|
#1
28-02-2019, 07:45 AM
| |||||||||||
| |||||||||||
 لم يكتفِ بشرف النسب ولد في بيتٍ من أعز بيوت المسلمين شأناً , وأرفعها مقاماً . فأبوه حواريّ رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأول من سلّ سيفاً في الإسلام , وأحد العشرة المبشرين بالجنة . وأمه بنت أبي بكرٍ الصدّيق صاحب رسول الله في الغار وخلفيته . وجدته لأبيه إبنة عبدالمطلب عمّة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وخالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها , فقد نزل إلى قبرها حين دفنت , وسوّى عليها لحدها بيديه . فهل بعد هذا الحسب حسباً , وهل فوق هذا الشرف شرفاً غير شرف الإيمان وعزة الإسلام ؟ وهل اكتفى صاحب هذه السيرة العطرة بما ناله من حسبٍ ونسب وخلد إلى الراحة والهدوء , أم ترى في قصته مايستوجب أن نستوحي منه البذل والعطاء والمثابرة على أن نجعل من أوقاتنا وأنفسنا مانستطيع به خدمة ديننا وأهل أرضنا وأنفسنا .. تعالوا أحبتي في الله نستخلص من سيرة هذا القدوة العَلَم قليلاً , رغم حياته المليئة بالكثير مما لاتحصية دواوين ولا كتب .. فمن هو صاحب تلك السيرة ؟ كانت ولادته قبل وفاة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بسنةٍ واحدة . وحين أصبح شاباً فتياً في العمر جلس إلى بعض إخوته عند الكعبة الشريفة , وأخذ كلٌ واحدٍ منهم يتمنى على الله أمنية مما هو زائل , إلا هو فقد تمنى على الله ماسيبقى إلى يوم القيامة خالداً .. حيث تمنى أن يكون عالماً عاملاً يأخذ الناس عنه كتاب ربهم وسنة نبيهم وأحكام دينهم . وأن يفوز في الآخرة برضى الله ويحظى بجنته . ولكي يحقق أمنيته التي تمناها على الله عند بيته الحرام اجتهد في طلب العلم وانقطع له واغتنم حياة البقية من صحابة رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام , وأخذ يطوف ببيوتهم , ويصلّي خلفهم , ويتتبع مجالسهم , حتى غدا أحد فقهاء المدبنة السبعة . وقد جمع العلم إلى العمل , فقد كان صواماً , يقرأ ربع المصحف نظراً في النهار , ويقوم به الليل عن ظهر قلب . وكان سخي اليد كريماً له بستان من أعظم بساتين المدينة إذا حان وقت القطاف كسر حائط بستانه في أكثر من جهة ليجيز للناس دخوله . ومما يؤثر في حياته رضي الله عنه من مآثر الصبر والإحتساب أن إحدى قدميه أصيبت بداءٍ يقال له ( الآكلة ) فأتى الإطباء من كل حدب وصوب لمعالجته , إلا أنه لا راد لقضاء الله , فقد رأى الإطباء أنه لابد من بتر ساقه قبل أن يستشري الداء في الجسد . ولما حضر الجراح لبتر الساق أقترحوا عليه أن يسقوه مسكراً لكيلا يشعر بآلام البتر المبرحة . فكانت إجابته رضي الله عنه ( هيهات ) لا أستعين بحرامٍ على ما أرجوه من العافيه , فقال الجراح : إذاً نسقيك المخدر , فقال : ما أحب أن أسلب عضوا من أعضائي دون أن أشعر بألمه , وأحتسب ذلك عند الله . ولما همّ الجراح ببتر ساقه , تقدم نحوه مجموعة من الرجال فقال : ما هؤلاء ؟ فقيل له : ليمسكوك , فربما أشتد عليك الألم فجذبت قدمك جذبةً تضر بك . فقال : ردوهم .. فإني أرجو أن أكفيكم ذلك بذكر الله وتسبيحه . وأخذ الجراح يقوم بعمله , وهو رضي الله عنه يهلل ويكبّر ويذكر الله إلى أن أنتهى الطبيب من بتر الساق , ثم أغمي عليه رضي الله عنه إغماءة طويلة وكانت المرة الوحيدة التي فاته فيها قراءة القرآن في ذلك اليوم . والآن إحبتي في الله بعد أن ارتسمت صورة الإيمان مجسدةً في أحد أتباع رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام .. آن لنا أن نعرف إسمه : إنه [ عروة بن الزبير بن العوّام ] رضي الله عنهما الذي عاش واحداً وسبعين عاماً مليئةً بالخير حافلةً بالبر , مكللةً بالتقى . فلما جاءه الأجل المحتوم كان صائماً , وقد الح عليه أهله أن يفطر , فأبى . لأنه يرجو أن يكون فطره على شربةٍ من نهر الكوثر . ------------------------- نقاط ضوء وإضاءة : 1 - لاتجعل حياتك وقـّفـاً على الحسب والنسب والجاه والمال . 2 - لاتدخر مالك خشية فقرٍ فإن الله هو المعطي سبحانه . 3 - إجعل لنفسك من الخير مايذكرك به الناس بعد رحيلك عن دنياهم . 4 - لايكفي أن تتمنى دون أن تسعى لتحقيق أمنيتك . 4 - لاتجعل نفسك خاويةً من ذكر الله وحفظ القرآن الكريم والأدعية المأثورة 5 - إن أصابتك مصيبة فاحتسب واصبر فإن جزاءها الجنة . المصدر: منتدى همسات الغلا gl d;jtA favt hgksf lN hgksf jwvt d;jtA  |
|
28-02-2019, 10:35 AM
| #2 |
    | اللهم صل وسلم على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين جزاك الله خيرا ولا حرمك الأجر بوركت وطرحك الطيب  |
| |
|
28-02-2019, 10:35 AM
| #3 |
فارس باخلاقى   | جزاك الله كل خير وكل حرف من موضوعك بعشر حسنات تحياتى |
| |
|
28-02-2019, 01:36 PM
| #4 |
| | رفع الله قدرك للجنه يعطيك الف عافيه ننتظر المزيد من روائعك تحيتي والف جوريه لك تقديرري واحترامي |
| |
|
28-02-2019, 01:42 PM
| #5 |
 | جزاك المولى الجنه وكتب الله لك اجر هذه الحروف كجبل احد حسنات وجعله المولى شاهداً لك لا عليك دمتِم بسعاده لاتغادر روحكم |
| |
|
28-02-2019, 05:45 PM
| #6 |
 | جزاكم ربي خير الجزاء ونفع الله بكم وسدد خطاكم وجعلكم من أهل جنات النعيم اللهم آآآآمين |
| |
|
28-02-2019, 11:03 PM
| #7 |
| | أَثابَك الْلَّه خَيْر الْثَّوَاب ,, وَلَا حَرَمَك,,اجْر مَاقَدَّمَت وَاجْر مِن اسْتَفَاد مِنْهَا دُمْت بِحِفْظ الْلَّه وَتَوْفِيْقِه,,‘؛ |
| |
 |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| مآ , النسب , تصرف , يكتفِ |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| { كلمة ومعنى } | تيماء | تعليم مبادئ الكتابه وصقل المواهب الكتابية | 346 | 20-10-2020 02:20 PM |
| حروف النصب والجزم | الاداره | (همسات الجامعة والطلبه والطالبات) | 10 | 28-02-2020 11:20 AM |
| كيف نفهم اختلاف النسب بين الرؤى والنبوة | واثق الخطوة | ( همســـــات الإسلامي ) | 9 | 11-10-2018 06:48 PM |
| النسب لايغني عن الدين | Kassab | (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) | 8 | 05-11-2017 03:41 PM |
| قضية تكافؤ النسب بين الزوجين ..!! | ملكة الاحاسيس | (همســـــات الحوار والنقاش الجاد) | 8 | 15-03-2016 09:04 PM |
العرض العادي
