04-03-2019, 10:22 AM
|
|
أضف إلى معلومات عن مدينة الكاف أين توجد أضف إلى معلومات عن مدينة الكاف أين توجد هي مدينة من مدن شمال البلاد التونسية، وعاصمة لولاية تشمل 258900 نسمة (حسب إحصاء 2004) وتقع بمنطقة التل الأعلى على مسافة حوالي ثلاثين كيلومترا من الحدود الجزائرية وعلى ارتفاع يتراوح بين 700 و850 مترا. ومن الثابت أنّ موقع مدينة الكاف كان معمورا منذ العهد الحجري الأوّل. لكننا لا نعلم بالتحديد متى أُسّست المدينة نفسها. وهي دون شك من المنشآت اللوبية أو البونية. وقد ورد ذكر اسم المدينة لأول مرة في النصوص القديمة سنة 241 قبل الميلاد في معرض الحديث عن الجند المرتزقة الذين وجهتهم إليهاقرطاج على إثر الحرب البونية الأولى قصد إبعادهم وحماية العاصمة من خطرهم المهدّد. وقد كان اللاتينيون يطلقون على هذه المدينة اسم سيكا فينيريا (Sicca Veneria) تعظيما للآلهة البونية التي تقمّصت شخصية فينوس إلهة الحب. ويبدو أنّ معبد هذه الآلهة كان مركزا لتعاطي طقوس البغاء المقدّس. وفي أثناء حكم الامبراطورية الرومانية أطلق على المدينة اسم كولونيا جوليا سيرتا نوفا (Colonia Julia Cirta Nova). ثمّ دخلت في حكم المسلمين باسم شقبنارية (وهو تعريب لعبارة سيكا فينيريا)، وبقي هذا الاسم يطلق عليها باستمرار في النصوص العربية إلى نهاية عصر الإسلام الكلاسيكي. ولم يكن ابن خلدون (المتوفّى سنة 808هـ/1406م) يعرف لها غير هذا الاسم. وقد ظهر اسم الكاف لأول مرة عند المؤرخ ابن أبي دينار، الذي غابت أخباره حوالي سنة 1110هـ/1698 - 1699م وعند الوزير السّراج (المتوفى سنة 1149هـ/1736 - 1737م) الذي رأى من اللازم عند استشهاده بكلام ابن الشباط في سياق الحديث عن شقبنارية أن يؤكد أنّ "هذه المدينة هي التي تسمى اليوم الكاف" (الحلل ج1 و2،ص 525 ), ممّا يدّل على أنّ الاسم القديم قد كان دخل تماما في طي النسيان. وقد يكون هذا التغيير في التسمية حدث بحلول العهد العثماني (1574) الذي مكن المدينة من تحقيق انطلاقة جديدة. وينبغي أنّ نشير أخيرا إلى أنّه يوجد بالبلاد التونسية ما يناهز العشرين موقعا تحمل أسماء يدخل في تركيبها لفظ "الكاف" (انظر ر.فوفراي (R.Vaufrey)، إفريقيا قبل التاريخ، فهارس المجلدين، 1، 2 ل. بالوت (L.Balout)، إفريقيا الشمالية قبل التاريخ، الفهارس، ج، غانياج، J.Ganiage، أصول الحماية الفرنسية بتونس، ص 35، 62، الدليل الأزرق للبلاد التونسية، الفهرس). وقد ورد ذكر موقع باسم "الكيفان" (جمع الكاف) بالقرب من مدينة فاس (الحسن بن محمد الوزّان، وصف إفريقيا، ج1، ص 229، التعليق رقم 270)، كما يذكر ياقوت الحموي (معجم البلدان، ج 4، ص 431) قلعة ببلاد الشام تحمل اسم الكاف، وهي دون شك تلك التي يسميها ابن خلدون "الكهف" (كتاب العبر، ج. 5، ص 842) والتي افتكها السلطان الظاهر بيبرس (658 - 676هـ/1260 - 1277م) من الاسماعيليين. ويتبيّن من هذا أنّ تسمية الكاف كانت شائعة جدا. وهي دون شك تحريف للفظة العربية كهف (أي غار) بسقوط حرف الهاء الهوائي. وقد جرى إطلاق هذه التسمية على كلّ تجمع سكني يقام في موقع كهوف ومغارات ولا سيما إذا كان ذلك الموقع مرتفعا. وعلى هذا الوجه فإنّ مدينة الكاف تستحق اسمها بكل جدارة. وهذا ما يقوله عنها الكاتب تيسو في كتابه الجغرافيا المقارنة ج2، ص 378: "هذه المدينة المستقرة فوق واحد من أوّل المرتفعات في كتلة جبلية متلاحمة يمكن اعتبارها بحق قلعة طبيعية تشرف على السهول الكبرى للسرس وزنفور والأربس ووادي ملاق، كما تتحكّم في إحدى الطرق الرئيسة الرابطة بين مدينة تونس والبلاد الجزائرية". آثار من الكاف البازليك الكاف وقد شاع ذكر هذه "القلعة الطبيعية" في أيّام حرب القائد البربري يوغرطة الذي اتّخذها حصنا من حصونه. وإثر دخولها في حكم روما، رُقّيت إلى مرتبة "مستعمرة" (Colonie) فشهدت ازدهارا حقيقيا في عهد الإمبراطورية الرومانية، وكان لها بعض الإشعاع في الفترة التي كان أرنوب دي سيكا (Arnobe de Sicca) العالم بأساليب البلاغة (والمتوفّى حوالي سنة 327) يدرس بها. وتحتفظ الكاف من ماضيها القديم بالعديد من الآثار المعروفة اليوم (مثل كنيسة دار القوس المقامة تقرّبا للقديس بطرس، وعدد من الفسقيات الكبرى، والتماثيل المختلفة، والكتابات والنقوش ولوحات الفسيفساء، وغير ذلك). وقد سمحت الحفريات التي أجريت مؤخرا باكتشاف معالم أخرى (كنيسة بيزنطية، وحمامات، وغيرها) لم يتمّ بعد نشر دراسات عنها. أمّا المسجد الجامع بالمدينة فهو ليس سوى معلما قديما تمّ إدخال تحوير عليه وإضافة مئذنة ومحراب. وعند دخول الاسلام إلى بلدان البربر، فُتحت مدينة الكاف (حوالي سنة 69هـ/688 - 689م) وعدد من المراكز الأخرى بالمنطقة على يد زهير بن قيس البلوي بعد انهزام كسيلة بممّس (المالكي، الرياض، ج1، ص 30; ابن الشباط، صلة السّمط، مخطوط بالمكتبة الوطنية، بتونس، رقم 3208، الورقة 82 - ظهر الورقة 83 وجه). ومنذ ذلك العهد، وطيلة عصر الاسلام الكلاسيكي كلّه تراجعت أهمّية مدينة الكافونزلت مرتبتها فتقدّمت عليها الأربس التي أصبحت أهمّ قاعدة محصنة وأقواها بالجهة كلّها. وإنّا لنجد الحسن بن محمد الوزّان لا يزال يتغنّى في أواسط القرن السّادس عشر بمحاسن الأربس، التي لم يبق منها اليوم سوى آثار خربة على بُعد نحو ثلاثين كيلومترا شرقيالكاف، في حين أغفل ذكر هذه المدينة تماما. ولم يتحدث عن الكاف أي واحد من الرّحّالة والجغرافيين العرب قبل البكري (المتوفّى حوالي سنة 461هـ/1068م) على أنّ البكري نفسه لم يذكرها إلا عرضا في سياق الحديث عن أسطورة دارت أحداثها في العهد المسيحي. وقدم ابن الشباط (سنة 618 - 681هـ/1221 - 1282م) وصفا لمدينة الكاف وقد جاء وصفه لها في أواسط القرن السّابع هـ/ XIII م، دقيقا: "مدينة أوّليّة من بنيان الأوائل، وهي في سند، وبها عين ماء ينفجر من صخر وينبعث إلى صهريج من حجر محكم البناء من عمل الأوائل... ويخرج من ذلك الماء ساقية تمشي في صخر وينصب بعضه على صفاح يسمع له دويّ، وحولها البساتين يسلك بينها إلى المدينة المذكورة. وبها آثار من بنيان الأوّل، عجيبة، وباب المدينة عليه سطر مكتوب بالقلم الأوّل لا يدري ما هو. وبمدينة شڨبنارية دار عظيمة بالصخر العظيم، فكأنّما فرغ منها بالأمس، وصخر سورها مع عظمها في غاية الاحكام والالمام، وبها مجلس على يسار الداخل إليها بحنايا وأقباء عجيبة. وبقرب باب البلد مسجد هو بين الباب وبين العين المذكور. وأمّا جامعها فهو في أعلى السّند يشرف على أقطارها ونواحيها". وممّا تجدر الاشارة إليه أنّ هذا الكاتب قد قصر اهتمامه في هذا الحديث على أطلال المعالم القديمة بالمدينة، التي تشهد بما كان لها في الماضي من عظمة وعلو شأن. وقد ظلّت شڨنبارية طيلة العصر الاسلامي الكلاسيكي إحدى القلاع التابعة بالنظر إلى كورة الأربس. ورغم كسوفها وخمول ذكرها، تعود من حين إلى آخر لتسهم في أبرز أحداث العصر الاسلامي الكلاسيكي. ففي سنة 171هـ/788م مني فيها الإباضيون بهزيمة ساحقة في ولاية داود بن يزيد المهلبي. وفي 21 من شهر جمادى الثانية سنة 296 / 17 مارس 909، كان سقوطها دون قتال في قبضة الداعي الفاطمي ممهّدا للانكسار النهائي للجيوش الأغلبية التي سُحقت بالأربس. وفي أيام الدولة الصنهاجية كان لمدينة الكاف دور لافت في ما قام بين الأمير باديس (386 - 406هـ/996 - 1016م) وبين عمّه حماد من صراع وفتن. وفي زمن الانتشار الهلالي على البلاد (سنة 443هـ/1052م) استولى على مدينة الكاف شخص يدعى عياد (أو عباد أو عماد) ابن نصر الكلاعي كان على رأس مجموعة من المغامرين، وجعل منها قاعدة لإمارة صغيرة استطاعت أنّ تثبت طويلا في وجه مناويئها. وفي سنة 554هـ/1159م فتحها الموحّدون وطردوا منها أحلاف الكلاعي. هذا ولم يرد ذكر الكاف في أيام الدولة الحفصية إلاّ بمناسبة الحديث عن معركة دارت بجوارها فيما يبدو في صيف سنة 724هـ/1324م. قصبة الكاف وينبغي أن ننتظر العهد العثماني كي تعود مدينة الكاف من جديد إلى طليعة الأحداث. فقد عهد إليها بمهمة الدفاع عن الإيالة التونسية من الغارات الجزائرية والوقوف في وجه قسنطينة. وهكذا شاركت مدينة الكاف في كلّ الحروب والمعارك، سواء منها تلك التي تواجه فيها التونسيون والجزائريون (سنوات 1628 و1685، 1694 و1705 و1746 و1756 و1807م) أو التي تصارع فيها الأمراء المتنازعون على الحكم بتونس. وقد بُنيت قصبة بالكاف سنة 1675، وجرى تعهّدها بالزيادة في التحصين باستمرار. وقام علي باشا سنة 1739 - 1740 بإقامة سور حول المدينة. وفي سنة 1806 جدّد الباي حمودة باشا (1782 - 1814) بناء القصبة وحصّن سور المدينة. وفي أثناء مدة حكم هذا الباي كانت مدينة الكاف تعدّ مع تونس والقيروان وباجة رابعة أربع من المدن المحصّنة الرئيسة بالمملكة، كانت كلّ واحدة منها تملك حامية عسكرية قارّة لا يقلّ عدد جنودها عن 500 رجل يقودهم آغا. على أنّ المدينة لم تلبث أنّ فقدت كلّ قيمة إستراتيجية. وفعلا فبنزول الفرنسيين بقسنطينة سنة 1837 لم يبق لتحصينات الكاف جدوى ولا مبرّر. ومنذ ذلك التاريخ أخذت المدينة في التقهقر والتدهور، وقد قال عنها غيران (V.Guérin) الذي زارها بين 8 و10 جوان من سنة 1866 ما يلي: "منها حيّان في شبه خراب، وهما خاليان من السكان إلاّ في القليل النادر، ممّا يجعل عدد سكان المدينة نصف ما قد يذهب المرء إلي تقديره لأول وهلة. وجملة عدد ساكنيها 4500 من المسلمين يضاف إليهم 600 من اليهود وبعض المالطيين، وكذلك الأعوان الحاليون لجهاز التلغراف الفرنسي (الرحلة، ج2، ص 53 - 54). وفي سنة 1864 امتدّت إلى مدينة الكاف انتفاضة علي بن غذاهم. ولم تسلم أيضا من ويل المجاعة ووباء الكوليرا سنة 1867. وقد زاد في تقهقر المدينة مدّ السكة الحديدية التي ربطت في سنة 1878 بين تونس وسوق الاربعاء (جندوبة حاليا) فجردت الكاف من دورها التقليدي باعتبارها محطة للتبادل التجاري بين البلاد الجزائرية والبلاد التونسية. واستمرّ تناقص عدد سكان المدينة، كما ذكر مونشيكور (Monchicourt) في كتابه منطقة التل الأعلى، ص 408 إذ قال: "إنّ مساحتها البالغة 45 هكتارا في سنة 1881، التي كانت تحتضن فيما مضى 8000 شخص، لم تعد تأوي سوى 3500 نسمة". وقد تمكّن الجنرال لوجرو (Logerot) إبّان تمركز "الحماية الفرنسية" على البلاد التونسية من الاستيلاء على المدينة دون قتال يوم 26 فيفري 1881. وبعد مرور ثلاث سنوات على ذلك أقيمت بها في شهر جوان 1884 أوّل مدرسة فرنسية خارج العاصمة، وفي 8 جويلية من العام نفسه رقّيت المدينة إلى مرتبة منطقة بلدية. وانطلاقا من سنة 1886 أصبحت الكاف مقرا لمراقب مدني فرنسي إلى جانب "العامل" أو "القايد" التونسي. وكان عدد سكانها في الأحصاء البلدي لسنة 1911 حينذاك 6312 ساكنا يتوزّعون على النحو التالي: 4462 مسلمًا منهم 269 جزائريا، و650 يهوديا، و1200 أوروبي منهم 800 إيطالي و340 فرنسيا. وفي أثناء الحرب العالمية الثانية أصبحت الكاف مقرّا لمقيم عام مساعد يدير شؤون المنطقة التي لم تحتلّها قوات المحور. وتوجد عدّة مقامات للأولياء الصالحين بمدينة الكافالتي كانت تعدّ في الماضي معقلا من معاقل الطرق الصوفية. |
|
|
Hqt Ygn lug,lhj uk l]dkm hg;ht Hdk j,[] gdk lug,lhj gAJ hg;ht j,]d uk . |