العربان كانوا هنا ( بقلمي ) ..

في دولة أوربية أُعجب بعض السياح ( العربان ) بإحدى الحدائق
فقاموا بإنزال الفُرش والحطب وأدوات الطبخ ولوازمه وأباريق
الشاي ودلال القهوة وما أن هموا بإشعال النار حتى تجمع عليهم
بعض سكان تلك الدولة ومنعوهم واتصلوا بالشرطة التي حضرت
وطلبت منهم إخراج تلك الأشياء من الحديقة وأجبرتهم على الالتزام
بالنظام والمحافظة على البيئة . أولئك العربان كانوا يتوقعون أنهم في
إحدى الحدائق أو الروضات أو الشواطئ أو المنتزهات في بلادهم حيث
يمارسون شتى أنواع ( الفوضى ) والعبث وترك ( المخلفات ) ومغادرة
المكان وتركه وهو أسوء مما كان بالرغم من وجود ( الحاويات ) مختلفة
الأحجام والموضوعه في أرجاء المنتزهات وماعلى مرتادي تلك الأماكن إلاٌ
وضع ( نفاياتهم ) فيها وهم مغادرين إلى درجة أنه توزع أكياس النفايات
على المرتادين من قبل عمال النظافة مجاناً فقط ضع نفاياتك وأربطها
جيداَ وإن تكاسلت من وضعها في الحاويات فدعها في مكانها وسيأتي
عمال النظافة لاحقاً لجمعها وإخراجها من المكان اعتقد أن هذا عمل سهل ..
أخرج إلى مكتبي في الصباح الباكر وفي طريقي أمر بحديقة الحي وأرى
عمال الحديقة وهم يجمعون أنواع شتى من ( المخلفات ) ما بين بقايا
أطعمة وزجاجات وأكياس وأكواب ورقية الخ ... كل هذا تركه رواد
الحديقة في الليل والذين تكثر نفاياتهم في الإجازات والعطل الأسبوعية ..
أتناقش مع بعض الأقارب والأصدقاء عن سبب هذا ( التخلف ) والسلوك
الفوضوي فيرجعون هذا إلى انعدام ( الوعي ) الحضاري وبعضهم يُرجع
هذا إلى أنهم اعتادوا في بيوتهم على وجود ( شغالات ) يقمن بتنظيف
الأماكن وترتيبها ويقترح أحدهم حلاً مؤقتاً للمشكلة بأن يأتوا بشغالاتهم
معهم للقيام بدورهن أيضاً خارج المنزل حتى إشعار آخر ربما يرتقي فيه
العربان ويلحقوا بركب الحضارة الإنسانية التي حث عليها ديننا الإسلامي ..
بقلمي ..