الإهداءات | |
( همســـات التاريخ والتراث والأنساب) خاص بسيرة ومواقف حكام العرب والتراث وأنساب العرب |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||||||||
| ||||||||||||||
بربريّة تُسمّى القبيلةُ بأسماء بربريّة، مثل: زناگة، تازناخت، تازناگت ... وهم بنو زناگ بن برنس بن برّ بن سفگو بن ... بن مازيغ. قال ابن خلدون: هذا القبيل من أوفر قبائل البربر، وهو أكثر أهل المغرب لهذا العهد وما قبله، لا يكاد قطر من أقطاره يخلو من بطن من بطونهم في جبل أو بسيط، حتى لقد زعم كثير من الناس أنّهم الثلث من أمم البربر إهـ. وأمّا نسبهم، فأضافَ ابن خلدون: فإنّهم من ولد صنهاج، وهو صناگ [زناگ Zenag] بالصّاد المشمّة بالزاي، والكاف القريبة من الجيم. إلا أن العرب عرَّبَتهُ وزادت فيه الهاء بين النون والألف فصار صنهاج. وهو عند نسّابة البربر من بطون البرانس من ولد برنس بن بر إهـ. وذكر الطّبري أنّ صنهاج هو ابن يصوكان بن ميسور بن الفند بن أفريقش بن قيس الحميري القحطاني اليمني. وذكر ابن النّحوي أنّه ابن المنصور بن المصباح بن يحصب بن مالك بن عامر بن حمير الأصغر من سبأ. قال ابن حزم: لا كان لحمير طريق إلى بلاد البربر، إلا في تكاذيب مؤرخي اليمن إهـ. وأضافَ ابن خلدون: وأما المحقّقون من نسّابة البربر فيقولون هو صنهاج بن زعازع بن كيمتا بن سدّر بن مولان بن يصلين بن يبرين بن ماكسيلا بن دهيوس بن حلحال بن شرو بنمصرايم بن حام. ويزعمون أن گزّول واللّمط وهسكور إخوة صنهاج، وأن أُمّهم الأربعة تَصُگّي [تَزُگّي]، وبها يعرفون. وهي بنت زحيگ بن مادغيس، ويقال لها العرجَاء. فهذه القبائل الأربعة من القبائل إخوة لأمّ والله أعلم إهـ. وقال في موضع آخر: ولا خلاف بين نسّابة العرب أن شعوب البربر الذي قدمنا ذكرهم كلهم من البربر، إلا صنهاجة وكتامة، فإن بين نسابة العرب خلافا والمشهور أنّهم من اليمنية، وأن أفريقش لما غزا أفريقية أنزلهم بها .. وهذه كلها مزاعم. والحق الذي شهد به المواطن والعجمة أنهم بمعزل عن العرب، إلا مَا تَزعمُهُ نسَّابةُ العربِ في صنهاجة وكُتامَة. وعندي أنهم من إخوانهم [أي: البربر] والله أعلم إهـ. وظنَّ ظانٌّ أنّ قولَ ابن خلدون: وعندي أَنَّهُم مِن إِخوانِهم إهـ، أي: أنّ صنهاجَةَ وكُتامة هُم إخوانَ حِميَر من العَربِ اليَمنيَّة. وهُو مَحضُ وهمٍ، فقد أنكرَ ابنُ خلدون روايَة إفريقش، حيثُ قال: وأما القول أيضاً بأنَّهم [أي: البربر] من حِميَر من ولد النُّعمان أو من مُضر من ولد قيس عيلان فمنكر من القول، وقد أبطله إمامُ النّسابين والعلماء أبو محمد بن حزم. وقال في كتاب الجمهرة: إِدَّعت طوائف من البربر أنهم من اليمن ومن حِمير، وبعضهم ينسب إلى بربر بن قيس، وهذا كله باطل لا شك فيه. وما علم النَّسَّابون لقيس عيلان إبنا إسمه بر أصلاً، وما كان لِحِمير طريقٌ إلى بلاد البربر إلا في تكاذيب مؤرخي اليمن إهـ. وقال ابن خلدون-في المقدّمة-: ومن الأخبار الواهية للمؤرخين ما ينقلونه كافة في أخبار التبابعة ملوك اليمن وجزيرة العرب، أنهم كانوا يغزون من قراهم باليمن إلى أَفريقية والبربر من بلاد المغرب، وأن أَفريقش بن قيس بن صيفي من أعاظم ملوكهم، وكان لعهد موسى عليه السلام أَو قبله بقليل، غزا أفريقية وأَثخن في البربر، وأَنّه الذي سَمّاهم بهذا الاسم حين سمع رطانتهم، وقال: ما هذه البربرة، فأخذ هذا الإسم عنه ودعوا به من حينئذ، وأَنّه لَمّا انصرف من المغرب حجز هنالك قبائل من حمير فأقاموا بها واختلطوا بأهلها، ومنهم صنهاجة، وكتامة ومن هذا ذهب الطبري والجرجاني والمسعودي وابن الكلبي والسّهيلي إلى أن صنهاجة وكتامة من حمير وتأباه نسابة البربر، وهو الصحيح إهـ. وأمّا بطون صنهاجة فكثيرة، ذكر الإدريسي منها: بني منصور وتْمِيّة (تْماية) وگِدالة ولَمتونة وبني إبراهيم وبني تاشفين وبني محمد، وذكر ابن خلدون منها: أَنَجفة وشرطة ولَمتونة ومسوفة وگِدالة ومدّاسة وبني وارث وبني يتّيسن، وعدَّ من بطون أَنَجفة: بني مزوارت وبني سلّيب وفشتالة وملوانة، وعدَّ الإدريسي مسوفة في بطونِ لَمطَة إخوة صنهاجة. وكانت صنهاجة بعدَ دخولِهِم شمالَ أفريقيَة من ناحيَة الشّرق، استوطنوا تلول الجزائر العاصمة، ما بين مواطنِ زناتة ومواطنِ زواوة. وانحدرت منهم أُمّة إلى الجنوب في أزمنة قديمة، فكثروا بالصّحراء جنوبا حتّى عمروا ما بين غدامس في ليبيا شرقا، ونول في السّوس الأقصى من بلادِ المغرب الأقصى غربا، وبلاد السّودان جنوبا. وعمرت أُمّة أُخرى منهم جبال الأطلس (درن) في المغرب الأقصى. وبهذا تشعّبت صنهاجة إلى ثلاثة شعوب عظيمة، بقي أحدها بالجزائر وهُم القبائل الغربيّون، واستوطن الثّاني الصّحراء وهم الملَثّمون، واستوطن الثّالث الأطلس المغربي وهم البرابر. المصدر: منتدى همسات الغلا fvfvd~m "سلاماً على من ألقت الدنيا في طريقهم شوكاً فعبروا من فوقه كاتمين الشعور، متيقنين أن نهاية هذا الطريق بُستاناً" |
29-11-2019, 08:15 PM | #2 |
| صنهاجة الشّمال (الجزائر): هُم Les Maures du Nord على عهد الرّومان، وسمّاهم ابن خلدون: صنهاجة من الطّبقة الأولى، وقال: وكان أعظم قبائل صنهاجة: تلكاتة، وفيهم كان الملك الأَوّلُ، وكانت مواطنهم ما بين المغرب الأوسط وأفريقية، وهُم أهل مَدَر إهـ. ومعنى أهل مدر: أصحاب أكواخ حجارة وطين، أي: مستقرّون. وقال أيضا: كان أهل هذه الطبقة بنو تلكات بن گرت، وكانت مواطنهم بالمسيلة إلى حمزة إلى الجزائر ولمدية ومليانة إهـ. وكانت هذه المواطن تمتدّ من وادي يسّر شرقا، إلى وادي شلف غربا، إلى الحضنة وتيطري جنوبا، إلى ساحل البحر شمالاً، وتحتلّ هذه المواطن اليوم، بقايا قبيلة صنهاجة، ومن زاحَمَهُم فيها من قبائل العرب، مثل بني يزيد وحصين والعطّاف من زغبة الهلاليّين، وبقايا الثّعالبة من المعقل. وتنقسم هذه المنطقة اليوم إلى أقسامٍ، يعرف كُلٌّ منها باسم: وطن، وهذه الأقسام هي: فحص الجزائر العاصمة Banlieue d'Alger، ويتكون من: بوزريعة وبني مسّوس وزواوة وعين زبّوجة وبير خادم والقبّة والحامّة؛ وطن بني خليل، ويتكون من: السّاحل وبوفاريك والجبل؛ وطن بني موسى، ويتكون من: السّهل والجبل؛ وطن الخشنة؛ وطن يسّر؛ وطن سباو؛ وطن حمزة؛ وطن بني جعد؛ وطن بني خليفة؛ وطن السّبت. وكانت أهمّ مدن هذا الإقليم: أَشير ولَمديّة ومليانة والجزائر ومتّيجة (قزرونة، البليدة) وسوق حمزة (بويرة) ومسيلة. قال ابن خلدون: كان أهل هذه الطبقة بنو تلكان بن گرت .. وكان معهم بطون كثيرة من صنهاجة أعقابهم هنالك، من مَتنان ووانوغة وبنو عثمان وبنو مزغنّة وبنو جعد وتلكاتة وباطويَة وبنو يفاون وبنو خليل، وبعض أعقاب تلكاتة بجهات بجاية ونواحيها إهـ. وتوجد في تلكاتة الموطّنة بنواحي بجاية، فرقة تنتتسب إلى بني ماكسن بن زيري، ذكرهم ابن خلدون، فقال: وانقرض ملك بني حماد والبقاء لله وحده، ولم يبق من قبائل ماكسن إلا أوزاع بوادي بجاية ينسبون إليهم، وهم لهذا العهد في عداد الجند، ولهم إقطاع بنواحي البلد على العسكرة في جملة السلطنة مع قواده، والله وارث الأرض ومن عليها إهـ. وبقايا تلكاتة بِجايَة اليوم، هم بلا شكّ المعروفون باسم: صنهاجة، وتقع مواطُنُهُم بالضّفّة اليمنى لوادي أَقبو، قريباً من بِجاية. وذكر ابن خلدون من بطون صنهاجةِ بجاية هؤلاء: بني ورياگُل، أصحابُ قرية ملاّلة، الواقعة في جنوب غربي بجاية، فقال: كان صنهاجة هؤلاء من أعقاب تكلاتة ملوك القلعة وبجاية، نزل أوَّلوهم بوادي بجاية بين القبائل من برابرتها الكُتاميين، في مواطن بني ورياگُل منذ أول دولة الموحدين إهـ. وعندَ بني ورياگُل نزلَ مُحمد بن تومرت، مؤسس دولة الموحدين، قبل أن يعظم شأنه. قال ابنُ خلدون: وعلى عهد العزيز هذا كان وصول مهدي الموحدين إلى بجاية قافلاً من المشرق سنة 512هـ (1118م)، وغيّر بها المنكر فسعى به عند العزيز وائتمر به، فخرج إلى بني ورياگُل من صنهاجة كانوا ساكنين بوادي بجاية فأجاروه. ونزل عليهم بِملاّلة وأقام بها يدرس العلم إهـ. وقال في موضعٍ آخرَ: وتعرض يوماً لتغيير بعض المنكرات في الطرق فوقعت بسببها هيعة نكرها السلطان والخاصة وائتمروا به، فخرج منها خائفاً ولحق بملالة على فرسخ منها وبها يومئذ بنو ورياگُل من قبائل صنهاجة. وكان لهم اعتزاز ومنعة، فآووه وأجاروه. وطالبهم السلطان صاحب بجاية بإسلامه إليه، فأبوا وأسخطوه، وأقام بينهم يدرس العلم أياماً. وكان يجلس إذا فرغ على صخرة بقارعة الطريق قريباً من ديار ملاّلة، وهي لهذا العهد، معروفة إهـ. واشتهر من صنهاجة هؤلاء أيضا المدعو: يعقوب بن خلوف، قال عنهُ ابن خلدون: كان يعقوب بن خلوف ويكنى أبا عبد الرحمن، كبير صنهاجة جند السلطان، الموطنين بنواحي بجاية، وكان له مكان في الدولة، وغناء في حروبهم، ودفاع عدوّهم إهـ. وجاء في تقارير Sénatus Consulte أنّ قبيلة بني خلوف، الموطّنة بدائرة الحماديّة، في جنوب ولاية برج برعريريج، هيَ قبيلة صنهاجيّة الأصل، وأنها استقرّت في هذه المنطَقَة في (القرن 14م)، فلعلّها تكون من أعقابِ يعقوب بن خلّوف المذكور آنفاً. وكان الرّئاسة في جميعِ بطون صنهاجة الجزائر، لتلكاتة، وكان كبيرهم لعهد الأغالبة، ولاة العبّاسيين على شمال أفريقية: منّاد بن منگوش بن صنهاج الأصغر، وهو صناگ بن واسفاق بن جبريل بن يزيد بن واسلي بن سَمليل بن جعفر بن إلياس بن عثمان بن سگّاد بن تلكات بن گرت بن صنهاج الأكبر، وقال ابن خلدون: هكذا نسبه ابن النحويّ، من مؤرخي الأندلس إهـ. وقام بأمرهم من بعده إبنه زيري بن منّاد، وكان من أعظم ملوك البربر، وكانت بينه وبين مغراوة من زناتة المجاورين له من جهة المغرب الأوسط حروب وفتن طويلة، وهو الذي اختطّ مدينة أشير في سفح جبل تيطري، للتحصّن بها حيث مواطن حصين، وتقع أطلالها اليوم شمالي قصر البُخاري. واختطّ ابنه بُلُگّين (بولوغين) بأمره وعلى عهده مدينة الجزائر المنسوبة لبني مزغنة بساحل البحر، على أنقاض مدينة إِكُزيوم الفينيقية؛ ومدينة مليانة بالضّفّة الشرقية من وادي شلف، على أنقاض مدينة رومانيّة أيضا؛ ومدينة لَمدونة (لَمديّة) على أرض بطن من بطون صنهاجة بهذا الإسم. قال ابن خلدون: وهذه المدن لهذا العهد من أعظم مدن المغرب الأوسط [وهو الجزائر] إهـ. وظهرت في عَقِبِ آل منّاد الصّنهاجيّين دولتان عظيمتان، هما: دولة الزّيريين في تونس، في عقب باديس بن منصور بن بُلُگّين بن زيري بن منّاد، وكانت قاعدتها في القيروان، وكان سقوطها على يد العرب الهلاليّين؛ ودولة الحمّاديين بالجزائر، في عقب حمّاد بن بُلُگّين، وكانت قاعدتها في قلعة أبي طويل المجاورة لمسيلة، ولمّا خربت نقلوها إلى بجاية، وكان سقوطها على يد الموحدين؛ كما كانت لهم إمارة في الأندلس، في عقب حبّوس بن ماكسن بن زيري، وكانت قاعدتها في ألبيرة، ثمّ نقلوها إلى غرناطة، وكان سقوطها على يد المرابطين المُلَثّمين. وتدعي عائلة بني ماكسن بطنجة، أنّها من أعقاب بني ماكسن الأندلسيين. ومن بطون صنهاجة الأخرى التي ذكرها ابن خلدون: مليكش، سكّان سهول متيجة الأصليّون، وبقاياهم اليوم مع عرب الثعالبة، من المعقل حلفاء بني هلال، وهم مفترقون في المواطن ما بين الجبال غربي متيجة إلى مليانة. وعَدّ ابن خلدون في جبال مليكش: جبل موزاية، وسمّاه: موصاية، فيُحتمل انتماء أهل هذا الجبل اليوم إلى قبيلة مليكش. وإلى صنهاجة هؤلاء ينتسب ابن حمادو، من أهل (القرن 13م)، مؤرخ دولة بني حمّاد، المشهور. ورُبَما ينتسب إليهم فيرموس، من أهل (القرن 4م)، وهوَ زعيم قبيلةJubaleni، من المور الثائرين على الإحتلال الروماني. |
"سلاماً على من ألقت الدنيا في طريقهم شوكاً فعبروا من فوقه كاتمين الشعور، متيقنين أن نهاية هذا الطريق بُستاناً" |
29-11-2019, 08:17 PM | #3 |
| بنو خليـل: استناداً إلى E. Pellissier-في Annales Algèriennes-، فأنّ وطن بني خليل يحدّه شمالا فحص الجزائر العاصمة، وجنوبا بايليك تيطري، وشرقاً وادي الحرّاش، الذي يفصله عن وطن بني موسى، وشرقا وادي الشّفّة ووادي ماء الزّعفران، الّذان يفصلانه عن وطن السّبت. وينقسم إلى ثلاث مناطق هي: السّاحل، السّهل أو أبو فريك (بوفاريك)، والجبل إهـ. ووردَت في أرشيف ما وراء البحار، الفرنسي (AOM) أسماء بعضِ قبائلَ من بني خليل، وهيَ: أولاد شبل وگرواوة-مشدوفة وأولاد يعيش وحلّويَة وعمروس وغربة وبن تامو وملوان وبن كينة وتفّاحة. وذكرَ Pellissier أنّ ساحل وطن بني خليل هو أقرب مناطق هذا الوطن إلى فحص الجزائر العاصمة، وأنّهُ ينقسم إلى أربعة أحياء هي: أولا: حيّ أولاد فايد، ويمتدّ على طول البحر قرب سيدي فرُج، وفيه: عين قالة وسطاوالي وشراقة وأولاد فايد وحوش دشيوة؛ ثانيا: حيّ المعالمة، ويقع بين حيّ أولاد فايد وسهل متّيجة، وفيه: معالمة وحوش بن گندورة وحوش بن عمر ودخاخنة وسعديّة وبدارنة وبن شعبان وحوش توتة وحوش برّي؛ ثالثا: حيّ الدويرة، وفيه: كسارية ودويرة وأولاد منديل؛ رابعا: حيّ بن شوّة، وفيه: بن شوة وأولاد سي سليمان وأولاد بن حاج. وأمّا منطقة بوفاريك، أو سهل وطن بني خليل، فتنقسم إلى ثلاثة أحياء هي: أولا: حيّ لوطى، ويقع بين طريق البليدة ووادي الحرّاش، وفيه: أولاد شبل والغريث وسوق علي وحوش باي الغرب؛ ثانيا: حيّ المريجة، وفيه: حوش بن خليل ومراد وبوعاقب؛ ثالثا: حيّ الحمايد، ويمتدّ إلى سفوح الأطلس البليدي، وفيه: گرواوة Garwawa وحلّوقة (حلّويَة) وحوش عبريزة وحوش شاوش. وأمّا جبل وطن بني خليل، فيضمّ قبائل: بني ميسرة وبني صالح وبني مسعود. وجميع سُكّان وطن بني خليل لغتهم عربية، إلا قبائل بني ميسرة وبني صالح وبني مسعود، فلغتهم بربرية إهـ. وذكر ابن خلدون أنّ سالم بن إبراهيم، وهو من عرب الثعالبة الطارئين على سهل متيجة، كان قد لجأ إلى جبل بن ميسرة، خلال ثورته على الزّيّانيين، فقال: وأجفلت الثعالبة فلحقوا برؤوس الجبال، وامتنع سالم بجبل بني خليل. وبعث ابنه وأولياءه إلى الجزائر، فامتنعوا بها وحاصروه أياماً. ثم غلبوه على مكامنه، فانتقل إلى بني ميسرة من جبال صنهاجة إهـ. واستناداً إلى I. Urbain، فإنّ بطون بني صالح هي: الخرّاشة وأَمشاش وسعودة وتارجونة وبنو عمراس والمنشار وأبو غدّو وتيزّة وحَملالي وتازرجونت إهـ. وتُلحَقُ ببني صالح قبيلتان تعيشان قُرب بليدة، وهما: غلاّي وفرّوخة. وقَد يُقالُ إنّ بني صالح من زناتة، فإنّ لهجتهُم إلى اليوم زناتيّة، وتُخالفُ لهجة سائر القبايل. وبطون بني مسعود هي: الجرعول (جروول؟) وجرّاش والغبار وأولاد تافحي وأولاد سيدي سالم وأولاد عُمر وأولاد أبي علي والعنصر. وفروع بني ميسرة هي: بنو موسي وأبو كنانة وأولاد عابد وتيگَرت وودغار وبن كينة وبنو مونس الواد وبنو رباح (رباع؟) وشُرفة وزوگاية وزاوية أبي معين وتيبرّانين أهـ متنـان: وهو اسم جمع لِلعَلَم: متنة، وتقع مواطنُهُم في وطن إخوتهم بني جعد، بالجبال الواقعة غربي جبال وانوغة، والممتدّة شمال غربي البويرة، حيث توجد فيها اليوم غابة باسمهم. وذكر البكري في (القرن 11م) فرقة من متنة في الرّصافة وكدية تافوغالت، الواقعتين بين مدينتي سبتة وطنجة، في المغرب الأقصى. --بنو جعـد (الجعادة): استنادا إلى E. Pellissier وCarette وReynaud، فإنّ وطن بني جعد تحدّه من الشّمال قبائلُ الخشنة والزّواتنة (أهل وادي الزّيتون)، ومن الغرب قبائلُ بني خليفة وبني موسى، ومن الجنوب قبائلُ بني سليم وغريب، ومن الشّرق قبائل: بنو خلفون ونزليوة وحرشاوة، القبائليّة، وتسكنُ هذا الوطنَ بقايا قبيلة بني جعد، ويتكلّمون العربيّة، وفيهم إلى اليَوم فرقة تُسَمّى: صنهاجة، وتتكلّم البربريّة القبائليّة، وتساكُنُهم في هذا الوطن قبيلة گُشطولة Guchtola الزّواويّة (إيگوشظال) القبائليّة، ويُساكنُهُم فيه أيضا إخوتهم متنان. وبُطونُ بني جعد هي: بنو عمران الشّرفة وبنو بلقاسم وصنهاجة ومتنان وبنو سليم وأولاد سيدي سليم وأولاد إبراهيم. وذكر Carette فرقة من بني جعد، موطّنة بجنوب غربي بجاية، بالضفة اليمنى لوادي الصّومام. --بنو باطويَـة: مواطَنُ الجمهور من باطويَة بِسهل گارت، الذي يُشكّل القسم الشرقي من إقليم الرّيف في المغرب الأقصى (أنظُر تحت عُنوان: صنهاجة الأطلس)، وذكرناهُم هنا اقتداءا بابن خلدون، لوجود فرعٍ منهُم بتُراب دولة الجزائر، وهُم القبيلة المشهورة الموطّنة جنوبي أَرزو، شمال غربي وهران، في الغرب الجزائري. ويتكلم أفراد هذه القبيلة البربرية إلى يومنا هذا، وتُسمّى باطويَة أيضا، ويُسَمّيها العامّة: بَطّيوة. وجاء في المقال المنشور في المجلّة الأفريقيّة، الذي كتبه A. Berbrugger أنّ بطيوة قبيلة قبائلية، أي: بربرية، تعيش على أنقاض مدينة أَرزو القديمة (الأثريّة)، وأضاف صاحب المقال: أنّ شيخ القبيلة المدعو: محمّد بلحاجّ بن داود، أخبره أنّ أصل قبيلته من المغرب الأقصى، وأنّهُ منذ ألف سنة، أي قبل زمن ابن خلدون بأربعة قرون، كانت القبيلَةُ تعيش على مسافة يوم من غربي مدينة مليليّة، وأنها استقرت عندَ قدومها إلى إمارة الجزائر أوّلَ الأمرِ، في نواحي مدينة مستغانم، وأخيرا استوطنت أرزو القديم، الذي يُسَمّى اليوم: بطّيوة، والذي يقع جنوب شرقي ميناء أرزو الفرنسي، أي: أرزو الحالي. وقد ظبطَ الكُتّابُ العربُ، منهُم البكري لفظة أرزو هكذا، وهو الأصوب، وتُرسَمُ اليَوم: أرزيو، منقولَة منَ الفرنسيّة. --وانوغـة: ورد في ترجمة الكاتب الفرنسي De Slane، للقسم الخاص بالبربر، من تاريخ ابن خلدون، أنّ وانوغة هي سلسلة الجبال التي تمتد مابين صور الغزلان وجبال البيبان إهـ، وتمتدّ هذه السّلسلة في بلدية بن داود، وجزء من بلديّتَي: منصورة والمهير، من ولاية برج بوعريريج؛ وبلدية وانوغة، من ولاية مسيلة. وتعيش في هذه الجبال قبائل كثيرة، بعضها بربري وبعضها عربي، ذكر منها Carette: كسنّة وأولاد مسلم وبنو يَلمان والسمّة (سمّاع؟) وأولاد طريف وأولاد جلال وأولاد سلامة والخرابشة وأهل الدار البيضاء وأولاد دعان وأولاد علي والسّلاطنة وأولاد سي علي بن يحيى وفضالة وبني وگاگ Weggag وأولاد قبيلة وأهل السبخة وأهل القصر، وذكر منها الرّحّالة الإنگليزي Shaw: أولاد بوبيد؟ وأولاد بلّيل. وتوجد بجبل أوراس اليوم، قبيلَة شاويّة مشهورة، تُسمّى: بني فضالة، وتمتدّ مواطنها على وادٍ يقع جنوب غربي مدينة باتنة، مُسَمّى باسمهم. واستناداً إلى قرارات Sénatus Consultes، فإنّ هذه القبيلة تنحدرُ من قبيلة بني فضالة من قبائل وانوغة، بجبال البيبان، وقد حرّفها Delartigue-في: Monographie de l'Aurès-إلى: واد نوغ. --بنو عُثمـان: توجد قبيلة قبائليّة تُسمّى باسمهم، وتقطن مدينة تابلات، في جبال صنهاجة، جنوب شرقي بليدة، جنوب غربي الأخضريّة، من ولاية لَمديّة. --أهل وطن السبت: استنادا إلى E. Pellissier، فإنّ وطن السّبت هو أوسع الأوطان في تلول الجزائر العاصمة، فهو يمتدّ حتّى مدينة مليانة: يحدّه شمالاً البحر، وغرباً زناتة بني مناصر، وشرقاً وطن بني خليل. ويضم الوطن السّهل والجبل. فأمّا الجبل، فيضُمّ قبائل: موزاية وسوماتة وبني منّاد وبني بوحلوان. فأمّا موزاية، فقبيلة بربريّة قويّة، ذكر Pellissier أنّ مواطنها تقعُ غربي مواطن بني صالح، في وطن بني خليل، وتمتدّ على سفوح جبل معروف بها، ويفصلها عن قبيلة سوماتة، الطّريق الرّابط بين لَمديّة والبليدة. وعَدّ ابن خلدون في جبال قبيلة مليكش الصّنهاجيّة: جبل موزاية، وسمّاه: موصاية. فيُحتمل انتماء أهل هذا الجبل اليوم إلى قبيلة مليكش. واستناداً إلى F. Pharaon، فإنّ بُطونها هي: تادينارت وابن عطالي (أتالي؟) وأبو علاهُم وزدّينة وهاشم ووانفوف والفكايريّة وأولاد حسين والقسايْميّة والشّمامعة والسخايزيّة والكتيوة وأولاد سي عمّار وأحمر العين وبنو علي الحاجّ وتاحيلارس. وأمّا سوماتة، فقبيلة بربريّة عريقة، عَدّها ابنُ حزم وابنُ خلدون في بطون قبيل نفزاوة العظيم، الموطّن بالجريد التّونسي، وقد ذكرناها بشَيء من التّفصيل في كلامنا عن البربر البُتر، يْمَدغاسَن. وشمال غربي سوماتة، وشمالي بوحلوان وريغة زكّار، وشرقي بني مناصر، وعلى عشرينَ كيلومتراً جنوب شرقي شرشال، تقع مواطن قبيلة بني منّاد، وهي قبيلة بربريّة تنقسم على أربعَةَ عَشَرَ حيٍّ، أهمُّها: السّاحل وبني مريتز وجبابرة وأهل المريجة والحمّام. وإلى هذه القبيلة ينتسب ملوك بني زيري وبني حمّاد الصنهاجيين، وإلى بني زيري منهم، ينتسب الإمام المجدد عبد الحميد ابن باديس، فجدّه هُو السلطان المعز بن باديس الذي هزمه الهلاليون لأول دُخولهم إلى بلاد المغرب، فاستوطنَ عَقِبُهُ مدينة قسنطينة الهواء (قُسطَنكينيّة كُتامَة). أمّا بوحلوان، فهو إقليم يحدّه بنو منّاد من الشّمال، وجندل من الجنوب، وريغةُ زكّار من الجنوب والغرب، وسوماتة من الشّرق والشّمال الشّرقي، وتسكُنُه قبائل عربيّة، كانت على عهد الأتراك العُثمانيّين تُشكّل فرقة الزّمول (القافلة) العسكريّة. ويضمّ سهل وطن السّبت في متيجة، قبيلة حجّوط الكبيرة، وثلاث قبائل أخرى صغيرة، وهي: أولاد حميدان وزناگرة (زناخرة؟) وبنو علاّل. وهذه القبائل الصّغيرة الثّلاث جاءت من الصّحراء، واستقرّت منذ قرون في سهل متّيجة. ويَمرّ بإقليم أولاد حميدان الطّريق المُؤدّي إلى الغرب الجزائري، ويقع إقليمهم بالضّفة اليُمنى لوادي جرّ. ويقع إقليم الزناگرة بالضّفة الأخرى لنفس الوادي، ويمتدّ إلى حدود إقليم بني مناصر الزّناتيين، وقد ذكر Carette أن اسمهُم قريب من اسم زناگة، التّسميّة البربريّة لصنهاجة، مما قد يُؤكّد أنهم صنهاجيّون. في حين يقع إقليم بني علاّل بين وادي الشّفّة وأولاد حميدان. --أهل وطن بني موسى: استنادا إلى E. Pellissier، فإنّ وطن بني موسى، رغم أنّه هو أضيق الأوطان، فإنّه أجملها وأغناها. يحدّه شمالا الفحص، وجنوبا وطن بني خليفة، وغربا وادي الحرّاش، الذي يفصلُهُ عن وطن بني خليل، وشرقا وطن الخشنة (بني خشين)، وينقسم أيضا إلى سهل وجبل. فالسّهل ينقسم إلى مائة وواحد من الأحواش (مُفردُها: وحوش، وتعني: مزرعة)، موزّعة على سبعة أحياء، وهي: الشّراعبة (الشّرّابة؟) وأولاد حميرات وأولاد حامد وأولاد سلامة والمرابعة (الشّرّاقة والغرّابة) وبنو حورلي. وينقسم الجبل إلى سبعة أحياء أيضا، وهي: بنو عزّون وبنو محمد وبنو كشميط وبنو زرقين وبنو عطيّة وبنو جليد وبنو غمد. ويعيش في هذا الوطن اليوم بقايا فرعين مشهورين من بربر صنهاجة، ذكرهما الإدريسي في (القرن 12م)، وهما: بنو تاشفين وبنو محمّد. --أهل وطن حمزة: قال البكري في (القرن 11م): وسوق حمزة مدينة عليها سور وخندق، وبها آبار عذبة، وهي لصنهاجة، نزلها حمزة بن الحسن وبناها إهـ. وحمزة بن الحسن العلوي، هو حمزة بن الحسن بن سليمان بن الحسين بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي ابن أبي طالب-رضي الله عنهما-. واستنادا إلى E. Pellissier، فإنّ وطن حمزة يضمّ اليوم قبائل: بن العزاز (بلعزّاز) وبني علّة وأولاد مدّور، البربريّة، وتعيش معهم قبيلة أولاد بلّيل العربيّة، ثُمّ غزته مؤخّرا قبيلة أولاد ماضي القويّة، وهيَ من العرب الرُّحَل. ويذكر ابن خلدون أنّ خراب مملكة هاز التي كانت قائمة بوطن حمزة، كان على يد جوهر الصّقلبي (الصّقلّي)، قائد العبيديين الفاطميّين الشّيعة، ثُمّ قال: وحمل بني حمزة منهم إلى القيروان، وبقيت منهم بقايا في الجبال والأطراف فهم معروفون هناك عند البربر إهـ. وما زالت لهؤلاء الأشراف بقايا في جبال القبائل اليوم. ويذكر E. Pellissier أنّ القلعة المُسمّاة بُرج حمزة، قد بُنيت على أنقاض مدينة Auzia الرّومانيّة، وأنّ العرب يُسمّون هذه الأنقاض: صُوَر الغزلان. --سُكّان مدينة لَمديّة وجبل تيطري: ذكر ابنُ خلدون مدينة لَمديّة، فقال: فيها قبائل من صنهاجة يعرفون بلمدية وإليهم تنسب إهـ، وقال في موضع آخر: ولَمديّة قبيل من بطون صنهاجة سميت البلد بهم إهـ، وقال أيضا: حصن لَمدية، وهو المسمى بأهله لَمدية-بفتح اللام والميم وكسر الدال وتشديد الياء بعدها وهاء النسب آخرها-وهم بطن من بطون صنهاجة. وكان المختط لها بلگّين بن زيري إهـ. وسمّاها في موضع آخر: لَمدونة، فقال: ومدينة لَمدونة. وهم بطن من بطون صنهاجَة إهـ. وكانت هذه المدينة قاعدة بايليك تيطري، الذي كان ينقسم على عهد الأتراك العُثمانيّين إلى واحدٍ وعشرينَ وطناً، منها سبعة أوطان تحيط بمدينة لَمديّة، وهي: بني حسن وحسن بن علي وبني يعقوب ووزرة ووامري وريغة وهوَارة. وقد أشار ابن خلدون إلى بني حسن، وسَمّاهُم كبار صنهاجة، وذكر أن بطون بني يزيد من زُغبة، من عرب بني هلال، قد استوطنت بلاد صنهاجة، مثل: الدّهوس وسهل حمزة وبني حسن، فيُحتملُ أنّهُم هؤلاء أو غيرُهُم، ويذهبُ De Slane إلى أنّهم ليسوا هُم، وإنّما المقصودون هُنا هُم بنو حَسَن المقيمون بنواحي بِجاية. وذكر Carette فرقة من صنهاجة ما زالت باسمِها، مندرجَةً في قبيلة ريغة القمانة، الموطّنة في جبل تيطري، حول مدينة لَمدية. --بنو مزغنّـة: جاء في هامش ترجمة De Slaneللقسم الخاصّ بتاريخ البربر، من تاريخ ابن خلدون، هذه العبارة: بنو مزغنّة يقيمون، إلى يومنا هذا، في أَغاليك بني جعد، على إحدى عَشَرَ مرحلة جنوب شرقي الجزائر إهـ. بينما يذكر Carette أنّهم اندثروا بفعل الحروب والصراعات، وخلعوا اسمهم على جبل بالمجرى الأعلى لوادي يسّر، وهُوَ من ضمن المزارات المقصودة. وتوجدُ في بلادِ زواوة، بالقبائلِ الكُبرى، ما بينَ دلّس ورأس دلّس، غابة تُسمّة مزغنّة! |
"سلاماً على من ألقت الدنيا في طريقهم شوكاً فعبروا من فوقه كاتمين الشعور، متيقنين أن نهاية هذا الطريق بُستاناً" |
29-11-2019, 09:43 PM | #5 |
| سلمت يدآك على روعة الطرح وسلم لنآ ذوقك الراقي على جمال الاختيار .. لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير .. اسأل البآري لك سعآدة دائمة .. ودي وتقديري لسموك ♥ ميوره ♥ |
وحدك يالله تدرك عمق ما أشعر به فكن معي دائما _ _ _ _ يبقى الكتمان مريح رغم انه مؤذي داخليا _ _ _ _ اشعر بخيبه مثل ذالك السجين الذي سمحوا له بالزياره مرا واحد في السنه ولم يأتي احد لزيارته |
29-11-2019, 11:06 PM | #6 |
| سلم ذوقك واختيارك ربي يعطيك العافيه وما ننحرم من جمال طرحك لروحك |
|
30-11-2019, 04:40 PM | #7 |
| مَوْضُوٌعْ فِيٍ قَمّةْ الْرَوُعَهْ لَطَالمَا كَانَتْ مَواضِيعَكْ مُتمَيّزهَ لاَ عَدِمَنَا هَذَا الْتّمِيزْ وَ رَوْعَةْ الأخَتِيارْ دُمتْ لَنَا وَدَامَ تَأَلُقَكْ الْدّائِمْ |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
بربريّة |
| |