ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات



( همســـات التاريخ والتراث والأنساب) خاص بسيرة ومواقف حكام العرب والتراث وأنساب العرب

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 27-12-2019, 04:07 PM
ابن الحته غير متواجد حالياً
Egypt     Male
الاوسمة
شلال التميز 
لوني المفضل Darkcyan
 رقم العضوية : 8873
 تاريخ التسجيل : 25 - 9 - 2019
 فترة الأقامة : 1916 يوم
 أخر زيارة : 18-02-2023 (06:11 PM)
 الإقامة : مصر
 المشاركات : 17,840 [ + ]
 التقييم : 249080340
 معدل التقييم : ابن الحته يستحق التميز ابن الحته يستحق التميز ابن الحته يستحق التميز ابن الحته يستحق التميز ابن الحته يستحق التميز ابن الحته يستحق التميز ابن الحته يستحق التميز ابن الحته يستحق التميز ابن الحته يستحق التميز ابن الحته يستحق التميز ابن الحته يستحق التميز
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي حروب محمد على





بعد إنتهاء الحملات العسكرية الثلاثة الأولى لمحمد علي خارج مصر

وكانت الأولي إلي الحجاز لإخماد ثورة الوهابيين وحققت تلك

الحملة هدفها وبسط محمد علي نفوذه على شبه الجزيرة العربية

وكانت الثانية إلي السودان وحققت أيضا الهدف منها وتم ضم

السودان إلي مصر وإتسعت بذلك رقعة ملك محمد علي وكانت

الثالثة إلى بلاد اليونان ولم تحقق الهدف منها فلم يتسع ملك محمد

علي بل خسر فيها الجانب الأكبر من الأسطول البحرى المصرى

وعدد لا بأس به من الجنود مابين قتيل وجريح وكان محمد علي

يطمع في أن يكافئه السلطان العثماني بمنحه أحد الولايات الكبيرة

إلى جانب ولاية مصر نظير الخدمات والمساعدات العديدة التي

قدمها له إلا أن السلطان العثماني إكتفي بمنحه جزيرة كريت بالبحر
المتوسط ليضمها إلى ملكه الأمر الذى لم يرض به محمد علي حيث

كان من الصعب جدا أن تحكمها مصر نظرا لشهرة أهلها في إثارة

القلاقل والتمرد والعصيان وكذلك صعوبة المواصلات إليها ولذلك

قرر محمد علي أن يوجه حملته العسكرية الرابعة والأخيرة إلى

الشام وكان وراء هذا القرار عاملان أساسيان أحدهما سياسي وثانيهما إقتصادي أما العامل السياسي فهو إتخاذ بلاد الشام حاجزا

وقائيا يقى مصر من الضربات العثمانية في المستقبل وإنشاء دولة إسلامية عربية قوية كما أن مد نفوذه إلى بلاد الشام سيمكنه من زيادة أعداد جيشه عن طريق تجنيد مايمكن تجنيده من سكانها وأما الجانب الإقتصادي فهو إستغلال موارد الشام من الثروات الطبيعية ممثلة في الخشب والفحم الحجرى والحديد والنحاس وهي خامات لم تكن متوافرة في مصر علاوة على وجود علاقات تجارية ضخمة لبلاد الشام ببلاد أواسط آسيا وإقليم الأناضول وكذلك وقوع بلاد الشام في طريق قوافل التجارة القادمة من قارة آسيا إلى قارتي أوروبا وأفريقيا وبالعكس .



pv,f lpl] ugn ]v,f




 توقيع : ابن الحته


رد مع اقتباس
قديم 27-12-2019, 04:08 PM   #2


الصورة الرمزية ابن الحته
ابن الحته غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8873
 تاريخ التسجيل :  25 - 9 - 2019
 أخر زيارة : 18-02-2023 (06:11 PM)
 المشاركات : 17,840 [ + ]
 التقييم :  249080340
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkcyan
افتراضي



وفي حقيقة الأمر كان محمد علي يطمع في ضم الشام منذ عام 1810م وبموافقة ورضا السلطان العثماني وطلب منه ذلك عام 1813م بحجة أنه يريد تدعيم جيشه بجنود وموارد بلاد الشام من أجل إخماد الثورة الوهابية في الحجاز ووعده السلطان العثماني بذلك حيث كان في حاجة إليه لإنهاء ثورة الوهابيين والقضاء عليهم ولكنه بعد أن تحقق له ذلك أخلف وعده وخشي علي كيان السلطنة نفسها من تواجد محمد علي في الشام وبدأ محمد علي يمهد لتحقيق هدفه في ضم الشام إلي ملكه بتوطيد علاقاته مع أهم وأقوى رجلين في المنطقة وهما عبد الله باشا والي عكا وبشير الشهابي الكبير امير لبنان وكلاهما مدين له بالبقاء في منصبه حيث كان عبد الله باشا والي عكا قد إختلف مع والي دمشق عام 1821م وتوسط له محمد علي وناصره عند السلطان العثماني وأمده بالمال أثناء معاركه مع والي دمشق أما بشير الشهابي فقد ناصر والي عكا وأعد جيشا حارب به والي دمشق وهزمه فلما علم بذلك السلطان العثماني أعد جيشا للتوجه إلي دمشق فإضطر بشير الشهابي إلي الفرار إلى مصر ولجا إلى محمد علي ليتوسط له لدى السلطان العثماني وبالفعل نجح محمد علي أن يسترضيه ويجعله يوافق على إعادته إلي منصبه وبداية من عام 1825م بدأت تتبلور فكرة ضم الشام في ذهن محمد علي وتكلم في ذلك مع الجنرال الفرنسي بوابيه بأنه سوف يعمد بعد أن تنتهي الحرب في بلاد اليونان إلي ضم الشام ولن يهنأ له بال إلا بعد أن يصل إلى ضفاف دجلة والفرات وأن يشمل ملكه مصر والسودان وشبه الجزيرة العربية والشام وأن يكون هو المدافع عن حقوق الشعوب العربية التي تعاني من ظلم الدولة العثمانية وبحلول عام 1829م أصبح ضم الشام ضمن السياسة الإستراتيجية لمحمد علي وتعد حروب محمد علي في الشام من الناحية العسكرية حروبا هجومية ودفاعية في نفس الوقت فكونها حروب هجومية فلأن الهدف منها الإستيلاء على الشام وضمها إلى ملكه وأما كونها دفاعية فلأن محمد علي كان يدرك تماما أن السلطان العثماني لن يقف موقف المتفرج وهو يرى محمد علي يصول ويجول في الشام دون أن يتحرك لمواجهته ونستطيع أن نقول إن حروب محمد علي في بلاد الشام قد مرت بمرحلتين الأولى منهما هو ما إنتهت بما سمي بإتفاقية او تسوية كوتاهية عام 1833م والثانية هي ما إنتهت بمؤتمر لندن برعاية الدول الأوروبية الأربعة بريطانيا وفرنسا وبروسيا والنمسا عام 1840م وهو مانتناوله بالتفصيل في السطور القادمة بإذن الله تعالي .


 
 توقيع : ابن الحته



رد مع اقتباس
قديم 27-12-2019, 04:08 PM   #3


الصورة الرمزية ابن الحته
ابن الحته غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8873
 تاريخ التسجيل :  25 - 9 - 2019
 أخر زيارة : 18-02-2023 (06:11 PM)
 المشاركات : 17,840 [ + ]
 التقييم :  249080340
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkcyan
افتراضي



وبخصوص المرحلة الأولي من حروب محمد علي في الشام فمع أن والي عكا عبد الله باشا كان من المقربين جدا من محمد علي والذى كان له فضل في بقائه كوالي لعكا إلا أن خلافا حادا حدث بينهما حيث طلب محمد علي من عبد الله باشا إعادة الفلاحين المصريين الذين فروا من مصر إلى فلسطين هربا من دفع الضرائب والخدمة الشاقة في الزراعة فلما ماطل وسوف عبد الله باشا في تنفيذ هذا الطلب إتخذ محمد علي من ذلك ذريعة للزحف بجيشه إلي الشام وجعل إبنه الأكبر القائد إبراهيم علي رأس هذا الجيش وكان ذلك في يوم 14 أكتوبر عام 1831م وإستطاع الجيش أن يدخل جميع المدن الفلسطينية دون مقاومة تذكر فيما عدا عكا التي فرض عليها إبراهيم باشا الحصار برا وبحرا حتي لا تأتيها المؤن والمساعدات عن طريق البحر فيفشل الحصار كما فشل أيام نابليون لما حاصرها أثناء الحملة الفرنسية في عام 1799م وفي نفس الوقت كان أبناء الأمير بشير الشهابي الكبير أمير لبنان وبمعاونة الجنود المصريين يسيطرون على مدن بيروت وصور وصيدا وجبيل وكانت طرابلس هي ما صمدت أمامهم فأسرع إبراهيم باشا لمساعدتهم فسقطت هي الأخرى بين أيديهم وكان نتيجة ذلك أن إضطريت وإنزعجت بشدة الدولة العثمانية وإعتبرت ذلك خيانة من محمد علي فقررت التصدى له فأعدت جيشا بقيادة عثمان باشا والي حلب إصطدم بوحدات من الجيش المصرى جنوبي حمص ولكنه إنهزم وفي الوقت نفسه تمكن إبراهيم باشا من إقتحام عكا فدخلها فاتحا يوم 28 مايو عام 1832م وتم أسر واليها عبد الله باشا وإرساله إلى مصر وتابع إبراهيم باشا السير شمالا مع حلفائه الأمير بشير الشهابي وأبنائه وجيشه ففتحوا دمشق ورحب بهم سكانها حيث كانت لديهم الرغبة في الخلاص من مساوئ وظلم الولاة العثماتيين .


 
 توقيع : ابن الحته



رد مع اقتباس
قديم 27-12-2019, 04:09 PM   #4


الصورة الرمزية ابن الحته
ابن الحته غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8873
 تاريخ التسجيل :  25 - 9 - 2019
 أخر زيارة : 18-02-2023 (06:11 PM)
 المشاركات : 17,840 [ + ]
 التقييم :  249080340
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkcyan
افتراضي



وكنتيجة مباشرة لهذه الإنتصارات التي حققها الجيش المصرى في بلاد الشام بقيادة إبراهيم باشا إنزعج جدا السلطان العثماني وخاصة بعد السيطرة بالكامل علي جنوب الشام وسقوط كل من عكا ودمشق وخشي أن يهتز مركزه وتضيع هيبته فحشد جيشا بقيادة السر عسكر حسين باشا لمواجهة الجيش المصرى وإجباره علي الإنسحاب من الشام والعودة إلى مصر وفي الوقت نفسه أصدر فرمانا سلطانيا أعلن فيه خيانة محمد علي وإبنه إبراهيم باشا للسلطة الشرعية المتمثلة في السلطان العثماني وتلاقي الجيشان عند حمص يوم 29 يونيو عام 1832م وتغلب الجيش المصرى علي الجيش العثماني ودخل حمص ومن بعدها حماة وحلب وواصل الزحف شمالا مما إضطر حسين باشا إلي التقهقر والتمركز في ممر بيلان وهو أحد أهم الممرات الفاصلة بين الشام والأناضول ولكن إبراهيم باشا هاجمه وتغلب عليه وأجبره علي الإنسحاب عن طريق ميناء الإسكندرونة وسيطر علي ممر بيلان كما إحتل ميناء أياس شمالي الإسكندرونة ودخل ولاية أضنة وطرطوس بما يعني بدء توغله في بلاد الأناضول وشجعت هزيمة العثمانيين إبراهيم باشا وماحققه من إنتصارات عليهم علي مواصلة طريقة فتوغل أكثر في بلاد الأناضول حتي وصل إلي مدينة قونيه التي لم تصمد أمامه وسقطت في قبضته يوم 20 ديسمبر عام 1832م وتم أسر قائد الجيش العثماني الذى كان يدافع عنها محمد رشيد باشا وبذلك أصبح الطريق ممهدا للوصول إلى الآستانة عاصمة العثمانيين وبدا للعالم كله حينذاك أن الدولة العثمانية علي وشك السقوط وإرتعدت فرائص السلطان العثماني خوفا من أن يقتحم إبراهيم باشا بجيشه الآستانة فأسرع يستنجد بالدول الأوروبية فلم تنجده سوى روسيا حيث كانت بريطانيا مشغولة بمشاكلها الداخلية وكانت فرنسا شبه مؤيدة لمحمد علي خاصة وأن في جيشه كان يوجد قادة وضباط فرنسيون ووقفت بروسيا والنمسا علي الحياد فقامت روسيا بإرسال أسطول بحرى للدفاع عن الآستانة وما أن قامت روسيا بذلك حتي هبت كل من بريطانيا وفرنسا منزعجتين من الوجود الروسي في مياه الآستانة خوفا علي مصالحهما ومن أن تسيطر روسيا علي الممرات البحرية بالبوسفور والدردنيل وهي الممرات التي تصل بين البحر المتوسط والبحر الأسود فتهدد بذلك مصالحهما فسارعتا إلى عرض ان يساعدا الدولة العثمانية بشرط أن يتخلى السلطان العثماني عن المساعدات الروسية ولكن روسيا رفضت التخلي عن السلطان العثماني إلا إذا خرج الجيش المصرى من الأناضول .
وعند هذه النقطة نشط ممثلو بريطانيا وفرنسا لعمل وساطة بين محمد علي والسلطان العثماني وبالفعل


 
 توقيع : ابن الحته



رد مع اقتباس
قديم 27-12-2019, 04:09 PM   #5


الصورة الرمزية ابن الحته
ابن الحته غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8873
 تاريخ التسجيل :  25 - 9 - 2019
 أخر زيارة : 18-02-2023 (06:11 PM)
 المشاركات : 17,840 [ + ]
 التقييم :  249080340
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkcyan
افتراضي



بدأت الأجواء تتلطف بينهما وتبادلا الرسائل وحاولت فرنسا إستخدام علاقاتها الطيبة مع محمد علي لإقناعه بتسوية خلافاته مع السلطان العثماني وعدم التشدد في مطالبه وأن ينسحب من الأناضول ويكتفي بضم صيدا وطرابلس والقدس ونابلس ويترك دمشق وحمص وحماة وحلب ولكن محمد علي رفض هذا الأمر وأصر علي ضم كل بلاد الشام وولاية أضنة وان تكون جبال طوروس هي الحد الفاصل بين ممتلكاته وممتلكات الدولة العثمانية وطلب من إبراهيم باشا مواصلة التقدم لكي يضغط على الدولة العثمانية وبذلت فرنسا جهودا مضنية للتوفيق بين محمد علي والسلطان العثماني وهددت محمد علي لما رأت منه تشددا وعنادا وإصرارا علي مطالبه بقطع العلاقات معه ومعاداته وأخيرا نجحت الجهود الفرنسية وتم توقيع صلح أو إتفاقية كوتاهية يوم 4 مايو عام 1833م بين الجانبين المصرى والعثماني والتي تقضي بتنازل الدولة العثمانية لمحمد علي عن الشام بالكامل أى أضنة وسوريا ولبنان وفلسطين إلى جانب ولايته لمصر وجزيرة كريت مع تعهد محمد علي بأن يؤدى إلى السلطان العثماني الأموال التي كان يؤديها له الولاة العثمانيون من قبل وبذلك إنسحب إبراهيم باشا من الأناضول تنفيذا لتلك الإتفاقية وبدا أن الأمر قد إنتهي علي ذلك إلا أن الأمر لم يكن إلا تسوية مؤقتة ولتنتقل حروب الشام أو الحملة العسكرية لمحمد علي ببلاد الشام إلي مرحلتها الثاتية .


ومع أن الأمور هدأت بعض الشئ وبدا في الأفق أن الأزمة بين محمد علي والسلطان العثماني قد إنفرجت إلا أن واقع الأمر كان غير ذلك فلم تكن تلك التسوية إلا تسوية مؤقتة فمحمد علي لم يوافق عليها إلا خشية من تهديدات الدول الأوروبية بحرمانه من فتوحاته وكذلك السلطان العثماني محمود الثاني لم يرضخ لتلك التسوية إلا لتحرج موقفه السياسي والعسكرى وخوفه من إنهيار الدولة العثمانية وهو يضمر في نفسه إستئناف القتال لإستعادة نفوذه في بلاد الشام في ظروف أفضل وإذا كان التفكير السياسي لكل من محمد علي والسلطان العثماني هكذا وعلي هذا القدر من التناقض كان حتميا إستئناف الحرب بينهما لحسم الأمر بصفة نهائية لصالح أحدهما ولتبدأ بذلك المرحلة الثانية من حروب الشام بين محمد علي والدولة العثمانية
وبدأ السلطان العثماني ينفذ خطته لإستعادة بلاد الشام بأن أخذ يحرض سكان بلاد الشام ضد الحكم المصرى لهم ومن ناحية أخرى أخذ يحشد قواته لضرب الجيش المصرى في الشام وإرغامه علي الخروج منسحبا إلي مصر وبمساعدة بريطانيا بالذات من الدول الأوروبية وأدرك محمد علي من سير الأمور أن موقف الدول الأوروبية كان في غير صالحه وأن تحقيق أحلامه في توسيع ملكه صعب المنال لكنه لم يفقد الأمل في ذلك وحاول إجراء مفاوضات مع السلطان العثماني الذى أرسل له مبعوثا يدعي صارم أفندى للتفاوض معه بإسم السلطان العثماني إلا أن هذه المساعي لم تنجح وفشلت فشلا ذريعا نظرا لعناد وتشدد وتمسك كل من الطرفين بموقفه وهنا وبعد أن تأزمت الأمور أصبحت الحرب وشيكة الوقوع بين الطرفين وحشد السلطان العثماني قواته وإنتهز فرصة ثورة سكان الشام علي الحكم المصرى لهم وفي ربيع عام 1839م دفع بجيش كبير بقيادة حافظ باشا نحو الشام وراقب إبراهيم باشا إبن محمد علي وقائد الجيش المصرى الموقف وكانت التعليمات الواردة له من أبيه ألا يبدأ القتال حتي لا يظهر بأنه هو المعتدى وأصدر السلطان العثماني أوامره لقائده حافظ باشا بمهاجمة جيش إبراهيم باشا المتحصن في حلب شمالي سوريا فأصبح هو البادئ بالقتال وهنا أصدر محمد علي باشا أوامره لإبنه وقائده إبراهيم باشا بصد الهجوم العثماني وبالفعل نفذ إبراهيم باشا الأمر ودارت معركة تسمي معركة نسيب بحوض نهر الفرات أقصي شمالي سوريا يوم 15 يونيو عام 1839م مني فيها الجيش العثماني بهزيمة فادحة وكاد أن يفني عن آخره وتم أسر حوالي 15 ألف جندى منه كما غنم الجيش المصرى كمية كبيرة من الأسلحة والمؤن وفي وسط هذه الظروف الحرجة توفي السلطان العثماني محمود الثاني وتولي إبنه عبد المجيد الأول الخلافة وكان صبيا صغيرا لم يبلغ بعد سن الثمانية عشر عاما .


 
 توقيع : ابن الحته



رد مع اقتباس
قديم 27-12-2019, 04:10 PM   #6


الصورة الرمزية ابن الحته
ابن الحته غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8873
 تاريخ التسجيل :  25 - 9 - 2019
 أخر زيارة : 18-02-2023 (06:11 PM)
 المشاركات : 17,840 [ + ]
 التقييم :  249080340
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkcyan
افتراضي



وسرعان ما سارع السلطان الجديد إلى إجراء مفاوضات مع محمد علي وتمسك محمد علي بطلبه في أن يكون حكم مصر والشام حقا وراثيا في أسرته من بعده وكاد السلطان العثماني أن يوافق على ذلك لولا أنه تلقى رسالة من الدول الأوروبية الأربعة المتحالفة ضد محمد علي وهي بريطانيا وروسيا وبروسيا والنمسا تطلب منه قطع المفاوضات مع محمد علي وذلك خوفا من أن يحل محمد علي القوى مكان الدولة العثمانية الضعيفة في حكم المشرق العربي ويهدد بذلك مصالح الدول الأوروبية في المنطقة كما أن هذا من شأنه التحكم في طريق التجارة مع بلاد شرق آسيا وخاصة الهند وبخصوص فرنسا فقد وقفت موقف المؤيد لمحمد علي طمعا في أن يكون لها مكانة متميزة في المنطقة ومالبثت الدول الأوروبية الأربعة المتحالفة أن عقدت مؤتمرا في لندن عام 1840م دعت إليه الدولة العثمانية لبحث ماتم تسميته بالمسألة الشرقية ونتج عنه توقيع معاهدة سميت بمعاهدة التحالف الرباعي أو معاهدة لندن والتي بموجبها عرضت علي محمد علي أن يكون له ملك مصر وراثيا وأن تكون له ولاية عكا مدى حياته وأمهلته 10 أيام لقبول العرض فإذا مرت الأيام العشرة دون إجابة منه سحبت ولاية عكا من العرض ويتم منحه مهلة 10 أيام أخرى للموافقة على قبوله أن يكون له ملك مصر وراثيا فإذا مرت الأيام العشرة الثانية دون رد أيضا يترك أمره للسلطان العثماني يقرر بشأنه ما يشاء وتم إبلاغ محمد علي بهذا العرض إلا أنه كان متمسكا ببنود إتفاقية كوتاهية وكان يراهن على مساعدة فرنسا له فأخذ يتلكأ في الرد علي العرض حتي مرت الأيام العشرة الأولى فتم إبلاغه بسحب ولاية عكا من العرض ثم مرت الأيام العشرة الثانية دون رد منه أيضا فكان أن أصدر السلطان العثماني فرمانا بعزله عن ولاية مصر أما الدول الأوروبية المتحالفة ضده فقد إتخذت خطوات تصعيدية ضد محمد علي فقطعت علاقاتها مع مصر ووجهت بريطانيا أسطولها في البحر المتوسط بغية قطع المواصلات البرية والبحرية بين مصر والشام مع ضرب الموانئ في كل منهما مع تحريض أهل الشام ضد الحكم المصرى بواسطة سفيرها في الآستانة عاصمة الخلافة العثمانية .


 
 توقيع : ابن الحته



رد مع اقتباس
قديم 27-12-2019, 04:12 PM   #7


الصورة الرمزية ابن الحته
ابن الحته غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8873
 تاريخ التسجيل :  25 - 9 - 2019
 أخر زيارة : 18-02-2023 (06:11 PM)
 المشاركات : 17,840 [ + ]
 التقييم :  249080340
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkcyan
افتراضي



وفي مصر إستقبل محمد علي نبأ عزله بأعصاب هادئة متمسكا بالأمل في الخروج من هذه الأزمة منتصرا لكنه ما لبث أن جنح إلى السلم عندما ظهر قائد الأسطول البريطاني قرب الإسكندرية مهددا بضربها كما انه وجد أن التأييد الفرنسي له غير كافي فلن تستطيع فرنسا الوقوف في وجه أوروبا كلها وقام بتوقيع إتفاقية مع قائد الأسطول البريطاني بمقتضاها وافق علي شروط الدول الأوروبية المتحالفة بالإكتفاء بولاية مصر علي أن يكون الحكم فيها حقا وراثيا لأسرته من بعده إلا أن الدولة العثمانية لم تقبل بهذا وتشددت بإيعاز من بريطانيا بضرورة التمسك بقرار عزل محمد علي إلا أن فرنسا ساعدته وبدا في الأفق بوادر أزمة أوروبية تهدد بنشوب حرب بين دولها مما دعا كل من بروسيا والنمسا إلي التدخل من أجل الضغط على بريطانيا وروسيا والدولة العثمانية بقبول ماوافق عليه محمد علي ورضي به وبالفعل نجحت مساعيهما ونجا بذلك محمد علي من مأزق خلعه من ولاية مصر وأصدر له السلطان العثماني فرمانا يجعله واليا علي مصر فقط مدى حياته وأن يكون حكمها حقا وراثيا في أسرته من بعده وإنتهت بذلك الأزمة المصرية العثمانية وإنسحب الجيش المصرى من الشام وكانت تلك خاتمة حملات محمد علي باشا العسكرية خارج مصر وتتبقي هنا كلمة حيث يتبادر إلي أذهاننا سؤال وهو ما الذى عاد علي مصر من الحملات العسكرية التي خاضها محمد علي حيث يرى البعض أنها قد أرهقت مصر ماليا كما خسرت مصر الكثير من أفراد جيشها وأسلحته وخاصة أسطولها الذى تم تدميره في حملة بلاد المورة باليونان بينما يرى آخرون إن حروب مصر في عهد محمد علي باشا هي التي مكنتها من تحقيق إستقلالها القومي وإن ظلت إسميا تابعة للدولة العثمانية وأنه لولا تلك الحروب لما كان ذلك الإستقلال وظلت البلاد تحت الحكم العثماني ولبقيت زمنا لا يمكن تقديره ولاية تحكمها الدولة العثمانية كما كانت تحكم سائر الولايات التابعة لها يتعاقب عليها الولاة كل سنة أو سنتين كما أن مصر كنتيجة لحملة السودان قد توسع ملكها كما أنها بوصولها إلي منابع النيل قد أمنت إحتياجاتها المائية اللازمة للزراعة والرى والإستخدامات البشرية الأخرى علاوة علي إمكانية إستغلالها لزيادة إنتاجها الزراعي والحيواني نتيجة وجود مساحات شاسعة من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة وتوافر مياه الرى اللازمة لذلك في بلاد السودان علاوة علي إمكانية تجنيد عدد كبير من أبناء السودان وضمهم إلي الجيش المصرى الذى تم إنشاؤه في عهد محمد علي باشا


 
 توقيع : ابن الحته



رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
محمد , دروب , على


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 05:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010