الإهداءات | |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||
| |||||||||||
رقائق منتقاة للعلامة ابن عثيمين : ج 1 من مصنفات العلامة ابن عثيمين رحمه الله الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : فالقلوب تقسو إذا غفلت عن ذكر الله عز وجل، ووقعت في الذنوب والمعاصي وجالست أهل الشرِّ والفساد؛ ولذا فهي بحاجة ماسة لرقائق تلينها، والعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، له كلام في الرقائق في عددٍ من مصنفاته، انتقيتُ ما يسَّر الله لي منه، أسأل الله الكريم أن ينفع به، ويبارك فيه. كلما كثر المال كثُرت الفتن : قال الشيخ رحمه الله : حديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ فقال : (( سبحان الله !)) تعجُّبًا من هذين الأمرين : ما أنزل من الخزائن، وما أنزل من الفتن، والخزائن خزائن الدنيا التي تفتح على المسلمين والفتن ما يحصل بمعية هذه الخزائن من الفتن؛ لأنه كلما كثر المال كثرت الفتن لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( والله ما الفقر أخشى عليكم؛ وإنما أخشى عليكم أن تفتح عليكم الدنيا، فتنافسوها كما تنافسها من قبلكم، فتهلككم كما أهلكتهم )) . وقال رحمه الله : الغالب أن من كثر ماله قلَّ عمله؛ لأن دنياه تُلهيه، وكثير من الناس نجدهم كانوا في الأول على حال الاستقامة والثبات والأعمال الصالحة الكثيرة، فلما كثرت أموالهم أغرَّتهم، وصدوا كثيرًا، ورُبما كانوا لا يحبُّون هذا لكن رغمًا عنهم تُكرههم الدنيا أن ينصاعوا لها، ولو أنهم كانوا مُقلِّين، لكان أطيب لهم في الغالب. وقال رحمه الله : الزمان يتغيَّر ويتغيَّر إلى ما هو أشرُّ، نرى اختلافًا كثيرًا بين سنين مضت وسنين الوقت الحاضر. حدثني من أثق به أن هذا المسجد مسجد الجامع كان لا يؤذن لصلاة الفجر إلا وقد تم الصفُّ الأول، يأتي الناس إلى المسجد يتهجَّدون، أين المتهجِّدون اليوم إلا ما شاء الله؟ قليل! تغيَّرت الأحوال. حذَّر المؤمن من نعيم الدنيا أن تكون طيباته قد عجلت له : قال الشيخ رحمه الله : على المرء أن يحذر من هذا النعيم العظيم الذي نتمتَّع به في هذه البلاد، وليعلم بأن من سبقنا من سلف هذه الأمة كانوا حين فُتحت عليهم الدنيا يُحذِّرون منها هذا الحذر، وهذا عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه كان صائمًا، والصائم يشتهي الطعام إذا أفطر؛ لكنه لما قُدِّم له طعامه تذكَّر إخوانه ممن سلف، ثم جعل رضي الله عنه يبكي، فترك الطعام وهو يشتهيه، وهكذا ينبغي للمؤمن أن يعتبر ويتَّعظ بما يجري في وقته وقبل وقته، وأن يخشى من بسط الدنيا وفتحها أن تكون طيِّباته عُجِّلت له، فإن الدنيا لو كانت هي المقصودة، وهي السعادة، لكان أحق الناس بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يمضي عليه الشهران والثلاثة ما يُوقد في بيته نار؛ وإنما طعامه الماء والتمر، وما شبع ثلاث ليالٍ تباعًا من خبز البر. خطورة الرفاهية والترف : قال الشيخ رحمه الله : نحن عشنا حياة الرفاهية وعشنا ما قبلها، وجدنا أن العيشة الأولى خيرٌ من هذه بكثير، هذه فيها أشياء مريحة للبدن من أشياء مُبردة، وماء بارد، وظل بارد وسيارات فخمة، وغير ذلك، وفيما سبق ليس الأمر هكذا؛ لكن راحة القلب والطمأنينة وتعلُّق القلب بالله عز وجل أكثر بكثير مما هو عليه الآن. وقال رحمه الله : الناس كلما ازدادوا في الرفاهية، وكلما انفتحوا على الناس انفتحت عليهم الشرور، إن الرفاهية هي التي تدمر الإنسان؛ لأن الإنسان إذا نظر إلى الرفاهية وتنعيم جسده غفل عن تنعيم قلبه، وصار أكبر همِّه أن ينعم هذا الجسد الذي مآله الديدان والنتن. وقال رحمه الله : الحذر من لعبِ أعداء المسلمين بالمسلمين حيث يغزونهم بوسائل؛ ليلهوهم عما خلقوا له من عبادة الله، وعما ينبغي أن يكونوا عليه من العزة والكرامة، فإن هذه الوسائل هي في الحقيقة حَبٌّ مسموم للدجاج، تغترُّ به تجده حبًّا منتفخًا ليِّنًا فتفرح به، وتبتلعه بسرعة؛ ولكنه يُقطِّع أمعاءها. وقال رحمه الله : الناس يذهبون إلى كل مكان؛ ليرفِّهوا عن أنفسهم، ليزيلوا عنها الألم والتعب لكن لا يزيل ذلك حقًّا إلا الإيمان، فالإيمان الحقيقي هو الذي يؤدي إلى الطمأنينة فالنفس المطمئنة هي المؤمنة، مؤمنة في الدنيا، آمنة من عذاب الله يوم القيامة. وقال رحمه الله : المسلمون مع الأسف الشديد أكثرهم في غفلة وفي ترفٍ، ينظرون إلى ما يترف به أبدانهم وإن أتلفُوا أديانهم. وقال رحمه الله : قول الله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ﴾ المؤمنون : 64 وتأمَّل هذا معقوله تعالى: ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا﴾ الإسراء : 16 يتبين لك أن للتَّرف عواقبَ وخيمةً، وأن غالب الانحراف إنما يأتي من التَّرف وأن الذي ينبغي للإنسان أن يتباعد عن التَّرف ما أمكنه، ولستُ أقولُ : لا تتمتعوا بنعم الله، بل تمتعوا بها؛ لكن لا تجعلوها أكبر همِّكم، بحيث يجعل الإنسان نفسه كالمخلوق لهذا الأمر، كما هي حال كثير من الناس اليوم، فإن الناس اليوم عندما يتحدثون تجده يتحدث عن المال وكثرته، وعن الترف والإرفاه والترفيه والمنتزهات ، والألعاب التي أقل ما فيها أن تُلهي الناس عمَّا هو أنفع منها وربما تُلهيهم عن الأمور الواجبة، وما أشبه ذلك؛ لكن لا تجد إلا النادر من يتحدث بنعمة الإسلام، والقلب إذا انشغل باللهو فسد وصُدَّ عن الله عز وجل وعن الإقبال عليه، وصُدَّ عن ذكر الله عز وجل. أشدُّ العقوبات العقوبات الدينية، ولا ينتبه لها إلا من وفَّقه الله : قال الشيخ رحمه الله : العقوبة أنواع كثيرة: منها ما يتعلق بالدين، وهي أشدُّها؛ لأن العقوبات الحسية قد يتنبَّه لها الإنسان، أما هذه فلا ينتبه لها إلا من وفَّقه الله، وذلك كما لو خفت المعصية في نظر العاصي، فهذه عقوبة دينية تجعله يستهين بها، وكذلك التهاون بترك واجب، وعدم الغيرة على حرمات الله، وعدم القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كل ذلك مصائب ودليله قوله تعالى: ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ﴾ المائدة : 49 وقال رحمه الله : يقول عز وجل: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ﴾ الشورى : 30 يشمل المصائب الدينية والمصائب الدنيوية، وأعظمهما المصائب الدينية، فإنها أعظمُ من المصائب الدنيوية، فإذا قُدِّر أن أحدًا أُصيب بانتكاسة - والعياذ بالله - فهو أشدُّ من أن يهلك أهله وماله، فإن المصائب الدينية أعظم بكثير من المصائب الدنيوية؛ إذ إن المصائب الدُّنيوية تزولُ وتنسى، أما المصائب الدينية - والعياذ بالله - فخسارة في الدنيا والآخرة. ومصائب الدين؛ كالمعاصي، والبدع، وكراهة الحق، وكراهة أهل الحق، وما أشبه هذا، فمثلًا : الإنسان إذا أصابه فتور في الطاعة، أو إعراض عن الطاعة لا شك أنها مصيبة، لكنها لا يقرُّ عليها، يجب عليه أن يهرب منها كما يهرب من المصائب الحسية. حديث كلما قرأه الإنسان خاف على نفسه : قال الشيخ رحمه الله : الخوارج قوم أشداء في القتال، أشداء في الأعمال، صبَّارون عليها، حتى إن أحدهم ليُصلي الصلاة يحقر الصحابة صلاتهم عند صلاته، وقراءتهم عند قراءته ولكن وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن القرآن لا يتجاوز حناجرهم، وهذا الحديث كلما قرأه الإنسان على نفسه، يخشى أن يكون علمه وقراءته على لسانه فقط، والمسألة خطيرة، فربما تجد هذا الرجل عنده غيرة وقوة في الحق، وصوم وصلاة، وصدقة؛ ولكن لا يصل إلى القلب؛ لأنه ليس عنده الإيمان الذي يُصلح به نفسه أولًا، وهو يريد من الناس أن يصلحوا، وأما نفسه فقد أهملها؛ ولهذا تجد الخوارج استباحوا دماء الصحابة واستحلُّوها. من أُعجب بعمله خُذل : قال عز وجل: ﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ﴾ التوبة : 25 قال الشيخ رحمه الله : كان الصحابة يوم حنين كثيرين، وقالوا : لن نُغلب اليوم من قلة، فأعجبوا بكثرتهم، والله جل وعلا حكيم، أراد أن يريهم أن إعجاب الإنسان بنفسه يُوكل به إلى نفسه، فيُذلُّ، ولا شك أن من نعمة الله عز وجل على العبد إذا أُعجب بشيء من عمله أن يُخذل، وذلك من أجل أن يكون في ذلك تربية له، فيعرف قدر نفسه ويعرف قدر نعمة الله عليه، ولولا مثل هذه الأمور، لكان الإنسان يعتزُّ بنفسه، ولا ينظر إلى نعمة الله، ولكن إذا أُصيب بمثل هذه المصائب عند إعجابه بنفسه، فإنه يعرف قدر نفسه، ويعرف قدر نعمة الله عليه فيما مضى، ولهذا كان هذا الذي جرى للصحابة رضي الله عنهم نعمة من الله عز وجل، وتربية منه لهم. من آثار الذنوب والمعاصي : قال الشيخ رحمه الله : للذنوب آثار على القلوب، فإن المعاصي تكون عنده نقطة سوداء في القلب، فإن تاب الإنسان انصقل قلبه، وعاد إلى بياضه، وإلا توسَّعَتْ هذه النقطة السوداء وأصبح القلب مظلمًا - والعياذ بالله - بل يُختمُ عليه حتى لا يصل إلى الخير، فللذنوب آثار عظيمة على القلب تُوجب أن يكون مُنقبضًا، وإذا تلذَّذ بعض الشيء في هذه المعصية، فإنه يعقُبُ ذلك حسرة عظيمة في القلب وضيق. وقال رحمه الله : الإنسان المؤمن يحصل له من المعصية أثر سيِّئ في نفسه، حتى إن بعض الناس يضيق صدره، ولا يدري ما السبب، لكن سببه معصية خفيت عليه. وقال رحمه الله : الذي يُوجب ضِيق الصدر، وتشتُّت الفكر، هو المعاصي. وقال رحمه الله : الذنوب تحول بين الإنسان وبين رؤية الحق. وقال الشيخ رحمه الله : فإن قال قائل : ما سبب هذه الأكنَّة التي تحجب الحق عن القلب؟ فالجواب: أن سببها المعاصي؛ كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ*كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ المطففين : 13 : 14 فالمعاصي تحول بين الإنسان وبين الفقه في دين الله. لقاء قادم مع الجزء الثانى المصدر: منتدى همسات الغلا vrhzr lkjrhm ggughlm hfk uedldk : [ 1 ggulhgm lkjrhm hfk vrhzr uedldk |
23-02-2019, 11:58 PM | #2 |
| رفع الله قدرك سلمت اناملك ويعطيك العافيه علي مجهودك في أنتظار المزيد من عطائك والمزيد ومواضيعك الرائعة والجميله ودائما في إبداع مستمر |
|
24-02-2019, 01:37 AM | #4 |
| أَثابَك الْلَّه خَيْر الْثَّوَاب ,, وَلَا حَرَمَك,,اجْر مَاقَدَّمَت وَاجْر مِن اسْتَفَاد مِنْهَا دُمْت بِحِفْظ الْلَّه وَتَوْفِيْقِه,,‘؛ |
|
24-02-2019, 03:15 AM | #5 |
| جزاك المولى الجنه وكتب الله لك اجر هذه الحروف كجبل احد حسنات وجعله المولى شاهداً لك لا عليك دمتِم بسعاده لاتغادر روحكم |
|
24-02-2019, 07:30 AM | #6 |
| |
|
24-02-2019, 08:01 AM | #7 |
| الأخت الفاضلة الجوري أسأل الله العزيز الحكيم محيي العظام وهي رميم خالق العرش العظيم أن يهدني وإياكم الصراط المستقيم وأن يجزيكم الخير والنعيم على روعة حضوركم الفخيم بارك الله فيكم ولكم ورزقكم الحسنات هو الرزاق الكريم عوفيتم وسلمتم |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
للعمالة , منتقاة , ابن , رقائق , عثيمين |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
موسوعة الحج | تيماء | (همسات الحج والعمره) | 28 | 18-10-2018 09:18 AM |
صحتي حياتي ... متجدد | نسيم فلسطين | (همســـات الصحه والطب) | 498 | 02-01-2017 04:46 PM |
أحـكـام مخـتـصـرة في مفـطـرات الـصـيام 71 مسألة مختصرة في المفطرات | مرهفة الاحساس | ( قسم الفتاوي الاسلامية ) | 13 | 10-12-2015 03:21 AM |