#1
| ||||||||||||
| ||||||||||||
الهاربة في قبضة الشرطة كانت شيماء تسيرُ لوحدها ليلاً في احدى السكك الضيقة ..تسير ولا تلتفت ورءاها وكأن أحدٌ يلاحقها ، فجأة سمعت خلفها صافرات الشرطة مما زادها رعبــاً فهربت بسرعة من المكان ..الا أن الشرطة لمحتــها مما جعلهم يلاحقونها حتى تمكنوا من القبض عليها، واخذوها إلى مخفر الشرطة للتحقيق معها ، لم تكن تعرف ماذا ينتظرها ..ولم يكن أحدٌ يعرف مما كانت تهــرب، وطوال وجودها في الزنزانة مشتتة ..متوترة ..خائفة ..وكأنها تخبأ شيئاً مـــا، لحظات وتم استدعاءها للتحقيق ، دخلت على المحــقق الذي كان يكره النساء بشدة لا يمقتُ شيئاً كما يمقتهن ، فسألها بصوتاً حاد : - ماذا كنتِ تفعلين في ذلك المكان؟ - هيا أجيبي.. شيماء التي كانت متوترة مرتبكة من كل الموقف: - لقد كنت أمــر صدفةً في ذلك الشارع، - ولا ادري ماذا حدث .. - وفجأة رايت الشرطة تلاحقني؟ المحقق: - هل تعرفين بأن هناك جريمة قتل في ذات الشارع! - ولا يوجد أحدٌ عداك؟ - كل الإدلة ضدكِ وتشير بإنكِ القاتلة، شيماء التي باتت مشتتة أكثر خائفة من جبروت الشرطة بعدما سمعت التهمة ضدها ،فقالت : - لا أدري عما تتكلم ، - اقسم بأنني بريئة..! - لإول مرة أسير في ذاك المكان، المحقق الذي كان متزمتاً لإبعد حد في أسلوبه: - لما هربتي من الشرطة ، إذاً - لو أنك بريئة لتوقفتي ! شيماء التي بدأت ترتجف ، قالت بصوت لا يكاد يسمع: - لقد كنت خائفة.. - لذلك هربت، المحقق : - خائفة أجل..! - بل هو خوفكِ لإنك تعرفين انكِ فعلتي شيئاً .. - البريئ لا يهــرب، - هيا أعترفي ..اعترفــي - ما علاقتك بالجريمة؟ شيماء : - صدقني.. - لا أدري عما تتحدث..! في اثناء ذلك التحقيق الذي يسير على هوى المحقق لكي يقوم بتأديب الفتيات.. فقطع تحقيقهما شرطيٌ آخر قد دخل الغرفة عليهما ، وقال للمحقق: - لقد مسكنا بالقاتــل الحقيقي! ظل المحقق ينظــر في شيماء والغضب يعتريه وكأنه يريد ألصاق التهمة بها ، فقال يفصح عن نواياه: - من حسن الحظ ألقوا القبض على المجرم الحقيقي ، - والا لو كان بيدي لزججتُ بك في السجن ، - هذا المكان المناسب لكِ.. - اعرف الفتيات مثلك .. - منفلتات ..لا حياء ..ولا خجل ..وتفعل ما يخدش المرء ثم تقول أنها بريئة ، - تهرب من بيتها وتلطخ سمعة والدها وتقول أنهــا مظلومة ، - أنتن النساء لا يفيد معكن الا القسوة ، - هيا ..هيــا ، - اعطيني هويتكِ لكي اخلي سبيلك، - ولو كان بيدي لما فعلت، اعطته البطاقة ..وراح يقرأ فيها مكان ولادتها وكأنه وجد ظالته أخــيراً لكي يشفي بها غليله ، فقال لها: - أنتي هــي ، - لستِ من هنا .. - مدينتك بعيدة ، - اخبريني ماذا تفعلين في هذه المدينة؟ - أظنُ وراءك مشكلة.. شيماء التي ضاعت بين قسوة المحقق ونظراته وسهام كلامه الذي اصابها مباشرة كأنها ضحية تنتظر من يأكلها: - جئت هنا لزيارة صديقة، المحقق : - ومن هذه الصديقة ..! - اعرف أنك تكذبين؟ شيماء : - صديقة اعرفها، المحقق : - أليس لها أسم هذه الصديقة؟ شيماء ظلت هادئة والتي احتارت من صلافته وعنفوانه لا تعرف كيفية الخلاص منه ..فهو الشرطة والقانون والأمن ولا يمكن خداعه ، فقاطع صمتها ذلك المحقق بصوتهِ الخشن.. - اخبرتك بإنك تكذبين منذ البداية، - لا يوجد لديكِ صديقة .. - هذه هي الحقيقة.. - هيا ..اعترفي ماذا تفعلين هنا ، - هل أنتِ داعرة..! - هل أنتِ لــصة، - يبدو خلفك مصيبةً ما .. - خصوصاً أنكِ هربتي من الشرطة فور رأيتكِ لهم، شيماء اعترفت أخيراً تحت عنفوان المحقق وتشدده : - في الحقيقة معك حق ، - لا أعرف أحدٌ هنــا! المحقق: - قلت لكِ .. - لقد انبأني حدسي بذلك - اعرف الفتيات امثالكِ، شيماء تكمل: - ومعك حقٌ ايضاً - بأنني هاربة .. - هاربة من المنــزل.. - ومعك حق في كل ما ذكرت، المحقق الذي وجد ظالته أخيراً في الانتقام من النساء ، قال : - هيا أخبريني.. - ما حكايتكِ - فلن تستطيعي الهروب مني، شيماء التي تشعر بيأس لم تشعر به من قبـــل ، تسمع موسيقى بداخلها لا يسمعها عداها ..لحــن حزين ..لحـــن كالترانيم ..لحـــن يفور منه الدم بالجسد ..تنظر امامها على انغام اللحن وكأنها تشاهد صور بالأبيض والاسود من ماضيها ذو اللونين..تذرف دمــوع غير دموع ..دموع أمام الجموع ..دمـوع في الظلمة دون شموع .. دموع الشجن دمــوع ..قالت على انغــام اللحنِ عازفة دمــوع: في الحقيقة يا حضرة المحقق نحن ثلاثُ شقيقات ..ايتامً ليس لنا أحد منذ الصغر ..هربت شقيقتي الكبرى مع صديقها ولم نسمع عنها شيئاً بعد ذلك ..أما شقيقتي الأخرى فقد ضاع صيتها في القرية كفتاةِ حفلات وراقصة..بينما أنا منعزلة في غرفتي متقوقعة على نفسي ..تــارة افكر بالرحيل وتـــارة اخرى حائرة صامتة ..غاضبة ومشاعري متداخلة ..منذ كنت صغيرة والكل يعايرني بهن ..أهل قريتنا يطردونني حينما أزور بناتهن ..كانوا يخشون أن اجعلهن تنحرف ..حينما كنت طفلة أقترب من الفتيات الصغيرات لكي ألعب معهن لكن أمهاتهن يطردنني بسبب سمعة شقيقاتي..لقد حرومني ان ألعب طفلة ..حرموني أن ألعب من بقية الأطفال ..كنا أكثر البيوت شهرة في القرية ..كل القرية ومن فيها يتجنبنا.. شقيقتي لم تكن تهتم لإمرهم ولا لما يقولون ..والأخرى هاربة لا أحد يدري أن ألقت بها الأقدار ..فظللت وحدي يتهجمون علي ..وبعكس شقيقاتي احاول ان يرى الناس بإننا نختلف ..لسنا كلنا نتشابه..ولكن أحداً لم يسمعني ..فقط نظرات احتقار وكراهية ..يشتموني ..يسبوني ..يعايروني ..يهينوني ..لقد آذوني ..آذوني كثيراً ايها المحقق.. وليس لي ذنب ..منذ الطفولة انعزلت عن الجميع .. منطوية بين جدران غرفتي ألعب مع دميتي ..دمــيتي الجميلة التي لم تقول لي يومً مثلما يقولون ..نعم إولئك شقيقاتي لكنني اختلف عنهن ..لست مثلهم ..لما الجميع لا يصدقني ايها المحقق..لم اخرج من البيت الا إلى المدرسة ..لم أؤذي أحداً في حياتي ولا حتى بكلمة ..كنت ابتعد عن انظار الناس حتى لا يرونني ..اعرف بإنهم لا يردوني ..لم أفعل شيئاً طوال حياتي.. وليس لي صديقات ..وليس لي أم وأب كالبقية ..حتى ضاق بي الحال من القرية وهربت منها ..هربت من نظراتهم ..وكلامهم ..وجفاءهم ..وشكهم بي ..كل ذلك يلاحقني منذ الطفولة.. كنت أحاول المقاومة والوقوف في وجهه الجميع لإقول للناس كفى ..فلست كالبقية ..أنا مختلفة ..لكنهم لا يريدون أن يصدقوني ..لا أحد يريد أن يسمعني ..حتى قررت الهروب ، هربت ولا زالوا يلاحقوني ..أنا اهرب وهم يلاحقوني بكلامهم ..ونظراتهم ..يسيرون خلفي وانا اهرب ..اهرب واهـــرب ولا التفت ..ليس لدي شيء أفعله في هذه الحياة عدى الرحيل من مكان لآخر ..فماذا تريدني أن أفعل أيها المحقق... عدى الهروب؟ تعاطف معها المحقق بعدما سمع ..اقشعر بدنه لمعزوفة القصة تلك.. كلامٌ يطغى الحزن على تفاصيله ..تحولت مشاعر الكره بداخله إلى بعض الشفقة والتعاطف معها ..فأعطها هويتها وقال لــها : - حسناً ..لا تهربي إذاً، - يكفي كل هذا الهروب، - استقري في المدينة ولا يهمكِ أحد ، - وهذا رقم هاتفي إذا احتجتِ مساعدة أو خدمة.. - فمن سيجرؤ ويــؤذييك وأنتِ بعهدتي..! (انسان بسيط..) المصدر: منتدى همسات الغلا hgihvfm td rfqm hgav'm hgihvfm td |
08-10-2020, 02:44 PM | #3 |
| سرد راقي للقصه من اولها لا اخرها ابدعت وامتعت جمال القصه وبنتظار مزيد من جمال حرفك |
::: ثلاثة اخرجهم من حياتك: :: من استرخص مشاعرك :: من يتلذذ في تعكير مزاجك :: من هانت عليه العشرة ا-------------------ا |
08-10-2020, 02:44 PM | #4 |
| كَم هُو رَائِعٌ حَرفُكـ القَصَصِي يَملِكـ سَرْدًا فَرِيدًا فـ تَبَارَكـ مَن وهَبَكـ أسْلُوبًا يَتلوَّنُ بـ تَغَيُّرِ الحَدَث ويَسيرُ بِنا دُونَ قُيُودٍ أو غُمُوض شُكرًا لكـ ولـ قَلَمِكـ المُمتِع حَدَّ الإبْهَار ختم ونشر وتقييم |
|
08-10-2020, 04:12 PM | #5 |
| هلا وغلا اخى الحبيب انسان بسيط قصة مميزة بحق سرد مميز وراقى منك اسلوبك بنبضات الاحساس دوماً .. سيظل سردك ساطع دوماً مودتي وبتلات الكادي القيصر العاشق البـــ مديح ال قطب ــــــــــــرنس |
"سلاماً على من ألقت الدنيا في طريقهم شوكاً فعبروا من فوقه كاتمين الشعور، متيقنين أن نهاية هذا الطريق بُستاناً" |
08-10-2020, 05:39 PM | #6 |
| تسلم يمنيكِ لهذه القصه الرائعه سرد رائع بقلم متميز يعطيكِ ربي الف عافيه دمتِ بـ هذا العطاء الرائع تقديري واحترامي لك |
|
08-10-2020, 05:51 PM | #7 |
| سلمت أنآملك ع القصه رائعه الله يعطيك العافيه ولا تحرمنا جديدك ل أنفآسك بآقة ورد |
وحدك يالله تدرك عمق ما أشعر به فكن معي دائما _ _ _ _ يبقى الكتمان مريح رغم انه مؤذي داخليا _ _ _ _ اشعر بخيبه مثل ذالك السجين الذي سمحوا له بالزياره مرا واحد في السنه ولم يأتي احد لزيارته |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الشرطة , الهاربة , في , قبضة |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الشرطة البريطانية تعتقل منفذ هجمات "الأسيد" | مبارك آل ضرمان | ( همسات الاخبار العاجله ) | 5 | 19-07-2017 04:09 PM |
الشرطة الإسرائيلية تنفى ارتباط منفذي هجوم باب العامود بأي منظمة! | مبارك آل ضرمان | ( همسات الاخبار العاجله ) | 2 | 18-06-2017 12:18 AM |
مجرم يضلل الشرطة الهندية بشائعة موته ويختبئ في المملكة 10 سنوات | Kassab | ( همسات الاخبار العاجله ) | 7 | 11-03-2015 03:20 PM |
الشرطة تفرق بالقوة مظاهرة في البرازيل تحت شعار المونديال للاغنياء والمرتديلا للفقراء | نايفـ . | ( همسات الدوري الاوروبي وكأس العالم) | 9 | 29-04-2014 11:21 PM |