تعرف على أفضل مشروب صحي صباحي

الكثيرون منا لا يتمكنون من القيام بأي نشاط ذهني أو جسدي صباحاً، قبل ارتشاف فنجان القهوة المعهود. فالقهوة بالنسبة لهم الترياق الذي لا بد منه لتبديد آثار النوم، وإيقاظ الحواس. غير أن بديل القهوة الصحي متوافر وبسيط، وهو لا يمنحنا دفعة من الطاقة والنشاط وحسب، بل يمدنا بالعديد من الفوائد الصحية الأخرى. ويكفي لإعداد هذا الشراب تدفئة مقدار كوب من الماء النقي، واضافة عصير نصف ليمونة حامضة طازجة إليه (لا يجب استخدام العصير الجاهز الذي يباع في زجاجات)، واحتساؤه بعد فترة قصيرة من الاستيقاظ، وقبل تناول أي طعام أو شراب آخر. والواقع أن عادة شرب الماء الدافئ مع الليمون الحامض عند الاستيقاظ صباحاً تعود إلى آلاف السنين، فقد عرف الناس منذ القدم أن هذا الشراب ينقي جسمهم ويشفيهم ويؤثر إيجاباً في صحتهم على المدى الطويل. فالحامض واحد من أكثر المنتجات الطبيعية قدرة على مكافحة الجراثيم والفيروسات، وعلى تقوية مناعة الجسم وتنقيته من السموم.

ونستعرض معكم في هذا المقال أبرز الفوائد الصحية التي تحصل عليها في حال داومت على تناول هذا الشراب يومياً:

1. تحسين صحة الجهاز الهضمي

من المعروف أن معظم الأمراض تنطلق من المعدة والجهاز الهضمي (المعدة بيت الدواء)، فقد أظهرت الأبحاث أن البيئة المعوية غير الصحية تؤثر سلباً في الجهاز المناعي، وتؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض.

وشرب الماء بالحامض الغني بفيتامين C، خاصة قبل تناول الطعام صباحاً، يساعد الجهاز الهضمي عن طريق تحفيز إنتاج حامض الـ هيدروكلوريك، وهو عنصر أساسي تحتاج اليه المعدة للهضم. كذلك فإن دخول الماء الدافئ مع عصير الحامض الى الجهاز الهضمي قبل الأكل في الصباح يساعد على تفكيك وتحليل الفضلات الراكدة فيه، ويُخلص الأمعاء من السموم. فالحامض على المستوى الخلوي، يتمتع بتركيبة قريبة من تركيبة اللعاب الذي يُحفز الكبد على إنتاج العصارة الصفراء، التي تحتاج إليها الأمعاء للتخلص من الفضلات والسموم. وهو يساعد على تعزيز إفراز العصارات الهضمية الأخرى، ويخفف من حدة أعراض واضطرابات هضمية كثيرة، مثل عسر الهضم، وحرقة المعدة، التجشؤ وانتفاخ البطن. والحامض يحتوي على ألياف البكتين التي تلعب دوراً مهماً في صحة القولون. ولكن يجب تناول لب الحامض مع العصير للحصول على الكمية الكافية منها. كذلك يُعتبر الماء الفاتر مع الحامض أفضل العلاجات الطبيعية التي تُخلصنا من الإمساك. فالماء يُساعد على تطرية البُراز ويُعزز قدرة الجهاز الهضمي على القيام بوظائفه. كذلك، فإن حمض الـ سيتريك الموجود في الليمون الحامض، يُحفز وينشط حركة الأمعاء التي تطرد فضلات الطعام من القولون. وهو يقوي الكبد عن طريق توفير الطاقة اللازمة لأنزيماته، خاصة عندما يكون تركيزها منخفضاً جداً، كما يساعد على توازن مستويات الكالسيوم والأكسجين فيه.

2. تقوية قدرات الجهاز المناعي

يُعتبر الحامض من أغنى الثمار بالمواد الكيميائية النباتية المفيدة، مضادات الأكسدة، فيتامين C، البوتاسيوم، المغنيزيوم، حمض السيتريك، الفولات والبكتين، وجميعها تُعزز قدرة الجهاز المناعي على مكافحة الأمراض وتكبح مفعول الجزيئات الحرة. ويساعد فيتامين C على تحسين عملية إمتصاص الحديد في الجسم، ويلعب هذا المعدن الأساسي دوراً مهماً في أداء الجهاز المناعي. ومن الجدير بالذكر أن 100 ملل من عصير الحامض، يزودنا بنحو 77% من حاجتنا اليومية من فيتامين C، الذي يحتل مرتبة متقدمة على لائحة أبرز العناصر الطبيعية التي تقوي مناعة الإنسان.

3. تنظيم مستويات سكر الدم

الحامض غني بالـ فلافونويدات، وهي مادة طبيعية فاعلة تمنحه لونه الأصفر، وتتميز بقدرتها الطبيعية على تحفيز إنتاج الـ أنسولين في الجسم، مما يساعد على تنظيم مستويات سكر الدم. وبالتالي التخفيف من إمكانية الإصابة بمرض السكري.

4. تنقية الجسم من السموم

يساعد حمض الـ سيتريك الموجود في الحامض على تنقية القولون والمرارة والكبد وتخليصها من السموم، وإخراج المواد الضارة من الجسم قبل أن يُعاد امتصاصها من جديد. فهو يسهل عملية طرد المواد غير المرغوب فيها من الجسم، ويعود ذلك جزئياً الى كونه مُداراً للبول. فزيادة مرات التبول خلال النهار تعني التخلص من المواد السامة بسرعة، مما يساعد على الحفاظ على صحة المسالك البولية، ووقاية أجهزة الجسم كافة من تأثيراتها السلبية. كذلك فإن الحامض يساعد على تعزيز وظائف الأنزيمات، مما ينشط الكبد ويعزز قدرته على أداء وظائفه المتعلقة بتنقية الجسم.

5. تنظيم التوازن الحمضي - القلوي

على الرغم من أن الليمون حمضي بطبيعته، إلا أن تأثيره في الجسم يصبح قلوياً عندما يصل الى مجرى الدم، وهو لا يخلق بيئة حمضية في الجسم عندما يتم أيضه. والليمون الحامض يحتوي على حامض الـ أستوربيك إضافة إلى حمض الـ سيتريك، وهما حامضان لطيفان يتم أيضهما بسهولة، مما يسمح لمحتويات الليمون الحامض من أملاح معدنية، بالمساعدة على استتاب بيئة قلوية في الجسم. ومن المعروف أن هيمنة البيئة الحمضية في الجسم، تزيد من خطر الإصابة بالأمراض. ويؤكد الخبراء أن التعود على شرب الماء بالحامض يومياً، يعمل على خفض مستويات الحموضة في الجسم وعلى تغليب البيئة القلوية، مما يساعد بدوره على تجنب الكثير من الأمراض. فمن المعروف أن الجراثيم والطفيليات تعيش في البيئة الحمضية. لذلك فإن شرب الماء بالحامض يساعد على طردها والقضاء عليها.

من جهة ثانية، تبين أن الأشخاص الذين يُحافظون على بيئة قلوية في أجسامهم، ينجحون في التخلص من الوزن الزائد قبل غيرهم. ومن المستحسن تجنب اضافة العسل، أو شراب القيقب، أو أي مادة تحلية أخرى الى الماء بعصير الحامض، لأن لذلك تأثيراً معاكساً تماماً، أي أن شربه يؤدي الى رفع مستويات الحموضة في الجسم.

6. رفع مستويات الطاقة

يحصل الإنسان على الطاقة من الجزيئات والذرات التي تتألف منها الأطعمة والمشروبات التي يتناولها. وعندما تدخل جزيئات الطعام المشحونة إيجاباً الى الجهاز الهضمي، تتفاعل مع الإنزيمات المشحونة سلباً، وتؤدي هذه التفاعلات الى إنتاج الطاقة. والحامض هو واحد من الأطعمة القليلة التي تحتوي على أكبر نسبة من الأيونات المشحونة سلباً، الأمر الذي يؤمن للجسم قدراً اكبر من الطاقة عندما تدخل الجهاز الهضمي. وقد أظهرت الأبحاث أن تأثير تناول الحامض صباحاً لا يقل عن تأثير الكافيين في القهوة، فهو يمدنا بالقدر نفسه من النشاط. كذلك، فإن رائحة الحامض تساعد على تحسين المزاج وتنشيط الجسم، وعلى التخفيف من القلق والإكتئاب. من جهة أخرى يحتوي الحامض على البوتاسيوم الذي يعتبر من أفضل أغذية الدماغ والخلايا العصبية، فتناوله لا ينشط الجسم فحسب، بل ينشط الذهن والجهاز العصبي أيضاً. كذلك تبين أن عادة شرب الماء الدافئ مع حامض الليمون يومياً يفيد بشكل خاص الأشخاص الناشطين بدنياً وخاصة الرياضيين، فهو يساعد على إعادة تزويد الجسم بالأملاح التي يفقدها، خاصة بعد ممارسة التمارين الرياضية القوية.

7. مكافحة الخلايا السرطانية

يساعد حامض الليمون على مكافحة أكسدة الخلايا وحمايتها من الأضرار التي تلحقها بها الجزيئات الحرة، وهي واحدة من العوامل الرئيسية المسؤولة عن الإصابة بالسرطان. ويحتوي الحامض أيضاً على الـ بكتين، الذي أظهرت الدراسات أنه يمكن أن يقي الإنسان من الإصابة من سرطان القولون.

8. تحسين صحة القلب

البوتاسيوم الموجود في حامض الليمون عنصر أساسي لتعزيز صحة القلب، وللوقاية من أمراض القلب المرتبطة بارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الكوليسترول الضار، واضطراب إيقاع ضربات القلب. فالبوتاسيوم معروف بقدرته على خفض ارتفاع ضغط الدم، عن طريق التخلص من الصوديوم الزائد في الجسم. وشرب الماء بالليمون الحامض يُسهم في الحفاظ على مستويات رطوبة الجسم، وهو عامل ضروري جداً لتفادي ارتفاع ضغط الدم. ومن جهته يساعد فيتامين C على زيادة سيلان الدم، ويخفف من تشكل الجلطات الدموية.

9. توفير الرطوبة للجهاز اللفاوي

تعتبر تنقية الجسم وتخليصه من الفضلات والسموم من أبرز مهمات الجهاز اللمفاوي، لكنه لا يتمكن من أدائها بفاعلية، إلا إذا زودناه بما يكفي من الماء. والماء بحامض الليمون يوفر له إضافة الى الرطوبة الضرورية، البيئة القلوية الصحية التي تنشط وظائفه. وقد تبين أن التعود على شرب الماء بالحامض يومياً، يحول دون خُمول الجهاز الليمفاوي، ويقينا الإحساس بالتعب ومعاناة الإمساك، وتراجع الصفاء الذهني، والإحساس بالتوتر، وضعف القدرات المناعية.

10. تخفيف أعراض الربو

صحيح أن الحامض وحده لا يكفي لعلاج الربو، لكنه يساعد على التخفيف من حدة الأعراض. ويُعتبر الحامض واحداً من أفضل العلاجات الطبيعية للربو، وذلك بسبب غناه بفيتامين C، وهو مضاد أكسدة قوي يكافح الجزيئات الحرة التي تسبب انقباض العضلات الدقيقة في مجاري التنفس وتضيقها، وهي أحد أعراض الربو. كذلك يُعتبر هذا الفيتامين مضاداً ممتازاً للإلتهابات، ويستخدم عادة كعلاج مكمل للمصابين بالربو واضطرابات الجهاز التنفسي الأخرى. ويُساعد حمض الـ سيتريك في الحامض، على تنقية الجهاز التنفسي من البلغم والإفرازات المخاطية. وإضافة إلى فيتاميناته، يحتوي الحامض على مواد تدعى "سابونينز" تتمتع بخصائص مضادة للجراثيم، وتلعب دوراً في وقايتنا من الرشح والإنفلونزا والالتهابات التي تُرافقها.

11. تنقية البشرة

يساعد فيتامين C ومضادات الأكسدة الأخرى في الحامض، على التخفيف من التجاعيد والبثور ومقاومة الأضرار التي تُلحقها الجزيئات الحرة بالبشرة. ويلعب فيتامين C دوراً حيوياً في الحفاظ على صحة الجلد، وتساعد طبيعته القلوية على القضاء على بعض أنواع الجرائيم التي تسبب حب الشباب. والماء بالحامض الذي ينقي الدم من المواد السامة، يساعد على الحفاظ على نقاء البشرة وخلوها من الشوائب، ويساعدها على التمتع بالرونق والشباب.

12. مكافحة رائحة الفم الكريهة

يقضي الماء بالحامض على الجراثيم التي تسبب رائحة الفم الكريهة، وخاصة في اللثة. كذلك، فإنه ينقي الكبد من المواد السامة التي يُفرزها عندما يتعرض للإرهاق والإجهاد، وهي مواد ذات رائحة كريهة تدخل مجرى الدم والرئتين وتصل الى الفم. ولكن يجب الإنتباه الى ضرورة غسل الفم جيداً بالماء النقي بعد شرب الماء بالحامض، وذلك لأزالة آثار الحامض على الأسنان، لأن ملامسة الحامض المباشرة للأسنان يومياً قد تُلحق الضرر بميناء الأسنان. ومن المهم تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون قبل شرب الماء بالحامض، ثم الإكتفاء بغسل الفم بالماء بعده.