الإهداءات | |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||||
| |||||||||||||
من هدي النبيِّ صلى الله عليه وسلم وصحابته عندَ الاحتضار من هدي النبيِّ صلى الله عليه وسلم وصحابته عندَ الاحتضار أما بعد: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18]. عباد الله: إنَّ الاحتضارَ موقفٌ يَمُرُّ بهِ كُلِّ إنسانٍ، لَحظاتٌ يُودِّعُ فيها الدُّنيا الفانية، ويستقبلُ الآخرةَ الباقية، لَحظاتٌ عصيبةٌ إلاَّ مَن خفَّفَ اللهُ عليه، الكُلُّ سيحتَضِر، الأنبياءُ والصالحون، والطُّغاةُ والظالمون، الكِبارُ والصِّغار، الرِّجالُ والنساء، الْمَرضى والأصحَّاء، الأغنياءُ والفُقراء، كُلُّنا سنشربُ مِن كأس الْمَنُون، قال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)، واعلَمُوا أنه لو لم يكن في الموتِ إلاَّ الإعدامُ وانحلالُ الأجسام، ونِسيانُكَ أُخْرَى الليالي والأيَّام، لَكَانَ واللهِ لأهلِ اللَّذاتِ مُكدِّراً، ولأصحابِ النعيمِ مُغيِّراً. عباد الله: إنَّ ساعةَ الاحتضارِ مَرحلةٌ انتقاليةٌ بين الدُّنيا والآخرة، وهي ساعةٌ صعبةٌ وشديدةٌ على الإنسان، ولا أدلَّ مِن ذلكَ من وضع الرسول صلى الله عليه وسلم عند احتضاره، فعن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها: (إنَّ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ بينَ يدَيْهِ رَكْوَةٌ -أوْ عُلْبَةٌ فيها مَاءٌ، يَشُكُّ عُمَرُ، أي: ابنُ سعيدٍ- فجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ في الْمَاءِ، فَيَمْسَحُ بهِمَا وَجْهَهُ، ويقُولُ: «لا إلهَ إلاَّ اللهُ، إنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ» ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ فجَعَلَ يقُولُ: «في الرَّفِيقِ الأعْلَى» حتَّى قُبِضَ ومَالَتْ يَدُهُ) رواه البخاري. وقد حَرِصَ الصحابةُ والسلفُ الصالح على الاستعداد لهذه الساعة العصيبة، والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في أُموره عامَّة وفي هذه الساعة خاصة، مما فَعَله صلى الله عليه وسلم، وما أوصى به، (عن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها قالتْ: دَخَلْتُ على أبي بكْرٍ رضيَ اللهُ عنهُ فقالَ: في كَمْ كَفَّنْتُمُ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ؟ قالتْ: «في ثلاثةِ أثوابٍ بيضٍ سَحُولِيَّةٍ، ليْسَ فيها قَمِيصٌ ولا عِمَامَةٌ»، وقالَ لَهَا: في أيِّ يومٍ تُوُفِّيَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ؟ قالت: «يومَ الاثنينِ»، قالَ: فأَيُّ يومٍ هذا؟ قالتْ: «يومُ الاثنينِ»، قالَ: أَرْجُو فيما بيني وبينَ اللَّيْلِ... فلَمْ يُتَوَفَّ حتى أَمْسَى مِنْ ليْلَةِ الثلاثاءِ، ودُفِنَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ) رواه البخاري، فدلَّ هذا على أنَّ أبا بكرٍ كان حريصاً وهو في ساعةِ احتضارهِ على المنهجِ الذي سَنَّهُ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلم. وهذا سعدُ بن أبي وقَّاصٍ رضي الله عنه (قالَ في مَرَضِهِ الذي هَلَكَ فيهِ: «اِلْحَدُوا لي لَحْدَاً، وانْصِبُوا عَلَيَّ اللَّبِنَ نَصْباً، كَمَا صُنِعَ برسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ») رواه مسلم. وهذا أبو هريرة رضي الله عنه (قالَ لأهلِهِ عندَ مَوْتِهِ: «لا تُعَمِّمُونِي، ولا تُقَمِّصُونِي؛ فإنَّ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لَمْ يُعَمَّمْ ولمْ يُقَمَّصْ») رواه عبد الرزاق. ومن مواقفهم عند الاحتضار: حُضورُ مهابتهم لله وإظهار الذُّلِ بين يديه: فعن (ابنِ أبي مُلَيْكَةَ قالَ: اسْتَأْذَنَ ابنُ عبَّاسٍ قبلَ مَوْتِها على عائشةَ وهِيَ مَغْلُوبَةٌ، قالتْ: أَخْشَى أنْ يُثْنِيَ عَلَيَّ، فقيلَ: ابنُ عَمِّ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ومِنْ وُجُوهِ المسلمينَ، قالتْ: ائْذَنُوا لهُ، فقالَ: كيفَ تَجِدِينَكِ؟ قالتْ: بخَيْرٍ إنِ اتَّقَيْتُ، قالَ: «فأَنْتِ بخَيْرٍ إنْ شاءَ اللهُ، زَوْجَةُ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ، ولَمْ يَنْكِحْ بِكْرَاً غَيْرَكِ، ونَزَلَ عُذْرُكِ مِنَ السَّمَاءِ»، ودَخَلَ ابنُ الزُّبَيْرِ خِلافَهُ، فقالتْ: دَخَلَ ابنُ عبَّاسٍ فَأَثْنَى عَلَيَّ، وَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نِسْياً مَنْسِيَّاً) رواه البخاري. وهذا الحَسَنُ بن عليٍّ رضيَ الله عنهما لَمَّا حَضَره الْمَوْتُ (بَكَى بُكَاءً شَدِيداً، فقالَ لهُ الحُسَيْنُ: ما يُبْكِيكَ يا أَخِي، وإنما تَقْدَمُ على رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ وعلى عليٍّ وفاطمةَ وخديجَةَ وَهُمْ وَلَدُوكَ، وقدْ أجْرَى اللهُ لَكَ على لِسَانِ نَبيِّهِ أَنَّكَ سَيِّدُ شَبَابِ أهْلِ الجَنَّةِ، وقَاسَمْتَ اللهَ مَالَكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ومَشَيْتَ إلى بَيْتِ اللهِ عَلَى قَدَمَيْكَ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً حَاجَّاً؟ وإنما أَرَادَ أَنْ يُطَيِّبَ نَفْسَهُ، قالَ: فواللهِ ما زَادَهُ إلا بُكَاءً وانْتِحَاباً، وقالَ: «يا أَخِي، إني أَقْدَمُ على أَمْرٍ عَظِيمٍ وهَوْلٍ لَمْ أَقْدَمْ على مِثْلِهِ قَطُّ») رواه ابنُ أبي الدُّنيا. وهذا عمرُ بن الخطَّاب رضي الله عنه لَمَّا أُصِيبَ (دَخَلَتْ عليهِ حَفْصَةُ فقالتْ: يا صاحِبَ رسولِ اللهِ، ويا صِهْرَ رسولِ اللهِ، ويا أميرَ المؤمنينَ، فقالَ عُمَرُ لابنِ عُمَرَ: يا عبدَ اللهِ أَجْلِسْنِي فلا صَبْرَ لي على ما أَسْمَعُ، فأَسْنَدَهُ إلى صَدْرِهِ فقالَ لَها: إني أُحَرِّجُ عليكِ بما لي عليكِ مِنَ الحَقِّ أنْ تَنْدُبِينِيَ بعْدَ مَجْلِسِكِ هذا، فأَمَّا عَيْنُكِ فلَنْ أَمْلِكَهَا، إنهُ ليسَ مِنْ مَيِّتٍ يُنْدَبُ بما ليسَ فيهِ إلاَّ الملائكةُ تمقتُه) رواه ابن سعد وصحَّحه ابن حجر. الخطبة الثانية الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.أما بعد: من هدي النبيِّ صلى الله عليه وسلم وصحابته عند الاحتضار: الوصيَّة لأهلهم وللمسلمين، فعن (أُمِّ سلَمَةَ زَوْجِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنهُ كانَ عامَّةُ وصِيَّةِ نَبيِّ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ عنْدَ مَوْتِهِ: الصلاةَ الصلاةَ، وما مَلَكَتْ أيمانُكُمْ، حتى جَعَلَ نَبيُّ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ يُلَجْلِجُهَا في صَدْرِهِ، وما يَفِيضُ بها لِسَانُهُ) رواه الإمام أحمد وصحَّحه الضياء من رواية أنس، وعن عطاءٍ قال: (لَقِيتُ الوليدَ بنَ عُبَادَةَ بنِ الصامِتِ، صاحِبَ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ فسَأَلْتُهُ: ما كانتْ وصِيَّةُ أبيكَ عِنْدَ الموتِ؟ قالَ: دَعَانِي أبي فقالَ لي: يا بُنَيَّ، اتقِ اللهَ، واعلَمْ أنكَ لَنْ تَتَّقِيَ اللهَ حتى تُؤْمِنَ باللهِ وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ، فإنْ مُتَّ على غيرِ هذا دخَلْتَ النَّارَ) رواه الترمذيُّ وحسَّنه الضياء المقدسي. ومن هديهم عند الاحتضار: الوصية بطريقة دفنهم وغسلهم وتجهيزهم: (لَمَّا حَضَرَ أبا هريرةَ الموتُ قالَ: لا تُتْبِعُونِي بِمِجْمَرٍ، وأسْرِعُوا بي، فإني سمعتُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ يقولُ: إن المؤمنَ إذا وُضِعَ على سَرِيرِهِ قالَ: أَسْرِعُوا بي، وإذا وُضِعَ الكافرُ على سريرهِ قالَ: ويْلاهُ أينَ تَذْهَبُونَ بي؟) رواه الإمام أحمد وحسَّنه مُحقِّقو المسند. وعن أبي بُرْدَةَ رحمه الله قال: (أوصَى أبو مُوسَى رضي الله عنه حين حَضَرَهُ الموتُ فقال: إذا انطَلَقتُمْ بجنازتي فأسرعوا المشيَ، ولا يتبعني مِجمرٌ، ولا تجعلُوا في لحدي شيئاً يَحُولُ بيني وبينَ التُّرابِ، ولا تجعلُوا على قبري بناءً، وأُشهدُكُمْ أني بريءٌ من كلِّ حالقَةٍ، أو سالقَةٍ، أو خارقةٍ، قال: أوَ سمعتَ فيه شيئاً؟ قال: نعَمَ من رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ) رواه أحمد وحسَّنه محققو المسند. اللهُمَّ ارْزُقنا كثرةَ ذِكْرِ الْمَوْتِ، اللهُمَّ اجْعَلْ مَخَافَتَكَ في قُلُوبنا، وأَدِمْ على قُلُوبنا ذِكْرَ الْمَوْتِ، اللَّهُمَّ أَعِنَّا على سَكَرَاتِ الْمَوْتِ، اللَّهُمَّ أَعنِّا على غَمَرَاتِ الْمَوْتِ، آمين. المصدر: منتدى همسات الغلا lk i]d hgkfd~A wgn hggi ugdi ,sgl ,wphfji uk]Q hghpjqhv H, hggi hghpjqhv hgkfd~A sld ugdi u,]Q i]d ,sgl ,wphfji |
09-04-2021, 10:24 PM | #4 |
ادارة الموقع | جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض بآرك الله فيك على الطَرح القيم في ميزآن حسناتك ان شاء الله ,, آسأل الله أن يَرزقـك فسيح آلجنات !! وجَعل مااقدمت في مَيزانْ حسَناتك وعَمر آلله قلبك بآآآلايمَآآنْ علىَ طرحَك آالمحمَل بنفحآتٍ إيمآنيهِ دمت بـِ طآعَة الله . |
|
10-04-2021, 04:59 PM | #7 |
| طرح في غاية الروعة بارك الله فيك جزاك الله خيـــر على الطرح القيم وجعله الله في ميزان حسناتك وان يرزقك الفردووس الاعلى من الجنه الله لايحرمنا من جديــدك |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
أو , الله , الاحتضار , النبيِّ , سمي , عليه , عودَ , هدي , وسلم , وصحابته |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هديُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في الدَّعوةِ إلى اللهِ في أسفارهِ | ميارا | (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) | 18 | 04-08-2021 11:11 PM |
الاحتِفالُ بالمَولِد النَّبويِّ - بدع وشُبهاتٌ ورُدودٌ حول الموضوع حول من ابتدع المول | مبارك آل ضرمان | ( همســـــات الإسلامي ) | 11 | 25-11-2018 10:31 AM |
من أبرز أخلاق التواضع عند الرسول صل الله عليه وسلم وصحابته الكرام | مبارك آل ضرمان | (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) | 7 | 28-12-2017 09:17 PM |
" سطر رسول الله صل الله عليه وسلم وصحابته الكرام أروع بطولات هزت الجبال " | مبارك آل ضرمان | (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) | 11 | 17-10-2017 12:23 PM |
ثلاثة أشياء يحبها الرسول وصحابته الكرام..! | ميارا | (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) | 16 | 11-04-2013 01:35 PM |