#1
| |||||||||||||
| |||||||||||||
النفس المطمئنَّة: النفس المطمئنَّة: هي إحدى درجات النَّفس الإنسانيَّة، التي ترتقي بأعمالِها من حال النَّفس الأمَّارة بالسوء، حتَّى تصل إلى مرتبة الاطمِئْنان. والطمأنينة: هي سكون القلب إلى الشيء، وعدم اضطِرابه وقلقه؛ قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((البرُّ: ما اطمأنَّ إليْه القلب))؛ أي: سكن إليْه، وزال عنه اضطِرابه وقلقه. وجعل الله - سبحانه - الطمأنينة في قلوب المؤمنين ونفوسهم، وجعل الغِبْطة والبشارة بدُخُول الجنَّة لأهل الطمأنينة، فطوبى لهم وحسن مآب. والطمأنينة: سكونٌ يُثْمر السَّكينة والأمن. والفرق بين الطُّمأنينة والسكينة: أنَّ الطمأنينة أعمُّ وأشمل، وتكون في العلم واليقين؛ ولهذا اطمأنَّت القلوب بالقرآن، أمَّا السكنية، فإنَّها ثبات القلْب عند هجوم المخاوف عليْه، وسكونه وزوال قلقِه واضطرابه. والنفس المطمئنة: هي النفس التي سكنت واستقرَّت في مقام الاطمئنان والسَّكينة والأمن. وتَمتاز النَّفس المطمئنة بالسَّكينة، والتَّواضع، والإيثار، والرِّضا، والصبر على الابتِلاء، والتوكل، وتَسير بمقتضى الإيمان إلى التوحيد والإحسان، والبر والتقوى، والصبر والتوبة، والإقبال على الله. والنَّفس المطمئنَّة: هي النفس التي تجد أمْنَها وسكينَتَها مع ذكر الله؛ {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّ هِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ} [الرعد: 28]؛ أي: تطيب وتركَن إلى جانب الله، وتسكُن عند ذِكْره، وترضى به مولًى ونصيرًا. ثم يؤكِّد - سبحانه -: أنَّ اطمِئْنان القلوب لا يتمُّ إلا بذِكْره؛ ورُوي: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال لرجُل: ((قل: اللهُمَّ إني أسألُك نفسًا بك مطمئنَّة، تؤمن بلقائِك ، وترضى بقضائِك، وتقنع بعطائك))؛ أخرجَه الحافظ ابنُ عساكر. والنَّفس المطمئنَّة: نفس متوازنة، متفاعلة، متكامِلة الجوانب، لا يغلب عليها الحسُّ، فتتصرَّف وفقًا لغرائزِها، ولا يطغى عليْها العقْل، فتتصرَّف وفْقًا لمقولات مجرَّدة منطقيَّة؛ إنَّما هي تتصرَّف وفْقًا لإرادةٍ حرَّة من خلال أشْكال جماليَّة :* عمل فني، عمل أخلاقي، عمل علمي. وصاحب النفس المطمئنة اذا مرض ولم يفلح الطب في علاجه* قال في نفسه هو خير* واذا احترقت زراعته من الجفاف ولم تنجح* وسائله في تجنب الكارثة.. فهي خير* وسوف يعوضه الله خيرا منها.. واذا فشل في حبه* قال في نفسه حب فاشل خير من زيجة فاشلة* فاذا فشل زواجه* قال في نفسه الحمد لله أخذت الشر وراحت* والوحدة خير لصاحبها من جليس السوء* وإذا أفلست تجارته قال الحمد لله لعل الله* قد علم أن الغنى سوف يفسدني وأن مكاسب* الدنيا ستكون خسارة علي في الآخرة* واذا مات له عزيز* قال الحمدلله* فالله أولى بنا من أنفسنا* وهو الوحيد الذي يعلم متى تكون الزيادة* في أعمارنا خيرا لنا ومتى تكون شرا علينا* سبحانه لا يسأل عما فعل وهذه النفس المؤمنة لا تعرف داء الاكتئاب* فهي على العكس نفس متفائلة تؤمن بأنه لا وجود للكرب مادام هناك رب* وأن العدل في متناولنا مادام هناك عادل* وأن باب الرجاء مفتوح على مصراعيه* مادام المرتجى والقادر حيا لا يموت* والنفس المؤمنة في دهشة طفولية دائمة من آيات القدرة حولها* وهي في نشوة من الجمال الذي تراه في كل شيء* ومن ابداع البديع الذي ترى آثاره في العوالم* من المجرات الكبرى الى الذرات الصغرى* الى الالكترونات المتناهية في الصغر* وكلما اتسعت مساحة العلم اتسع أمامها* مجال الادهاش وتضاعفت النشوة* فهي لهذا لا تعرف الملل ولا تعرف البلادة أو الكآبة* وشعارها دائماً : { وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }* [البقرة: 216 } . المصدر: منتدى همسات الغلا hgkts hgl'lzk~Qm: |