ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات


العودة   منتدى همسات الغلا > ¨°o.O (المنتديات الاسلاميه) O.o°¨ > ( همســـــات الإسلامي )


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 10-04-2019, 09:05 AM
تيماء غير متواجد حالياً
Lebanon    
الاوسمة
ردود عسجديه 
لوني المفضل Floralwhite
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل : 27 - 10 - 2016
 فترة الأقامة : 2996 يوم
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,294 [ + ]
 التقييم : 2147483647
 معدل التقييم : تيماء يستحق التميز تيماء يستحق التميز تيماء يستحق التميز تيماء يستحق التميز تيماء يستحق التميز تيماء يستحق التميز تيماء يستحق التميز تيماء يستحق التميز تيماء يستحق التميز تيماء يستحق التميز تيماء يستحق التميز
بيانات اضافيه [ + ]
Eslamy قطـــ فـــ جنة الرضا ـي ـــوف




قطـــ فـــ الرضا ـــوف
قطـــ فـــ الرضا ـــوف




قطـــ فـــ الرضا ـــوف







** إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له

والحمد لله كما ينبغى لجلال وجهه الكريم ولعظيم سلطانه

والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة

والحمد لله ملؤ السماوات وملؤ الأرض وملؤ ما بينهما الذى هدانا لنعمة الإسلام وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً رسول الله النبى المختار والنعمة المهداه الذى بلغ الرسالة وأدى الأمانه عليه أفضل صلاة وأزكى سلام وعلى آله الأطهار وصحبه الأخيار وعلى كل من والاه إلى يوم الدين .

أما بعد :



الراحة هي المبتغى الذي لا يبلغ في الدنيا , والسعادة هي الغاية المأمولة من الحياة بأسرها , والرضا هو السبيل إليهما معا ..



فكثير من الناس غير راضين على أحوالهم , ولا عن أنفسهم , ولا عن شيء قد حققوه في حياتهم , فهم متأسفون على ما مضى إذ لم يجمعوا مالا ولم يصيبوا جاها , ولو جمعوا مالا أو اصابوا جاها فهم ساخطون على أفعالهم فيهما , وكثير من الناس غير راضين عن شئونهم ولا أرزاقهم ولا زوجاتهم ولا أولادهم وربما نما السخط على أنفسهم , فهم يتقلبون ليلا ونهارا بين مشاعر سخط وأفكار أسف , لا يعرفون للرضا طعما ولا يتذوقون له لذة !



فالرضا بالحال يجلب لصاحبه طمأنينة النفس وهدوء البال , ويشيع البهجة في حياته , فرحا بكل قليل .



أما السخط فما يزيد الانسان إلا اضطرابا دائما , وتمردا وحقدا وحسدا , وكآبة مهما تعددت عنده الخيرات , فهودائما يريد المزيد , بل ويشعر داخل نفسه أنه لا يملك إلا القليل . والشعور بالرضا على الحال مقدور ممكن و وهو ممدوح غاية المدح , وهناك وقفات مهمة في هذا السبيل :



1- علينا أن ننظر لأحوال الآخرين خاصة المهمومين والمكروبين وأصحاب المصائب المختلفة , فمن تفكر في أحوال هؤلاء هان عليه كل ما هو فيه من مشاق , وإلى هذا يلفتنا الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أمرنا من دعاء عند رؤية أهل البلاء : " الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاكم به "



2- علينا ألا ننظر إلى الوراء , وألا نندم على ما فات من أعمارنا دون تحقيق ما نريد , بل يجب الاهتمام بالأيام القادمة مهما كانت قليلة فالأعمال بالخواتيم , فلا قيمة للندم المجرد إلا أن يكون ندما على معصية الله سبحانه وعزما على الطاعة فهذا حسن مراد , لكن الندم على مافات من كسب الدنيا لا يؤثر بشىء إلا جلب الأحزان والقعود عن النجاح .



3- لا نغتر بالدنيا , فكلنا يحبها ويتمسك بها , ويسعى للشبع منها , وقد ضرب الله تعالى لها مثلا حيث قال تعالى : " واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض , فأصبح هشيما تذروه الرياح , وكان الله على كل شيء مقتدرا " الكهف : 45

فلماذا لا نعتبر ممن سبقونا !

فأين الملوك الذين أثاروا الأرض وعمروها ؟ وأين الجبارون الذين كان لهم الغلبة والنفوذ والاستبداد , قد انهار بهم الحال , وصاروا رميما , فغادروها وتركوها ولم يبق غير أعمالهم , وأصبحت الدنيا دنيا لغيرهم , وبقينا نحن بعدهم .

قال عثمان رضي الله عنه في آخر خطبه له :" إن الله إنما أعطاكم الدنيا لتطلبوا بها الآخرة ولم يعطكموها لتركنوا إليها , إن الدنيا تفنى والآخرة تبقى لا تبطرنكم الفانية , ولا تشغلنكم عن الباقية , وآثروا ما يبقى على ما يفنى فإن الدنيا منقطعة , وإن المصير إلى الله "



4- التأمل في نعم الله تعالى علينا , وحمده سبحانه : " ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " التكاثر 8

فنحن نمتلك من النعم الكثير ولكن لا نشعر بها , ولكي تدرك قيمة النعم

تفكر لو أنك حرمت منها يوما , عندها ستعلم قدرها وتستشعر فضل الله

عليك بها .



5- الثقة بالنفس تمنح الإنسان الرضا , فالثقة تدفع صاحبها إلى الأمام وإلى علو همته والسعي للارتقاء , وللعمل الجاد , وتحقيق أهدافه , والثقة بالنفس لا نصل إليها إلا بتمام الثقة بالله سبحانه , فأنت إذن بثقتك بالله سبحانه ثم ثقتك في خطواتك تستطيع أن تعوض ما فات مهما مرت الايام , ولئن فاتت الايام على شىء لايمكن استرجاعه فلابأس فإن هناك غيره والتوكل على الله وإيكال الأمر إليه سبحانه خير في كل حال



6- قرب العبد ووصاله بربه بالعبادات والتوبة والاستغفار , يبث داخله الرضا والسعادة الحقيقية .



7- فلا يحزن من كان حظه من الدنيا قلة المال أو عدم الإنجاب , لأنه قد يجلب المال والولد على صاحبهما الهموم والأحزان , فكم من صاحب أهل وولد ولكنهم غير صالحين , فكانوا من أسباب تعاسته , وأحزانه , واضطراب نفسه وكم من غنى لا يفارق الشقاء جنبيه , وكم من صاحب جاه ومنزله لكنه لم يذق طعم الاستقرار وراحة البال , فهي زينة مؤقتة , لا تخلو من المنغصات والمسؤوليات التي تحد من الاستمتاع بها , بينما نجد إنسانا لم يحظ بكثير من مال أو جاه أو يفتقد الأهل والولد لكن صدره أوسع من الأرض نفسها , مؤتنس راض بقضاء ربه .



8- تعليم النفس الرضا وتدريبها على ذلك ممكن فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول " إنما الصبر بالتصبر ", فالزوج يحاول أن يرضى عن زوجته , ويعلم أنها قد تكون أفضل من غيرها من النساء , والزوجة تحاول أن ترضى عن زوجها وتتذكر حسناته قبل أن تتذكر عيوبه , وكم من امرىء غير راض عن أحواله وساخط على رزقه من مسكن صغير أو سيارة متواضعة أو عمل بسيط , أو أي شيء من هذا , و ربما يكون هذا المسكن أو السيارة أو العمل فيها من الخير مالايعلم وفيها من البشر والفال والبركة ما يخفى عليه .



9- لابد أن يعلم المؤمن أن السعادة هى سعادة الحياة الآخرة , والشقاء الحقيقى ليس بنقص مال ولا ولد ولكنه شقاء الآخرة

قال تعالى : ( يوم يأتى لا تكلم نفس إلا بإذنه , فمنهم شقي و سعيد )

هود : 105

وقوله سبحانه : ( وجوه يومئذ ناعمة , لسعيها راضية , في جنة عالية ) الغاشية 8 : 10



10- الرضا بربوبيته سبحانه متضمن الرضا بتدبيره , وتقديره , وأن ما أصاب العبد لم يكن ليخطئه , وما أخطأه لم يكن ليصيبه , و إذا رضى العبد بربوبيته سبحانه وبألوهيته عز وجل وآمن بأسمائه وصفاته , وقام بحق عبوديته , فقد رضى الله تعالى عنه , و إذا رضى الله تعالى عنه أرضاه وكفاه وحفظه , و رعاه .

قال النبى صلى الله عليه و سلم : ( ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا

و بالإسلام دينا , و بمحمد رسولا ) رواه الترمذى



11- من سعى نحو الرضا مخلصا ملأ الله قلبه بالرضا مهما زخرفت الدنيا أمامه , فلا يتأثر بما يجد عند غيره , فالصادق غنى و الكاذب في ضيق دائما , و التقي غنى والفاسق في وحشة مستمرة , وفاعل الخير غنى وفاعل الشر متحسر من سوء عمله , و العالم غنى بعلمه و الجاهل فقير لضيق وعيه , و الصابر غنى مستبشر بجزاء صبره والقانط حزين , و الواصل لرحمه غنى والقاطع لرحمه فقير مهما كان عنده من المال , والبار لوالديه غنى ببركة بره و المسيء لهما فقير محروم من نعمة البر , و المتصدق الكريم غني لأن الله تعالي يخلفه جزاء عطائه بل ويضاعفه له و البخيل مهما كثر ماله فقير لانه يشعر بأنه يريد المزيد , والذاكر لله تعالي غني واللاهي عن ذكره فقير , والمطيع لله تعالي سعيد غني والبعيد العاصي فقير شقي , فمن يفتقد هذه الصفات الحسنه لا يعرف للسعادة طريقا مهما تناثرت عليه الثروات والنعم , لم يشعر بقيمتها بل يعيش دائماً مضطرب الاحوال ضيق الصدر .



فلو رضينا بما عندنا سعدنا , ولو سخطنا شقينا , ولو رضينا بالقليل من الطعام شبعنا , ولو رفضنا وتبطرنا شعرنا بالفقر , ولو رضينا بما عندنا من ملبس ومسكن هدأ بالنا , ولو نظرنا لما هو أعلي منا تعبنا . فلماذا لا نرضي وقد يأتي يوم تفحص فيه الأعمال , ويكثر فيه الزلزال , وتشيب فيه الأطفال ؟ لماذا لا نرضي ونحن نعلم أن أيامنا القادمة هي بقية أعمارنا , فإذا كنا نحلم بالغني فإن خير الغنى غنى النفس , وخير الزاد التقوى وخير ما ألقي في القلب اليقين , فارض بما قسم الله تعالي لك تكن أغني الناس








قطـــ فـــ الرضا ـــوف





قطـــ فـــ الرضا ـــوف



r'JJJ tJJJ [km hgvqh Jd JJJ,t [zj td JJJJ JJJ,t






آخر تعديل تيماء يوم 10-04-2019 في 09:21 AM.
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2019, 09:23 AM   #2


تيماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل :  27 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,294 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Lebanon
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Floralwhite
افتراضي













بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي يعطى ويمنع ، ويخفض ويرفع , ويضر وينفع ، لا مانع لما أعطى ولا معطى لما يمنع . يكور النهار على الليل ويكور الليل على النهار . يعلم الأسرار ، ويقبل الأعذار ، وكل شئ عنده بمقدار ، سبحانه كل شيء خاشع له وكل شيء قائم به، غِنى كل فقير، وعزُّ كل ذليل، وقوة كل ضعيف، ومفزع كل ملهوف. من تكلم سمع نطقه، ومن سكت علم سره، ومن عاش فعليه رزقه ومن مات فإليه منقلبه .
والصلاة والسلام على النعمة المهداة , والرحمة المسداة , سيد الراضين عن الله وإمام الشاكرين الصابرين ؛ محمد بن عبد الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن والاه واتبع هداه .
وبعد . . .

مــــــــــــقدمة
فإن الرضا ثمرة من ثمار المحبة ، وهو من أعلى مقامات المقربين ، وحقيقته غامضة على الأكثرين ، وهو باب الله الأعظم ، ومستراح العارفين ، وجنة الدنيا فجدير بمن نصح نفسه أن تشتد رغبته فيه ، وأن لا يستبدل بغيره منه ، أن ترضى عن الله ، لا بلسانك ، ولكن بجنانك .
والرضا هو رضا العبد عن الله :
بأن لا يكره ما يجري به قضاؤه ، ورضا الله عن العبد أن يراه مؤتمراً بأمره منتهياً عن نهيه .
ونعمة الرضا، ذلكم السلاح الفتّاك الذي يقضي بحدّه على الأغوال الهائلة التي ترعب النفسَ فتضرب أمانها واطمئنانَها بسلاح ضعف اليقين والإيمان؛ لأن من آمن عرف طريقَه، ومن عرف طريقه رضي به وسلكه أحسنَ مسلكٍ ليبلغَ ويصل، لا يبالي ما يعرض له؛ لأن بصرَه وفكره متعلقان بما هو أسمى وأنقى من هذه الحظوظ الدنيوية.
والمسلم الحق هو من يسلم أموره كلها ويجعلها خالصة لله رب العالمين , حتى ترضى نفسه ويطمأن قلبه , قال تعالى : " قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ " الأنعام : 162 - 164
والمسلم الحق هو الذي يعجل إلى ربه ويفر إليه طالبا رضاه : " وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى " (84) سورة طه.
عَنْ ثَوْبَانَ ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي : رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا ، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ ".
أخرجه التِّرْمِذِي ( 3389 ) .
قال معروف الكرخي : قال لي بعض أصحاب داود الطائي : إياك أن تترك العمل فإن ذلك الذي يقربك إلى رضا مولاك، فقلت: وما ذلك العمل قال : دوام الطاعة لمولاك , وحرمة المسلمين، والنصيحة لهم
( وفيات الأعيان 5/232 ).
فقلة الرضا سبب لتعاسة الإنسان في هذه الحياة , وسبب لهجوم الهموم والغموم عليه .
سئل الحسن البصري : من أين أتِي هذا الخلق ؟
قال : "من قِلَّة الرضا عن الله "، قيل له : ومن أين أتي قلّة الرضا عن الله ؟ قال : "من قلّة المعرفة بالله "
عن عبد الرحمن بن إبراهيم الفهري : عن أبيه قال : أوحى الله عز وجل إلى بعض أنبيائه : " إذا أوتيت رزقا مني فلا تنظر إلى قلته ، ولكن انظر إلى من أهداه إليك ، وإذا نزلت بك بلية ، فلا تشكني إلى خلقي ، كما لا أشكوك إلى ملائكتي حين صعود مساوئك وفضائحك إلي "
( المنتخب من كتاب الزهد والرقائق , للخطيب البغدادي 1/108 ).
لما نزل بحذيفة بن اليمان الموت جزع جزعا شديدا فقيل له : ما يبكيك ؟
قال : ما أبكي أسفا على الدنيا بل الموت أحب إلي ولكني لا أدري على ما أقدم على الرضا أم على سخط ؟.
ابن أبي الدنيا : المحتضرين 1/122.
قال ابن سعدان :
تقنَّع بما يكفيك والتمس الرِّضا * * * فإنَّك لا تدري أتصبح أم تمسي
فليس الغنى عن كثرة المال إنَّما * * * يكون الغنى والفقر من قبل الَّنفس

إلى لقاء فى الجزء الثانى .







 

رد مع اقتباس
قديم 10-04-2019, 09:24 AM   #3


تيماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل :  27 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,294 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Lebanon
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Floralwhite
افتراضي











القطفة الأولى : في جنة الرضا


** إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له
والحمد لله كما ينبغى لجلال وجهه الكريم ولعظيم سلطانه
والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة
والحمد لله ملؤ السماوات وملؤ الأرض وملؤ ما بينهما الذى هدانا لنعمة الإسلام وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً رسول الله النبى المختار والنعمة المهداه الذى بلغ الرسالة وأدى الأمانه عليه أفضل صلاة وأزكى سلام وعلى آله الأطهار وصحبه الأخيار وعلى كل من والاه إلى يوم الدين .
أما بعد :

جنة الرضا جنة عامرة غامرة فيها من النعيم المقيم , والسعادة الخالدة الأبدية التي لو علمها كل إنسان لسعد في دنياه وانتظرته السعادة في أخراه تلك السعادة التي وصفها الله تعالى حينما قال في محكم تنزيله : " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " . آية (97) سورة النحل .
وتلك النعمة التي إذا أُعطيها العبد لكفته من نعمة , فالمؤمن الحق هو الذي يجد الأمن النفسي، هو الذي يجد الراحة والطمأنينة : " الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ". سورة الأنعام : 82
الأمن بجميع صوره، الأمن في الأموال، الأمن في الأنفس، الأمن في الأولاد الأمن في العتاد، الأمن في الحياة.
فهو راض على كل حال , فلا تراه إلا حامدا شاكرا , ويقول : إننا والله في نعمة لو علمها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف !!.
قال ابن عجيبة في تفسيره : " إذا عَلِمَ العبدُ أن الله كاف جميع عباده ، وثق بضمانه ، فاستراح من تعبه ، وأزال الهموم والأكدار عن قلبه ، فيدخل جنة الرضا والتسليم ، ويهب عليه من روح الوصال وريحان الجمال نسيم ، فيكتفي بالله ، ويقنع بعلم الله ، ويثق بضمانه " .
البحر المديد 5/320.
فليتك تحلو والحياة مريرة * * * وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر * * * وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين * * * وكل الذي فوق التراب تراب
و قد رضي الله الإسلام ديناً لهذه الأمة ، فهذا مما رضيه سبحانه قال تعالى :
" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا " (3).سورة المائدة..
ويوم القيامة ستكون العيشة الراضية عاقبة هؤلاء و أهل اليمين ، قال سبحانه وتعالى : " فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24). سورة الحاقة.
فالسعيد الحق هو من رضي بما قسم الله له , وصبر لمواقع القضاء خيره وشره وأحس وذاق طعم الإيمان بربه , كما قال المصطفى - صلى الله عليه وسلم - : " ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رضي بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً " . . أخرجه أحمد 1/208(1778)
و\"مسلم\" 1/46(60)
والتِّرْمِذِيّ\" 2623

ولقد كتب الفاروق إلى أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنهما ـ يقول له : ( أما بعد، فإن الخير كله في الرضى، فإن استطعت أن ترضى وإلا فاصبر ) .
قال صلى الله عليه وسلم : " عَنْ ثَوْبَانَ ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي : رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا ، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ "
.. أخرجه أحمد 1/208(1778)
و\"مسلم\" 1/46(60)
والتِّرْمِذِيّ\" 2623 .

عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِحْصَنٍ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا.
البُخَارِي ، في \"الأدب المفرد\"300
و\"ابن ماجة\"4141
و\" التِّرمِذي \" 2346 .
قال أحدهم :
إذا اشتدت البلوى تخفّفْ بالرضا * * * عن الله قد فاز الرضيُّ المراقب
وكم نعمة مقرونة ببليّة * * * على الناس تخفى والبلايا مواهب
قيل ليحيى بن مُعاذ رحمه الله: متى يبلغ العبد مقام الرضا؟ قال: إِذا أَقام نفسه على أَربعة أُصول فيما يعامل به ربِّه، فيقول: إن أعطيتني قَبِلْت، وإِن منعتني رضيت، وإِن تركتني عبدت، وإِن دعوتني أَجبت .









 

رد مع اقتباس
قديم 10-04-2019, 09:30 AM   #4


همس الروح متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5633
 تاريخ التسجيل :  27 - 11 - 2014
 أخر زيارة : اليوم (07:01 PM)
 المشاركات : 1,025,509 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الجنس ~
Female
 SMS ~
لوني المفضل : Snow
افتراضي



جزاك الله خيرا ولا حرمك الأجر
بوركتِ وطرحك الطيب


 

رد مع اقتباس
قديم 10-04-2019, 09:57 AM   #5


رحيق الجنه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8091
 تاريخ التسجيل :  18 - 9 - 2017
 أخر زيارة : 16-12-2019 (11:02 AM)
 المشاركات : 125,211 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لوني المفضل : Linen
افتراضي



طرح قيم وعظيم

جزاكى الله كل الخير

وجعل كل كلمه فى ميزان حسناتك



 

رد مع اقتباس
قديم 10-04-2019, 12:41 PM   #6


البرنسيسه فاتنة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4429
 تاريخ التسجيل :  3 - 2 - 2014
 أخر زيارة : 15-07-2023 (04:13 PM)
 المشاركات : 1,076,382 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Jordan
لوني المفضل : red
افتراضي



جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
دمتِم بسعاده لاتغادر روحكم


 

رد مع اقتباس
قديم 10-04-2019, 01:00 PM   #7


البرنس مديح قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8732
 تاريخ التسجيل :  10 - 4 - 2019
 العمر : 58
 أخر زيارة : 22-10-2020 (05:15 PM)
 المشاركات : 703 [ + ]
 التقييم :  107375713
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



طرح في قمة ـآإآلروؤوؤعة ..
آإآختيـآإآر رآإآق لي كثيرآإآ ..
تسلم لنآإآ ـآلانآإآمل ـآإآلذهبية على هيك طرح رآإآقي ..
عطآإآك ـآإآلرب ـآإآلف ع ـآإآفية ..
ودي وعبير وؤوؤردي ..


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الرضا , جئت , في , ــــ , ـــوف , قطـــ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فضل الرضا بالقضاء والقدر . بسام البلبيسي ( همســـــات الإسلامي ) 10 26-08-2018 08:17 AM
العقيدة من مفهوم القران والسنة تيماء (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) 34 20-07-2018 09:12 AM
بين الرضا والطموح الراقي (همسات تطوير الذات ) 14 18-10-2017 04:34 AM
منزله الرضا عنفوان المحبه ( همســـــات الإسلامي ) 6 17-03-2014 09:33 PM
وأسألك الرضا بعد القضاء ملامح يوسفيه ( همســـــات الإسلامي ) 17 13-02-2014 02:03 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 08:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010