#1
| |||||||||||
| |||||||||||
أسماء الكعبة (مشاركة المنقول) * الحمد لله والصلاة والسلام الأتمان على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فالكعبة المشرفة لها أسماء كثيرة، وكثرة هذه الأسماء تدل على شرف المسمَّى، ومن أسماء الكعبة ما يلي: أولاً: البيت: وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم خمس عشرة مرة[1]، أحياناً مفردة، وأحياناً مضافةً إلى الضمير العائد إلى الله تعالى[2]، وأحياناً موصوفةً بالنعوت (الحرام، أو المحرَّم، أو العتيق)[3]، ومن أمثلة ذلك ما يلي: أ- البيت: أُطلِق لفظ البيت مراداً به الكعبة في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا ﴾ [آل عمران:96]. (وسُمِّي بيتاً؛ لأنَّ له سقوفاً وجُدُراً، وهي حقيقة البيت، وإن لم يكن به ساكن)[4]. وفي هذه الآية ورد - أي: البيت - بصيغة النَّكرة؛ لأنَّ التنكير يتناسب مع السِّياق العام للآية، وهو الإخبار عن أول بيت وُضِعَ على ظهر الأرض لا يعرفه الناس، بخلاف الآيات الأخرى[5]، والتي ورد فيها لفظة البيت معرَّفة ب (أل) العهدية؛ لأنَّ العرب صارتْ بعد وَضْعِه على عهدٍ به ومعرفة، وأما الآن ف(أل) الداخلة على البيت دالةٌ على إرادة الغلبة، فأصبحت لفظة البيت عَلَماً على الكعبة المشرفة[6]؛ كما أشار إلى ذلك ابن ظهيرة - رحمه الله - في قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا ﴾ [البقرة: 125]، فقال: (المراد بالبيت الكعبة؛ لأنه غالبٌ عليها كالنَّجْم للثُّريا)[7]. * ب- بيتٌ مُضافةٌ إلى الضَّمير: وردت لفظة البيت مضافةً إلى الضمير الدَّال على الله تعالى ثلاث مرات: الأُولى: في قوله تعالى: ﴿ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ ﴾ [البقرة:125]. الثانية: في قوله تعالى: ﴿ وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ ﴾ [الحج:26]. الثالثة: في قوله تعالى: ﴿ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ﴾ [إبراهيم:37]. * وأفصح ابن عطية - رحمه الله - عن سِرِّ هذه الإضافة قائلاً: (وأضاف اللهُ البيتَ إلى نفسه؛ تشريفاً للبيت، وهي إضافة مخلوقٍ إلى خالق، ومملوكٍ إلى مالك)[8]. * ج- البيت الحَرام: وُصِفَ البيت بلفظة (الحرام) في موضعين من القرآن العظيم: الأول: في قوله تعالى: ﴿ وَلاَ آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ ﴾ [المائدة:2]. الثاني: في قوله تعالى: ﴿ جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ ﴾ [المائدة:97]. * قال الزمخشري: (إنَّ البيتَ الحرامَ هنا، عطفُ بيانٍ على جهة المدح، لا على جهةِ التَّوضيح، كما تجيء الصِّفة كذلك)[9]. * والحرام مصدر بمعنى المُحرَّم، قال السنجاري - رحمه الله: (ولها [أي: الكعبة] أسماءٌ كثيرةٌ، منها: البيتُ الحرام؛ لأن الله تعالى حرَّمه وعظَّمه، والمرادُ بتعظيمه تعظيمُ سائر الحرم)[10]. * د- البيت المُحرَّم: جاء على لسان إبراهيم - عليه السلام، في قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ﴾ [إبراهيم:37]. وُصِفَ البيت بلفظ (المُحَرَّم) - وهو اسم مفعول - وهو وصف يتَّفق في الدَّلالة مع وصفه بلفظ (الحَرام). * والفرق بين الوَصْفَين: 1- أن الوصف باسم المفعول (المُحَرَّم) فيه دلالة على أنه البيت الذي حُرِّم، أي: حصل له التحريم بعد أن لم يكن. 2- أما الوصف بالمصدر (الحَرام) فالمراد أن حُرمة البيت قد حصلت، وثبتت له، واستمرت فيه، من غير التفاتٍ واهتمامٍ إلى وقت الحصول، بل الاهتمام مُتَّجِه إلى الثبوت والاستمرار[11]. * سبب وصْفِهِ بالمُحَرَّم: (لأنَّ الله حَرَّمَ التَّعرُّضَ له والتهاون به، وجَعَل ما حوله حَرَماً لمكانه، أو لأنَّه لم يزل ممنَّعاً عزيزاً يهابه كلُّ جبار، كالشيء المُحَرَّم الذي حقُّه أن يُجْتَنَب، أو لأنَّه مُحترَمٌ عظيم الحرمة لا يحل انتهاكها، أو لأنَّه حُرِمَ على الطوفان، أي: مُنِعَ منه، كما سُمِّي عتيقاً؛ لأنه أُعْتِقَ منه فلم يُسْتَوْلَ عليه)[12]. * هـ- البيت العتيق: جاء وصف البيت بالعتيق في آيتين كريمتين من القرآن الكريم: الأُولى: في قوله تعالى: ﴿ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ [الحج:29]. الثانية: في قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ [الحج:33]. * سبب وصفه بالعتيق: ذكر العلماء عدَّة أقوال في سبب وصف البيت بالعتيق، وهي على النحو التالي: 1- سُمِّيَ بذلك؛ لِقِدَمه[13]، والعتيق في اللغة: هو القديم من كلِّ شيء، يقال: سيف عتيق، ودينار عتيق أي: قديم[14]، ويؤيده قوله تعالى: ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ ﴾ [آل عمران:96]. فهو (أقدم مواضع التعبُّد)[15]. * 2- سُمِّيَ بذلك؛ لأن الله تعالى أعتقه من الجبابرة أن يصلوا إلى تخريبه، فلم يَظْهَرْ عليه جبار، ولم يُسَلَّّطْ عليه إلاَّ مَنْ يُعَظِّمه ويحترمه [16]. * ومن الحوادث التاريخية التي تؤيد هذا المعنى: ما قاله أبو حيان - رحمه الله: (كم جبارٍ سار إليه فأهلكه الله؟ قصَدَه تُبَّعٌ ليهدمه فأصابه الفالج ، فأشار الأخيار عليه أن يكُفَّ عنه، وقالوا: له رَبُّ يمنعه، فتركه وكساه، وهو أول مَنْ كساه، وقصَدَه أبرهةُ فأصابه ما أصابه، وأما الحَجَّاج فلم يقصد التَّسليطَ على البيت، لكن تحصَّن به ابنُ الزبير فاحتال لإخراجه، ثم بناه)[17]. * 3- سُمِّيَ بذلك؛ لأنه لم يُمْلك قَطُّ، قال ابن ظهيرة - رحمه الله: (وقيل: لأنه كريم على الله؛ لأنه لم يَجْرِ عليه مُلْكٌ لأحدٍ من خَلْقِ الله، فلا يقال: بيتُ فلان، وإنما يقال: بيتُ الله)[18]. وأكَّد هذا المعنى ابن عاشور - رحمه الله، حيث قال: (والعتيق: المُحَرَّر غير المملوك للناس، شُبِّهَ بالعبد العتيق؛ في أنه لا مُلْكَ لأحدٍ عليه. وفيه تعريض بالمشركين إذ كانوا يمنعون منه مَنْ يشاؤون حتى جعلوا بابَه مرتفعاً بدون درج؛ لئلاَّ يدخلَه إلاَّ مَنْ شاؤوا)[19]. * 4- سُمِّيَ بذلك؛ لأنَّ الله تعالى يَعْتِقُ فيه رقاب المذنبين من العذاب ومن النار[20]، والعتيق: (فعيل بمعنى مُفْعِلٍ، أي: مُعْتِق رقاب المذنبين، ونَسَب الإعتاق إليه مجازاً، إذْ بزيارته والطواف به يحصل الإعتاق، وينشأ عن كونه مُعْتِقاً أن يقال فيه: يعتق فيه رقاب المذنبين)[21]. * ويؤيده: ما جاء عن عَائِشَةَ - رضي الله عنها؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ - رضي الله عنه - دَخَلَ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: (أَنْتَ عَتِيقُ اللَّهِ مِنَ النَّارِ) فَيَوْمَئِذٍ سُمِّيَ عَتِيقًا[22]. * 5- سُمِّيَ بذلك؛ لشرفه وجَودَته، ويؤيده: أن من معاني العتيق في اللغة: الكريم الرائع من كلِّ شيء، وقد قيل للكريم: عتيق، ويقال: ما أبين العتق في وجه فلان، يعني: الكرم. وامرأة عتيقة: جميلة كريمة[23]. * ولا مانع من تسميته بالعتيق لكلِّ ما ذُكِر؛ لكن أَولى الأقوال بالصَّواب هو القول الأول؛ وهو أنه سمي عتيقاً لِقِدَمِه. قال الشنقيطي - رحمه الله: (قوله تعالى: ﴿ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾؛ في المراد بالعتيق هنا للعلماء ثلاثة أقوال: الأول: أن المراد به القديم، لأنه أقدم مواضع التعبد. الثاني: أن الله أعتقه من الجبابرة. الثالث: أن المراد بالعتق فيه الكرم. * والعرب تُسمِّي القديمَ عتيقاً وعاتقاً... * وقد دلَّت آية من كتاب الله، على أن العتيق في الآية بمعنى: القديم الأول، وهي قوله تعالى: ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا ﴾ [آل عمران:96]. مع أن المعنيين الآخَرَين كلاهما حقٌّ، ولكن القرآن دلَّ على ما ذَكَرْنا، وخير ما يُفَسَّر به القرآنُ القرآن)[24]. * ثانياً: قادِس: ومن أسماء الكعبة (قَادِس)، قال الأزرقي - رحمه الله: (وكان البيتُ يُدْعَى قادِساً)[25]، ونصَّ ابن منظور - رحمه الله - على ذلك بقوله: (والقادِسُ: البيتُ الحرام)[26]. وهو مأخوذٌ من التقديس، أي: التَّطهير، ومنه سُمِّي القُدُّوس قُدُّوساً. ومنه: المُقَدَّس: المُطَهَّر، والقادس: الطاهر[27]. * والمقصود: أنَّ الكعبة سُمِّيت قادساً؛ (لأنها تُطَهِّر من الذُّنوب)[28]. * ثالثاً: ناذِر: ومن أسماء الكعبة (نَاذِر)، نصَّ عليه الأزرقي بقوله: (وكان البيتُ يُدعى قادساً، ويُدعى ناذراً)[29]. وسميت الكعبة بذلك؛ (لأنه يُنْذَرُ إليها الهدي وغيره، ومجيء اسم الفاعل بمعنى المفعول جائز)[30]. * رابعاً: نادِر: ومن أسماء الكعبة (نَادِر)، قال الأزهري - رحمه الله: (والنَّدْرَةُ: القِطْعَةُ من الذهب والفضة توجد في المَعْدِن)[31]. (ونادِرَةُ الزَّمان: وحيد العصر)[32]. * وجاء في اللسان: (لَقِيَهُ نَدْرة، وفي النَّدْرة، والنَّدَرة، ونَدَرى، والنَّدَرى، وفي النَّدَرَى أي: فيما بين الأيام. وإنْ شِئْت قُلْ: لَقِيْتُه في نَدَرَى بلا أَلِفٍ ولام. ويقال: إنما يكون ذلك في النَّدْرة بعد النَّدْرة إذا كان في الأحايين مرة)[33]. * والخلاصة: أن الكعبة سميت بنادر؛ لأنَّ العرب كانت تأتيها في النَّدْرة، (أي: بين الأيام)[34]. وهي نادرة من حيث شكلها وبنيانها ومكانتها وفضائلها وتفردها بذلك كله[35]. * خامساً: البَنِيَّة: ومن أسماء الكعبة (البَنِيَّة)، قال ابن منظور - رحمه الله: (والبَنِيَّة، على فَعِيلة: الكعبة؛ لشرفها إذ هي أشرفُ مَبْنِيٍّ)[36]. وفي حديث البراء بن معرور - رضي الله عنه - قال: (رَأَيْتُ أَلاَّ أَدَعَ هَذِه الْبَنِيَّةَ مِنِّي بِظَهْرٍ - يعني: الْكَعْبَةَ - وَأَنْ أُصَلِّي إِلَيْهَا)[37]. قال ابن الأثير - رحمه الله: (وكانت تُدْعَى بَنِيَّة إبراهيم - عليه السلام؛ لأنَّه بناها، وقد كَثُرَ قَسَمُهم بربِّ هذه البَنِيَّة)[38]. * سادساً: الدَّوار: ومن أسماء الكعبة (الدّوار) بضم الدال وفتحها، ونقل ابن منظور عن ابن سيده أنَّ الدوار من أسماء البيت الحرام[39]، وسبب التسمية: يعود إلى الدَّوران حول الكعبة، (فالدُّوار جمع دائر، ودَوَّار صيغة مبالغة، فاجتمع في الضَّبطين كثرةُ دوران الطائفين حول الكعبة)[40]. * وذَكَر ابن منظور - رحمه الله - أنَّ (الدَّوار: صنم كانت العرب تنصبه، يجعلون موضعاً حوله يدورون به... والأشهر في اسم الصَّنم دَوار، بالفتح، وأمَّا الدُّوار، بالضم، فهو من دُوار الرأس)[41]. * سابعاً: القِبْلَة: قال الله تعالى: ﴿ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا ﴾ [البقرة:143]. أي: (التي أنت عليها، وهي الكعبة؛ كقوله تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ ﴾ [آل عمران:110]، أي: أنتم)[42]. فالقبلة هنا هي: الكعبة[43] المصدر: منتدى همسات الغلا Hslhx hg;ufm (lahv;m hglkr,g) Hslhx hglkr,g) |
20-07-2020, 08:31 PM | #6 |
| بآرگ الله فيگ على الطرح القيم وجزآگ الخير كله .. واثابگ ورفع من قدرگ ووفقگ الله لمايحبه ويرضاهـ دمت بگل خير وسعادهـ |
|
20-07-2020, 08:57 PM | #7 |
ادارة الموقع | جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض بآرك الله فيك على الطَرح القيم في ميزآن حسناتك ان شاء الله ,, آسأل الله أن يَرزقـك فسيح آلجنات !! وجَعل مااقدمت في مَيزانْ حسَناتك وعَمر آلله قلبك بآآآلايمَآآنْ علىَ طرحَك آالمحمَل بنفحآتٍ إيمآنيهِ دمت بـِ طآعَة الله . |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
(مشاركة , أسماء , المنقول) , الكعبة |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كيفية الحج _ مشاركة في الحج المنقول { 1 } | مبارك آل ضرمان | (همسات الحج والعمره) | 8 | 20-07-2020 10:05 PM |
التَّكرِيمُ الشَّامِلْ لـ واحَة الفَعالِيَّات | فاتنة | (همسات الترقيات وتكريم الاعضاء) | 42 | 26-01-2020 01:19 PM |
مكونات الكعبة المشرفة بالصور { فعاليات الحج عرفة } | مبارك آل ضرمان | (همسات الحج والعمره) | 8 | 26-08-2018 06:26 AM |
لماذا يمنع الطيران فوق الكعبة | ذابت نجوم الليل | ( همســـــات الإسلامي ) | 11 | 11-08-2018 10:28 PM |