#1
| ||||||||||
| ||||||||||
-صلى الله عليه و سلم- هو القدوة: إذا كانت الإنسانية في حاجة إلى قدوة تتبعها؛ فرسول الله -صلى الله عليه و سلم- هو القدوة: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]. الإنسانية بمُجملها تحتاج إلى قدوة: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون ﴾ [سبأ: 28]. رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو القدوة لكل إنسان يريد أن يحيا حياة كريمة أبيَّة قال الله تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]. أدَّبه ربُّه فأحسن تأديبه، وربَّاه فأحسن تربيته، هو في الأمانة أمين، وفي الصدق صادق، وفي العدالة عادل وفي الإحسان محسن، و في الشجاعة شجاع، و في العمل عامل.. ما كان يتوانى عن عمل يقرِّبه إلى الله وما كان مِن أحدٍ أقربَ إلى العدوِّ منه في الغزوات، و ما كان من أحد أعدل منه في القسمة، وما كان من أحد أصدق منه في الحديث، وما كان من أحد أكثر منه أمانة.﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة: 33]. رسول الله -صلى الله عليه و سلم- رمزٌ لنا.. قائد ركْبنا.. رسول الله خلاصنا.. رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضمـير العالم والكـون، يقول عنه ربه عز وجل: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]. كان رحيمًا بالإنسان.. كان رحيمًا بالحيوان.. كان رحيمًا بالحجر..كان رحيمًا بالشجر.. كان رحيمًـا بكل شيء. و في الحديث: (( لا يُؤمن أحدُكم حتى يكون هواه تبَعًا لِمَا جئتُ به )). و في حديث آخر: (( لا يُؤمـن أحدُكم حتى أكون أحبَّ إليـه مِن أهله و ماله و ولده ونفسه التي بين جنبيه )). رواه البخاري. فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أولى بالمؤمنين من أنفسهم. و ما وجدنا أحدًا يحب أحدًا كحُبِّ أصحابِ محمدٍ محمدًا، لقد أحبوا الله فاتبعوا رسوله فزادهم الله مِن حُبه لهم: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31]. و إن سيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تُذكِّرنا بكل خطوة خطاها، و بكل غاية سعى لها.. لقد كان -صلى الله عليه وسلم- يعبد ربه في غُدُوِّه ورَوَاحـه، وصُبحه ومسائه، لا يعرف الكلل و لا يتطرق إليه المَلل ينام الناسُ ملءَ جفونهم، و رسول الله واقف بين يدي ربه يسكب الدمع؛ لأن الحياة إنما تكون بالله، ولله، ومع الله: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ ﴾ [الأنعام: 162، 163]. كان يَرى في طاعته لمولاه قُرة عين، ونقاء قلب، كان يدعو ربه: ((اللهم، لك الحمد أنت نور السموات و الأرض ومَن فيهن، و لك الحمد أنت قيوم السموات و الأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن، أنت الحق وقولك الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك الحق، و الجنة حق، و النار حق، والساعة حق..)). وتجلَّت عظمة الرسول -صلى الله عليه و سلم- في تواضعه وزهده، فقام بين أصحابه دون أن يتميز عليهم ورضي أن يعيش قانعًا بما عنده، وكان في مقدوره أن يعيش كما كان يعيش كِسرى و قيصر، ولكن نفسه صلى الله عليه وآله وسلم أبتْ زينة الدنيا، قطعًا للطريق أمام المتاجرين بالدِّين، و تعليمًا للدُّعاة و المُرَبِّين. كان -صلى الله عليه و سلم- يُقِيم في حجرة صغيرة في وسطها حصير، ينام عليه أكرم مخلوق؛ فيؤثر في جسده الشريف.. وجاءه رجل فأصابه الخوف من هيبته، فقال له عليه الصلاة والسلام: (( هوِّن عليك؛ فإني لستُ بملِك؛ إنما أنا ابن امـرأة مِن قريش، كانت تأكل القَديد بمكة )). أخرجه ابن ماجه، عن أبي مسعود البدري. والقَديد: هو طعام الفقراء. وكان صلى الله عليه وآله وسلم يجلس بين أصحابه مختلطًا بهم؛ فيأتي الغريب، فلا يدري أيهم محمد. وفي هذا التواضع وقار ما بعده وقار، وإظهار لمعنى الهداية منذ البداية وحتى النهاية. كان -عليه الصلاة و السلام- دائمَ البِشْر، سهل الخُلق، ليِّن الحديث، ليس بفَظٍّ ولا غليظ، و لا صخَّاب ولا فحَّاش ولا عيَّاب.. إذا تكلم أطرق جلساؤه ؛ كأنما على رؤوسهم الطير، تقديرًا له وتوقيرًا. كان -صلى الله عليه و سلم- يعفو عمَّن ظَلمه، ويَصِل مَن قطَعه، ويُعطي مَن حرمه، ويُعرض عن الجاهلين، ولا ينتقم لنفسه؛ بل كان يغضب لله عز و جل. وهذه الأخلاق هي الميزان.. هي القسطاس المستقيم؛ وبذلك يكون نبيُّنا محمد -صلى الله عليه و سلم- أسوة و قدوة في كل المواقف: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164]. وكل مَن قرأ سيرة هذا الرسول الكريم من الباحثين المُنصفين أجمعوا على أن كل صفات الكمال البشري التقتْ فيه. لم يترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم في نفوس أصحابه يأسًا من رحمة الله ؛ بل علَّمهم صناعة الأمل، فعاشوا يدرؤون بالحسنة السيئة، وعلِموا أن المسلم مَن سلِم الناس مِن لسانه ويده وأن مِن حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، وأن المؤمن مرآة لأخيه. إنه محمد صلى الله عليه وآله وسلم، دعا أصحابه إلى أن يستر بعضهم على بعض؛ حتى لا تشيع الفاحشة وقال جازمًا في وعده: ((مَن ردَّ عن عِرض أخيه، ردَّ الله عن وجهه النار يوم القيامة)). رواه الترمذي. فأصبحتْ كلماته نورًا لهم يسعى بين أيديهم، كلما أظلمت عليهم أنفسهم استضاؤوا بنور كلمات هذا الرسول، واشتاقت أرواحهم إلى عبير بدائع حكمه.. فجدير بنا أن نهتـدي بهدي رسول الله، ونلتزم أمره: ﴿ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 157]. و في آية أخرى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69]. وإذا كان بعضُ السفهاء قد تجرَّأ على المساس بشخص سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- فإن الله عز وجل قد تولَّى الدفاع عنه في محكم التنـزيل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [الحج: 38]. ومَن يدري، فرُبَّ ضارة نافعة حيث وجدنا رجوع المسـلمين إلى دينهم ومدافعتهم عن رموزهم العظيمـة، وأهم رمز هو النبي -صلى الله عليه وسلم-. محمد سيف الدين حسن المصدر: منتدى همسات الغلا -wgn hggi ugdi , sgl- i, hgr],m: hggi hgr],m: sgl- ugdi |
02-04-2020, 11:13 AM | #2 |
| صل الله عليه وسلم جزاك الله خيرا ولا حرمك الأجر بوركت وطرحك الطيب |
|
02-04-2020, 11:26 AM | #3 |
| طرح قيم ورائع بارك الله فيك وأثابك الجنه الله يعطيك العافيه جزاك الله كل خير مودتي لك |
|
02-04-2020, 03:16 PM | #4 |
| جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض بآرك الله فيك على الطَرح القيم في ميزآن حسناتك ان شاء الله ,, آسأل الله أن يَرزقـك فسيح آلجنات !! وجَعل مااقدمت في مَيزانْ حسَناتك وعَمر آلله قلبك بآآآلايمَآآنْ علىَ طرحَك آالمحمَل بنفحآتٍ إيمآنيهِ دمت بـِ طآعَة الله . |
|
02-04-2020, 03:58 PM | #5 |
| جزاك المولى الجنه وكتب الله لك اجر هذه الحروف كجبل احد حسنات |
|
02-04-2020, 04:00 PM | #6 |
| طرح في غاية الروعة بارك الله فيك جزآآك الله خيـــر على الطرح القيم وجعله الله في ميزآآن حسنآآتك وان يرزقك الفردووس الاعلى من الجنه الله لايحرمنآآآ من جديــدك تحيــاتي |
|
02-04-2020, 06:39 PM | #7 |
| بورك فيك وجزاك الله كل خير وأنار قلبك وطريقك بنور الهداية والإيمان طرحت فأبدعت كتب الله لك أجر طرحك دمت في حفظ الله ورعايته |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
-صلى , الله , القدوة: , سلم- , عليه , إن |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
القدوة وأثرها على دافعية التفوق | ابو عبد الله | ( همســـــات الإسلامي ) | 13 | 25-04-2019 07:55 PM |
القدوة الحسنة ونماذج من التراث | البرنس مديح قطب | (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) | 15 | 19-04-2019 03:24 AM |
ولنا في المصطفى اسوة حسنة | عازف الليل مونامور | ( حصريات المقالات ) | 26 | 19-11-2017 04:31 PM |
القدوة في حيـآة الفرد | شـوش آلشـريف | (همسات تطوير الذات ) | 7 | 03-02-2017 02:25 PM |
القدوة محور التربية | همس الورد | (همســـات الاسرة والحمل) | 10 | 21-12-2015 10:12 PM |