَقَالَ لَهَا: «حُجِّي وَاشْتَرِطِي، وَقُولِي: اللَّهُمَّ مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي»»(٢٦). · ثامنا: ويُكْثِر المُحْرِم مِنَ التلبية عند تنقُّلاته وعمومِ أحواله في السفر، سواءٌ عَلَا شَرَفًا أو هَبَط واديًا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ هَابِطًا مِنَ الثَّنِيَّةِ وَلَهُ جُؤَارٌ إِلَى اللهِ بِالتَّلْبِيَةِ»(٢٧)، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُلَبِّي إِلَّا لَبَّى مَنْ عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ مِنْ حَجَرٍ أَوْ شَجَرٍ أَوْ مَدَرٍ، حَتَّى تَنْقَطِعَ الأَرْضُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا»(٢٨). · تاسعا: ويَستمِرُّ ملبِّيًا مِنْ وقت الإحرام إلى أَنْ يبلغ الحرمَ المكِّيَّ، ولا يقطع التلبيةَ إلَّا عند رؤية بيوت مكَّة، لحديثِ ابنِ عمر رضي الله عنهما أنه كان: «إِذَا دَخَلَ أَدْنَى الحَرَمِ أَمْسَكَ عَنِ التَّلْبِيَةِ.. وَيُحَدِّثُ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ»(٢٩). · عاشرا: ويُستحَبُّ للمُحرِم أَنْ يبيت خارِجَ مكَّةَ ويدخلها نهارًا مُغتسِلًا، ويكون دخولُه مِنْ أعلاها وخروجُه مِنْ أسفلها؛ لحديثِ ابنِ عمر رضي الله عنهما المتقدِّم أنه: «كَانَ إِذَا دَخَلَ أَدْنَى الحَرَمِ أَمْسَكَ عَنِ التَّلْبِيَةِ، ثُمَّ يَبِيتُ بِذِي طُوًى، ثُمَّ يُصَلِّي بِهِ الصُّبْحَ وَيَغْتَسِلُ، وَيُحَدِّثُ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ»(٣٠)، وعنه رضي الله عنه أنه قال: «بَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذِي طُوًى حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ دَخَلَ مَكَّةَ»(٣١)، وكان ابنُ عمر رضي الله عنهما يدخل مكَّةَ نهارًا(٣٢)(٣٣)، وعنه رضي الله عنه ـ أيضًا ـ: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ مِنْ كَدَاءٍ(٣٤) مِنَ الثَّنِيَّةِ الْعُلْيَا الَّتِي بِالْبَطْحَاءِ، وَخَرَجَ مِنَ الثَّنِيَّةِ السُّفْلَى»(٣٥)، وله أَنْ يدخلها مِنْ أيِّ طريقٍ شاءَ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ فِجَاجِ مَكَّةَ طَرِيقٌ وَمَنْحَرٌ»(٣٦). · الحادي عشر: فإذا وَصَل المسجدَ الحرام يدخله ـ متوضِّئًا ـ لحديثِ عائشة رضي الله عنها: «أَنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ بَدَأَ بِهِ حِينَ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ تَوَضَّأَ ثُمَّ طَافَ»(٣٧)، ويُستحَبُّ له دخولُ المسجد مِنْ بابِ بني شيبة(٣٨) لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَل منه، ففي حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَدِمَ فِي عَقْدِ قُرَيْشٍ، فَلَمَّا دَخَلَ مَكَّةَ دَخَلَ مِنْ هَذَا البَابِ الأَعْظَمِ»(٣٩)، [أي: مِنْ باب بني شيبة]، ويُقدِّم رِجلَه اليمنى ويأتي بالأدعية المأثورة، منها: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَسَلِّمْ، اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ»(٤٠)، أو «أَعُوذُ بِاللهِ العَظِيمِ، وَبِوَجْهِهِ الكَرِيمِ، وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ، مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ»(٤١)، ويَستحضِرُ ـ حالَ دخوله ـ عظمةَ الله تعالى ونِعَمَه عليه بتيسير الوصول إلى بيته الحرام، كُلُّ ذلك في خشوعٍ وخضوعٍ وتعظيمٍ، ويرفع يدَيْه عند رؤية الكعبة إِنْ شاء، لثبوته عن ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما(٤٢)، ويدعو بما تيسَّر له، وإِنْ قال: «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ؛ فَحَيِّنَا رَبَّنَا بِالسَّلَامِ» فثابتٌ عن عمر رضي الله عنه(٤٣). وإذا خَرَج مِنَ المسجد فلْيَقُلْ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ»(٤٤). والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا. الجزائر في ٢٥ ربيع الثاني ١٤٣٠ﻫ الموافق ﻟ: ٢٠ أبريل ٢٠٠٩م |
|
07-07-2021, 01:12 PM | #4 |
| |
|
07-07-2021, 01:13 PM | #5 |
| جزاك الله رب العزه والجلال خير الجزاء وجعلها في ميزان حسناتك طرح قيم جميل تسلم الأيادي ربي يعطيك العافية |
|
07-07-2021, 02:26 PM | #7 |
| طرح في غاية الروعة بارك الله فيك جزاك الله خيـــر على الطرح القيم وجعله الله في ميزان حسناتك وان يرزقك الفردووس الاعلى من الجنه الله لايحرمنا من جديــدك |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
أعمال , الإحرام , بين , يجي , وبعده |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رسائل للمرأة بالحج | الاداره | (همسات الحج والعمره) | 11 | 21-09-2021 03:52 PM |
كيفية الإحرام من الميقات | ريحانة بغداد | (همسات الحج والعمره) | 18 | 15-02-2021 03:14 PM |
أعمال القلوب وأثرها في حياة المؤمن والمربي | النـور | ( همســـــات الإسلامي ) | 16 | 25-04-2020 07:42 PM |
فتاوي الحج ابن باز/ فعاليه مناسك الحج | باربي | (همسات الحج والعمره) | 13 | 26-08-2018 06:14 PM |
حج مبرور وسعي مشكور _ ملف كامل عن الحج | ميارا | (همسات الحج والعمره) | 25 | 18-02-2015 12:47 AM |