ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات


العودة   منتدى همسات الغلا > ¨°o.O (المنتديات الاسلاميه) O.o°¨ > ( همســـــات الإسلامي )


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 05-01-2020, 12:56 PM
البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً
Egypt     Male
SMS ~ [ + ]


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
الاوسمة
الغدير الصافي 
لوني المفضل Darkorange
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل : 16 - 3 - 2015
 فترة الأقامة : 3586 يوم
 أخر زيارة : اليوم (05:39 PM)
 المشاركات : 876,560 [ + ]
 التقييم : 2147483647
 معدل التقييم : البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي من آثار الإيمان باسم الله تعالى: الغفور



من آثار الإيمان باسم الله تعالى: الغفور




إن من أجل العلوم العلم بأسماء الله تعالى وصفاته، وكما يُقال: شرف العلم بشرف المعلوم، وهذا العلم موضوعه الأسماء الحسنى والصفات العُلا [1] التي إن تعرَّف العبد عليها وعلِمها، وتَعبَّد الله بها نال الخير بحذافيره، وكيف لا؟! والاشتغال بمعرفة أسماء الله وصفاته اشتغال بما خلق العبد من أجله ألا وهو عبادته سبحانه؛ إذ لا يتصور عبادة مَنْ لا نعرفه؛ لذا أمر الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم والأمر كذلك لنا بالعلم به سبحانه، فقال: "فاعلم أنه لا إله إلا الله"، ومن أعظم طرق العلم بأنه تعالى لا إله إلا هو: "تدبُّر أسمائه وصفاته وأفعاله الدالَّة على كماله وعظمته وجلاله، فإنها تُوجِب بذْلَ الجهد في التألُّه له، والتعبُّد للربِّ الكامل الذي له كل حمد ومجد وجلال وجمال"[2].



ولعظم شأنها فقد أكثر القرآن من ذكرها؛ يقول شيخ الإسلام عليه رحمة المنان: "القرآن فيه من ذكر أسماء الله وصفاته وأفعاله، أكثر مما فيه من ذكر الأكل والشرب والنكاح في الجنة، والآيات المتضمنة لذكر أسماء الله وصفاته أعظم قدرًا من آيات المعاد، فأعظم آية في القرآن آية الكرسي[3] المتضمنة لذلك .. وأعظم سورة أم القرآن [4]..."[5].



والإيمان بأسماء الله تعالى يتضمن كما يقول العلماء ثلاثة أمور [6]:

أ‌- الإيمان بالاسم نفسه.

ب‌- الإيمان بما يتضمنه من صفة أو صفات.

ج- الإيمان بآثاره.



وهذا الأمر الثالث هو الثمرة المرجوَّة من العلم بأسماء الله تعالى ومعرفتها، وذلك لأن غاية العلم العمل وظهور آثار هذا العلم في أخلاق الإنسان ومعاملاته بل في حياته كلها.



ومن أسماء الله الحسنى التي وردت في الكتاب والسنة اسم الله تعالى الغفور، وللإيمان بهذا الاسم العظيم آثار كثيرة، أذكر بعضها:

1- إثبات صفة المغفرة لله جل جلاله:

فالحق الذي يعتقده أهل السنة والجماعة أن أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف، وأن كل اسم يتضمن صفة أو صفات، بخلاف أهل الضلال من أهل الاعتزال الذين يُثبتون لله تعالى أسماء مجردة سالبين منها كل ما دلَّتْ عليه من معانٍ وأوصاف [7]، والجهمية الذين يُعطِّلون كلًّا من الأسماء والصفات.

فهذه الأسماء تتضمَّن صفة المغفرة لله تعالى، ولا نقول كما تقول المعتزلة: غفور بلا مغفرة.



2- سعة مغفرة الله تعالى:

مهما عظُم الذنب، فمغفرة الله تعالى أعظم، فالله تعالى لا يعجزه ذنب كيفما كان، فمهما أذنب العبد وأسرف فإن مغفرة الله أجلُّ، فهو سبحانه "لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، ولا يكبر عليه عيب أن يستره؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]، وهذا عامٌّ في جميع الذنوب، من كفر وشِرْك، وشك ونِفاق، وقتل وفسق، وغير ذلك، كل من تاب من أي ذلك تاب الله عليه"[8].



فمهما بلغت ذنوب العباد وعظُمت خطاياهم، فمغفرة الغفور سبحانه أعظم وأوسع؛ كما قال جل شأنه: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ﴾ [النجم: 32]، فيغفر سبحانه جمًّا كثيرًا مهما عظُم الذنب وكان كبيرًا؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن تغفر اللهم تغفر جمًّا = وأي عَبْد لكَ لا ألَمَّا)) [9].



3- عدم القنوط من رحمة الله تعالى:

فيقين العبد بأن له ربًّا يغفر الذنب، ويمحو الزلة يفتح أمامه باب الأمل والرجاء، ويجعله أبعد ما يكون عن اليأس والقنوط من رحمة رب الأرض والسماء؛ كما قال تعالى في ذلك النداء: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]؛ يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره: "﴿ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ﴾ باتباع ما تدعوهم إليه أنفسهم من الذنوب، والسعي في مساخط علام الغيوب.



﴿ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ﴾؛ أي: لا تيئَسوا منها، فتُلقوا بأيديكم إلى التهلكة، وتقولوا قد كثُرت ذنوبنا وتراكمت عيوبُنا، فليس لها طريق يزيلها ولا سبيل يصرفها، فتبقون بسبب ذلك مُصرِّين على العصيان، متزودين ما يغضب عليكم الرحمن، ولكن اعرفوا ربكم بأسمائه الدالة على كرمه وجوده، واعلموا أنه يغفر الذنوب جميعًا من الشرك، والقتل، والزنا، والربا، والظُّلْم، وغير ذلك من الذنوب الكبار والصغار.



﴿ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾؛ أي: وصفه المغفرة والرحمة، وصفان لازمان ذاتيَّان، لا تنفكُّ ذاته عنهما، ولم تزل آثارهما سارية في الوجود، مالئة للموجود، تسحُّ يداه من الخيرات آناء الليل والنهار، ويُوالي النِّعَم على العباد والفواضل في السرِّ والجهار، والعطاءُ أحَبُّ إليه من المنع، والرحمة سبقت الغضب وغلبته"[10].



و"عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ﴾ [الزمر: 53] إلى آخر الآية، قال: قد دعا الله إلى مغفرته من زعم أن المسيح هو الله، ومن زعم أن المسيح هو ابن الله، ومن زعم أن عزيرًا ابن الله، ومن زعم أن الله فقير، ومن زعم أن يد الله مغلولة، ومن زعم أن الله ثالث ثلاثة؛ يقول الله تعالى لهؤلاء: ﴿ أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 74]، ثم دعا إلى توبته من هو أعظم قولًا من هؤلاء، من قال: ﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾ [النازعات: 24]، وقال: ﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾ [القصص: 38].



قال ابن عباس رضي الله عنهما: "مَنْ آيَس عباد الله من التوبة بعد هذا، فقد جحد كتاب الله؛ ولكن لا يقدر العبد أن يتوب حتى يتوب الله عليه"[11].


4- عِظَمُ جُرم مَن قنَّط العُصاةَ من رحمة الله تعالى:

إذا كان القنوط من رحمة الله تعالى من أعظم الكبائر، فتقنيط الغير من رحمته سبحانه لا تقل شأنًا وربما تكون أعظم جُرْمًا؛ فعن جندب بن عبدالله البجلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدَّث أن رجلًا قال: ((واللهِ، لا يغفر الله لفلان، وإن الله تعالى قال: من ذا الذي يتألَّى على ألَّا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان، وأحبطتُ عملك)) [12].



(يتألَّى؛ أي: يحلف، والألية - على وزن غنية -: اليمين)، قال النووي: وفي الحديث دلالة لمذهب أهل السنة في غفران الذنوب بلا توبة إذا شاء الله غفرانها، وقال الألباني: وفيه دليل صريح أن التألي على الله يحبط العمل أيضًا؛ كالكفر وترك صلاة العصر ونحوها"[13].



وفي رواية عند الإمام أحمد رحمه الله تعالى، عن ضمضم بن جوس اليمامي، قال: قال لي أبو هريرة: يا يمامي، لا تقولنَّ لرجل: والله لا يغفر الله لك، أو لا يدخلك الله الجنة أبدًا، قلت: يا أبا هريرة، إن هذه لكلمة يقولها أحدُنا لأخيه وصاحبه إذا غضب، قال: فلا تَقُلْها؛ فإني سمِعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((كان في بني إسرائيل رجلان كان أحدهما مجتهدًا في العبادة، وكان الآخر مُسْرِفًا على نفسه، فكانا متآخيين، فكان المجتهد لا يزال يرى الآخر على ذنب، فيقول: يا هذا، أقصر، فيقول: خلني وربي، أبُعِثْتَ عليَّ رقيبًا، قال: إلى أن رآه يومًا على ذنب استعظمه، فقال له: ويحك! أقصِر، قال: خلِّني وربي أبعثتَ عليَّ رقيبًا، قال فقال: والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله الجنة أبدًا ...قال: فبَعَثَ الله إليهما مَلَكًا، فقبض أرواحهما واجتمعا، فقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: أكنتَ بي عالِمًا، أكنتَ على ما في يدي خازنًا، اذهبُوا به إلى النار))، قال: فوالذي نفس أبي القاسم بيده، لتكلم بالكلمة أوبقت دنياه وآخرته.



فلنحذر من هذا الأمر الجَلَل، فكم من إنسان يُقنِّط غيرَه من رحمة الله بكلمة يراها خفيفة على لسانه؛ لكنها عظيمة عند ربه؛ كقوله: "لا غفر الله لك"، أو "لا تستحقُّ الجنة"، وغيرها، فلنتَّقِ الله في أنفسنا وفي غيرنا.



5- مغفرة الله تعالى للشرك مقيدة بالتوبة وغيره داخل في مشيئته سبحانه:

قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]، فالآية الأولى مقيدة للثانية، أو أن الشرك المذكور في الأولى داخل في الثانية – جميعًا لكن بشرط التوبة، فالشرك ذنب لا يغتفر إلا إذا تاب منه صاحبه، أما إن مات مُصِرًّا عليه، فمأواه النار وبئس القرار؛ كما قال العزيز الجبار: ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72].



والله تعالى لما فتح باب الرجاء لعباده ونهاهم عن القنوط، وأخبرهم أنه يغفر جميع الذنوب، أمرهم بالتوبة ورغَّبَهم في الإنابة، فقال جل شأنه وتقدَّس اسمه: ﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ... ﴾ [الزمر: 54] و"هذه الآية الكريمة دعوة لجميع العصاة من الكفرة وغيرهم إلى التوبة والإنابة، وإخبار بأن الله يغفر الذنوب جميعًا لمن تاب منها ورجع عنها، وإن كانت مهما كانت، وإن كثرت وكانت مثل زَبَدِ البحر، ولا يصحُّ حمل هذه الآية على غير توبة؛ لأن الشرك لا يغفر لمن لم يتُبْ منه"[14].



يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى: "ولكنْ لمغفرته ورحمته ونيلهما أسباب إن لم يأتِ بها العبد، فقد أغلق على نفسه بابَ الرحمة والمغفرة، أعظمها وأجلها، بل لا سبب لها غيره، الإنابة إلى الله تعالى بالتوبة النصوح، والدعاء والتضرُّع والتألُّه والتعبُّد، فهلُمَّ إلى هذا السبب الأَجَلِّ، والطريق الأعظم.



ولهذا أمر تعالى بالإنابة إليه، والمبادرة إليها؛ فقال: ﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ ﴾ [الزمر: 54] بقلوبكم ﴿ وَأَسْلِمُوا لَهُ ﴾ [الزمر: 54] بجوارحكم"[15].



عن ابن عباس رضي الله عنهما أن ناسًا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا، فأتوا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحَسَنٌ، لو تخبرنا أن لِما عمِلنا كفارة، فنزل: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ﴾ [الفرقان: 68]، ونزل قوله: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ﴾ [الزمر: 53] [16].



لكن إن مات المسلم دون توبة [17]، فإنه يكون في مشيئة الله جل في علاه، إن شاء غفر له، وإن شاء عذَّبَه، وهذا هو الحق الذي عليه أهل سواء السبيل من أهل السنة والجماعة، ويُعضِّدُه الدليل، خلافًا للخوارج والمعتزلة المعارضين للتنزيل.



6- مجاهدة النفس للاتصاف بالغفران في حق من أخطأ في حقِّه من بني الإنسان:

فكما يحب العبد ويرجو ويطمع في مغفرة الله له ومقابلة زلَّاته ومعاصيه بالمغفرة والستر، فعليه أن يُعامل الناس بمثل ما يحبُّ أن يُعامَل به.



ولعل من أروع الأمثلة على ما ذكرت قصة أبي بكر رضي الله عنه مع مسطح رضي الله عنه؛ فعن عائشة رضي الله عنها: "وكان الذي يتكلم به - أي: بالإفك - مسطح وحسان بن ثابت...وحلف أبو بكر ألَّا ينفع مسطحًا بنافعة أبدًا، فأنزل الله: ﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ... ﴾ [النور: 22] إلى آخر الآية؛ يعني: أبا بكر، ﴿ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ ﴾ [النور: 22]؛ يعني: مسطحًا، إلى قوله: ﴿ أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النور: 22] [18]، فقال أبو بكر: بلى والله يا ربنا، إنا لنحب أن تغفر لنا، وعاد له بما كان يصنع"[19].



"أي كما تحبون عفو الله عن ذنوبكم، فكذلك اغفروا لمن دونكم؛ وينظر إلى هذا المعنى قوله عليه السلام: ((مَنْ لا يَرْحَم لا يُرْحَم)) [20].



فالله تعالى وعد أبا بكر رضي الله عنه بالمغفرة والصفح إن هو غفر لمسطح وصفح عنه، والحكم ليس خاصًّا به؛ وإنما هو عامٌّ، فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما هو معلوم.



"﴿ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ إذا عاملتم عبيده بالعفو والصفح، عاملكم بذلك...وفي هذه الآية دليل على الحث على العفو والصفح، ولو جرى عليه ما جرى من أهل الجرائم"[21].



تابع



lk Nehv hgYdlhk fhsl hggi juhgn: hgyt,v H, hggi hgyt,v hgYdlhk fhsl





رد مع اقتباس
قديم 05-01-2020, 12:58 PM   #2


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : اليوم (05:39 PM)
 المشاركات : 876,560 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي




7- مداومة الاستغفار:

لا يسلم العبد من الذنوب، والمعصوم مَنْ عصمَه الله تعالى؛ لذا فعليه ملازمة الاستغفار؛ فهو الإكسير للذنوب، والممحاة للخطايا؛ يقول تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110] [1]، عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله تعالى: يا بن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني، غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا بن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك، ولا أبالي، يا بن آدم، لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا، لأتيتك بقرابها مغفرة))؛ رواه الترمذي، وصححه الألباني.



يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في معرض كلامه عن مزيلات آثار المنهيات، وما يكرهه الله سبحانه من السيئات: "وقد يزيلها سبحانه بالعفو والتجاوز، وتزول بالتوبة والاستغفار والأعمال الصالحة والمصائب المكفِّرة والشفاعة، والحسنات يذهبن السيئات، ولو بلغت ذنوب العبد عنان السماء، ثم استغفره غفر له، ولو لقيه بقراب الأرض خطايا، ثم لقيه لا يشرك به شيئًا، لأتاه بقرابها مغفرة، وهو سبحانه يغفر الذنوب وإن تعاظمت، ولا يبالي فيبطلها ويبطل آثارها بأدنى سعي من العبد، وتوبة نصوح، وندم على ما فعل، وما ذاك إلا لوجود ما يحبُّه من توبة العبد وطاعته وتوحيده، فدلَّ على أن وجود ذلك أحبُّ إليه وأرضى له"[2].



فالعبد خُلِق ضعيفًا [3] مخطئًا مذنبًا، وذلك من حكمة الله جل جلاله؛ ليظل هذا العبد مفتقرًا مطروحًا بين يدي مولاه، سائلًا إيَّاه العفوَ والصفحَ والمغفرةَ، ولو خُلِق معصومًا، لتعطَّلت كثيرٌ من صفات البارئ سبحانه؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله فيغفر لهم))؛ رواه مسلم.



فالله تعالى ذكره "إذا كان يحب أمورًا وتلك الأمور المحبوبة لها لوازم يمتنع وجودها بدونها، كان وجود تلك الأمور مستلزمًا للوازمها التي لا توجد بدونها؛ مثاله: محبَّته للعفو والمغفرة والتوبة، وهذه المحبوبات تستلزم وجود ما يعفو عنه، ويغفره، ويتوب إليه العبد منه، ووجود الملزوم بدون لازمه محال، فلا يمكن حصول محبوباته سبحانه من التوبة والمغفرة والعفو بدون الذي يتاب منه، ويغفره ويعفو عن صاحبه؛ ولهذا قال النبي في الحديث الصحيح: ((لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون، ثم يستغفرون فيغفر لهم)) [4]، "ويذكر عن بعض العباد: أنه كان يسأل ربَّه في طوافه بالبيت أن يعصمه، ثم غلبته عيناه، فنام فسمع قائلًا يقول: أنت تسألني العصمة وكل عبادي يسألونني العصمة، فإذا عصمتهم فعلى مَنْ أتفضَّل وأجود بمغفرتي وعفوي، وعلى من أتوب؟! وأين كرمي؟! وعفوي ومغفرتي وفضلي...)) [5].



ومن الأحاديث الواردة في فضل الاستغفار: حديث أبي سعيد رضي الله عنه يرفعه: ((إن الشيطان قال: وعزَّتك يا رب، لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال الرب تبارك وتعالى: وعزَّتي وجلالي، لا أزال أغفر لهم ما استغفروني" [6].



ولا ننسى سيد الاستغفار كما سمَّاه بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فعن شداد بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربِّي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرِّ ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها من النهار موقنًا بها، فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومَنْ قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة))؛ رواه البخاري.



8- وقفة مع حديث في فضل الاستغفار:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن عبدًا أذنب ذنبًا فقال: رب، أذنبت فاغفره، فقال ربه: أعَلِمَ عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنبًا، فقال: رب، أذنبتُ ذنبًا، فاغفره، فقال ربُّه: أعَلِم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنبًا، قال: رب، أذنبتُ ذنبًا آخر، فاغفر لي، فقال: أعلِمَ عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، فليفعل ما شاء))؛ متفق عليه.



"قال ابن بطال في هذا الحديث: إن المصِرَّ على المعصية في مشيئة الله تعالى، إن شاء عذَّبه، وإن شاء غفر له، مغلبًا الحسنة التي جاء بها؛ وهي اعتقاده: أن له ربًّا خالقًا يُعذِّبه ويغفر له، واستغفاره إيَّاه على ذلك يدل عليه قوله: "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"، ولا حسنة أعظم من التوحيد، فإن قيل: إن استغفاره ربَّه توبة منه، قلنا: ليس الاستغفار أكثر من طلب المغفرة، وقد يطلبها المصِرُّ والتائب، ولا دليل في الحديث على أنه تائب ممَّا سأل الغفران عنه؛ لأن حدَّ التوبة الرجوع عن الذنب، والعزم ألَّا يعود إليه، والإقلاع عنه، والاستغفار بمجرده لا يفهم منه ذلك؛ انتهى.



وقال القرطبي في المفهم: يدل هذا الحديث على عظيم فائدة الاستغفار، وعلى عظيم فضل الله وسعة رحمته وحلمه وكرمه؛ لكن هذا الاستغفار هو الذي ثبت معناه في القلب مقارنًا للِّسان لينحل به عقد الإصرار، ويحصل معه الندم، فهو ترجمة للتوبة، ويشهد له حديث ((خياركم كل مُفتَّن توَّاب)) [7]، ومعناه الذي يتكرَّر منه الذنب والتوبة، فكلما وقع في الذنب عاد إلى التوبة؛ لا من قال: استغفر الله بلسانه، وقلبُه مُصِرٌّ على تلك المعصية، فهذا الذي استغفاره يحتاج إلى الاستغفار.



قال القرطبي: وفائدة هذا الحديث أن العود إلى الذنب وإن كان أقبح من ابتدائه؛ لأنه انضاف إلى ملابسة الذنب نقض التوبة؛ لكن العود إلى التوبة أحسن من ابتدائها؛ لأنه انضاف إليها ملازمة الطلب من الكريم، والإلحاح في سؤاله، والاعتراف بأنه لا غافر للذنب سواه.



وقال النووي: في الحديث أن الذنوب ولو تكرَّرت مائة مرة؛ بل ألفًا وأكثر، وتاب في كل مرة قُبِلَتْ توبتُه، أو تاب عن الجميع توبةً واحدةً صحَّتْ توبتُه.

وقوله: ((اعمل ما شئت))؛ معناه: ما دمت تُذنِب، فتتوب غفرت لك" [8].



9- تنوُّع أسباب المغفرة وكثرتها:

من رحمة الله تعالى أنه لم يُعلِّق مغفرته لذنوب عباده ونجاتهم من عذابه بتوبتهم واستغفارهم فقط؛ بل جعل لذلك أسبابًا عدة، دلَّت عليها نصوص القرآن والسنة بالاستقراء، وقد ذكر الإمام ابن أبو العز الحنفي رحمه الله تعالى في شرحه للطحاوية أحد عشر سببًا لمغفرة الذنوب، رأيت أن أنقلها [9] لمسيس الحاجة إلى معرفتها والعلم بها:

"السبب الأول: التوبة؛ قال تعالى: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ ﴾ [الفرقان: 70] ﴿ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا ﴾ [النساء: 146]، وكون التوبة سببًا لغفران الذنوب وعدم المؤاخذة بها مما لا خلاف فيه بين الأُمَّة، وليس شيء يكون سببًا لغفران جميع الذنوب إلا التوبة؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]، وهذا لمن تاب؛ ولهذا قال: ﴿ لَا تَقْنَطُوا ﴾، وقال بعدها: ﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ ﴾ [الزمر: 54].



السبب الثاني: الاستغفار؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال: 33]؛ لكن الاستغفار تارة يذكر وحده، وتارة يقرن بالتوبة، فإن ذكر وحده دخل معه التوبة، كما إذا ذكرت التوبة وحدها شملت الاستغفار، فالتوبة تتضمَّن الاستغفار، والاستغفار يتضمَّن التوبة، وكل واحد منهما يدخل في مُسمَّى الآخر عند الإطلاق، وأما عند اقتران إحدى اللفظتين بالأخرى، فالاستغفار: طلب وقاية شر ما مضى، والتوبة: الرجوع وطلب وقاية شرِّ ما يخافه في المستقبل من سيئات أعماله.



السبب الثالث: الحسنات [10]: فإن الحسنة بعشر أمثالها، والسيئة بمثلها، فالويل لمن غلبت آحاده عشراته؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 114]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((وأتبع السيئة الحسنة تمحها)) [11].



السبب الرابع: المصائب الدنيوية؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب، ولا غم ولا هم ولا حزن، حتى الشوكة يشاكها إلَّا كفَّر بها من خطاياه))؛ متفق عليه، وفي المسند: "أنه لما نزل قوله تعالى: ﴿ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ﴾ [النساء: 123]، قال أبو بكر: يا رسول الله، نزلت قاصمة الظهر، وأينا لم يعمل سوءًا؟! فقال: ((يا أبا بكر، ألست تنصَب؟ ألست تحزَن؟ ألست يصيبك اللَّأواءُ؟ فذلك ما تُجزون به)) [12]، فالمصائب نفسها مُكفِّرة، وبالصبر عليها يُثاب العبد، وبالتسخُّط يأثم، والصبر والسخط أمر آخر غير المصيبة، فالمصيبة مَنْ فعل الله لا مَنْ فعل العبد، وهي جزاء من الله للعبد على ذنبه، ويُكفَّر ذنبه بها؛ وإنما يُثاب المرء، ويأثم على فعله، والصبر والسخط من فعله، وإن كان الأجر قد يحصل بغير عمل من العبد؛ بل هدية من الغير، أو فضل من الله من غير سبب؛ قال تعالى: ﴿ وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 40].



السبب الخامس: عذاب القبر.



السبب السادس: دعاء المؤمنين واستغفارهم في الحياة وبعد الممات.



السبب السابع: ما يهدى إليه بعد الموت من ثواب صدقة أو قراءة أو حج، ونحو ذلك.



السبب الثامن: أهوال يوم القيامة وشدائده.



السبب التاسع: ما ثبت في الصحيحين: ((أن المؤمنين إذا عبروا الصراط وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض، فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة))؛ رواه البخاري.



السبب العاشر: شفاعة الشافعين.



السبب الحادي عشر: عفو أرحم الراحمين من غير شفاعة؛ كما قال تعالى: ﴿ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48]، فإن كان ممن لم يشأ الله أن يغفر له لعظم جرمه، فلا بد من دخوله إلى الكير، ليخلص طيب إيمانه من خبث معاصيه، فلا يبقى في النار مَنْ في قلبه أدنى مثقال ذرة من إيمان؛ بل من قال: لا إله إلا الله [13].



10- جملة من الأمور والطاعات المكفرة للذنوب والسيئات[14]:

كثيرة هي الأمور والطاعات التي جعلها الله تعالى سببًا لنيل الحسنات، ومحو الخطايا والزلَّات، وقد ورد في ذلك عدة أحاديث يصعُب استقصاؤها في هذه الصفحات؛ لذا سأكتفي بذكر بعضها:

1- الإسلام:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أسلم العبد، فحسن إسلامه، كتب الله له كل حسنة كان أزلفها، ومحيت عنه كل سيئة كان أزلفها، ثم كان بعد ذلك القصاص، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عز وجل عنها)) [15].



2- اتِّباع السنة:

يقول الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31] "فمن اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم دلَّ على صدق دعواه محبة الله تعالى، وأحبه الله، وغفر له ذنبه، ورحمه، وسدَّده في جميع حركاته وسكناته"[16].



3-الشهادة في سبيل الله:

عن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((للشهيد عند الله ست خصال، يغفر له في أول دفعة، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خيرٌ من الدنيا، وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه)) [17].



4- الصلاة:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء))، قال: ((فكذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا))؛ متفق عليه.



5- صيام رمضان:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ متفق عليه.



6- قيام رمضان:

روى الشيخان في الصحيحين مرفوعًا: ((مَنْ قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدَّم من ذنبه)).



7- قيام ليلة القدر:

عن أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه: ((من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ رواه البخاري.



8- الذكر دُبُر كل صلاة:

عن أبى هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سبَّحَ الله في دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبَّر الله ثلاثًا وثلاثين، فتلك تسع وتسعون)) وقال: ((تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر))؛ رواه مسلم.



9- الوضوء:

عن عبدالله الصناجي رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا توضَّأ العبد المؤمن فتمضمض، خرجت الخطايا من فيه، فإذا استنثر خرجت الخطايا من أنفه، فإذا غسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه، حتى تخرج من تحت أشفار عينيه، فإذا غسل يديه خرجت الخطايا من يديه حتى تخرج من تحت أظفار يديه، فإذا مسح برأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من أذنيه، فإذا غسل رجليه خرجت الخطايا من رجليه حتى تخرج من تحت أظفار رجليه، ثم كان مشيه إلى المسجد وصلاته له نافلة)) [18].

وعن عليٍّ رضي الله عنه مرفوعًا: "إسباغ الوضوء في المكاره، وإعمال الأقدام إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة يغسل الخطايا غسلًا" [19].



10- صلاة ركعتين بعد الوضوء:

عن زيد بن خالد الجهني، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ توضَّأ فأحسَنَ الوضوء، ثم صلى ركعتين لا يسهو فيهما، غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه)) [20].



11- كثرة الخطى.



12- انتظار الصلاة بعد الصلاة:

عن أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه أنه سمِع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أدلُّكم على ما يكفِّر الله به الخطايا، ويزيد به في الحسنات؟))، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة))؛ صحيح سنن ابن ماجه.



وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألَا أدلُّكم على ما يُكفِّر الله به الخطايا، ويزيد به في الحسنات؟))، قالوا: بلى، يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((إسباغ الوضوء أو الطهور في المكاره، وكثرة الخطى إلى المسجد، والصلاة بعد الصلاة، وما من أحدٍ يخرج من بيته متطهِّرًا حتى يأتي المسجد، فيصلي فيه مع المسلمين أو مع الإمام، ثم ينتظر الصلاة التي بعدها إلا قالت الملائكة: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه)) [21].



13– قيام الليل:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل قُرْبةٌ إلى الله، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد)) [22].



14– الصدقة:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((والصدقة تُطفئ الخطيئةَ كما يطفئ الماءُ النارَ)) [23].



15- مصافحة المسلم أخاه:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا تصافح المسلمان، لم تفرق أكفهما حتى يغفر لهما)) [24].



16- الحج:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ حجَّ فلم يرفث، ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه))؛ متفق عليه.



17- العمرة:

عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه يرفعه: ((العمرة إلى العمرة كفَّارة لما بينهما من الذنوب والخطايا والحج المبرور ليس له جزاء إلَّا الجنَّة)) [25].



18- مسح الحجر والركن:

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطَّان الخطايا حطًّا)) [26].

وفي رواية: ((إن استلامهما يحطُّ الخطايا)) [27].



19- قول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها)) [28].



وفي رواية عند الترمذي، "أن النبي صلى الله عليه وسلم مَرَّ بشجرة يابسة الورق، فضربها بعصا فتناثر ورقها، فقال: ((إن الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر لتساقط من ذنوب العبد كما تساقط ورق هذه الشجرة".



20- قول سبحان الله وبحمده في اليوم مائة مرة:

عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: ((من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر))؛ متفق عليه.



21- ذكر خمس كلمات [29]:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ قال لا إله إلا الله، والله أكبر، لا إله إلا الله وحده، لا إله إلا الله، ولا شريك له، لا إله إلا الله، له الملك، وله الحمد، لا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، يعقدهن خمسًا بأصابعه، ثم قال: من قالهن في يوم أو في ليلة أو في شهر، ثم مات في ذلك اليوم أو في تلك الليلة أو في ذلك الشهر، غفر له ذنبه)) [30].



22-الحمد بعد الأكل:

عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((من أكل طعامًا، فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا، ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدَّم من ذنبه)) [31].



23- الحمد عند لبس الثوب:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لبس ثوبًا، فقال: الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدَّم من ذنبه، وما تأخَّر)) [32].



24- موافقة التأمين في الصلاة لتأمين الملائكة:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أمَّنَ الإمامُ فأمِّنُوا؛ فإنه مَنْ وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة، غفر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ متفق عليه.



وفي رواية أخرى للبخاري قال: ((إذا أمَّن القارئ فأمِّنوا؛ فإن الملائكة تُؤمِّن، فمَنْ وافقَ تأمينُه تأمينَ الملائكة، غفر له ما تقدَّم من ذنبه)).



25- الذكر بعد الأذان:

عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مَنْ قال حين يسمع المؤذِّن: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، رضيت بالله ربًّا، وبمحمد رسولًا، وبالإسلام دينًا، غفر له ذنبه))؛ صحيح مسلم.



26- عظم الخشية من الله تعالى:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كانَ رجلٌ ممَّن كان قبلكم لم يعمل خيرًا قطُّ؛ إلا التوحيد، فلما احتُضر، قال لأهله: انظروا: إذا أنا متُّ أن يحرِّقوه حتى يدعوه حممًا، ثم اطحنوه، ثم اذروه في يوم ريح، ثم اذروا نصفه في البر، ونصفه في البحر، فوالله؛ لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابًا لا يعذبه أحدًا من العالمين، فلما مات فعلوا ذلك به، فأمر الله البر فجمع ما فيه، وأمر البحر فجمع ما فيه، فإذا هو قائم في قبضة الله، فقال الله عز وجل: يا ابن آدم، ما حملك على ما فعلت؟ قال: أي ربِّ، من مخافتك))، وفي طريق آخر: ((من خشيتك وأنت أعلم))، قال: ((فغفر له بها، ولم يعمل خيرًا قطُّ إلا التوحيد))[33].



27- المرض:

قال الله تعالى في الحديث القدسي: ((إذا ابتليت عبدًا من عبادي مؤمنًا فحمدني، وصبر على ما بليته، فإنه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته أُمُّه من الخطايا ويقول الرب عز وجل للحفظة: إني أنا قيدت عبدي هذا، وابتليته، فأجروا له ما كنتم تجرون له قبل ذلك من الأجر، وهو صحيح)) [34].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المرض حطة يحط الخطايا عن صاحبه، كما تحط الشجرة اليابسة ورقها)) [35].



28- عيادة المريض:

عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من رجلٍ يعودُ مريضًا ممسيًا إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح، ومَنْ أتاه مُصْبِحًا، خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسي)) [36].



29- سقيا الحيوان:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بينما رجل يمشي بطريق اشتدَّ عليه العطش، فوجد بئرًا فنزل فيها فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ بي، فنزل البئر فملأ خُفَّه ماء ثم أمسك بفيه، ثم رقي فسقى الكلب، فشكر الله، فغفر له، في كل ذات كبد رطبة أجر))؛ متفق عليه.



تابع


 

رد مع اقتباس
قديم 05-01-2020, 01:00 PM   #3


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : اليوم (05:39 PM)
 المشاركات : 876,560 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي






11- لولا مغفرة الله تعالى لهلكنا:

قد يعتقد البعض أن شؤم المعصية قاصر على العاصي، والحق أن شؤم المعاصي أعظم من ذلك بكثير؛ فإنه طريق الخسران والبوار، وسبب لهلاك الحرث والنَّسل والديار، ولولا مغفرته جلَّ في علاه، لكنا في خبر كان، ولحلَّ بنا غضبُ ذي الجلال والسلطان؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ ﴾ [النحل: 61]، ويقول جل في علاه: ﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ ﴾ [فاطر: 45].



يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى: " ﴿ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ﴾ [النجم: 32]، فلولا مغفرته لهلكَت البلاد والعباد، ولولا عفوه وحلمه لسقطت السماء على الأرض، ولما ترك على ظهرها من دابة"[1]، ويقول في موضع آخر: "﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 173]؛ أي: وصفه المغفرة والرحمة اللتان لا يخلو مخلوق منهما، بل لا بقاء للعالم العلوي والسفلي إلا بهما، فلو يؤاخذ الله الناس بظلمهم، ما ترك على ظهرها من دابة"[2].



قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [فاطر: 41]، فانظر كيف ختَم سبحانه هذه الآية باسمه الغفور، فلولا مغفرته سبحانه وتجاوزُه عن العصاة والمذنبين، لزالت السماوات والأرض بأمره، فلا تسَل عند ذاك عما يحل من الدمار والهلاك!



فالله عز وجل يخبر في هذه الآية عن كمال قدرته، وتمام رحمته، وسعة حلمه ومغفرته، وأنه تعالى يمسك السماوات والأرض عن الزوال، فإنهما لو زالتا ما أمسكهما أحدٌ من الخلق، ولعجزتْ قدرتُهم وقواهم عنهما، ولكنه تعالى قضى أن يكونا كما وُجِدا؛ ليحصل للخلق القرار والنفع والاعتبار، وليعلموا من عظيم سلطانه وقوة قدرته ما به تمتلئ قلوبهم له إجلالًا وتعظيمًا، ومحبةً وتكريمًا، وليعلموا كمال حِلمه ومغفرته بإمهال المذنبين، وعدم معالجته للعاصين، مع أنه لو أمر السماء لحصبتْهم، ولو أذِن للأرض لابتلعتْهم، ولكن وسعتهم مغفرته، وحلمه وكرمُه: ﴿ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [الإسراء: 44] [3].



12- قد تتعدى مغفرة الله تعالى للعبد إلى إبدال سيئاته حسنات:

فما أكرمه من كريم، وما أرحمه من رحيم، وما أجلَّه من غفور، يذنب المذنب ويسيء المسيء، فيأتي ربَّه تائبًا، فلا يقابله بالمغفرة فحسب، بل يُبدل سيئاته حسنات، فمن "فضله وجوده وكرمه أن تعهد بأن يبدل سيئات المذنبين إلى حسنات؛ قال تعالى عن التائبين: ﴿ فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70]"[4].



فتتبدل "أفعالهم وأقوالهم التي كانت مستعدة لعمل السيئات تتبدل حسنات، فيتبدل شركُهم إيمانًا، ومعصيتهم طاعة، وتتبدل نفس السيئات التي عملوها، ثم أحدثوا عن كل ذنبٍ منها توبة وإنابة وطاعة تبدل حسنات كما هو ظاهر الآية..."[5].



"وما ذاك إلا أنه كلما تذكَّر ما مضى، ندم واسترجع واستغفر، فينقلب الذنب طاعة بهذا الاعتبار، فيوم القيامة وإن وجده مكتوبًا عليه، لكنه لا يضره وينقلب حسنة في صحيفته، كما ثبتت السنة بذلك، وصحت به الآثار المروية عن السلف، رحمهم الله تعالى"[6].



ومن هذه الآثار ما صح عن المصطفى المختار عليه أفضل الصلاة والسلام ما تعاقب الليل والنهار: "إني لأعرف آخر أهل النار خروجًا من النار، وآخر أهل الجنة دخولًا إلى الجنة، يؤتى برجل، فيقول: نَحُّوا كبار ذنوبه وسلوه عن صغارها، قال: فيقال له: عملت يوم كذا وكذا كذا، وعملت يوم كذا وكذا كذا؟ فيقول: نعم، لا يستطيع أن ينكر من ذلك شيئًا، فيقال: فإن لك بكل سيئة حسنة، فيقول: يا رب، عملت أشياءَ لا أراها ها هنا"، قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه"؛ رواه مسلم.



و عن أبي طَويلٍ شَطَبٍ المَمدُودِ أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أرأيت رجلًا عمل الذنوب كلها فلم يترك منها شيئًا، وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجَةً إلا أتاها، فهل له من توبة؟ قال: "فهل أسلمت؟"، قال: أما أنا فأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنك رسول الله، قال: نَعَم، تفعلُ الخيرات، وتتركُ السيئات، فيجعلُهنَّ اللهُ لكَ خيراتٍ كلَّهنَّ، قال: وغدراتي وفجراتي؟ قال: نعم، قال: الله أكبر! فما زال يكبر حتى توارى"[7].



13- عدم الاغترار بمغفرة لله تعالى والإسراف في المعاصي:

كما هو حال كثير من أهل الإسلام[8]، فتجد الكثيرين يغترون بسَعة مغفرة الله تعالى وعِظم رحمته، فيتمادى الواحد منهم في العصيان، ويسرف في الآثام، محتجًّا بقول العزيز المنان: " ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الحجر: 49]، ومتغافلًا عن الإتمام: ﴿ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ ﴾ [الحجر: 50]، وهذا من الإرجاء المذموم الملام، القائم على الإفراط في الرجاء وتغليبه على الخوف من العزيز الديان.



وقد ذكر الله تعالى أن من صفات المتقين: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135]؛ "أي: إذا صدر منهم أعمال سيئة كبيرة، أو ما دون ذلك، بادروا إلى التوبة والاستغفار، وذكروا ربَّهم، وما توعَّد به العاصين ووعَد به المتقين، فسألوه المغفرة لذنوبهم، والستر لعيوبهم، مع إقلاعهم عنها وندمهم عليها، فلهذا قال: ﴿ ﴿ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135]"[9].



فالمسلم لا يجوز له "أن يسرف في الخطايا والمعاصي والفواحش بحجة أن الله غفور رحيم، فالمغفرة إنما تكون للتائبين الأوَّابين؛ قال تعالى: ﴿ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا ﴾ [الإسراء: 25]، وقال سبحانه: ﴿ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النمل: 11].



فاشترط تبدُّل الحال من عمل المعاصي والسيئات إلى عمل الصالحات والحسنات؛ لكي تتحقق المغفرة والرحمة..."[10].



14- من الفروق بين مغفرة الله تعالى ومغفرة غيره:

أ- مغفرة الله تعالى لعباده تكون عن علم بذنوبهم، وإحاطة بمعاصيهم، بخلاف المخلوق فإنه إن غفر للمخطئ في حقِّه، فقد يغفر دون إحاطة بتفاصيل ذنب المخطئ، ولو علِم عِظَمَ ما كان يُسره المخطئ من الكيد له في صدره وسوء طَويته، ما غفر له البتة!



أما الله تعالى فقد علِم الذنوب والمعاصي بتفاصيلها وجزئياتها وملابساتها؛ فهو الذي يعلم السر وأخفى، ومع ذلك فإنه يغفر عن علم تام سبحانه، وقد ورد عن بعض السلف أنهم كانوا يدعون الله تعالى بقولهم: "رب اغفِر وارحَم، وتجاوَز عما تعلم؛ إنك أنت الأعز الأكرم"[11].



ب- مغفرة الله تعالى تكون تامة دون منٍّ ولا عتاب، بخلاف المخلوق فإنه قد يغفر عن بعض الإساءة دون بعض، وقد يمن بل، يعاتب المذنب في حقه ولو بعد حين.



ت- مغفرة الله تعالى تتضمن سترَه سبحانه على عبده المذنب، بخلاف المخلوق فإنه قد يغفر لمن أساء له، ثم ما يلبث أن يهتكَ ستره ويفضَحه، خاصة إذا صدر منه أمر يقلقه.



ج- مغفرة الله تعالى للعبد تضمن محوَ ذنبه وإزالة سيئاته، بل ربما قد تبدل حسنات إذا صدَقت توبته، وهذا ما لا يملكه المخلوق ولا يستطيعه، فإنه قد يغفر ويصفح عن المسيء في حقه، لكنه لا يملك محوَ الذنب من صحيفته ولا تغييره إحسانًا.



ومن الفروق:

15- مغفرة الله تعالى لعباده إنما هي محض فضل:

اتصاف الله جل وعلا بالمغفرة، إنما هو محض فضل ورحمة منه سبحانه بعباده، وليس ذلك عن حاجة منه سبحانه لهم، فهو الغني عنهم، بل الغني عن العالمين؛ كما قال عز شأنه: ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97]، وكل ما سواه فقير إليه؛ كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فاطر: 15]، أما المخلوق فقد يغفر لمصلحة وحاجةٍ واضطرار!



كما أن مغفرته لهم ليست عن خوف منهم، فهو القوي العزيز القهار الجبار الذي قهر كل شيء، وغلب كل شيء، فلو شاء أن يهلك أهل السماوات والأرض لفعَل ولم يمنعه أحدٌ، ولعل هذا هو السر في اقتران اسم الله تعالى "الغفور" باسمه سبحانه "العزيز"؛ كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ [فاطر: 28]، وقوله تعالى: ﴿ أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴾ [الزمر: 5]، فهو سبحانه يغفر لعباده مع كمال عزَّته، فهو الغفور الغفار مع عزة لا ذلَّ فيها ولا هوان، خلافًا للمخلوق فإنه قد يغفر عن ذل وخوف أو عجزٍ.



وإذا تأملنا قول البارئ سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 135]، علِمنا حقًّا أنه سبحانه هو الذي يملك الغفران دون غيره.



16- دعاء الله تعالى بأسمائه: الغفور الغافر الغفار:

يقول الله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180]، فأمرنا سبحانه بدعائه بأسمائه، وهذا الدعاء كما أسلفت ثلاثة أنواع:

دعاء مسألة، ودعاء ثناء، ودعاء عبادة:

أ- سؤال الله تعالى بأسمائه: الغفور الغافر الغفار:

وذلك بأن يسأل العبد ربَّه المغفرة، متوسلًا بأسمائه الدالة على صفة المغفرة، فالتوسل بذلك بين يدي الدعاء من أقوى ما يعين على تحقُّق الإجابة، وذلك كأن يقول: اللهم يا غفور، اغفِر لي، أو يا غفار اغفِر لي، أو يا غافر الذنب اغفِر لي.



يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "وأمر عباده أن يسألوه بأسمائه وصفاته، ففتح لهم باب الدعاء رغبًا ورهبًا؛ ليذكره الداعي بأسمائه وصفاته، فيتوسل إليه بها، ولهذا كان أفضل الدعاء وأجوبه ما توسَّل فيه الداعي إليه بأسمائه وصفاته؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180]"[12].



ومن ذلك ما علَّمه النبي صلى الله عليه وسلم الصديق رضي الله عنه: "قل: اللهم إني ظلمتُ نفسي ظلمًا كثيرًا، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفِر لي مغفرة من عندك، وارحَمني إنك أنت الغفور الرحيم"؛ متفق عليه.



يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "والدعاء ثلاثة أقسام: أحدها أن يسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته:

وهذا أحد التأويلين في قوله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾.



والثاني أن تسأله بحاجتك وفقرك وذُلِّك، فتقول: أنا العبد الفقير المسكين البائس الذليل المستجير، ونحو ذلك.



والثالث أن تسأل حاجتك، ولا تذكر واحدًا من الأمرين، فالأول أكمل من الثاني والثاني أكمل من الثالث، فإذا جمع الدعاء الأمور الثلاثة كان أكملَ!



وهذه عامة أدعية النبي، وفي الدعاء الذي علمه صِديق الأمة رضي الله عنه ذكر الأقسام الثلاثة، فإنه قال في أوله: ظلمتُ نفسي ظلمًا كثيرًا، وهذا حال السائل، ثم قال: وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، وهذا حال المسؤول، ثم قال: فاغفر لي، فذكر حاجته، وختم الدعاء باسمين من الأسماء الحسنى تناسب المطلوب وتقتضيه"[13].



ب- الثناء على الله بأسمائه: الغفور الغافر الغفار:

وذلك بأن يثني على ربه بصفة المغفرة ويحمده عليها، فهو سبحانه يحب أن يحمد ويُثنى عليه، وهو أهلٌ لكل حمدٍ وثناء جل جلاله.

"فلا يُثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، وكذلك لا يسأل إلا بها"[14].



ج- التعبد بأسماء الله: الغفور الغافر الغفار:

من أعظم ما يجب أن يعتني به العبد في باب الأسماء الحسنى أن يعلم كيف يتعبَّد الله بها، فذلك من أجلِّ القُربات وأعظم الطاعات.

فكيف نحقِّق التعبد بأسماء الله تعالى: الغفور الغافر والغفار؟

يتم ذلك بأمرين:

• الأول: طرق أبواب المغفرة بكل أشكالها، فتعبُّد العبدِ باسم الله الغفور يقتضي أن يجدَّ في تحصيل أسباب المغفرة بصدق وحسنِ ظنٍّ بربِّه، فالله تعالى عند ظن عبده به، فليوقن أنه مهما أذنب ومها عصى، فمغفرة الله أعظم، وهي شاملة لذنوب العباد ما لم تصل إلى حدِّ الشرك.



فكلما أذنب بادَر بالتوبة والاستغفار، والإكثار من الحسنات؛ فإنهنَّ يُذهبن السيئات، ولا ييئَس ولا يقنط؛ يقول الشيخ عبدالرزاق البدر: "وينبغي هنا أن يعلم أن علم العبد بهذه الأسماء العظيمة بابٌ عظيم لنيل عالي المقامات، ولا سيما مع مجاهدة النفس على تحقيق مقتضياتها من لزوم الاستغفار وطلب العفو، ودوام التوبة ورجاء المغفرة، والبعد عن القنوط وتعاظم غفران الجُرم، والعبد على خير عظيم ما دام طالبًا عفوَّ ربِّه، راجيًا غفرانه"[15].



• الثاني: التحلي بالمغفرة، فكما يحب العبد ويرجو أن يغفر الله له الزلات، ويمحو عنه السيئات، فليعامل غيره بنفس ما يرجو؛ ليعفو عن المسيء له، ويغفر ما اقترفه في حقه، فذلك أدعى لأن يغفر الله له، فالله تعالى يحب من يتَّصف ببعض صفاته، ومن ذلك المغفرة؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النور: 22].



يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى[16]: "وهذه الآية نزلت في الصدِّيق، حين حلف ألا ينفع مِسْطَح بن أثاثة بنافعة بعدما قال في عائشة ما قال، فلما أنزل الله براءةَ أم المؤمنين عائشة، وطابت النفوس المؤمنة واستقرت، وتاب الله على مَن كان تكلم من المؤمنين في ذلك، وأُقيم الحد على مَن أقيم عليه شَرَع تبارك وتعالى، وله الفضل والمنة، يعطفُ الصدِّيق على قريبه ونسيبه، وهو مِسْطَح بن أثاثة، فإنه كان ابن خالة الصديق، وكان مسكينًا لا مال له إلا ما ينفق عليه أبو بكر رضي الله عنه، وكان من المهاجرين في سبيل الله، وقد وَلَق وَلْقَة تاب الله عليه منها، وضُرب الحد عليها، وكان الصديق رضي الله عنه معروفًا بالمعروف، له الفضل والأيادي على الأقارب والأجانب، فلما نزلت هذه الآية إلى قوله: ﴿ أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النور: 22]؛ أي: فإن الجزاء من جنس العمل، فكما تغفر عن المذنب إليك نغفر لك، وكما تصفح نصفح عنك، فعند ذلك قال الصديق: بلى، والله إنا نحب يا ربَّنا أن تغفر لنا، ثم رَجَع إلى مسطح ما كان يصله من النفقة، وقال: والله لا أنزعها منه أبدًا، في مقابلة ما كان قال: والله لا أنفعه بنافعة أبدًا، فلهذا كان الصديق هو الصديق؛ رضي الله عنه وعن بنته".



يقول الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: "حظ العبد من هذا الاسم (الغفار) أن يستر من غيره ما يجب أن يستر منه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من ستر على مؤمن عورتَه، ستر الله عز وجل عورته يوم القيامة"[17]، والمغتاب والمتجسس والمكافئ على الإساءة بمعزل عن هذا الوصف، وإنما المتصف به من لا يُفشي مِن خَلْقِ الله تعالى إلا أحسَن ما فيه، ولا ينفك مخلوق عن كمال ونقص وعن قبحٍ وحُسن، فمن تغافل عن المقابح وذكر المحاسن، فهو ذو نصيب من هذا الوصف؛ كما روي عن عيسى صلوات الله عليه أنه مرَّ مع الحواريين بكلب ميت قد غلب نتنُه، فقالوا: ما أنتن هذه الجيفة! فقال عيسى عليه السلام: ما أحسن بياض أسنانه، تنبيهًا على أن الذي ينبغي أن يذكر من كل شيء ما هو أحسن"[18].


 

رد مع اقتباس
قديم 05-01-2020, 05:03 PM   #4


باربي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7407
 تاريخ التسجيل :  25 - 9 - 2016
 أخر زيارة : 27-05-2022 (07:28 PM)
 المشاركات : 185,032 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Jordan
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
بالانـاا أنا فخــورهـ
وانانيتــي تأبى الوقوف عند تأثير الريااحـ

لوني المفضل : Hotpink
افتراضي





 

رد مع اقتباس
قديم 05-01-2020, 05:51 PM   #5


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : اليوم (05:39 PM)
 المشاركات : 876,560 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باربي

.........................


هلآ وغلآ
آختى آلغالية
باربــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي
سلمت يدآك على روعة الرد المميز
وسلم لنآ مروركم الراقي
لكِ ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير
اسأل البآري لك سعآدة دائمة
تحياتي

القيصر العاشق

البــــــــــــــــــــــ مديح ال قطب ـــــــــــــــــــــــرنس


 

رد مع اقتباس
قديم 05-01-2020, 07:36 PM   #6


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : اليوم (05:39 PM)
 المشاركات : 876,560 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



هلآ وغلآ
آخوتى الغاليين
سلمت يدآكم على روعة الرد المميز
وسلم لنآ مروركم الراقي
لكم ولحضوركم الجميل كل الشكر والتقدير
اسأل البآري لكم سعآدة دائمة
تحياتي

القيصر العاشق

البــــــــــــــــــــــ مديح ال قطب ـــــــــــــــــــــــرنس


 

رد مع اقتباس
قديم 06-01-2020, 02:24 PM   #7


ميارا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3158
 تاريخ التسجيل :  19 - 7 - 2012
 أخر زيارة : 20-05-2023 (09:06 PM)
 المشاركات : 944,599 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Kuwait
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
ياكم تمنيت السعادة
بدنياي وشفت
السعادة تبتعد ماتبيني


يارب امنحني
قلبا يتحمل
جروحه وألالامه
لوني المفضل : Crimson
افتراضي



طرح في غاية الروعة بارك الله فيك
جزآآك الله خيـــر على الطرح القيم
وجعله الله في ميزآآن حسنآآتك
وان يرزقك الفردووس الاعلى من الجنه
الله لايحرمنآآآ من جديــدك


 
مواضيع : ميارا



رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
آثار , أو , الله , الغفور , الإيمان , باسم , تعالى:


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خصائص المفهوم القرآني.. البرنسيسه فاتنة (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 17 25-07-2018 01:10 AM
العلم المحمود والمذموم وأقسامهما وأحكامهما البرنس مديح ال قطب ( همســـــات الإسلامي ) 20 24-07-2018 01:06 AM
خمسون سؤال وجواب فى العقيدة سراج منير ( همســـــات الإسلامي ) 8 23-03-2018 02:15 AM
عقيدتى سراج منير (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 10 18-07-2017 11:02 AM
فيما يعده العامة من العلوم المحمودة وليس منها البرنس مديح ال قطب ( همســـــات الإسلامي ) 19 20-12-2015 03:54 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 06:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010