الإهداءات


العودة   منتدى همسات الغلا > ¨°o.O (المنتديات الاسلاميه) O.o°¨ > ( همســـــات الإسلامي )


العقل والذكاء (فوائد من مصنفات العلامة ابن عثيمين رحمه الله)

( همســـــات الإسلامي )

4 معجبون
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 27-06-2020, 02:04 PM
غيم غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
الاوسمة
العضو المميز ترقيه 
لوني المفضل Gold
 رقم العضوية : 9220
 تاريخ التسجيل : 25 - 6 - 2020
 فترة الأقامة : 1635 يوم
 أخر زيارة : 30-07-2020 (07:00 AM)
 العمر : 25
 المشاركات : 911 [ + ]
 التقييم : 21475551
 معدل التقييم : غيم يستحق التميز غيم يستحق التميز غيم يستحق التميز غيم يستحق التميز غيم يستحق التميز غيم يستحق التميز غيم يستحق التميز غيم يستحق التميز غيم يستحق التميز غيم يستحق التميز غيم يستحق التميز
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي العقل والذكاء (فوائد من مصنفات العلامة ابن عثيمين رحمه الله)



العقل والذكاء

(فوائد من مصنفات العلامة ابن عثيمين رحمه الله)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فمن أكبر وأجلِّ نعم الله عز وجل على الإنسان بعد نعمة الإسلام والإيمان، نعمة العقل، وقد أثنى الله عز وجل على العقلاء وأولي الألباب في مواضع من كتابه الكريم، ومن جمع الله له العقل مع الإسلام، والذكاء مع الإيمان، فقد أُوتِي خيرًا كثيرًا.



والعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله له كلام عن العقل والذكاء في عددٍ من مصنفاته، جمعت ما يسَّر الله لي منه، أسأل الله الكريم أن ينفع به، ويبارك فيه.



العقل

فضيلة العقل والثناء عليه:
قال الله جل وعلا: ﴿ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 76]، قال الشيخ رحمه الله: من فوائد الآية: الثناء على العقل والحكمة؛ لأن قولهم: ﴿ أفلا تعقلون ﴾ توبيخ لهم على هذا الفعل.

وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 269]؛ قال الشيخ رحمه الله: من فوائد الآية: فضيلة العقل؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾؛ لأن التذكر بلا شك يُحمَد عليه الإنسان، فإذا كان لا يقع إلا من صاحب العقل، دلَّ ذلك على فضيلة العقل، وقال رحمه الله: العقل لا يحمل صاحبه إلا على السداد والصواب؛ قال الله عز وجل: ﴿ وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [العنكبوت: 35]، قال الشيخ رحمه الله: من فوائد الآية الكريمة: فائدة العقل، فإذا أُوتي الإنسان عقلًا، فإن هذا من نعمة الله عليه.

الحثُّ على التعقل:
وقال الله جل وعلا: ﴿ وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ ﴾ [يس: 68]؛ قال الشيخ رحمه الله: من فوائد الآية الكريمة: الحث على التعقل والتفكر، وحسن التصرف؛ حتى يكون الإنسان من العقلاء.

العقل غزيرة ومكتسب:
قال الشيخ رحمه الله: العقل غزيرة يخلقه الله عز وجل في الإنسان، ولكن مع ذلك يكون بالاكتساب، وكم من إنسان ترقَّى في العقل، حتى وصل إلى درجة لا يبلغها أقرانه بسبب ممارسته وتنمية عقله.

مكان العقل:
قال الشيخ رحمه الله: القلب هو هذا الجزء المستقر في الصدر؛ لقول الله تعالى: ﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46]، وبهذا القلب يكون العقل؛ لقوله تعالى: ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا ﴾ [الحج: 46]، وبناءً على هذه الأدلة يتبيَّن أن العقل في القلب وليس في الدماغ، والعلماء اختلفوا قديمًا وحديثًا، هل العقل في الدماغ، أو العقل في القلب؟ والذي دلَّ عليه القرآن أنه في القلب، والقرآن كلام الخالق، والخالق عز وجل أعلم بما خلق، فالعقل بالقلب، لكن عقل القلب هو عقل التصرف والتدبير، ليس عقل الإدراك والتصور، فإن عقل الإدراك والتصور يكون في المخ، فالمخ يتصور ويعقِل، وهو بمنزلة المترجم للقلب يشرح ما يريد رفعه إلى القلب، ثم يرفعه إلى القلب، ثم يصدر القلب الأوامر، والذي يبلغ الأوامر الدماغ، ولهذا تنشط العضلات كلها بنشاط الدماغ، فصارت المسألة سلسة، والذي يتصور ويدرك، وفيه عقل الإدراك هو الدماغ، وأما عقل التصرف والتدبير والرشاد والفساد، فهو عقل القلب.

وحينئذ يزول الإشكال، وتجتمع الأدلة الحسية والشرعية، فالعقل الإدراكي محله هو الدماغ، والعقل التصرفي الإرشادي الذي به الرشاد والفساد، هو القلب.

تمام العقل:
قال الشيخ رحمه الله: تمام العقل عند تمام الأربعين: ﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى ﴾ [القصص: 14]؛ أي: كمل، قال العلماء: أي بلغ الأربعين؛ لأنه قبل الأربعين لم ينضج النُّضج الكامل.

العقل: عقلان:
قال الشيخ رحمه الله: العقل عقلان: عقل إدراك، وعقل تصرف، فعقل الإدراك هو الذي يترتب عليه التكليف، ويكون في المؤمن والكافر، والبر والفاجر، وأما عقل التصرف، فهو ما يحصل به الرشد، وهو حُسن التصرف في أفعال الإنسان وأقواله، وهذا خاص بمن آتاه الله الحكمة؛ كما قال تعالى: ﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 269]، وقال رحمه الله: عقل الإدراك مناط التكليف، وعقل الرشد مناط التصرف، يعني أن عقل الرشد يكون به حسن التصرف من العاقل، ولهذا يقال للرجل العاقل الذكي إذا أساء في تصرفه، يقال: هذا مجنون، هذا غير عاقل، مع أنه من حيث عقل الإدراك عاقل.

لا ينتفع بالقرآن الكريم إلا أصحاب العقول:
قال الله عز وجل: ﴿ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 7]؛ قال الشيخ رحمه الله: أي: لا يتعظ وينتفع بالقرآن إلا أولو الألباب؛ أي: إلا أصحاب العقول، فلا يتذكر بهذا القرآن ولا بغيره إلا أصحاب العقول؛ لقوله: ﴿ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾، وكلما ازداد الإنسان عقلًا، ازداد تذكرًا بكلام الله عز وجل، وكلما نقص تذكُّره بالقرآن، دلَّ على نقص عقله؛ لأنه إذا كان الله حصر التذكر بأولي الألباب، فإنه يقتضي انتفاء هذا التذكر عمَّن ليس عنده لُبٌّ.

من خصال الإنسان العاقل:
من حملة القرآن الكريم العاملين به:
عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: قدم عيينة بن حفن بن حذيفة، فنزل على ابن أخيه الحُرِّ بن قيس، وكان من النفر الذين يُدنيهم عمر، وكان القرء أصحاب مجالس عمر ومشاورته كهولًا كانوا أو شبابًا، قال الشيخ رحمه الله: كان أصحاب مجالس عمر هم القُرَّاء؛ أي: حملة القرآن؛ لأنهم هم أصحاب العقل وأصحاب الهداية.



يُكثرُ من ذكر الله عز وجل:
قال الشيخ رحمه الله: الإنسان العاقل الحازم المؤمن لا يزال يذكُر الله سبحانه وتعالى؛ لأن في كل شيء من مخلوقاته آية تدل على وحدانيته سبحانه وتعالى، وعلى حكمته.

مُطيع لله عز وجل:
قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 18]؛ قال الشيخ رحمه الله: أعقل الناس أطوعُهم لله تعالى، ولهذا قال تعالى: ﴿ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾.



ينظر إلى نتائج عمله قبل الإقدام عليه:
قال الشيخ رحمه الله: ينبغي للإنسان أن يكون عاقلًا، ما يخطو خطوة إلا وقد عرف أين يضع قدمه، ولا يتكلم إلا وينظر ما النتيجة من الكلام، ولا يفعل إلا وينظر ما النتيجة من الفعل، وقال رحمه: العاقل لا يتصرف إلا بما يراه مفيدًا وحكمةً.

يستخدم القياس:
قال الشيخ رحمه الله: العاقل يقيس الغائب على الشاهد، والمستقبل على الحاضر، ويتبيَّن له الأمر.

يعتني دائمًا بقلبه:
قال الشيخ رحمه الله: العاقل المؤمن هو الذي يكون دائمًا في نظر إلى قلبه ومرضه وصحَّته وسلامته وعطَبِه، فمرض القلب أخطر من مرض البدن بكثير، والعاقل يعتني بهذا عناية أشد، وقال رحمه الله: الذي ينبغي للعاقل أن يهتم بتنعيم قلبه، ونعيم القلب الإنسان بالفطرة، وهي التزام دين الله عز وجل.

لا يستمع إلى النمام ويحذَر منه:
قال الشيخ رحمه الله: العاقل إذا نقل إليه أحد شيئًا عن شخص، فإنه يستحضر آية من القرآن وتكفيه، وهي قوله عز وجل: ﴿ وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ﴾ [القلم: 10، 11].

يصبر على ما يصيبه:
قال الشيخ رحمه الله: قال بعض السلف: العاقلُ يفعل في أول يوم من المصيبة ما يفعله الجاهل بعد أيام، ومن لم يصبر صبر الكرام سلا سلو البهائم.



وقال رحمه الله: الذي ينبغي للإنسان العاقل ألا يستخفنَّه أولئك القوم الذين لا يؤمنون بما وعد الله به الصابرين، ولا يهمه كلام الناس حتى يحقِّق الله له ما وعده.



وقال رحمه الله: لا ينبغي للإنسان أن يكثر الشكاية، بل يصبر ويحتسب، ولا يكون كالمرأة، كلما جاءه شيء جاء يشكو، هذا غلط، فالإنسان العاقل الرجل الحازم يتصبَّر.



يتأنى ولا يستعجل:
قال الشيخ رحمه الله: كون الإنسان يتأنى ولا يرُدُّ الشيء إلا بعد أن يتبيَّن فيه الخطأ، لا شكَّ أن هذا من العقل ومن الشرع.

يتجنب القهقهة:
قال الشيخ رحمه الله: الضحك ثلاثة أنواع: ابتدائي ووسط وانتهائي، الابتدائي التبسم، والوسط الضحك، والمنتهى القهقهة، والقهقهة لا تليق بالإنسان العاقل الرزين، والتبسم هو أكثر ضحك الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والضحك يكون من الأنبياء أحيانًا.

جلساء الإنسان ينبغي أن يكونوا من العقلاء:
قال الشيخ رحمه الله: كان الحر بن قيس من أصحاب عمر رضي الله عنه؛ لأنه كان عاقلًا حليمًا وذكيًّا، وهذا مما يدلُّك على أن عمر رضي الله عنه لا يختار لمجالسه إلا العقلاء.



من لم ينتفع بعقله فوجوده كعدمه:
قال الشيخ رحمه الله: الله تعالى قد ينفي الشيء لانتفاء ثمرته وفائدته، وهذا واقع في الكتاب والسنة؛ قال الله تعالى في آيات كثيرة: وأكثرهم لا يعقلون، وهم عندهم علم، وعندهم عقل، ولكن لما لم ينتفعوا به، صار وجوده كعدمه.

من قدم العقل على السمع فهو مشابه لإبليس متبع لخطواته:
قال الشيخ رحمه الله: من قدم العقل على السمع، فإنما هو متبع لخطوات الشيطان؛ لأن الشيطان قدَّم ما يدعي أنه عقل على السمع، فأخطأ في ذلك، فهكذا كل من قدم العقل على السمع، سواء في العلميات - وهي علم العقائد - أو في العمليات، فإنه مشابه لإبليس، متبع لخطواته.

لا ينبغي إهمال العقل في الاستدلال ولا ينبغي الاعتماد عليه وإهمال النص:
قال الشيخ رحمه الله: لا ينبغي إهمال العقل في الاستدلال، كما لا ينبغي الاعتماد عليه وترك النص، فالناس في الاستدلال بالعقل طرفان ووسط، طرف غلا فيه حتى قدَّمه على السمع، وذلك بالنسبة للفقهاء من أصحاب الرأي والقياسيين الذين يعتمدون على الرأي وإن خالف النص، وفي باب العقائد جميع أهل البدع يعتمدون على العقل ويدَعون السمع، مع أن العقل الذي يعتمدون عليه ليس إلا شبهات، وليس براهين ودلالات، لكنهم ينظرون أن العقل يقتضي كذا فيثبتونه، ويقتضي نفي كذا فينفونه، ولا يرجعون في هذا إلى السمع، ومن ذلك الأشاعرة والمعتزلة وغيرهم، كل من نفي صفة أثبتها الله لنفسه بشبهة عقلية، فإنه داخل فيمن يغالي في الاستدلال بالعقل.

الطرف الثاني: من أنكر الاعتماد على العقل بالكلية، وقال: ليس للعقل مدخل في إثبات أي حكم، أو أي خبر، فأنكروا القياس، وهذا مثل أهل الظاهر، أنكروا نهائيًّا، وقالوا: لا يمكن أن نرجع للعقل في شيء.

ومن الناس من هم وسط: رجعوا إلى العقل فيما لا يخالف الشرع؛ لأن العقل إذا لم يخالف الشرع، فإن الله تعالى يُحيل عليه في مسائل كثيرة؛ مثل:
﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 44]، ومثل هذه الآية: ﴿ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [آل عمران: 65]، واستدلال الله تعالى على إحياء الموتى بإحياء الأرض بعد موتها، استدلال عقلي حسي، فهو حسي لأنه مشاهد، وهو عقلي لأنه يستدل به على نظيره الذي لا يخالفه تمامًا، وقال رحمه الله: وأما المعتزلة، فهم كما قال شيخ الإسلام رحمه الله من أعظم الناس كلامًا وجدلًا؛ لأنهم دائمًا يرجعون إلى العقل، ولا يعبؤون بالنصوص إطلاقًا، حتى فيما لا تدركه العقول يحكِّمون العقل، والقاعدة عندهم في الصفات يقولون: إن ما أثبته العقل فهو ثابت، سواء كان موجودًا في الكتاب والسنة، أو لم يكن موجودًا، وما نفاه العقل فهو منفي، سواء كان موجودًا في الكتاب والسنة، أم لا، وهم يجادلون في هذا جدالًا عظيمًا.

العقل السليم والعقل الفاسد:
قال رحمه الله: العقل السليم الذي ليس فيه شبهات وليس فيه شهوات، وأما العقل الذي استولت عليه الشُّبهات أو الشهوات، فهذا عقل فاسد لا يحكم بشيء.

وقال رحمه الله: العقل الصريح هو الذي ليس فيه شبة، ولا عنده إرادة سيئة، يعني أنه عقل مبني على علمٍ وعلى إرادة حسنة.

عقول المتكلمين مريضة:
قال الشيخ رحمه الله: عقول المتكلمين الذين نهلوا من الفلاسفة، وحكَّموا عقولهم على الكتاب والسنة، عقولهم مريضة؛ لأنها أوهام، ولأن العقل يقتضي أن يقبل ما جاء من أمور الغيب على ظاهره، أمر غيبي ليس لنا فيه دخل، ولا نستطيع أن ندركه، فنرجع إلى الكتاب والسنة، ولا نتعدى هذا.



وهمٌ يدعونه عقلًا:
قال الشيخ رحمه الله: علم الكلام هو علم جدل فقط، يُريدون أن يحولوا العلم المبني على الكتاب والسنة إلى علم مبني على ما يدعونه عقلًا، ومع هذا فالذي يدعونه عقلًا هو في الحقيقة وهمٌ لا عقل.



المؤمن يؤمن بما أخبر الله أدركه عقله أم لم يدركه:
قال رحمه الله: الواجب على الإنسان أن يؤمن بما أخبر الله به، سواء أدركه عقله، أم لم يدركه، ولو كان الإنسان لا يؤمن إلا بما أدركه عقله، لم يكن مؤمنًا حقًّا، فكل ما أخبر الله به يجب أن نؤمن به ولا نعترض، سواء أدركناه بعقولنا، أم لم ندركه.



لا يوجد في صريح المعقول ما يخالف صحيح المنقول:
قال الشيخ رحمه الله: لا يمكن أن يوجد في صريح المعقول ما يخالف صحيح المنقول، هذه قاعدة خذها مضطردة، فإن وجدت ما ينافيه، فاعلم أن الأمر لا يخلو من أحد أمرين، ولا بد: إما أن عقلك ليس بصريح؛ يعني فيه شبهات أوجبت إخفاء الحق عليك، أو شهوات انطمس بها -نسأل الله العافية - وإما أن يكون النص غير صحيح يكون حديثًا ضعيفًا، أو مكذوبًا على النبي صلى الله عليه وسلم، أو ما أشبه ذلك، أما أن يكون عقل صريح سالم من الشبهات والشهوات، ونقل صحيح، فلا يمكن أن يتناقضا أبدًا، وقال رحمه الله: وإذا شئتم أن يتبين لكم هذا فاقرؤوا كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - إن أطقتُموه - المسمى بكتاب العقل والنقل، أو موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول، وقال رحمه الله: الذي دمر هؤلاء وقوَّض عُقولهم - أنهم صاروا يعتمدون على العقل قبل أن ينظروا في النصوص، ولو أنهم نظروا في النصوص أولًا، ثم أجروها على العقل، لعلموا علم اليقين أن النقل موافق للعقل.



العقل يُحسِّنُ ويُقبَّحُ لكنه لا يُوجبُ ولا يُحرِّم:
قال الشيخ رحمه الله: العقلُ يُحسِّنُ ويُقبِّحُ، لكنهُ لا يُوجِبُ ولا يُحرِّمُ، فالإيجاب والتحريم إلى الله، أما التحسين والتقبيح فيحسن ويقبح، لكن من الأشياء ما لا يعلم حُسنه وقُبحه إلا بطريق الشرع.



الذكاء

الاختلاف بين العقل والذكاء:
قال الشيخ رحمه الله: الذكاء شيء، والعقل شيء آخر.
قال رحمه الله: العقل ليس هو الذكاء؛ لأن العقل نتيجته حسن التصرف، وإن لم يكن الإنسان ذكيًّا، لهذا نقول: ليس كل ذكي عاقلًا، ولا كل عاقل ذكيًّا، لكن قد يجتمعان وقد يرتفعان.

وقال رحمه الله: العقل ليس هو الذكاء كما قد يتبادر إلى أذهان كثير من الناس، ولكن العقل هو "الرشد في التصرف"، فكلما كان الإنسان أشد رشدًا وتصرفًا كان أعقل، وليس كلما كان أذكى فهو أعقل؛ لأنه قد يكون من الأذكياء مَن هو أبعد الناس عن العقل.

تعريف الذكاء:
قال الشيخ رحمه الله: الذكاء هو سرعة إدراك الأمور وفَهمها، وقال رحمه الله: الذكاء قوة الفِطنة.

الذكاء غزيري ومكتسب:
قال الشيخ رحمه الله: الذكاء غزيري، ومُكتسب، فأما الغريزي فالله تعالى يهبه من يشاء، وأما المُكتسب فهو ما يحصل بفعل الإنسان وممارسته.

الذكاء إذا لم يقترن بالإيمان فقد يكون سببًا للضلال:
قال الشيخ رحمه الله: لاحِظ أنه أحيانًا قد يكون الذكاء المفُرط سببًا للضلال - والعياذ بالله - لأن الرجل الذكي يُورد على نفسه أشياءَ، ويفتح على نفسه أشياءَ؛ مثل: لو كان كذا لكان كذا، ولو كان غافلًا عن هذا، لكان أحسن له، ولهذا ما ضرَّ أصحاب الكلام والمنطق والفلاسفة إلا حدَّةُ ذكائهم.

وقال رحمه الله: وكم من ذكي قاده الذكاء إلى النار - والعياذ بالله - وهذا شيء مُشاهد، الذكاء إذا لم يكن مُقترنًا بعقل وإيمان، فالغالب أن صاحبه يُدمر ويهلك.

ذكي ولكنه ليس بعاقل:
قال الشيخ رحمه الله: هرقل أسلَم، ولكنه كان ذكيًّا - والعياذ بالله - جمع بطارقته وتكلم معهم في الإسلام، فزمجروا وغضبوا غضبًا شديدًا، حتى كادوا يقتلونه، فقال لهم: اسمعوا، لم أجمعكم لهذا، ولكن جمعتكم لأنظر صلابتكم في دينكم، أعوذ بالله، ضنَّ بملكه؛ لأنه كان ذكيًّا، لكنه ليس بعاقل، فهو قد أُوتِي ذكاءً ولكنه لم يعط زكاءً والعياذ بالله، نسأل الله أن يزكي نفوسنا ونفوسكم.

اختبار للذكاء:
قال الشيخ رحمه الله: وهنا اختبار للذكاء: هل أمُّ إبراهيم عليه السلام مؤمنة أو غير مؤمنة؟
والجواب: أنها مؤمنة، والدليل في قول الله عز وجل عن إبراهيم عليه السلام: ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴾ [إبراهيم: 41]، فنهاه الله عن استغفاره لأبيه، وسكت عن استغفاره لأمِّه، إذًا هي مؤمنة.

هل أبوا نُوحٍ عليه السلام أعني أمه وأباه، هل هما مؤمنان أو كافران؟
الجواب: مؤمنان، والدليل على أنهما مؤمنان قول نوح عليه السلام: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ [نوح: 28]، مثلُ هذا الاستنباط يحُثُّ طالب العلم على تدبُّر القرآن، والعلم كلُّ العلم في القرآن الكريم، حتى ما بيَّنته السنة من القرآن فهو من القرآن.

وقال الشيخ رحمه الله: لكن ما الوسائل التي تُنمي عند الإنسان مَلكةَ الاستنباط؟
الجواب: التكرار والتدبر.

أذكياء:
حذيفة رضي الله عنه:
قال رضي الله عنه: لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب، وقد أخذتنا ريحٌ شديدة، وقُر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا رجل يأتيني بخبر القوم، جعله الله عز وجل معي يوم القيامة)، فسكتنا فلم يُجبه منا أحدٌ، ثم قال: (ألا رجل يأتيني بخبر القوم، جعله الله عز وجل معي يوم القيامة)، فسكتنا فلم يُجبه منا أحدٌ، فقال: (قم يا حذيفة، فأتنا بخبر القوم)، فلم أجد بُدًّا إذ دعاني باسمي أن أقوم، قال: (اذهب فأتني بخبر القوم، ولا تذعرهم عليَّ)، فلما ولَّيت من عنده، جعلتُ كأنما أمشى في حمام حتى أتيتهم، فرأيت أبا سفيان يصلي ظهره بالنار، فوضعتُ سهمًا في كبد القوس، فأردت أن أَرميه، فذكرتُ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ولا تذعرهم عليَّ)، ولو رميته لأصبتُه، ثم صاح أبو سفيان: لينظر كل واحد منكم مَن جليسه؟ فبادرتُ الذي بجانبي وقلتُ له: من أنت؟ [أخرجه مسلم]، قال الشيخ رحمه الله: قوله: ثم صاح أبو سفيان: لينظُر كلُّ واحد منكم مَن جليسه؟ يقول: فبادرت الذي بجانبي وقلت له: من أنت؟ وهذا مما يدل على الذكاء.

ابن عباس رضي الله عنهما:
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بتُّ في بيت ميمونة ليلة، والنبي صلى الله عليه وسلم عندها، لأنظر كيف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل؛ الحديث، قال الشيخ رحمه الله: كان ابن عباس رضي الله عنهم ذكيًّا عاقلًا حريصًا على العلم.



الحرُّ بن قيس:
عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: قدم عيينة بن حفن بن حذيفة، فنزل على ابن أخيه الحُرِّ بن قيس، وكان من النفر الذين يدنيهم عمر، فقال عيينة لابن أخيه: يا بن أخي، هل لك وجه عند هذا الأمير، فتستأذن لي عليه؟ قال: سأستأذن لك عليه، قال ابن عباس: فاستأذن لعيينة، فلما دخل قال: يا بن الخطاب، والله ما تعطينا الجزل! وما تحكم بيننا بالعدل! فغضب عمر حتى همَّ أن يقع به، فقال الحرُّ: يا أمير المؤمنين، إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، وإن هذا من الجاهلين، فوالله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، كان وقافًا عند كتاب الله.



قال الشيخ رحمه الله: وأما قوله: "وما تحكم بيننا بالعدل"، فقد كذب؛ فإن عمر رضي الله عنه مضربُ المثل في العدل، وهو من أعدل الخلفاء رضي الله عنه، ولهذا حين غضب همَّ أن يقع به، ولكن ابن أخي عيينة كان ذكيًّا حليمًا، فقال: إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾.



عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما:
قالت في حادثة الإفك: فلما قضيت شأني، أقبلت إلى رحلي، فإذا عقد لي قد انقطع، فالتمستُ عقدي، وحبسني ابتغاؤه، وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي، فاحتملوا هودجي، فرحلوه على بعيري، الذي كنت ركبتُ، وهو يحسبون أني فيه، وكانت النساء إذ ذاك خفافًا، لم يُثقلهنَّ اللحم، إنما تأكل العلقة من الطعام، فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه، وكنت جارية حديثة السن، فبعثوا الجمل، وساروا، فوجدتُ عقدي بعدما استمر الجيش، فجئت منازلهم، وليس بها داع أو مجيب، فأممت منزلي الذي كنت به، وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إليَّ؛ [متفق عليه]؛ قال الشيخ رحمه الله: في هذه الجملة من الحديث فوائدُ؛ منها: ذكاء عائشة رضي الله عنها وعقلها؛ لأنها لما جاءت وفقدت القوم، ما ذهبت تطلبهم هنا وهناك، مع أنه قد يبدو للإنسان أن الأحسن أن تلحقهم وتطلبهم، ولكنها رضي الله عنها جلست في مكانها، وعرفت أنهم سيفقدونها قطعًا، وإذا فقدوها فسيرجعون على إثرهم حتى يصلوا إلى مكانها، وهذا من فقهها وعقلها وذكائها رضي الله عنها.

وعندما تكلم المنافقون في عرضها رضي الله عنها في حادثة الإفك، وقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما بعد يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنتِ بريئة فسيبرئك الله، وإن كنتِ ألممتِ بذنب فاستغفري الله، وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله، تاب الله عليه)، قالت: قلت لأبي: أجِب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الشيخ رحمه الله: من فوائد الحديث: ذكاء عائشة رضي الله عنها؛ لأنها طلبت من أبيها أن يجيب الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وهي بالغة الذكاء - مع كونها حديثة السن، ولا تقرأ شيئًا من القرآن.

أم سلمة رضي الله عنها:
عنها رضي الله عنها أن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، سألوها عن صلاة الركعتين بعد العصر، فقالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عنهما، وإنه صلى العصر، ثم دخل عليَّ وعندي نسوة من بني حرام من الأنصار، فصلَّاهما، فأرسلت إليه الخادم، فقلت: قومي إلى جنبه، فقولي: تقول أم سلمة: يا رسول الله، ألم أسمعك تنهى عن هاتين الركعتين، فأراك تُصليهما؟! فإن أشار بيده فاستأخري، ففعلت الجارية، فأشار بيده، فاستأخرت عنه، فلما انصرف قال: (يا بنت أبي أمية، سألت عن الركعتين بعد العصر، إنه أتاني أُناس من عبدالقيس بالإسلام من قومهم، فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر، فهما هاتان؛ [أخرجه البخاري]؛ قال الشيخ رحمه الله: في الحديث من الفوائد: ذكاء أم سلمة رضي الله عنها، وهو ليس غريبًا عنها؛ حيث قالت للجارية: فإن أشار بيده فاستأخري؛ لأن الجارية قد لا تفهم ولا تعلم بهذا الأمر، فلعله يشير لها وتُلحُّ عليه، لكن لما أرشدتها بقولها: فإن أشار بيده فاستأخري، كان هذا من ذكائها رضي الله عنها.

أم الفضل أم عبدالله بن عباس رضي الله عنهما:
عنها رضي الله عنها أن ناسًا تماروا عندها يوم عرفة في صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم: هو صائم، وقال بعضهم: ليس بصائم، فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره بعرفة فشرِبه؛ [متفق عليه]؛ قال الشيخ رحمه الله: وهذا من ذكائها رضي الله عنها أنها أرسلت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا؛ لأنه لو سُئل وأجاب فمن سامع ومن غير سامع، لكن إذا كان على بعير وهو واقف، وشرب، والناس ينظرون، صار هذا أبلغ، ثُم إن الشيء إذا رُئي مكث في الذهن أكثر مما إذا سمع.



أم سليم رضي الله عنها:
عن أنس رضي الله عنه، قال: قال أبو طلحة لأم سليم: لقد سمعتُ صوت النبي صلى الله عليه وسلم، ضعيفًا أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيء؟ فأخرجت أقراصًا من شعير، ثم أخرجت خمارًا لها، فلفت الخبز ببعضه، ثم دسته تحت ثوبي، وردتني ببعضه، ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذهبتُ به، فوجدتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، ومعه الناس، فقمتُ عليهم، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرسلك أبو طلحة؟)، فقلتُ: نعم، قال: (بطعام؟)، فقلت: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه: (قوموا)، فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة، فقال أبو طلحة: يا أم سليم، قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس، وليس عندنا من الطعام ما نطعمهم، فقالت: الله ورسوله أعلم؛ [متفق عليه]، قال الشيخ رحمه الله: في هذا الحديث فوائدُ؛ منها: ذكاء أم سليم رضي الله عنها؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام لما جاء بالناس، وقال أبو طلحة رضي الله عنه: جاء النبي صلى الله عليه وسلم بالناس، قالت: الله ورسوله أعلم، وذلك لأن الرسول عليه الصلاة والسلام سأل أنسًا رضي الله عنه من قبل: ما الذي عندكم؟ قال: عندنا كذا وكذا، فدعا الناس، فعُلِمَ بهذا أنه سوف يكفي الناس، وهذا هو الذي حصل.

امرأة جابر رضي الله عنهما:
دعا جابر رضي الله عنه الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الخندق إلى طعام صنعته زوجه رضي الله عنها، وقال للرسول: فقم أنت يا رسول الله ورجل أو رجلان، قال: (كم هو؟) فذكرت له، قال: (كثير طيب، قُل لها: لا تنزع البرمة ولا الخبز من التنور حتى آتي، فقال: قوموا)، فقام المهاجرون والأنصار، فدخل جابر على امرأته وقال: ويحك، جاء النبي صلى الله عليه وسلم بالمهاجرين والأنصار ومَن معهم، قالت: هل سألك؟ قُلتُ: نعم.



قال الشيخ رحمه الله: وفي الحديث من الفوائد ذكاء امرأة جابر رضي الله عنها، حين قال لها: "ويحك جاء النبي صلى الله عليه وسلم بالمهاجرين والأنصار"، فقالت: "هل سألك؟"، يعني: فإن كان سألك فإنه أعلم، ما جاء بهم إلا والطعام سيكفيهم، أما لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعلم لكانت مشكلة.



ابنة شعيب التي دعت موسى عليهما السلام:
قال الله عز وجل: ﴿ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ﴾ [القصص: 25].
قال الشيخ رحمه الله: من فوائد الآية الكريمة: فيها دليل على ذكاء الفتاة، فهي لم تقل: إن أبي يدعوك من أجل أن يوجه إليه التهمة مثلًا، أو من أجل أن يغدر به، أو يطلبه، أو ما أشبه ذلك، لكنها قالت: ﴿ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ﴾، وليكون ذلك أدعى إلى إجابة الدعوة.

ملكة سبأ:
قال الله عز وجل: ﴿ قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ ﴾ [النمل: 32]؛ قال الشيخ رحمه الله: هذا من كمال ذكائها أنها أشارت الملأ حتى إذا نتج عن تصرفها شيء لا يُرضي، يكونُ اللوم على هؤلاء الملأ الذين أشاروا، ولا يجعلون اللوم عليها.

طائر اللقلق:
قال الشيخ رحمه الله: طائر يوصف بالذكاء والفطنة يأكل الحيَّات.

نملة:
قال الله عز وجل: ﴿ حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [النمل: 18]، قال الشيخ رحمه الله: من فوائد الآية الكريمة: فصاحة هذه النملة ونُصحها وذكاؤها؛ لأن الكلام الذي قالته يتضمَّن هذا كله، ومن كمال ذكائها أنها استعملت العبارات المثيرة المزعجة في قولها: ﴿ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ ﴾، وقال رحمه الله: النمل من أذكى الحشرات.
||



hgurg ,hg`;hx (t,hz] lk lwkthj hgughlm hfk uedldk vpli hggi) lwkthj H, hggi) hgughlm hgurg hfk vpli uedldk





رد مع اقتباس
قديم 27-06-2020, 02:09 PM   #2


عبدالرحمن حسن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 تاريخ التسجيل :  4 - 2 - 2010
 أخر زيارة : 09-11-2024 (08:29 PM)
 المشاركات : 617,675 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Kuwait
  كآكآويَ :
  مشـروبيُ ~:

  قنـآتيُ ~ :

  الوظيفة  : موظف

 الاوسمة
انجازات ضخمه 
لوني المفضل : red

افتراضي



غيم
جزاج الله خير وفي ميزان اعمالج يارب
تسلم الايادي ع الفائده الدينيه
ربي يسعدج
تقييم واعجاب


 


رد مع اقتباس
قديم 27-06-2020, 02:23 PM   #3


النـور غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3291
 تاريخ التسجيل :  21 - 10 - 2012
 العمر : 25
 أخر زيارة : 15-11-2024 (05:05 AM)
 المشاركات : 133,410 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
  كآكآويَ :
  مشـروبيُ ~:

  قنـآتيُ ~ :

  الوظيفة  : خريجة بكالوريوس لغة عربية

 الاوسمة
فخرنا سلمان 
لوني المفضل : Hotpink

افتراضي



جزاك الله خيرًا

في ميزان حسناتك


 


رد مع اقتباس
قديم 27-06-2020, 02:25 PM   #4


ميارا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3158
 تاريخ التسجيل :  19 - 7 - 2012
 أخر زيارة : 20-05-2023 (09:06 PM)
 المشاركات : 944,887 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Kuwait
 الجنس ~
Female
  كآكآويَ :
  مشـروبيُ ~:

  قنـآتيُ ~ :

  الوظيفة  : طالبه

 الاوسمة
وسام المجد 
لوني المفضل : Crimson

افتراضي



طرح في غاية الروعة بارك الله فيك
جزآآك الله خيـــر على الطرح القيم
وجعله الله في ميزآآن حسنآآتك
وان يرزقك الفردووس الاعلى من الجنه
الله لايحرمنآآآ من جديــدك


 
مواضيع : ميارا



رد مع اقتباس
قديم 27-06-2020, 02:48 PM   #5


البرنس مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 14-12-2024 (03:12 PM)
 المشاركات : 871,296 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
  كآكآويَ :
  مشـروبيُ ~:

  قنـآتيُ ~ :

  الوظيفة  :

 الاوسمة
نيرة قلم 
لوني المفضل : Darkorange

افتراضي




جزاك الفردوس الأعلى من الجنــــــــــان
لروعة طرحك القيم والمفيد
لـ عطرك الفواح في ارجاء المنتدى كل الأمتنان
اختى الغالية
غيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــم
أتمنى أن لاننــحرم طلتك الربيعية
لكِ أجمل التحايا و أعذب الأمنيات
عناقيد من الجوري تطوقك فرحاا
دمتم بطاعة الله
اللهم تقبل
منا و منكم صالح الاعمال


القيصر العاشق
البـــــــــــــــــ مديح ال قطب ــــــــــــــــــــــــــــــــرنس


 


رد مع اقتباس
قديم 27-06-2020, 03:21 PM   #6


البرنسيسه فاتنة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4429
 تاريخ التسجيل :  3 - 2 - 2014
 أخر زيارة : 15-07-2023 (04:13 PM)
 المشاركات : 1,077,227 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Jordan
  كآكآويَ :
  مشـروبيُ ~:

  قنـآتيُ ~ :

  الوظيفة  :

 الاوسمة
اللمسه المذهبه 
لوني المفضل : red

افتراضي



جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات


 


رد مع اقتباس
قديم 27-06-2020, 08:17 PM   #7


ذابت نجوم الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5956
 تاريخ التسجيل :  3 - 6 - 2014
 أخر زيارة : اليوم (09:39 PM)
 المشاركات : 1,289,035 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
  كآكآويَ :
  مشـروبيُ ~:

  قنـآتيُ ~ :

  الوظيفة  :

 الاوسمة
سوسنة الادب 
لوني المفضل : red

افتراضي



روووووووووعة

الله يعطيك العافية


 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
(فوائد , مصنفات , أو , الله) , العلامة , العقل , ابن , رحمه , عثيمين , والذكاء

جديد منتدى ( همســـــات الإسلامي )
كاتب الموضوع غيم مشاركات 9 المشاهدات 71  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مكانة العقل في الإسلام مبارك آل ضرمان ( همســـــات الإسلامي ) 12 27-01-2019 08:04 AM
أقوال عن جمال عقولنا ابن عمان ( همســـــات العام ) 19 04-03-2018 01:35 PM
العقل وشرفه وحقيقته وأقسامه البرنس مديح ال قطب ( همســـــات الإسلامي ) 20 20-12-2015 03:55 AM
أحـكـام مخـتـصـرة في مفـطـرات الـصـيام 71 مسألة مختصرة في المفطرات مرهفة الاحساس ( قسم الفتاوي الاسلامية ) 13 10-12-2015 03:21 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 09:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010