#1
| |||||||||||||
| |||||||||||||
دعوة صادقة لمحاسبة النفس ذكر الدكتور خالد الجبير حفظه الله أنه جيء إليه بامرأة في المستشفى فلما وضعوها على السرير، وإذا بها تحتضر، هذه المرأة أصبحت في ساعة احتضار، يقول: وإذا برائحة طيبة تخرج من جسدها، فلما انقطع نفسُها وماتت، وإذا بالرائحة تنتشر وتعبق بالمكان، وأصبحت رائحة الغرفة زكية، وجميلة أفضل من رائحة المسك، هذه الرائحة خرجت إلى أروقة المستشفى، كل من دخل شمّ هذه الرائحة الزكية والطيبة يقول الدكتور: فسألت ابنها وقلت له: أمك ماذا تصنع، أمك ماذا تعمل؟ ما هو العمل الذي جعل هذه الرائحة الزكية تعجّ في هذا المكان بهذه الطريقة؟ اسمعوا بقلوبكم أيها الإخوة ماذا قال ابنها؟ قال: إنّ أمي ليس عندها إلا عملاً واحدً، ما هو هذا العمل؟ يقول: إنها تحاسبنا على الغيبة!؟ إذا جلسنا عندها في المجلس، لا نستطيع ولا نتكلم في أحد، وإذا اغتبنا أحدًا عندها، هجرتنا ثلاثة أيام، ما تكلمنا ثلاثة أيام، ثم ماذا أيها الأحباب؟ يقول: إذا أُغتيب عندها أحد فإنها تستغفر له في المجلس، تقول: اللهم اغفر له، اللهم أرحمه. يقول: هذا هو عمل أمي. إنها دعوة أيها الأحباب لمحاسبة هذه النفس ﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[1]. وهذا عبدالله بن وهب من أتباع التابعين، انظروا أيها الإخوة كيف يحاسب هذا الرجلُ الصالح نفسه؟ يقول: أخذت على نفسي كلما اغتبت إنسانًا أن أصوم يومًا واحدًا، يقول: فاعتادت نفسي (على ماذا؟) اعتادت نفسي على الصيام، صار الصيام على نفسي شيئًا سهلاً، ومقدورًا عليه، يقول: فأخذت على نفسي كلما اغتبت إنسانًا أن أتصدق بدرهم. المال عديل الروح، يقول: فتركت الغيبة، لماذا؟ الدراهم أمرها صعب، صعبٌ خروج هذه الدراهم إلا على النفس التي ترجو وجه الله تبارك وتعالى. صور مشرقة في المحاسبة، كيف كانوا يحاسبون أنفسهم؟ وكيف أننا نحن أهملنا محاسبة أنفسنا إلاّ ما رحم الله. فكم من اللحظات، كمن الساعات نغفل عن ذكر الله ولا نحاسب هذه النفس. أبو بكر - رضي الله عنه - وأرضاه، ننظر ونسمع إلى وقفة وإلى صورة مضيئة في حياة هذا الصحابي الجليل الذي هو أفضل الأمة بعد نبيها -صلى الله عليه وسلم-، كيف يحاسب نفسه؟ دخل عليه أحد الصحابة (عبدالله بن مسعود) وهو يجذب لسانه قد أخذ بطرف لسانه يجره خارج فمه، فقال ابن مسعود: مهلاً على نفسك، قال هذا الذي أوردني الموارد (أي المهالك). أبو بكر الصديق المسابق والمسارع دائمًا إلى الخيرات يفعل ذلك؟ نعم يفعل ذلك لأنه يرجو ما عند الله، يطمع ويطمح إلى ثواب ربه وفضله وكرمه. أرأيتم لأبي بكر وهو خير الأمة بعد الأنبياء، "لو وضع إيمان أبي بكر في كفة، وإيمان هذه الأمة في كفة لرجح بهم إيمان أبي بكر"[2]، وهو من أهل الجنة، ومع ذلك يحاسب نفسه، فماذا نقول عن حالنا أيها الأخوة الكرام؟ ولم يزل مهما هفا العبد عفا يعطي الذي يخطي ولا يمنعه جلاله عن العطا لذي الخطا كلنا نخطئ لكن... لابد من المحاسبة. إذا لم تحاسب هذه النفس، فلن ترتاح يوم القيامة. يقول الحسن البصري - رحمه الله -: "إنك لا ترى المؤمن إلا يحاسب نفسه، ماذا أردت بأُكلتي؟ ماذا أردت بقومتي؟ ماذا أردت بكلمتي؟ وإن الفاجر يمضي قدمًا لا يحاسب نفسه، وإنّما هان الحاسب يوم القيامة على أناس لأنهم حاسبوا أنفسهم في الدنيا. عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - جلس مع نفسه، وقال: إيه يا ابن الخطاب، كنت في الجاهلية تدعى عميرًا، ثم أصبحت تدعى بعمر، واليوم تدعى بأمير المؤمنين، والله لتتقين الله، أو ليعاقبنك الله في النار. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما سلك عمرُ فجًا (أي طريقًا) إلا وسلك الشيطان فجًا آخر"[3]. وهو الصحابي الجليل المبشّر بالجنة، أفضل الأمة بعد الأنبياء، وبعد أبي بكر، ومع ذلك هو يحاسب نفسه. إنها دعوة في هذه الأيام المباركة للمحاسبة، يقول عمر - رضي الله عنه -: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزن عليكم، وتأهبوا للعرض الأكبر على الله يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية". أخي الحبيب، أخي المبارك متى تحاسب نفسك؟ متى تقف مع نفسك وقفة الشريك لشريكه؟ متى؟ هل تقف مع نفسك عندما تغرغر؟ سؤال موجّه لي ولك؟ هل تقف مع نفسك عندما تلفّ في الخرقة البيضاء، وتوضع في اللحد؟ أم تحاسب نفسك حينما يبعثر ما في القبور ويحصّل ما في الصدور؟ أم تحاسب نفسك عندما يخرج الناس من قبورهم، وهم حفاةٌ عراةٌ غُرْلاً؟[4]. فالبدار البدار إلى محاسبة هذه النفس حتى تفوز برضا الله والجنة. [1] سورة يوسف، آية (53). [2] كشف الخفا للعجلوني 2/216. [3] البخاري 3294، مسلم 2396. [4] غرلاً: أي غير مختونين. المصدر: منتدى همسات الغلا ]u,m wh]rm glphsfm hgkts hgkts ]u,m |
25-04-2019, 08:33 PM | #2 |
| جزاك الله خيرا على طرحك العظيم أسأل الله لك الخبير العليم راحة تملأ نفسك ورضى يغمر قلبك وعملاً يرضي ربك وسعادة تعلو وجهك ونصراً يقهر عدوك وذكراً يشغل وقتك وعفواً يغسل ذنبك و فرجاً يمحوا همك اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنّا قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى حنانا منك ومنا و إن لم نكن لها أهل فليس لنا من العمل ما يبلغنا هذا الأمل إلا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم جزآك الرحمن الغفران وأجزل لك العطاء والإحسان وأسبغ عليك رضوانا يبلغك أعالي الجنان وأبعدك عن جهنم وسعير النيران لك وافر الشكر والإمتنان دمت ودمنا على طاعة الرحمن والحمد لله رب العالمين بارك الله فيك |
|
25-04-2019, 09:49 PM | #3 |
| جزاك الله خير وجعله بموازين.. حسنااتك..} لا عدمناا حضوورك لروحك احترامي وتقديري |
|
26-04-2019, 12:51 AM | #5 |
| جزاك المولى الجنه وكتب الله لك اجر هذه الحروف كجبل احد حسنات وجعله المولى شاهداً لك لا عليك دمتِم بسعاده لاتغادر روحكم |
|
26-04-2019, 01:37 PM | #7 |
| جزآك الله خير وًجعلة الله بميزان حسنآتك وً بآرك الله فيك على طرحك القيم دمت بخير وًسعآآآدهـ |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
لمحاسبة , النفس , دعوة , صادقة |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فروع علم النفس | ابو عبد الله | (همسات تطوير الذات ) | 10 | 28-02-2020 11:49 AM |
عزة النفس | واثق الخطوة | ( همســـــات العام ) | 8 | 30-07-2018 11:12 PM |
كتب علم النفس | ابن عمان | (همسات تطوير الذات ) | 14 | 10-01-2018 01:28 PM |
بين النفس الطائعه والنفس العاصيه هناك حوار يجمعهم | اثر | ( همســـــات الإسلامي ) | 18 | 17-07-2016 10:34 PM |
( صناعة النفس ) | نبض الفوارس | (همسات تطوير الذات ) | 18 | 04-07-2013 12:48 PM |