#1
| ||||||||||||
| ||||||||||||
الفتاة المثلية في تلك المدرسة الثانوية انتقلت هند للدراسة بعد خروجها من مجتمعها الذي لا يتفهمها ، الا ان وضعها في المدينة والمدرسة الجديدة ليس بإحسن حال فلقد كانت سمعتها سيئة بسبب تصرفها المريبة المخيفة واسلوبها المخيف وسلوكها المثير للريبة ..فكانت تطارد الفتيات وتقدم الكثير من الهدايا لهن ولأي فتاة تكلمها حتى لو بمجرد السلام عليها ..ودوماً كلامها غزليً حنون للفتيات ..حتى عرفوا بإنها مثلية تميل لبنات جنسها ووكل شغلها الشاغل هي محاولاتها المستمرة للتقرب من معظم الفتيات، كان الجميع يبتعد عنها لكي لا تتلطخ سمعتهن بسببها فميولها الذي يعرفونه عنها غير مرحب بها في معظم المجتمعات ..فالكلام عنها وعن اخلاقها وسؤها بات على كل لسان خصوصاً أنها تعيش لوحدها وهذا ما اعطى انطباع راسخ لديهم بإنها مطرودة من منزلها ومجتمعها لسوء اخلاقها وتصرفها وسمعتها القذرة ، تمر الأيــام عليها وسمعتها تزداد سوءً والجميع يفر من أمامها كما تفر الفرائس أمام اللبوة ..البعض كان يسخر منها والبعض كان يستحقرها والبعض تفتعل المشاكل معها في محاولة لطردها من المدرسة ..فظلت تعيش وحيدة مجبرة بعدما هرب من أمامها الناس، ذات يوم انتقلت فتاة جديدة للمدرسة فتقربت منها هند بسرعة واصبحت زميلتها ..تقدم لها الهدايــا والعطايا ..ولا تناديها الا بحبيبتي وقلبي وعمري ..وتدللها كزوجً يدلل زوجته ، الا ان الطالبات لم يتركونها تفعل ما تشاء فقاموا بإخبار الفتاة عن حقيقة هند ونصحوها بالإبتعاد عنها وهو الأمر الذي حدث بالفعل وجعلها تنقلب عليها وتكرهها وتشتم اليوم الذي اصبحت صديقتها فيه، فبدأت تبتعد عنها ولا تكلمها وتهرب منها وفي الطريق الذي تراه فيه حتى عندما تناديـــها لا تلتفت لها ..مما اغضب هند كثيراً ، فذهبت إليها في الفسحة عند الأزدحام وكل المدرسة مجتمعة فقالت لها أمامهن : - لماذا لا تكلميني! - لما تهربين منـــي؟ الفتاة اجابتها متعجبة: - الا تعرفين حقــاً..! - الجميع يعلم حقيقتكِ .. - أنتي فتاة مثلية ولا احد يتشرف بالمشي معكِ، تعالت اصوات الطالبات بين ضاحكة وساخــرة ومن تطالب برحيلها ومن تناديها ايتها المريضة وايتها الشاذة ومن تطلق عليها حكما وتقول لها مكانكِ الأعدام ، شعرت هند بالخجل الشديد مما اضطرها ان تطأطــأ رأسها حياءً ..ظلت صامتة منغمسة في حالتها وسمعتها ..صامتة بينما تعالت اصوات الأخريات ..صامتة بين الزحمة ..صامتة وحيدة ليس لديها أحد ..صامتة ..مكروه ..منبوذة ..يتمنون موتها ، لحظات الصمت تلك استمرت دقائق..صمت ..صمـــت ..بعدها كالبركانٌ في أرضً رملية ..طائرة تخترق حاجز الصوت.. صهيل خيلً في الليل ..زلزالً على حين غرة ..دويٌ في كل مكان ..انفجــار مفاجئ من قنبلة ، قالت هنــد باكية بصوتـــاً خجــلً يسمعونه أمراً مزلزل: - أنا لقيطــة..! خيم صمت على الحاضرات ..صمتً متقع ..حتى الأنفاس لا تكاد تسمعها ..وكأن على رؤوسهن الطير ..وكأنه يرون أمامهن فضيحة ..وكأنهن يرون مجرمً مخيف دخل عليهن.. اكملت هنـــد تشرح مأســاتها او ما يفترض أنه شذوذهــا ،تكمل وصوتِ لحــنً قويــاً يضج من احدى غرف البيوت القريبة ودموعهــا تكتب روايةً من تأليف والداتها: - انا لست مثلية ..انا فتاةً لقيطة ، كنت في مدينتنا منبوذة مكروه ..لا اعرف احد ..منذ كنت صغيرة والجميع يهربون عني ، لا أحد يتشرف بصداقتي ..لا أحد يريدني .. كنت ارى الأمهات تسحبن اطفالهن من أمامي لكي لا ألطخهن بسمعتي ..لم يلعب معي أحد يومــاً ..كنت ألعب لوحدي ..ذلك مؤلــم ان تلعب لوحدك ..اتكلم لوحدي ..اشكي لوحدي ..وعيون الجميع تكاد تأكلني حنقــاً ..لا ادري لماذا يعاملني الجميع هكذا ..فليس الذنب ذنبي ..اذهبوا لوالدتي وحاسبوها ..لقد انتقلت من المدينة وجئت هنــا لكي ابدأ حياة جميلة لا يعرفني أحد ولا يعرف تلك النجاسة عني ..وافتح صفحة بيضاء لا تلطخها الألوان الأخرى ..اردت ان اتقرب منكن ..اردت صديقة تكون لي كأخت ..اردت ان اجرب كيف تكون الصداقة ..لكنكم هربتم مني جميعــاً ..ولم يرحم حالي أحد ..كنت اظن الأمر هنا مختلف لكنكم في الحقيقة اسوء من أهل المدينة ..هم قالوا عني حقيقة بأنني لقيطة وهربوا ..لكنكم قلتم عني كذبــاً بأنني مثلية وهربتم مني ،لماذا لا تريد واحدة ان تكون صديقتي ..ألهذه الدرجة انا سيئة ..ألهذا الحد لا اشرفكم ..ألهذا الحال انا وصلت ، انه شيءٌ مؤلم ..أنه بائس ..هذا ظلم ..ما يحدث لي ظلــم.. لماذا لا يكون لدي صديقة مثل بقية البشر ..لماذا لا يكلمني أحد.. لم أعد احتمل كل هذا ..انه شيئاً قاسِ ..لا يطاق..كل ما أردته في الحياة أن يكون لدي صديقة فهل كان الأمــر صعباً عليكم..! وبعد ترنيمة الحزن تلك تعالت اصوات البكاء من الطالبات ..بكاءً لمن تشفق بحالتها ..وبكاءً من ظلمن وقعها عليها ..وبكاءً من وحدتها ..وبكاءً بسبب ما قالوه عنها ، قالت بعدها بصوتاً بارداً جش من أثــر البكاء تختم حديثها معهن: - لكنني لن اسامحكم ..لن اسامحكم لما فعلتموه بي ..لن اسامحكم جميعـــاً! غادرت بعدها مبنى المدرسة وتركت خلفها تلك الدمــوع وتلك القصة ..تركت وجــع ..تركت ذكرى محفورة في الأعماق ..قصة فتاة لم تسامح من اخطأوا بحقها ومن اعتذروا لها ومن بكوا عليها، فلم تأتــي في اليوم التالي إلى المدرسة ..ولا اليــوم الذي يليــها ..مرت ثلاث ايام ولم تأتِ ، كانوا يظنونها انتقلت إلى مدينة أخــرى تبحث عن ذاتها في مجتمع لا يعرف اصلها وحكايتها ..مجتمع نظيف نقي لا يشك بالآخرين ..مجتمع لا يفرق بين أحد ، الا أن الخــبر الذي وصلهم من الشرطة كان موجع ..مفجع ..خــبراً لم يتوقعونه ..خــبرا كانوا يتمنون لو أنه تأخــر قليلاً لكي يعتذرون ..خــبراً ان اللقيطة قد انتحـــرت وانتقلت إلى العالــم الآخر ..قررت قتل نفسها ..قررت انهاء وحدتها ..قررت الرحيل بيديها ..قررت ايقاف كلام الناس ونظراتهم ..قررت ايقاف البحث عن صديقة ....قررت ان تذهب للبحث عن صديقة في ذلك العالم ..لعلها تجدها .. همســة لحال هند: رحلت وحيدة ..قصةٌ عن فتاةً فريدة لم تكن يومً سعيدة ..حياتها آلالامٌ شديدة.. أوجاعٌ عديدة عذابٌ لا حياةٌ رغيدة ..كانت تبحث عن رفقةً حميدة.. تلك أحلامٌ بعيدة ..فقدت صوابها بعدما كانت رشيدة.. تحملت كثيراً تلك العنيدة.. تبكي نشيدة ..تتحدث قصيدة لكن كلامُ الناسِ تأثيراتها أكيدة ..يخلخل العقيدة.. جعلوها في الحياة زهيدة.. أناسٌ بليدة.. انتحرت ورحلت بيديها شهيدة ..فلتحيا روح اللقيطة [youtube] المصدر: منتدى همسات الغلا hgtjhm hglegdm |
31-10-2020, 01:17 PM | #2 |
| |
"سلاماً على من ألقت الدنيا في طريقهم شوكاً فعبروا من فوقه كاتمين الشعور، متيقنين أن نهاية هذا الطريق بُستاناً" |
31-10-2020, 02:36 PM | #3 |
| لاحول ولاقوة إلا بالله صحيح أنها قصة لكن تلامس بعض مجتمعاتنا والله إن سوء الظن ليُهلك صاحبه ويُهلك من ساؤوا الظن به استغفر الله يارب .. انتهت حياة فتاة صغيرة وحيدة بائسة بسبب سووء ظن !!! لما لم يحتووها ؟؟!! فبسبب افتراءاتهم باتت قتيلة ! والله مجتمعنا أصبح مخيف وجدًا البشر لايحترموا حتى بعضهما البعض ويتكلموا بعرضه ويشوهه سمعته قصة رائعة وسرد أروع مبدع كعادتكـ أيها الراوي والكاتب المتألق دمت بهذا العطاء .. لاحرمنا من جمال قصصك المميزة ولك من الإدارة على حصريتك المثالية 500 مشاركة وتستاهل |
|
31-10-2020, 04:40 PM | #4 |
| لاحول ولا قوة إلا بالله سوء الظن هلاك ومن اتخذه منهاجا فقد أثم إثما كبيرا ختم وتقييم |
|
31-10-2020, 04:48 PM | #5 |
| قصة رائعة رغم حزنها الا انك ابدعت بسردها لنا مديد شُكر لأناملك وشوقا لما تغدقه سماءكِ الماطرة هنا عبق الورد المعتق بالنرجس لروحك ربي يسسعدك . . |
|
01-11-2020, 04:30 AM | #7 |
| لاحول ولاقوة الابالله تسلم يمنيكِ لهذه القصه الرائعه سرد رائع بقلم متميز يعطيكِ ربي الف عافيه دمتِ بـ هذا العطاء الرائع تقديري واحترامي لك |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
المثلية , الفتاة |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كيفية التعرف أن الفتاة تحبك؟ | رحيق الجنه | ( همسات عالم حواء) | 20 | 01-03-2020 11:55 AM |
الفتاة المثالية | ذابت نجوم الليل | (همســــات قصص وروايات) | 12 | 26-02-2020 01:09 PM |
العلاقة بين الشاب والفتاة | امجد | ( همســـــات الإسلامي ) | 12 | 16-09-2018 06:27 AM |
((الفتاة المتميزة)) | انثى النقاء | ( همســـــات العام ) | 10 | 27-08-2016 11:37 PM |
المعالجة المثلية ما لها وما عليها! | نسمة هدوء | (همســـات الصحه والطب) | 16 | 09-03-2015 03:13 PM |