01-03-2020, 01:28 PM
|
| | | لوني المفضل Hotpink | رقم العضوية : 3291 | تاريخ التسجيل : 21 - 10 - 2012 | فترة الأقامة : 4438 يوم | أخر زيارة : 15-11-2024 (05:05 AM) | العمر : 25 | الإقامة : الشرقية | المشاركات :
133,410 [
+
] | التقييم :
2147483647 | معدل التقييم : | بيانات اضافيه [
+
] | | | |
المحاضرة الثانية - الحياة الفكرية في عصر الدول المتتابعة
بداية نشير إلى أن ما وصلنا من تأليف هذه العصور هو بعض من كل؛ وهذا يدل على أن هذا التراث الضخم يدل على نهضة واسعة علمية وعلى اهتمام كبير بالعلم والعلماء، من هذه الكتب تفسير القرآن الكبير للرازي، وفقه الحنابلة لابن قدامة، وصبح الأعشى في صناعة الإنشاء للقلقشندي، والنجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة، وهذه الكتب غيض من فيض.
صحيح أن الإسلام يحض على العلم ،وتعتبر هذه العهود استمرارا للنهضة العلمية الإسلامية، إلا إن هناك عدة عوامل أدت إلى نهضة علمية من نوع خاص في عهد الدول المتتابعة ،ويمكن أن تقسيم هذه العوامل إلى خارجية وداخلية. العوامل الخارجية التي ساعدت على ازدهار الحياة الفكرية في عصر الدول المتتابعة: ١- قيام الحروب الصليبية وغزو التتار للعالم الإسلامي، وما رافقهما من الاستيلاء على القدس وتدمير بغداد وقتل العلماء فيها، وإحراق الكتب ونهبها ،مما جعل فلول العلماء تتجه إلى مصر والشام.٢- من الأسباب أيضا الهجرة من الأندلس بعد نكبتها فقد جاءت أفواج من الأندلسيين إلى القاهرة ودمشق، وممن وفد على مصر والشام من الأندلس ابن مالك النحوي مؤلف الألفية المشهورة، وكانت كل من الديار المصرية والشامية ملاذا لهم، ومنهم ابن خلِّكان قاضي القضاة دمشق، ولم تكن الهجرة حكرا على الأندلسيين ؛إذ هاجر العلماء أيضا من المغرب إلى مصر والشام لما لقي فيها من رعاية كابن منظور الدمشقي وابن خلدون.
وبهذا أخذ تيار الثقافة الإسلامية في التحول التدريجي من المشرق والمغرب ليصب في مصر والشام تحت الضغط العدواني من الشرق والغرب.
*كيف يزدهر العلم والأدب في عصر سادته الحروب الهائلة .الصليبية والتتارية؟ يرجع هذا إلى أنه في حالة الحروب تستيقظ النفوس وتتحرك الهمم للدفاع في سائر الميادين ،عسكرية ومدنية وعلمية وأدبية.
ب- كما يرجع إلى أن الحياة العامة تكوِّن وحدة كاملة مترابطة متداخلة متفاعلة في جميع مظاهرها ونواحي فاعليتها.
ونؤكد أن لاستنارة العقول بالعلم أثر كبير في النصر الحاسم الذي أحرزه المسلمون أخيرا على الصليبين والتتار وطردهم من العالم الإسلامي.
٣- وقد أثَّرت الحرب خلال .هذه العهود في الثقافة والعلم فجعلت العلماء يؤلِّفون الكتب الكثيرة في الحرب والجهاد لحض الناس عليها.
١- انتشار دور العلم في أرجاء مصر والشام وغيرهما، وما ألحق بها من خزائن الكتب، و كثرت العناية بالعلوم الدينية وعلوم اللغة العربية وآدابها ، وانصرف العلماء إلى التأليف ،وكانوا ينالون التشجيع على ما يؤلّفون وعاش بعضهم في بحبوحة . ٢- وصول العلماء إلى أسمى مناصب الدولة لحاجة ذوي السلطان إليهم، وتشجيع الخلفاء والسلاطين للعلماء وإجلال الشعب وتقديره لهم، وقد قال صلاح الدين مرة لقوّاده ما معناه: إنني لم أنتصر بكم وإنما انتصرت بفضل تدبير القاضي الفاضل.
٣- كان جامع الأزهر في القاهرة وكذلك المسجد الأموي في دمشق مصدري إشعاع للمعرفة على العالم. ٤- حلت القاهرة محلّ بغداد بعد الغزو المغولي وكانت منذ زمن طويل قد بدأت تنشر نورها الفكري ،ذكر ابن خلدون في المقدمة أنّ مركز العلم تحوّل من بغداد إلى البصرة والكوفة بعد غزو التتار إلى عراق العجم بخراسان وما وراء النهر من المشرق إلى القاهرة، لكنه يعود فيذكر أنّ المركز الوحيد الذي بقي في الحقيقة على الزمن هو مركز القاهرة وسماهاأم العمران، وإيوان الإسلام، وينبوع العلم)
٥- الرحلات العلمية التي قام بها العلماء طلبا للعلم وإما نقلا له، وكانت رحلات العلماء ذات أثر كبير في البلدان التي يحلّونها من أجل ذلك بنى السلاطين والأمراء لهم الرُّبط والنُّزل والمدارس وعينوا لهم الرواتب والمساعدات لتوفير الراحة له ولكي ينصرفوا إلى التأليف، وكان أول ما دعا العلماء إلى ارتحال العلماء طلب الحديث النبوي ولاسيما في عصر الإحياء السني زمن الزنكيين والأيوبيين.
ما هو أثر هذه النشاط العلمي على العامة؟ نتج عن ذلك كله أنه صار لدى العامة شغف بالعلم وتوقير كبير للعلماء، وظهر من هؤلاء شعراء ،وكان بعض العلماء يسجل نوادر العامة في كتبهم .
مظاهر الاهتمام بالعلم :
أ- الدولة الزنكية:
بنى الزنكيون كثيرا من المساجد ودور العلم ،وكان نور الدين زنكي أول من بنى دارا خاصة بالحديث النبوي الشريف ،وكان يستقدم العلماء من البلاد ويجلّهم ويقوم بكفايتهم.
كما أنه أول من عمم المدارس على مدن الشام التي كانت تحت سيطرته.
ب- الدولة الأيوبية:
اقتدى صلاح الدين بنور الدين زنكي وكان يوصي بإكرام المشايخ والعلماء الذين يمرون بخيام معسكره، ويخصص الرواتب لأرباب العمائم، وقد بنى مدرسة للشافعية في القاهرة،
وحين استولى صلاح الدين على مصر لم يكن فيها علماء ذوو شأن من أهل السنة إلا جماعة قليلة في الإسكندرية لكن بتشجيعه وتشجيع من جاء من بعده أصبحت مصر بجميع أجزائها مركزا نابضا بالحياة لعلوم السنة والفكر السني ،وقد كانت هذه هي سياسة صلاح الدين لمكافحة التشييع في مصر.
ولم يقف اهتمام الأيوبيين على العلوم النقلية إنما تجاوزت ذلك إلى العلوم العقلية ،وبهذا تنوع الإنتاج العلمي وغني في المكتبة العربية
وقد عدَّ عصر الزنكيين وبني أيوب عصر إحياء للفكر والثقافة الإسلامية والعربية وللمذهب السني ،كما كان عصر إحياء سياسي، وكانت غيرتهم على جزءا من غيرتهم على الوطن والدين. ج- دولة المماليك: كان المماليك البحريون تلاميذ للأيوبيين في حرب التحرير وكثير من الأمور ولكنهم في الناحية العلمية اكتفوا بالتشجيع ،كما شيدوا المدارس والمساجد والخوانق.
وازدادت قيمة القاهرة العلمية بعد أن أصبحت مركزا للخلافة في عهد الظاهر بيبرس، و قد عني هذا القائد بالتاريخ .
وقد رُمي .المماليك الشراكسة بالجهل والإهمال وعدم تشجيع العلم والأدب، وقد يكون هذا الحكم قاسيا معمّما ؛إذ نراهم قد ثابروا على بناء المساجد والمدارس والتكايا، وظهر من بينهم من يشجع العلماء ويخالط الأدباء مثل السلطان برسباي بل ظهر منهم عالم أديب هو السلطان قانصوه الغُوري الذي كان له بعض المؤلفات كما كان ينظم الشعر، وألَّف بعض أبنائهم المنحدرين منهم كتبا قيمة مثل ابن تغري ...ي صاحب كتاب "النجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة". مراكز العلم في تلك العهود : لم تكن المدارس والمساجد مراكز التعليم والتثقيف الوحيدة في عهود الدول المتتابعة، وإنما كان إلى جانبها المكاتب العامة والخاصة فقد أغرم الحكام والعلماء والأدباء وعامة الناس بالكتب، عللي ذلك.
يعلل بعضهم أن المسلمين لم يكن لهم وسائل للثقافة أو التسلية غير الكتب ، فلم يكن عندهم مسارح ولا تمثيليات ،فكان جل وقتهم للقراءة والمطالعة.
وحسبنا من اهتمام الناس بالكتب وعنايتهم بها أن مكتبة القاضي الفاضل التي أهداها لمدرسته الفاضلية كانت تضم مئة ألف مجلّد. الألوان الثقافية في هذه العهود: نشطت حركة التأليف في جميع العلوم والفنون المعروفة في ذلك الوقت، وقد ظهر التخصص في هذه العهود لتعمق العلماء في دراسة العلوم وتوسعهم فيها، وقد دلنا إلى ذلك السيوطي حين صنّف العلماء ضمن زمر خاصة بحسب العلوم التي غلبت عليهم فأكثروا التأليف فيها.
وكان أكثر ما اهتم به الناس في هذه العهود علوم الثقافة الإسلامية وأهمها القرآن والحديث والفقه واللغة ومعاجمها والنحو والصرف والبلاغة والتاريخ وكتب الطبقات والتراجم والجغرافيا ثم يأتي الاهتمام بالفلسفة والمنطق والطب والهندسة والرياضيات والموسيقى والحيوان.
ما هو سبب الاهتمام بالعلوم الدينية وتراجع الاهتمام بالعلوم العقلية؟ إن انصرافهم للعلوم الدينية والعربية سببه العاطفة الدينية التي أذكتها الحروب الصليبية والتتارية وبغريزة حب البقاء والدفاع عن النفس.
نظام التعليم: ١- الكتاتيب : يبدأ بتلقين الصغار سُوَر صغيرة من القرآن ويتعلمون الخط ،الخطوة الثانية تعليمهم مبادئ الدين وأصول الحساب وأشعار مختارة تعلم النحو والصرف. ٢- المدارس: من أراد الارتقاء فوق مستوى القراءة والكتابة يذهب إلى إحدى المدارس وهي نوعان:منها ما هو مختص بمادة من مواد العلم كالتفسير أو الفقه ومنها ما يتعلم فيه عدة مواد .
وقد عرف في العهدين الأيوبي والمملوكي اختصاص كل مدرسة بمادة كدور الحديث أو المدارس المخصصة للفقه.
عملية تحصيل العلم لا تقف عند ذلك إذ ظهرت الرحلات العلمية .
كما كان للتعليم بالجوامع الكبيرة كالجامع الأموي .في حلقات يدرس كل شيخ مادة من مواد العلم. المرأة ودورها العلمي: نؤكد إلى كثرة النساء العالمات في هذه العهود وفي رواية الحديث بخاصة.و كان كبار الحفّاظ يأخذون عنهن من أمثال الصفدي . أتمنى تنال على إعجابكم وقدروا تعبي بالـردود الجميلة الي تثلج الصدر + التقييم |
hglphqvm hgehkdm - hgpdhm hgt;vdm td uwv hg],g hgljjhfum hglphqvm hgehkdm hgpdhm hgd,l hgt;vdm uav |