#1
| |||||||||
| |||||||||
بلال رضي الله عنه بلال بن رباح الحبشي رضي الله عنه، ولد بمكة، وكان من الموالي، وتقدم إسلامه جدا بدليل أنه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: «فَمَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: حُرٌّ وَعَبْدٌ، وَمَعَهُ يَوْمَئِذٍ أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ مِمَّنْ آمَنَ بِهِ» رواه مسلم. وجاء في قصة إسلامه وتعذيبه ما روى الْوَضِينِ بْنُ عَطَاءٍ قال: «اعتزل أبو بكر رضوان اللَّه عليه ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في غار، فمرّ بهما بلال رضي اللَّه عنه وهو في غَنَم لعبد اللَّه بن جُدْعان... فأطلع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم رأسَه من الغار، فقال: يا راعي، هل من لَبَن؟! فقال بلال: مالي فيها إلا شاة منها قُوتي، فإن شئتُما آثرتُكما اليوم بلَبنها، فقال: ائت بها، فجاء بها فاعتَقَلها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وحَلَب في القعب -وهو قدح يروي الثلاثة- وشرب هو وأبو بكر رضي اللَّه عنه، ثم سقى بلالًا رضي اللَّه عنه، وأرسلها وهي أَحفَلُ مما كانت، فقال: يا غُلام، هل لك في الإِسلام؟ وقرأ عليه القرآن فأسلم، فقالا: اكتُم إسلامَك. وانصرف بغَنَمه وقد أَضْعفَ لبنُها، فقال له أهله: لقد رعيتَ اليوم مَرعى طَيِّبًا فعليك به، فعاد إليهما ثلاثةَ أيام يسقيهما اللبن، ويَتعلّم الإِسلام. ودخل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مكة، فاختفى في دارٍ عند المروة، فدخل بلال رضي اللَّه عنه يومًا إلى الكعبة وقريش في ظاهرها وهو لا يعلم، فجعل يَبصُقُ على الأصنامِ ويقول: خابَ وخَسِرَ مَن عَبَدكم من دونِ اللَّه تعالى، فطلبَتْه قُريشٌ فهرب، فدخل دار سيِّده عبد اللَّه بن جُدْعان فاختفى فيها، فجاءوا إلى الباب، ونادَوْا عبدَ اللَّه بنَ جُدعان، فخرج إليهم فقالوا: صبوتَ؟ فقال: ألمثلي تقولون هذا؟ عليَّ نَحْرُ مئةِ ناقةٍ للّاتِ والعُزّى إن كنتُ صَبَوْتُ، قالوا: فإن أسوَدَك صنع كذا وكذا، فدخل فأخرجه إليهم، وقال: شَأنُكم به، افعلوا به ما أحببتُم، فخرج به أبو جهل بن هشام وأُميَّةُ بنُ خَلَف إلى الرّمْضاءِ، وبسطاه عليها، وجعلا على عُنُقه رَحًى، وقالا: اكفُر بمحمّدٍ، وهو يقول: أحدٌ أحَدٌ. ومرَّ بهما أبو بكر فقال: واللَّه ما تُدْرِكان بعذابه ثأرًا، فقال له أُمية: هو على دينك فاشتَره منّا...». ومما جاء في تعذيبه وثباته رضي الله عنه ما رواه ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ سَبْعَةٌ: رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَمَنَعَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِقَوْمِهِ، وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمُ الْمُشْرِكُونَ، فَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ وَأَوْقَفُوهُمْ فِي الشَّمْسِ، فَمَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا قَدْ آتَاهُمْ كُلَّمَا أَرَادُوا غَيْرَ بِلَالٍ، فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ فَأَعْطُوهُ الْوِلْدَانَ فَجَعَلُوا يَطُوفُونَ بِهِ فِي شِعَابِ مَكَّةَ وَجَعَلَ يَقُولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ». وقَالَ عَمْرَو بْنُ الْعَاصِ رضي الله عنه: «مَرَرْتُ ببلال وهو يعذّب في الرمضاء لو أَنْ بِضْعَةَ لَحْمٍ وُضِعَتْ لَنَضَجَتْ، وَهُوَ يَقُولُ: أَنَا كَافِرٌ بِاللاتِ وَالْعُزَّى، وَأُمَيَّةَ مُغْتَاظٌ عَلَيْهِ فيزيده عذابا فيقبل عليه، فيدغت في حلقه -أي يخنقه- فيغشى عليه، ثم يفيق». وقال حَسَّانُ بْنَ ثَابِتٍ رضي الله عنه: «حَجَجْتُ فَرَأَيْتُ بِلالا فِي حَبْلٍ طَوِيلٍ، تَمُدُّهُ الصِّبْيَانُ... وَهُوَ يَقُولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ، أَنَا أَكْفُرُ بِاللاتِ وَالْعُزَّى وَهُبَلَ وَسَافَ وَنَائِلَةَ وَبَوَانَةَ، فأضجعه أمية في الرمضاء». وعَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: «كَانَ بِلالٌ إِذَا اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ قَالَ: أَحَدٌ أَحَدٌ. فَيَقُولُونَ لَهُ: قُلْ كَمَا نَقُولُ. فَيَقُولُ: إِنَّ لِسَانِي لا يَنْطَلِقُ بِهِ وَلا يُحْسِنُهُ». وَرُوِيَ أَنَّ بِلالا قَالَ: «أَعْطَشُونِي يَوْمًا وَلْيَلَةً ثُمَّ أَخْرَجُونِي فَعَذَّبُونِي في الرمضاء في يوم حارّ». وقال عروة بن الزبير: «كان بلال من المستضعفين من المؤمنين، وكان يعذب حين أسلم ليرجع عن دينه، فما أعطاهم قط كلمة مما يريدون». وصبر بلال رضي الله عنه على شدة العذاب، وهو ثابت على إيمانه لا يتزحزح عنه، حتى اشتراه أبو بكر فأعتقه، وفي هذا يقول عمر رضي الله عنه: «أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا، يَعْنِي: بِلاَلًا» رواه البخاري. ولما أذن الله تعالى بالهجرة إلى المدينة هاجر بلال مع المهاجرين، فلما كانت غزوة بدر وانتصر المسلمون على المشركين تحقق لبلال قصاصه ممن عذبوه، وأولهم أمية بن خلف، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «فَأَبْصَرَهُ بِلاَلٌ، فَخَرَجَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى مَجْلِسٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ، لاَ نَجَوْتُ إِنْ نَجَا أُمَيَّةُ، فَخَرَجَ مَعَهُ فَرِيقٌ مِنَ الأَنْصَارِ فِي آثَارِنَا، فَلَمَّا خَشِيتُ أَنْ يَلْحَقُونَا، خَلَّفْتُ لَهُمُ ابْنَهُ لِأَشْغَلَهُمْ فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ أَبَوْا حَتَّى يَتْبَعُونَا، وَكَانَ رَجُلًا ثَقِيلًا، فَلَمَّا أَدْرَكُونَا، قُلْتُ لَهُ: ابْرُكْ، فَبَرَكَ، فَأَلْقَيْتُ عَلَيْهِ نَفْسِي لِأَمْنَعَهُ، فَتَخَلَّلُوهُ بِالسُّيُوفِ مِنْ تَحْتِي حَتَّى قَتَلُوهُ» رواه البخاري. وشهد النبي صلى الله عليه وسلم لبلال بالجنة ففي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِبِلاَلٍ عِنْدَ صَلاَةِ الفَجْرِ: «يَا بِلاَلُ حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الإِسْلاَمِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الجَنَّةِ، قَالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي: أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طَهُورًا، فِي سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ» رواه الشيخان. وظل بلال مؤذنا للنبي صلى الله عليه وسلم حتى توفي وولي الخلافة أبو بكر رضي الله عنه فاشتاق بلال للجهاد فقال لِأَبِي بَكْرٍ: «إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي لِنَفْسِكَ فَأَمْسِكْنِي، وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي لِلَّهِ، فَدَعْنِي وَعَمَلَ اللَّهِ» رواه البخاري. وجاء في رواية أن أبا بكر ناشده أن يبقى معه فبقي حتى ولي الخلافة عمر رضي الله عنه فأذن له في الجهاد. فرضي الله عن بلال وأرضاه، ورضي عن الصحابة أجمعين، وجمعنا بهم في دار النعيم. المصدر: منتدى همسات الغلا fghg vqd hggi uki fghx vqd |
10-06-2021, 06:28 PM | #3 |
| |
|
10-06-2021, 09:40 PM | #4 |
| جزاك الله كل خير طرح رائع يحمل الخير بين سطوره ويحمل الابداع في محتواه سلمت يمينك تحياتي و تقديري |
|
11-06-2021, 12:50 PM | #5 |
| جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض بآرك الله فيك على الطَرح القيم في ميزآن حسناتك ان شاء الله ,, آسأل الله أن يَرزقـك فسيح آلجنات !! وجَعل مااقدمت في مَيزانْ حسَناتك وعَمر آلله قلبك بآآآلايمَآآنْ علىَ طرحَك آالمحمَل بنفحآتٍ إيمآنيهِ دمت بـِ طآعَة الله . |
|
11-06-2021, 12:59 PM | #6 |
| اللهم صل وسلم على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين جزاك الله خيرا ولاحرمك الأجر بوركت وطرحك الطيب |
|
11-06-2021, 03:36 PM | #7 |
| |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الله , بلاء , رضي , عنه |
| |