#1
| ||||||||||
| ||||||||||
التدين الشكلي . ( كلام في الصميم يعكس واقعنا اليوم ) . سَألَ عمرُ بن الخطّاب رضي الله عنه عن رجلٍ ما إذا كان أحدُ الحاضرين يعرفه ، فقام رجلٌ وقال : أنا أعرفه يا أمير المؤمنين . فقال عمر : لعلّكَ جاره ، فالجارُ أعلمُ النّاس بأخلاقِ جيرانه ؟ فقال الرّجلُ : لا فقال عمر : لعلّكَ صاحبته في سَفرٍ ، فالأسفار مكشفة للطباع ؟ فقال الرّجلُ : لا فقال عمر : لعلّكَ تاجرتَ معه فعاملته بالدّرهمِ والدّينارِ ، فالدّرهمُ والدّينار يكشفان معادن الرّجال ؟ فقال الرّجلُ : لا فقال عمر : لعلّك رأيته في المسجدِ يهزُّ رأسَه قائماً وقاعداً ؟ فقال الرّجلُ : أجل فقال عمر : اجلسْ فإنّكَ لا تعرفه . كان ابن الخطّابِ يعرِفُ أنّ المرءَ من الممكن أن يخلعَ دينه على عتبةِ المسجد ثم ينتعلَ حذاءَه ويخرجَ للدّنيا مسعوراً يأكلُ مالَ هذا ، وينهشُ عرض ذاك ! كان يعرفُ أن اللحى من الممكنِ أن تصبحَ متاريسَ يختبىء خلفها لصوصٌ كُثر ، وأنّ العباءة السّوداء ليس بالضرورة تحتها امرأةٌ فاضلة ! كان يعرفُ أن السِّواكَ قد يغدو مِسنّاً نشحذ فيه أسناننا ونأكل لحوم بعض . كان يعرفُ أن الصلاةَ من الممكنِ أن تصبحَ مظهرا أنيقاً لمحتال ، وأنّ الحجّ من الممكنِ أن يصبحَ عباءةً اجتماعية مرموقة لوضيعٍ ! كان يؤمنُ أنّ التّديّنَ الذي لا ينعكسُ أثراً في السُّلوكِ هو تديّنٌ أجوف ! أندونيسيا لم يفتحها المحاربُون بسيوفهم وإنما فتحها التُّجارُ المسلمونَ بأخلاقهم وأماناتهم ! فلم يكونوا يبيعون بضائعهم بدينهم ، لهذا أُعجبَ النّاسُ بهم وقالوا : يا له من دين ! والتعاملُ مع الآخرين هو محكُّ التّديّنِ الصحيح . إذا لم يلحظ الناسُ الفرقَ بين التّاجر المتديّنِ والتّاجرِ غير المُتديّن فما فائدة التّدينِ إذاً . وإذا لم تلحظ الزّوجةُ الفرقَ بين الزّوجِ المُتديّنِ والزّوجِ غير المتديّنِ فما قيمة هذا التّديّن . والعكس بالعكس ! وإذا لم يلحظ الأبوان الفرق بين برِّ الولد المُتدَيّنِ وغير المُتدَيّنِ فلماذا هذا التّديّن ؟! مصيبةٌ أن لا يكون لنا من حجّنا إلا التّمر ، وماء زمزم ، وسجاجيد الصلاةِ المصنوعةِ في الصّينِ ، ووجباتِ البيك ! مصيبةٌ أن لا يكونَ لنا من صيامنا إلا السمبوسة ، والفيمتو ، والتمر هندي ، وباب الحارة ! مصيبةٌ أن تكون الصلوات حركاتٍ سُويديّة تستفيدُ منها العضلاتُ والمفاصلُ ولا يستفيدُ القلب ! مظاهرُ التّديّنِ أمرٌ محمود ، ونحنُ نعتزُّ بديننا شكلاً ومضموناً ولكن العيب أن نتمسّكَ بالشّكلِ ونتركَ المضمون . فالدّينُ الذي حوّل رعاة الغنمِ إلى قادةٍ للأممِ لم يُغيّر أشكالهم وإنّما غيّر مضامينهم . فأبو جهل كان يلبسُ ذات العباءة والعمامة التي كان يلبسها أبو بكر ! ولحية أُميّة بن خلف كانتْ طويلة كلحية عبد الله بن مسعود ! وسيف عُتبة كان من نفس المعدن الذي كان منه سيف خالد ! تشابهت الأشكالُ واختلفت المضامين . هذا هو الإسلام يا سادة . بسااااااااااااااااااااااااااااام المصدر: منتدى همسات الغلا hgj]dk hga;gd > |
30-12-2020, 07:21 AM | #6 |
| جزاك الله خير وأثابك شكرا على ذوقك الراقي وطرحك القيم لروحك الجنة وماقرب اليها من قول وعمل .. مع صادق ودي |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
التدين , الشكلي |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
التدين الشكلي | سماء | ( همســـــات الإسلامي ) | 14 | 17-09-2017 09:39 PM |