#1
| ||||||||||
| ||||||||||
{ وليَس الذَّكرُ كالأُنثَى } ! كيفَ يقلِب القُرآن التَّصورات ؛ ويُعيد البُنيان الفِكري للبَشرية ؟! كيفَ يجعلُ لحظة التَّحسّر ؛ ميداناً للمِنّة الإلهيّة ! كيفَ يرسمُ باقتدارٍ عَجيب مَشهد امرأة آلِ عِمران ؛ وهيَ تُفاجَأ بالمولود .. وتَخشى أن لا تَكتمل الأُمنية ؛ و يُرَدُّ النَّذرُ إذْ كان القادمُ أُنثى ! { فلمَّا وضَعَتها قالَت ربِّ إنّي وضَعتُها أنثى } .. بِحَسرةٍ تقعُ في مَسامع الغَيب ؛ إذْ تتَخوّف أن لا تكونَ الأُنثى كَفافاً لِنَذرِها .. وأنّى لها ذلك ! يفاجيء اللهُ امرأةَ عِمران بقولِه تعالى { والله أعلَم بما وَضَعَتْ } .. ومَا حمَلت وما علِق في صَميم الطِّفلة مِن عَظائِم العَطايا .. فقدْ كانَت مَريم عتَبة ميلادٍ ؛ لشريعةٍ جديدة ، ونبي مُعجزة .. وكانَت مَحلّاً ؛ لمواهب الله العَليّة .. ومَن قدَّم النيّة للهِ ؛ فليسَ عليهِ أن يتعقَّب أمر الله ! هُنا .. يُوجِّه القُرآن في بيئةٍ عربيّة قاسِية في مَوروثاتِها ؛ المَعاني ويُعلنها { وليَس الذَّكرُ كالأُنثَى } .. ليسَ الذكرُ الذي كانَت تطلُبه هذهِ الصّالحة ، وتتخيّل كمالَه ؛ ليكونَ كواحدٍ من السَّدَنة كالأُنثى التي وُهِبتْ لها .. فإنّ دائرةَ علمِها وأمنَيتها لا تكادُ تُحيط بما فيها من جَلائل الأُمور ! فالمَفضول ؛ هُو الذِّكر .. والفَاضل هُنا ؛ هي الأُنثى .. وفيها من النَّفاسة ما يجَعلها سيّدة للجنّة في عالم الخُلود ! لقدْ كانت مَريم - عَليها السَّلام - مِنحةً إلهيّة ، وإجابة الدُّعاء بما لا يَخطر على قلبِ بَشر ! { وليَس الذَّكرُ كالأُنثَى } .. حيثُ يوجّه القرآن تَصوّرات النّاس، وعاداتِهم، و مفاهيمِهم عن المَرأة .. فيقولُ لهم ؛ أنّ الأُنثى المَوهوبة في مقامِ الله و عِلمه ؛ هي خيرٌ من الذِّكر المُتوقّع في عالم .. كان ولا زالَ يتوارى حَياءً { من سوء ما بشر به } ! فسُبحان من رَفع مقامَ الأُنثى .. و صوّب تصوُّرات البَشريّة ! { وليَس الذَّكرُ كالأُنثَى } .. نداءٌ لإصلاحِ الموازين العقليّة ، والقِيَم الفكريّة ، واحقاقٌ لمكانةِ الأُنثى .. وتَثبيتٌ لمَفهومٍ واحد ؛ أنَّ القُرآن لا ينحازُ للذُّكورة .. فتِلك قِيمة جاهليّة ! و لكنّهُ يعلِي شأن الرُّجولة ؛ وتِلك نَقلة عقلية ! وأنَّ الأُنثى .. ليسَت نُقطةَ ضعفٍ ؛ بل هِي بُؤرة ارتكازٍ للمُعجزة ! و مَا مَريم البَتول بكلِّ رِقيِّ أُنوثتها .. إلا أيْقونة الإِصطفاء الجَميل .. فالتّفاضل ؛ إنَّما يكونُ بالخَارطة الدّاخلية لهذا الكائِن ! لقَد نَذرت امرأةُ عِمران { مَافي بطْنِها } لبيت المَقدس .. وظنَّت أنّه لا يَصلُح لخدمَته الا الرّجال ! فَعلَّم اللهُ البشريّة مِن بَعدها ؛ أنَّ العَذراء في طُهرِها تسامَت .. حتّى بلَغت { فَنفَخنا فِيها من رُوحِنا } ! حمَلت الصَّبيّة في الحُضن الصّغيرِ نَبِيّاً .. نَطق بِحُبها { فَلا تَخافي وَلا تحْزَني و قَرّي عيناً } .. ثم رد عنها السوء { وبرا بوالدتي } .. و أعلن البِشارة على صَدرِها { آتَانيَ الكتابَ وجَعلَني نَبِيّاً } إلى قيامِ السّاعة ! يا مَريم .. ظلّت الرِّجال على الخُيول اللاهِثة ؛ تُحاول الَّلحاق ببعضِ بَركَتِك .. فمَا بلغَت .. إذْ قال اللهُ مُنذ أزلٍ : { وليَس الذَّكرُ كالأُنثَى } ! المصدر: منتدى همسات الغلا V ,gdQs hg`~Q;vE ;hgHEkeQn C ! ,gdsQ |
10-06-2020, 04:54 PM | #2 |
| جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض بآرك الله فيك على الطَرح القيم في ميزآن حسناتك ان شاء الله ,, آسأل الله أن يَرزقـك فسيح آلجنات !! وجَعل مااقدمت في مَيزانْ حسَناتك وعَمر آلله قلبك بآآآلايمَآآنْ علىَ طرحَك آالمحمَل بنفحآتٍ إيمآنيهِ دمت بـِ طآعَة الله . |
|
10-06-2020, 05:42 PM | #3 |
| جزاك المولى الجنه وكتب الله لك اجر هذه الحروف كجبل احد حسنات |
|
10-06-2020, 09:28 PM | #4 |
| طرح في غاية الروعة بارك الله فيك جزآآك الله خيـــر على الطرح القيم وجعله الله في ميزآآن حسنآآتك وان يرزقك الفردووس الاعلى من الجنه الله لايحرمنآآآ من جديــدك |
|
10-06-2020, 10:01 PM | #5 |
| جزاك المولى الجنه وكتب الله لك اجرهذه الحروف كجبل احد حسنات وجعله المولى شاهداً لك لا عليك لاعدمناروعتك ولك احترامي وتقديري |
|
10-06-2020, 10:02 PM | #6 |
| جزاك الله كل خير وجعله في ميزان حسناتك وسلمت اناملك |
|
11-06-2020, 06:41 AM | #7 |
| سلمت يدآك على روعة الطرح اسأل البآري لك سعآدة دائمة .. ودي وتقديري |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الذَّكرُ , وليسَ , كالأُنثَى |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
::: ليسَ كل قلم نـآفع ., وليسَ كل قلم ضآر،،، ::: | عاشق الغاليه | ( همســـــات العام ) | 15 | 18-02-2015 06:15 AM |