الإهداءات | |
( همســـات التاريخ والتراث والأنساب) خاص بسيرة ومواقف حكام العرب والتراث وأنساب العرب |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||||||
| ||||||||||||
المحاولات البرتغالية للسيطرة على عُمان والبحرين الخليج العربى احد نقاط الالتقاء بين الشرق والغرب. ثم إن الالتصاق بين الخليج ومنطقة الهلال الخصيب بين جبال زاغروس وطوروس شرقا وهضبة شبه الجزيرة العربية جنوبا وبادية الشام غربا وشمالا خلق بدوره جسرا آخر وساعد على قيام مراكز الملاحة والتجارة على سواحل الخليج، وعلى ربط قارات العالم القديم (آسيا وأفريقيا وأوربا) بوحدة اقتصادية وحضارية متبادلة المنافع. وقد ساعد تعدد الموانئ التجارية الصالحة لرسو السفن في الخليج ازدهار الحركة التجارية فيه واستمرارها مع المحيطين الهندي والهادي. ومما ساعد على هذا الازدهار أيضا هو استقرار الأمن. ارتبطت أهداف البرتغاليين ومخططاتهم منذ بداية حركة الاستكشافات الجغرافية أساسا بالعمل للسيطرة على طرق التجارة العالمية في المحيط الهندي وانتزاعها من أيدي العرب المسلمين، ولاسيما تلك الطرق التي تمر بالخليج والبحر الأحمر. وكان هدف البرتغاليين من السيطرة على الخليج إغلاق هذه الطرق بوجه التجار العرب والمسلمين، وذلك لإضعاف العالمين العربي والإسلامي اقتصاديا، والقضاء على الوساطة العربية التجارية بين أوربا والمناطق الآسيوية المنتجة للتوابل والعقاقير والعطور والذهب، ثم تحويل فوائد تلك التجارة إلى أيدي البرتغاليين. وعلى هذا الأساس، بدأ البرتغاليون بتدمير الموانئ العربية في الخليج والبحر الأحمر، وفي ساحل عمان وهرمز وعدن وباب المندب تحديدا، وقام بهذا العمل، أي الحملة البرتغالية، كل من القائدين البرتغاليين (داكونها) و(الفونسو البوكيرك). مع تأسيس الإمبراطورية البرتغالية في الهند وبحار الشرق، برزت سياستان: الأولى يمثلها القائد البرتغالي (فرانسيسكو دالميدا)، وهو أول نائب للملك البرتغالي في الهند خلال السنوات (1505 – 1509)، وتمثلت هذه السياسة بضرورة إقامة مراكز تجارية على السواحل الستراتيجية في الهند وشرقي أفريقيا للقيام بالأعمال التجارية الصِرف ومطاردة السفن التجارية الإسلامية في سواحل الهند تحديدا، بوصفها من أهم مراكز تجارة الشرق الإسلامية، لقطع شريان التجارة الحيوي بين هذه السواحل والدول الإسلامية التي تعتمد عليها في الخليج والبحر الأحمر، مثل هرمز ومصر. ولم يكن دالميدا يؤيد أسلوب الغزو المسلح وتدمير الموانئ التجارية، وإنما كان يشجع القيام بأعمال القرصنة فقط. أما السياسة الأخرى فقد كان يمثلها (الفونسو البوكيرك) وأنصاره في البلاط البرتغالي، إذ أسهم البوكيرك في إقامة أسس الإمبراطورية البرتغالية على نحو فاعل، وكان يرى ـ من اجل حماية الإمبراطورية وتوسيعها مستقبلا ـ ضرورة الاستيلاء على اكبر عدد من المدن التجارية والموانئ الإسلامية الرئيسة الكبرى في المحيط الهندي، وإقامة القلاع والحصون المنيعة لضبطها، فضلا عن تأسيس المراكز التجارية، وربط هذه القلاع والمراكز بالملك البرتغالي مباشرة حتى تظل الإمبراطورية البرتغالية مترابطة الأطراف تُدار من لشبونة. وكان هذا في رأيه أفضل من مجرد القرصنة في البحار الهندية ضد السفن الإسلامية المحملة بالسلع الشرقية وإحراقها أو سلبها وقتل رجالها. ومع ذلك، فقد طبق البوكيرك هذا الأسلوب الأخير أيضا. جاء البوكيرك إلى الشرق أول مرة في نيسان سنة 1503 حين أوفده الملك البرتغالي عمانوئيل في حملة صغيرة مع عمه، مكونة من ست سفن مزودة بالمدفعية وبعض المعدات الحربية لإقامة أول قلعة عسكرية بالقوة المسلحة في ساحل الماليبار بالتعاون مع القوى الهندوسية في مملكة كوشين الهندية. وهناك بدأ البوكيرك بممارسة أولى مظاهر العنف والقسوة عندما حارب المسلمين في كلكتا وقتل عددا منهم وعامل الباقين بوحشية بالغة. وتركز هدف الملك البرتغالي من هذه الحملة بنقطتين 1) إحتلال جزيرة سوقطرة والسيطرة على مدخل البحر الأحمر. 2) حصار البحر الأحمر وإحتلال عدن. وفي سبيل تحقيق هذين الهدفين، وزرع الرعب في نفوس سكان المنطقة، مارس البوكيرك شتى صنوف الوحشية والقسوة، فلم يتورع، مثلا، حتى عن قطع آذان النساء وأصابع أيديهن لانتزاع أقراطهن واسورتهن وحليهن الذهبية الأخرى. المصدر: منتدى همسات الغلا hglph,ghj hgfvjyhgdm ggsd'vm ugn uElhk ,hgfpvdk hglph,ghj hgfvjyhgdm ugn uElhk |
11-06-2020, 06:32 PM | #4 |
| خط سير الحملة البرتغالية أما عن خط سير حملة داكونها والبوكيرك، فقد أخذت تتجه إلى جزيرة سوقطرة بعد أن توقفت في مالندي التي صار حكامها من أفضل أصدقاء البرتغاليين، ومن هناك اصطحب البوكيرك ثلاثة من الادلاء لإرشاده في المياه العربية. وعندما وصل البرتغاليون إلى تلك الجزيرة، حاولوا إقامة ميناء حربي للإسطول وقلعة حصينة، إلا إن حاكمها الذي يسميه البرتغاليون (السلطان إبراهيم) رفض السماح لهم بذلك، فردّ البرتغاليون على هذا الرفض بقصف أطراف الجزيرة ومهاجمة جنود السلطان الذين دافعوا عن جزيرتهم بالسهام والسيوف والرماح!!! وبالتأكيد لم تصمد هذه الأسلحة أمام مدفعية البرتغاليين التي فتكت بحامية الجزيرة، فتمكن كل من داكونها والبوكيرك من إحتلال جزيرة سوقطرة في آب 1507. الغزو البرتغالي لمدن الساحل العماني وموانئه بعد أن غادر الإسطول البرتغالي ميناء سوقطرة وصل إلى جزر كوريا موريا في 3 آب 1507، ثم غادرها إلى رأس الحد، وهناك دمر البوكيرك ما بين 30 – 40 سفينة صيد سمك من هرمز وقلهات وبقية مدن الساحل. ثم توجه بإسطوله نحو قلهات التي كانت حينذاك اكبر محطة تموين للسفن القادمة من الهند إلى الخليج تجمع حشد كبير من الأهالي العرب أمام الساحل وهم مندهشون لرؤية السفن الأوربية لأول مرة، فتخوف البوكيرك واعتقد إنهم إنما جاؤوا لمهاجمته، فوجه فوهات المدافع في سفنه نحوهم استعدادا لأي حادث طارئ، ونزل ثلاثة من قادته إلى الساحل فسألهم العرب المتجمعون ماذا يريدون ومَن هم ومن أين جاؤوا؟ فأجابهم البرتغاليون، عن طريق المترجم الماليندي المسلم، إنهم يتبعون الملك البرتغالي عمانوئيل سيد الهند، وإن قائدهم البوكيرك يريد أن يعرف اسم هذا المكان ولأي مملكة يتبع؟ فرد الأهالي إن المدينة هي قلهات وتتبع مملكة هرمز، وإنهم جاهزون لتقديم أية مؤونة يطلبها البرتغاليون عن طيب خاطر لأن أهالي الميناء معتادون على تقديم المؤن لأي مركب مسافر في المنطقة. وقام الأهالي بإهداء بعض الخراف والفواكه للجنود. ولكن البوكيرك رفض الهدية وأعادها إلى حاكم المدينة (شرف الدين) بحجة انه لا يقبل هدايا من أناس يعدهم في حالة حرب مع بلاده!!! وطلب البوكيرك من حاكم قلهات الاستسلام دون قيد أو شرط والاعتراف بتبعية قلهات إلى ملك البرتغال ودفع الضرائب له. وبما إن البوكيرك كان بحاجة ماسة إلى المؤونة والماء لجنوده من المدينة فقد قبل بالصلح، وأعطى حاكم قلهات رسالة ضمان بإسم الملك البرتغالي لكي لا تعتدي عليه السفن البرتغالية الأخرى القادمة من بلاده. ولم يكن حاكم قلهات يعلم إن أول السفن التي ستعتدي على مدينته وتدمرها وتنقض هذا الاتفاق هي سفن البوكيرك نفسه بعد عودته من هرمز سنة 1508 كما سنرى. وقبل أن يغادر البوكيرك قلهات استولى على احد المراكب التجارية التابعة لعدن وكانت محملة بالبضائع، فاستولى عليها بالقوة وضمّها إلى إسطوله، ولم يطلق سراحها إلا بعد أن افتداها أصحابها بمبلغ من المال. بعد الاستيلاء على مدينة قريات توجه البوكيرك للسيطرة على ميناء مسقط الذي كان حينذاك الميناء الرئيس للساحل العماني واهم مدنه. ولكن الغريب إن البوكيرك ـ الذي تعود دائما أن يطلب استسلام المدن التي يغزوها دون قيد أو شرط ـ رفض هذا العرض من مسقط. ولا ندري السبب في ذلك سوى الذريعة التي تحجج بها بقوله أن الوفد العماني الذي جاء حاملا هذا الطلب لم يكن يحمل تفويضا خطيا من حاكم المدينة. وافق أعضاء الوفد على طلبات البوكيرك بما فيها دفع الرسوم التي كانوا يدفعونها لهرمز سنويا، إلا إنهما تحفظا على نقطة إمداد الإسطول البرتغالي بكل التجهيزات والمؤن في غزوه لهرمز. وقد بررا ذلك بشكل منطقي حينما ذكرا إن هذا العمل، في حال تنفيذهم إياه، سيعد تحريضا على غزو هرمز من ميناء يعدّ تابعا لها وخاضعا لسيطرتها. فغضب البوكيرك من هذا الرد وقطع المباحثات، فغادر المبعوثان من دون التوصل إلى نتيجة. ومر يوم ولم يأتِ أي رد فعل آخر من المدينة. |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
للسيطرة , المحاولات , البرتغالية , على , عُمان , والبحرين |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نبذة عن سلطنة عُمان _مشاركتى للعيد الوطنى لعمان | ميارا | (همسات الوطن والعالم العربي ) | 10 | 20-11-2018 10:50 PM |
منظر رائع في منتجع «عليلة جبل الأخضر» في سلطنة عُمان | مبارك آل ضرمان | (همسـات الأخبار المحلية والعالمية) | 9 | 03-07-2018 12:51 AM |
صورة ومعلومة عن غزلان المستنقع الهندي | مبارك آل ضرمان | ( قسم الحيوانات والنباتات والاسماك ) | 7 | 03-05-2018 06:25 AM |
مقارنة بين اللغتين الاسبانية والبرتغالية/ مشاركة بفعالية الجوري | حنين الروح | (همســـــات English word) | 20 | 27-09-2017 04:14 AM |
البرتغال | غلا الكويت | (همسـات الأخبار المحلية والعالمية) | 46 | 07-05-2014 10:36 PM |