#1
| |||||||||
| |||||||||
سورة آل عمران (تقرير الربوبية) القرآن حياة للقلوب، وشفاء للصدور، وجلاء للأحزان، وسعادة للإنسان. وسورة آل عمران وصفت في الحديث بأنها زهراء، أي: مضيئة، فهي تضيء للعامل بها حياته، وتكون حجة له بعد مماته. ومما يلفت الانتباه في سورة آل عمران كثرة المواضع التي قررت فيها ربوبية الله تعالى؛ ليمتلئ قلب قارئها بتعظيم الله تعالى ومحبته وخشيته ورجائه، فينقاد إلى الطاعة بشوق وفرح ونشاط. ومن مواضع تقرير الربوبية في آل عمران: بيان علم الله تعالى الذي لا يخفى عليه شيء، وبيان قدرته سبحانه على تصوير الأجنة في الأرحام، وهذا التقرير جاء في أول السورة ï´؟إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ * هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُï´¾ [آل عمران: 5-6]. وفي موضع آخر من السورة بيان علمه سبحانه بمكنون القلوب، وما تخفيه الصدور ï´؟قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِï´¾ [آل عمران: 29]. ومن مواضع تقرير الربوبية في آل عمران: بيان قدرته سبحانه على جمع الخلائق يوم القيامة للحساب، وجاء ذلك في قوله تعالى: ï´؟رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَï´¾ [آل عمران: 9]. وفي قوله تعالى: ï´؟فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَï´¾ [آل عمران: 25]. ومن مواضع تقرير الربوبية في آل عمران: بيان أن الملك والعز والإحياء والإماتة والرزق له وحده لا شريك له، وذلك في قوله تعالى: ï´؟قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍï´¾ [آل عمران: 26-27]. وحين كانت مريم عليها السلام يأتيها رزقها في موضع صلاتها؛ كرامة من الله تعالى؛ سألها زكريا عليه السلام عن ذلك ï´؟قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍï´¾ [آل عمران: 37]. وفي آخر السورة تأكيد على ملك الله تعالى وقدرته ï´؟وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌï´¾ [آل عمران: 189]. ومن مواضع تقرير الربوبية في آل عمران: بيان أن الأمر لله وحده وليس لأحد من خلقه؛ مما يملأ القلوب ثقة بالله تعالى، وطمأنينة به، وركونا إليه، وتوكلا عليه، وذلك في قوله تعالى: ï´؟وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُï´¾ [آل عمران: 109]. وحين كانت الهزيمة في أحد، وشكك المشككون، ونافق المنافقون؛ بيّن سبحانه أن الأمر له وحده لا شريك له ï´؟يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِï´¾ [آل عمران: 154]. وفيها بيان أن الهزيمة في أحد وقعت بقدر الله تعالى لحكم عظيمة، وأن الشامتين بقتلى أحد من المنافقين لن يدفعوا الموت عنهم إن نزل بهم ï´؟وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ * الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَï´¾ [آل عمران: 166-168]. ومن مواضع تقرير الربوبية في آل عمران: بيان أن الإنجاب من الله تعالى، وأن النكاح والحمل أسبابه، وأن القدرة الربانية فوق الأسباب؛ ولذا رزق زكريا وهو هرم وزوجته وهي عاقر غلاما ببركة دعائه، فعجب زكريا لذلك ï´؟قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُï´¾ [آل عمران: 40]. وأعجب من ذلك أن مريم رزقت الولد بلا زوج ولا وطء؛ لتتجلى قدرة الله تعالى على كل شيء ï´؟قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُï´¾ [آل عمران: 47]. وفي ذكر خلق عيسى عليه السلام بلا أب قال الله تعالى مبينا قدرته على ذلك ï´؟إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُï´¾ [آل عمران: 59].أي: إن كان عيسى خلق بلا أب فإن الله تعالى بقدرته خلق آدم بلا أب ولا أم. ومن مواضع تقرير الربوبية في آل عمران: أن الله تعالى منح عيسى عليه السلام من المعجزات ما لا يقدر عليه أحد، ولا يخطر على بال بشر، وهذا يدل على القدرة الربانية، والمنحة الإلهية ï´؟وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَï´¾ [آل عمران: 49]. ومن مواضع تقرير الربوبية في آل عمران: بيان أن هداية التوفيق من الله تعالى وليست لأحد غيره، وأنه يختص بهدايته من رحم من عباده، وقد تآمر جمع من أهل الكتاب على صرف الناس عن الإسلام ï´؟وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْï´¾ [آل عمران: 72-73]. فكان الجواب عليهم ï´؟قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِï´¾ [آل عمران: 73-74]. نسأل الله تعالى الهداية لدينه، والاستقامة على أمره، وتدبر كتابه، والعمل به، إنه سميع مجيب. المصدر: منتدى همسات الغلا s,vm Ng ulvhk (jrvdv hgvf,fdm) lN hgvf,fdm) s,vm |
11-06-2021, 12:57 PM | #4 |
| جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض بآرك الله فيك على الطَرح القيم في ميزآن حسناتك ان شاء الله ,, آسأل الله أن يَرزقـك فسيح آلجنات !! وجَعل مااقدمت في مَيزانْ حسَناتك وعَمر آلله قلبك بآآآلايمَآآنْ علىَ طرحَك آالمحمَل بنفحآتٍ إيمآنيهِ دمت بـِ طآعَة الله . |
|
11-06-2021, 03:54 PM | #5 |
| |
|
11-06-2021, 11:02 PM | #6 |
| طرح في غاية الروعة بارك الله فيك جزاك الله خيـــر على الطرح القيم وجعله الله في ميزان حسناتك وان يرزقك الفردووس الاعلى من الجنه الله لايحرمنا من جديــدك |
|
12-06-2021, 11:04 PM | #7 |
| الله يثبت العلم بقلبكك جعـلهُ.. آللهْ.. فيّ.. ميزآنْ.. حسناتك أنآرَ.. آللهْ.. بصيرتك.. وَ بصرك.. بـ/ نور.. آلإيمآنْ وَ جعـلهُ ..شآهِدا.. لك.. يوم.. آلعـرض ..وَ آلميزآنْ وَ ثبتكـ.. على.. آلسُنهْ.. وَ آلقُرآنْ وأنار.. دربك.. وبارك.. فيك تحياتي و تقديري |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
(تقرير , مآ , الربوبية) , سورة , عمران |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
شخصيات متجدد بإذن الله | ريحانة بغداد | ( همســـــات العام ) | 279 | 12-09-2023 04:24 AM |
مظاهر الانحراف في توحيد الربوبية(الشرك في الربوبية) | البرنس مديح ال قطب | ( همســـــات الإسلامي ) | 13 | 30-09-2019 07:15 AM |
موسوعة 3000 سؤال في القرآن. | تيماء | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 45 | 29-12-2018 10:16 PM |
خطوآت عمل تقرير ,~ مفيد جدآ | النـور | (همسات الجامعة والطلبه والطالبات) | 26 | 18-04-2017 04:35 AM |
تقرير شآمل عن مَصر ( أُم الدُنيا ) ..(مسابقة جوله حول العالم | احمد خاطر | (همسـات السياحة واشهر الفنادق) | 15 | 12-04-2017 05:55 PM |