عابد البصرة ..؟؟!!

فمن هو صاحب هذا الدعاء ؟
هاجر مجاهداً في سبيل الله من نجدٍ إلى مدينة البصرة التي أنشأة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لتكون معسكراً لجيوش المسلمين في مواجهة جيوش فارس , وقاعدةً للدعوة إلى الله ومنارة لإعلاء كلمته في الأرض . حيث كان والي البصرة وقائد الجيوش ومعلم الناس ومرشدهم إلى الله حينها الصحابيّ الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه . فأخذ عن أبي موسى الأشعري كتاب الله , وحديث رسول الله , وعندما أكتمل ما أراد من العلم . قسـّم حياته ثلاثة أقسام : قِسمٌ في حلقات الذكر يـُقـّريء الناس القرآن في مسجد البصرة . وقسم في خلوات العبادة يقف بين يدي الله حتى تكلّ قدماه . وقسم في ساحات الجهاد لإعلاء كلمة الله . ولم يترك في حياته مكاناً لغير ذلك حتى دُعي بـ ( عابد البصرة ) .

ومما يروى في حياته أنه رأى رجل من أهل الذمة [ أي ممن يقيمون في بلاد المسلمين من غير المسلمين ] كان الذميّ يستغيث بعد أن أمسك به رجل شرطة بغير وجه حق . وأخذ الذميّ يستغيث ويقول : أجيروني أجاركم الله .. أجيروا ذمة نبيكم يامعشر المسلمين . فأقبل إليه وقال : هل أديت جزيتك ؟ قال الذميّ : نعم أديتها . فألقى رداءه على الذميّ وقال : والله , لاينقض عهد محمد صلى الله عليه وسلم وأنا حيّ . ثم تجمع الناس وخلصـّوا الذميّ من قبضة الشرطي بالقوة .

ومما يروى أنه في مرض موته دخل عليه أصحابه فوجدوه يبكي . فقالوا : مايبكيك ... وقد كنت .. وكنت ( أي عابداً لله صائما قائماً مجاهداً في سبيله ) . فقال : والله ما أبكي حرصاً على الدنيا .. أو خوفاً من من الموت .
إنما أبكي لطول السفر وقلّة الزاد . ولقد أمسيت بين صعودٍ وهبوط . أما إلى الجنة .. وإما إلى النار .. فلا أدري إلى أيهما أصير .. ثم لفظ أنفاسه الأخيرة ولسانه رطب بذكر الله .

إنه التابعيّ الجليل ( عامر بن عبدالله التميمي - رضي الله عنه وأرضاه )
الذي قيل له قبل موته رفقاً بنفسك , فإنك تقضي الليل قائماً وتقطع النهر صائماً .. وإن الجنة تدرك بأقل مما تصنع , والنار تتقى بأقل مما تعاني ..
فقال : إني لأخشى أن أندم حيث لاينفع الندم .. والله لأجتهدن في العبادة ماوجدت إلى الإجتهاد سبيلا .. فإن نجوت , فبرحمة الله .. وإن دخلت النار فبتقصيري .

-------------------------
ومضاءت ضوء وإضاءة:

1- اجعل لحياتك نظاماً يعينك على ترتيب أمورك .
2- ابذل ما تستطيع للوفاء بالعهود والذمم .
3 - لا تقنط أبداً من رحمة ربك . أذكره في الرخاء يذكرك في الشدة .
4 - حبك لله يجعلك راضياً بكل ما أصابك .
5 - احرص على يبقى باب الدعاء مفتوحاً ليلاً ونهاراً بينك وبين المولى جل وعلا

.