إن ما يشهده العالم من تفشي فيروس (كورونا) المستجد (كوفيد - 19) وإصابة ما يقارب 15 مليون شخص حول العالم ووفاة قرابة نصف المليون متأثرين بالمرض يؤكد استمرار مخاطر هذه الجائحة خصوصاً مع عدم توفر اللقاح والعلاج للمصابين بعدوى الفيروس حول العالم.
وللحفاظ على الأمن الصحي العالمي، خصوصاً مع ارتفاع معدل الإصابات في معظم الدول، وفق التقارير الصادرة من الهيئات ومراكز الأبحاث الصحية العالمية، ولخطورة تفشي العدوى والإصابة في التجمعات البشرية التي يصعب توفير التباعد الآمن بين أفرادها، فقد تقرر إقامة حج هذا العام 1441هـ بأعداد محدودة جداً للراغبين في أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة، وذلك حرصاً على إقامة الشعيرة بشكل آمن صحياً، وبما يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي اللازم؛ لضمان سلامة الإنسان وحمايته من مهددات هذه الجائحة.
وتهدف كل أنظمة وزارة الصحة وقراراتها الخاصة بصحة الحجاج إلى ضمان توفر الخدمات الوقائية والعلاجية والتأهيلية، وتقديم أعلى مستويات الرعاية الصحية، وتسهيل الوصول لها في الأراضي المقدسة ومن دون تكاليف.
موسم حج استثنائي
تحدث إلى «صحتك» الدكتور عماد المحمدي استشاري الطب الوقائي والصحة العامة مساعد المدير العام التنفيذي لمكافحة الأمراض السارية بالمركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها، موضحاً أن استمرار انتشار فيروس
«كورونا المستجد» فرض هذا العام تنظيم حج استثنائي يتم فيه اختيار الحجاج من الداخل وفق معايير صحية كمحدد رئيسي، وتوخت المملكة أن تكون النسبة الكبرى منهم (70%) من غير السعوديين من المقيمين داخل المملكة، وسيقتصر حج السعوديين على الممارسين الصحيين ورجال الأمن المتعافين من الفيروس.
وسيتم أداء الحج بحذر، أي بوعي، وتبني عادات جديدة لكسر سلسلة انتشار العدوى بفيروس «كوفيد - 19» من خلال التزام الحجاج بالإجراءات الاحترازية التالية:
> لبس الكمامة، فهي تحمي من الإصابة بعدوى «كوفيد - 19» حيث إن الاختلاط القريب مع الآخرين قد ينقل الفيروس عن طريق التحدث، السعال أو العطاس. لذلك يُنصح بالحفاظ على مسافة مترين عن الآخرين بالإضافة إلى ارتداء الكمامة بشكل مستمر عند الخروج من المنزل.
> غسل اليدين بالماء والصابون أو تعقيمهما بالجل الكحولي.
> عدم المصافحة.
> ترك مسافة آمنة «مترين بين الحاج والآخر».
بروتوكولات الحج الاستثنائي
ووفقاً للمركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها «وقاية»، فقد أعلنت المملكة العربية السعودية، البروتوكولات الخاصة بموسم الحج الاستثنائي الذي سيمكّن عدداً محدوداً من حجاج الداخل في أداء شعائر الحج. وقد لخص الدكتور عماد المحمدي أهم تلك البروتوكولات كما يلي:
> إجراءات وقائية في كل موقع خلال رحلة الحاج، من وصوله إلى الأراضي المقدسة وحتى تنقلاته عبر المواصلات والسكن والوجبات الغذائية وما سيكون خلال الطواف ورمي الجمرات.
> التشديد على ارتداء الكمامة والحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي، والتنقل في مجموعات صغيرة لا تزيد على 50 شخصاً في أثناء الطواف ورمي الجمرات بحيث يتم توزيعها بشكل مستمر على جميع الطوابق.
> منع لمس الكعبة المشرّفة أو الحجر الأسود أو تقبيله، ووضع حواجز ومشرفين لمنع القرب من هذه الحواجز.
> تكثيف نقاط الفحص عند جميع المداخل (مدخل السكن، نقاط التجمع للحافلات، الحرم المكي وغيرها) بشكل يومي، تتضمن قياس درجة الحرارة بجهاز معتمد من الهيئة العامة للغذاء والدواء، والسؤال عن الأعراض التالية: الحمى، والكحة، وضيق التنفس، وألم الحلق، وفقدان مفاجئ لحاستي الذوق والشم، وسيلان الأنف لجميع الحجاج.
> حثت «وقاية» على تثبيت التطبيقات المعتمدة من وزارة الصحة (تطمن - توكلنا - تباعد) على الأجهزة الذكية وتفعيل خاصية تحديد الموقع والبلوتوث في الجهاز وتسجيل الدخول فيهما، وتجهيز فرق وسيارات إسعاف وحافلة عناية مركزة متنقلة عند عمائر السـكن بحيث تتحرك لمرافقة الحجاج عند توجههم لأداء الشعائر كافة.
> متابعة الجميع لمدة أسبوعين لأي أعراض واستمرار استخدام برامج التقنية المتوافرة، مثل: تطمن، وتوكلنا، وتباعد، والأساور الإلكترونية والالتزام بالحجر المنزلي لمدة أسبوعين بعد رحلة الحج.
> السماح بإكمال الحج للحالات المشتبه بإصابتها، بعد تقييمها من الطبيب المختص، بحيث يتم إلحاقها بالمجموعة الخاصة بالحالات المشتبه فيها، كما تخصص لهم عمارة منفصلة، وحافلة وجدول لمسار رحلة حج مناسب لوضع تلك الحالات.
> تنظيم انتظار الحجاج عند نقاط التجمع، وتسليم الأمتعة وتسلُّمها، وفي المطاعم، من خلال وضع علامات أو ملصقات مرئية على الأرض، تضمن المسافة القانونية للتباعد الاجتماعي، وهي متر ونصف المتر بين الأفراد.
> منع مشاركة الأدوات والمعدات الشخصية بين الحجاج، مع إزالة جميع النسخ المطبوعة والمجلات الورقية. أيضاً، توزيع مطهرات الأيدي ووضعها في أماكن بارزة، وفي مناطق التجمع والممرات ودورات المياه.
> الالتزام بتطهير الأسطح البيئية بشكل دوري مجدول، مع التركيز على الأماكن التي تكثر فيها احتمالية التلامس، مثل محطة الاستقبال وأماكن الانتظار، وكذلك مقابض الأبواب وطاولات الطعام، ومساند المقاعد ومفاتيح المصاعد وخلافه.
> توفير مياه الشرب ومياه زمزم بعبوات مخصصة للأفراد، ذات الاستخدام الواحد، وإزالة جميع البرّادات أو تعطيلها في الحرم المكي والمشاعر المقدّسة، وتقتصر الوجبات على الأغذية المغلفة المعدة مسبقاً، بحيث تقدم بشكل فردي لكل حاج على حدة.
> وفي النقل، يتم تحديد حافلة لكل مجموعة، وكذلك رقم مقعد يكون مخصصاً للحاج نفسه طوال رحلة الحج كاملة. والالتزام بالمقعد ذاته لجميع الحجاج طوال وقت الرحلة.
> تخصيص أبواب للركوب وأخرى للنزول، وإيقاف العمل بالحافلة لحين التطهير الكامل، في حال تأكيد إصابة أحد الركاب بالفيروس.
> يجب ألا يتجاوز عدد الركاب داخل الحافلة طوال مدة الرحلة 50% من إجمالي الطاقة الاستيعابية للحافلة، والمحافظة على التباعد الجسدي داخل الحافلة من خلال اتباع السياسة الموصى بها، وترك مقعد فارغ على الأقل بين كل راكب والآخر.
شعائر الحج
> وفيما يخص عرفة ومزدلفة ومنى، فمن ضمن الإجراءات، الالتزام بالإقامة في الأماكن المخصصة، وعدم الخروج عن المسار المخصص من المنظم، ويتم توزيع الحجاج على الخيام بحيث لا يزيد عددهم على 10 حجاج لكل 50 متراً مربعاً من مساحة الخيام، مع الحفاظ على مسافة متر ونصف المتر على الأقل بين كل حاج وآخر من جميع الجهات.
> وفي رمي الجمرات، تتم جدولة تفويج الحجاج لمنشأة الجمرات، بحيث لا يتجاوز عدد الحجاج الذين يرمون الجمرات في الوقت نفسه مجموعة واحدة (50 حاجاً) لكل دور من أدوار منشأة الجمرات، أو بما يضمن مسافة متر ونصف المتر إلى مترين على الأقل بين كل شخص وآخر، في أثناء أداء شعيرة رمي الجمرات.
> التقليل من التواصل الشخصي بين مرتادي الحرم المكي، ومنع التجمعات بشكل عام، والالتزام بالتباعد الاجتماعي، على أن يكون بين كل شخص والآخر مسافة لا تقل عن متر ونصف المتر، والإشراف على تنفيذ ذلك من قِبل رجال الأمن.
> يجب تخصيص مداخل ومخارج معينة، مع وضع منظمين عند الأبواب للتأكّد من عملية دخول وخروج الحجاج، ومنع التزاحم والتدافع، والتأكد من وجود مسافات بينهم، على أن يكون المنظمون من رجال الأمن.