#1
| |||||||||||
| |||||||||||
قــــدر أم حـــــظ ** إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له والحمد لله كما ينبغى لجلال وجهه الكريم ولعظيم سلطانه والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة والحمد لله ملؤ السماوات وملؤ الأرض وملؤ ما بينهما الذى هدانا لنعمة الإسلام وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً رسول الله النبى المختار والنعمة المهداه الذى بلغ الرسالة وأدى الأمانه عليه أفضل صلاة وأزكى سلام وعلى آله الأطهار وصحبه الأخيار وعلى كل من والاه إلى يوم الدين . أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدى هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار . ** يقولون حظى سيئ وآخرون يقولون حظنا حلو وهناك من يقول إنها ضربة حظ فهل من أحد يعرف ما هو الحظ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ** قدر أم حظ ** قال المولى عز وجل :بسم الله الرحمن الرحيم ** { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ } الحجر : 21 أى : وما من شيء من منافع العباد إلا عندنا خزائنه من جميع الصنوف, وما ننزله إلا بمقدار محدد كما نشاء وكما نريد, فالخزائن بيد الله يعطي من يشاء ويمنع من يشاء, بحسب رحمته الواسعة, وحكمته البالغة. ** { وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ } الشورى : 27 أى : ولو بسط الله الرزق لعباده فوسَّعه عليهم، لبغوا في الأرض أشَرًا وبطرًا، ولطغى بعضهم على بعض، ولكن الله ينزل أرزاقهم بقدر ما يشاء لكفايتهم. إنه بعباده خبير بما يصلحهم, بصير بتدبيرهم وتصريف أحوالهم. ** { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } القمر : 49 أى : إنَّا كل شيء خلقناه بمقدار قدرناه وقضيناه, وسبق علمنا به، وكتابتنا له في اللوح المحفوظ. ** كلَّ ما يحدث في هذا الكون بإرادة الله وتقديره ، والواجب على المؤمن اعتقاد ذلك؛ قال تعالى : { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } الأنعام : 59 أى : وعند الله - جل وعلا - مفاتح الغيب أي : خزائن الغيب , لا يعلمها إلا هو, ومنها: علم الساعة, ونزول الغيث, وما في الأرحام, والكسب في المستقبل, ومكان موت الإنسان ويعلم كل ما في البر والبحر, وما تسقط من ورقة من نبتة إلا يعلمها, فكل حبة في خفايا الأرض, وكل رطب ويابس, مثبت في كتاب واضح لا لَبْس فيه, وهو اللوح المحفوظ. فالله - جل وعلا - قد كتب مقادير الخلائِق قبل أن يخلق السَّماوات والأرض بِخمسين ألف سنة؛ كما في حديث مسلم، وقال تعالى : { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } القمر : 49 وقال تعالى : { وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } الصافات : 96 أى : تتركون عبادة ربكم الذي خلقكم, وخلق عملكم؟ وقال تعالى : { مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ } التغابن : 11 أى : ما أصاب أحدًا شيءٌ من مكروه يَحُلُّ به إلا بإذن الله وقضائه وقدره. وفي الحديث :» وتؤمن بالقدَر خيرِه وشرِّه« رواه مسلم. وإقرار المؤمن بذلك واعتِقاده له هو من أرْكانالإيمانوأساسيَّاته؛ ولذلك جاء في جواب النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لسؤال جبريل عن الإيمان قوله: »وتُؤْمن بالقدَر خيرِه وشرِّه « متفق عليه. وأمَّا التعبير بكلمة " الحظُّ " عن توفيق الإنسان أو عدم توفيقه، فهذا أيضًا مَحكوم بقضاء الله - تعالى - وقدرِه ولا يَخرج عنه، ولا يَحصل شيءٌ من ذلك لأحد، إلاَّ إذا كان مقدَّرًا له في سابق علم الله - سبحانه – ومن تأمل الأدلة السابقة أيقن ذلك، وكذلك قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم : »كل شيء بقدَر حتَّى العجز والكيس «رواه مسلم. فالعجز الذي هو: عدم القدرة من الحظ العاثر وهو مقدر، والكيس الذي هو ضد العجز، وهو النشاط والحذق بالأمور من الحظ الوافر والكل من قدر الله. ** وثبت في الصَّحيحين قولُ النَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم » -: اللَّهُمَّ لا مانع لما أعطيتَ ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد « . والجَدُّ: بفتح الجيم هو الحظُّ، فالإنسان إن أُعْطِي الملك والغِنى والرِّئاسة، وهذا من حسن الحظِّ بلا شكٍّ، إلاَّ أنَّه بقدر الله تعالى؛ قال النَّووي - رحمه الله -: " أي : لا ينفع ذا الحظِّ فيالدنيابالمال والولد والعظمة والسُّلطان منك حظُّه؛ أي: لا يُنجيه حظُّه منك، وإنَّما ينفعه وينجيه العمل الصَّالح ؛ كقوله تعالى : { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً } الكهف : 46 أى : الأموال والأولاد جَمال وقوة في هذه الدنيا الفانية، والأعمال الصالحة -وبخاصة التسبيحُ والتحميد والتكبير والتهليل- أفضل أجرًا عند ربك من المال والبنين، وهذه الأعمال الصالحة أفضل ما يرجو الإنسان من الثواب عند ربه، فينال بها في الآخرة ما كان يأمُله في الدنيا. وقال شيخ الإسلامابن تيمية : "فبيَّن أنَّه مع أنَّه المعْطي المانع، فلا ينفع المجدود جدُّه إنَّما ينفعه الإيمان والعمل الصالح ". وقال : " وهذا تحقيق لوحدانيَّته: لتوحيد الربوبيَّة - خلقًا وقدرًا، وبدايةً وهداية - هو المعطي المانع، لا مانع لما أعطى ولا معْطي لما منع، ولتوحيد الإلهيَّة - شرعًا وأمرًا ونهيًا - وهو أنَّ العباد وإن كانوا يُعطون ملكًا وعظمةً، وبختًا ورياسة، في الظَّاهر أو في الباطن؛ كأصحاب المكاشفات والتصرُّفات الخارقة، فلا ينفع ذا الجد منك الجد؛ أي: لا ينجيه ولا يخلِّصه من سؤالك وحسابِك حظُّه وعظمته وغناه؛ ولهذا قال: لا ينفعه منك"، ولم يقل: "لا ينفعه عندك"؛ فإنَّه لو قيل ذلك، أوْهم أنَّه لا يتقرب به إليك؛ لكن قد لا يضرُّه، فيقول صاحب الجد: إذا سلمت من العذاب في الآخرة فما أبالي، كالذين أوتوا النبوة والملك، لهم ملك في الدنيا، وهم من السعداء، فقد يَظن ذو الجد - الذي لم يعمل بطاعة الله من بعده - أنَّه كذلك، فقال: «ولا ينفع ذا الجد منك»، ضمَّن "ينفع" معنى "ينجي ويخلِّص"، فبيَّن أنَّ جدَّه لا ينجيه من العذاب؛ بل يستحقُّ بذنوبه ما يستحقُّه أمثاله ولا ينفعه جدُّه منك، فلا ينجيه ولا يخلصه". وقالابن القيم : "كان يقول ذلك بعد انقِضاء الصَّلاة أيضًا، فيقوله في هذين الموضعين ؛ اعترافًا بتوحيده ، وأن النِّعَم كلَّها منه ، وهذا يتضمَّن أمورًا : أحدها : أنَّه المنفرِد بالعطاء والمنع الثَّاني : أنَّه إذا أعطى لَم يطق أحد منْع مَن أعطاه، وإذا منع لم يُطِق أحد إعطاء من منعه الثالث : أنَّه لا ينفع عندَه، ولا يخلص من عذابِه، ولا يُدْني من كرامته - جدودُ بني آدَم وحظوظهم من المُلْك والرِّئاسة، والغِنَى وطيب العيْش، وغير ذلك؛ إنَّما ينفعُهم عندَه التَّقريب إليْه بطاعته وإيثار مرضاته ". ** والله تعالى أعلى وأعلم ** المصدر: منتدى همسات الغلا rJJJJ]v Hl pJJJJJ/ lN pJJJJJ/ rJJJJ]v |
03-04-2019, 03:22 PM | #3 |
| ماشاء الله تبارك الرحمن على روعة طرحكم الأنيق طرح جميل ومفيد يحمل الروعة والتناسب فشكرا لكم ولاتكفي على جهد وعطاء المتواصل الذي فاق الجمال وطرح اقف بين اسطره فنجد روعة وبهاء تعجز اناملنا عن رداً يتناسب مع عظيم طرحكم فلنا أشواق لجديدكم الأنيق كما تعودنا دمتم بحفظ الرحمن ودمتم شمعة تظيئ المكان |
|
03-04-2019, 06:18 PM | #4 |
| طــرح رائـع بارك الله فيكي واثابكي الجنه جزاكي الله خيرا ورزقنا باب من ابواب الجنه وجعله في ميزان حسناتك دمتي برضى الله |
|
03-04-2019, 08:02 PM | #7 |
| جزاك آلله خير وًجعلة آلله بميزآن حسنآتك وً بآرك الله فيك على طرحك القيم دمت بخير وًسعادهـ |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
مآ , حـــــظ , قــــدر |
| |