العواطف عند الانسان والحيوان

#1 17-02-2019, 08:03 PM

العواطف عند الانسان والحيوان

[color="orange"]أبدأ بإعطاء المبادئ الثلاثة التي تبدو لي مُفسرة لمعظم التعبيرات والإيماءات غير الإرادية التي يستخدمها الإنسان والحيوانات الأقل رقياً ، تحت تأثير المشاعر والأحاسيس المختلفة.
إن المبادئ الثلاثة هي كما يلي:
١- مبدأ العادات المقرونة المقرونة بالفائدة:
في حالة عقلية معينة تكون لبعض الفعاليات الخاصة والمعقدة فائدة مباشرة أو غير مباشرة ، وذلك لإرضاء أو إشباع أحاسيس أو غرائز معينة. يكون هناك ميل يتحدد من خلال من خلال قوة العادة مقروناً بالحركات المؤداة ذاتها ، فإن العضلات التي تخضع في الأقل لسيطرة منفصلة عن الإرادة تصبح المعول عليها في الاستجابة مسببة الفعل الحركي الذي نعتبره معبراً.
٢- مبدأ النقيض أو الأطروحة المضادة:
تقود حالات ذهنية معينة إلى أفعال معينة ناشئة عن العادة وذات فائدة كما هو معرف بالمبدأ الأول. والآن إذا ما استحثت حالة ذهنية معاكسة فيتكون ميل شديد لاإرادي للقيام بحركات ذات طبيعة معاكسة. ومع أن هذه الحركات ليست بذات نفع إلا أنها في بعض الأحيان تكون شديدة التعبير.
٣- مبدأ الفعاليات المسببة عن الجهاز العصبي والمستقلة تماماً عن الإرادة، وإلى حد ما عن العادة:
عندما يستثار جهاز الحس بقوة يتولد فيض من القوة العصبية ، تنتقل باتجاه معين اعتماداً على ارتباط الخلايا العصبية ، وجزئياً على العادة : وإلا يضطرب تجهيز القوة العصبية ، كما يبدو ، وتظهر تأثيرات نعتبرها معبرة. يسمى هذا المبدأ الثالث إيجازاً بالتأثير المباشر للجهاز العصبي.
واحتكاماً للمبدأ الأول في قياسنا ، تتجلىالقوة الفاعلة للعادة ، ففي وقت ما يمكن القيام بالحركات الأكثر صعوبة وتعقيداً بأقل جهد ممكن ، أو حتى وعي. وليس من المعروف بشكل جدي كيف أصبحت هذه العادة بهذه الكفاءة في تكييف الحركات المعقدة ، إلا أن علماء الفسلجة يعترفون بأن (قدرة الألياف العصبيةفي التوصيل تزداد بزيارة تردد الاستحثاث). وينطبق هذا الأمر على أعصاب المشاعر والأحاسيس ، فضلاً عن تلك المرتبطة بفعل التفكير.

عندما يتوفر ميل موروث أو غير غريزي إلى أداء فعل ما ، أو بتوفر تذوق موروث لنوع معين من الغذاء فإن درجة معينة من العادة تكون متوفرة في الغالب لدى ذلك الفرد. وقد وجدنا ذلك في خطوات الحصان ، وإلى حدما في تأشير الاتجاه لدى الكلاب على الرغم من أن بعض كلاب البونتر اليافعة تقوم بالتأشير بصورة ممتازة زمن طلعة الصيد الأولى ، إلا أنها تمزج أحياناً بين سلوكها الموروث وبين الرائحة الخطأ ، أو حتى الرؤية غير الصحيحة.
إن قوة الاتحاد مقبولة من الجميع. ويعلق السيد باين بالقول: (الأفعال ، والأحاسيس ، وحالات المشاعر تحصل سوية أو بتعاقب قريب ، وهي تميل إلى أن تنمو سوية أو بتلازم وثيق بحيث إذا ما خطر أحدها على البال سرعان ما يأتي الآخر بشكل فكرة)
وأنه لمن المهم في سياقنا الحالي أن ندرك تماماً بأن الأفعال تتحد تلقائياً بأفعال أخرى وفي حالات ذهنية مختلفة ، لاسيما في ما يتعلق بالإنسان ، ومن ثم بالحيوانات الأوطأ.
كقاعدة عامة ، إذا ما طرأت حالتان ذهنيتان بنفس الوقت ، أو بتعاقب متناغم في ترددها وشدتها ، فإن الحالة الأولى تكون كافية لاستدعاء الحالة الأخرى ، إن رغبنا فيها أو لم نرغب.
وعندما تكون عقولنا منفعلة جداً فإن حركات أجسادنا تكون كذلك هي الأخرى. وهنا يأتي مبدأ آخر يضاف إلى العادة ، وهو الفيض غير الموجه للقوة العصبية الذي يدخل اللعبة جزئياً كما يقول نورفولك ، في كلامه للكاردينال وولساي:
اضطرب غريب
في عقله ؛ عضَّ على شفتيه وانطلق ؛
وقف فجأة ، ونظر إلى الأرض من حوله
ثن ، وضع اصبعه على صدغه بشكل مستقيم
وانطلق بمشية سريعة ، ثم توقف مرة أخرى وهو يضرب صدره بقوة ، ويسب ، انون.
عينه معلقة في القمر: وهو بوضعية غريبة
رأيناه للتة وهو يهيئ نفسه.

وأن الناس لترفع حواجبهم لكي تفتح العين على وسعها بسرعة لدى توجيه النظر في مجال رؤية واسعة. يضيف دوشين أن الشخص يرفع حاجبيه لدى تذكر شئ ما ، وكأنه يحاول رؤيته.

– الفعاليات الانعكاسية :

تحصل هذه الفعاليات بالمعنى الدقيق للكلمة نتيجة استثارة عصب محيطي ينقل تأثيره إلى خلايا عصبية معينة بدورها بتحفيز عضلات أو غدد معينة. وتجري هذه العمليات من دون أي إحساس أو وعي من جانبنا ؛ وأن بعض هذه الفعاليات تتطور إلى حركات لا يمكن تمييزها من تلك المستمدة من العادة ، كما أوضح البوفسور هيكسلي ” أن الفعاليات الانعكاسية التي تحصل بمساعدة الدماغ من خلال العادة ، هي فعاليات اصطناعية يمكن اكتسابها” ويرى فيرشاو ” بأن بعض الفعاليات الانعكاسية لا يمكن تمييزها عن الغرائز. وأن من الغرائز ما لا يمكن تمييزه عن العادات “.
إن كل م العطاس والسعال لا يسيطر عليه بالإرادة بشكل تام وإنما جزئياً فقط فيما تكون حالتي تنظيف الحنجرة أو نفخ الأنف تحت سيطرة إرادتنا بالكامل.
عندما نحس بوجود جسم محسس في منخرينا أو في قصبتنا الهوائية ، أي عندما تستثار الخلايا العصبية المحسسة نفسها ، كما في حالتي العطاس والسعال – يمكننا إرادياً أن نطرد ذلك الجسم عن طريق نفخ الهواء بقوة خلال الفتحات. ولكننا ، لا نستطيع القيام بذلك بنفس القوة والسرعة والدقة ، كما يحصل في حالة الفعل المعاكس. وفي الحالة الأخيرة هذه تحفز الخلايا العصبية المحسسة الخلايا العبية الإرادية من دون ضياع في الطاقة ، وذلك من خلال التواصل مع نصفي الدماغ. وهو القاعدة الخاصة لوعينا وإرادتنا. وفي جميع الحالات يبدو أن هناك حالة من التضاد كبيرة بين الحركات نفسها عندما يتم توجيهها بالإرادةوالمحفزات الانعكاسية ، وفي القوة التي تعمل بموجبها ، وبالوسائل التي تجعلها بحالة استثارة. وكما أكد كلود برنارد بالقول ” تأثير الدماغ يميل إلى إعاقة ردود الأفعال ويحد من قوة اتساعها “.
ويتوقف الوعي أحياناً أو يشوش عندما يرغب في أداء فعل انعكاسي معين على الرغم من تحفيز الأعصاب الحسية الملائمة لذلك الفعل. وعلى سبيل المثال راهنت منذ عدة سنوات بمبلغ بسيط مع رهط من الشباب بأنهم سوف لن يعطسوا إذا استنشقوا السعوط على الرغم من اعترافهم جميعاً بأنهم جربوا ذلك من قبل بشكل أو بآخر. وعليه ، استنشق الجميع قليلاً من السعوط ، ولكن لرغبتهم الشديدة في أن ينجحوا في الرهان ، لم يعطس أي منهم على الرغم من أن عيونهم كانت مغروقة بالدمع تماماً. وبذلك خسروا الرهان.
يبدو محتملاً من الملاحظات السالفة ، أن بعض الفعاليات التي تنجز بوعي تتحول خلال العادة والأفعال المرافقة (المرتبطة أو المتوافقة) إلى أفعال انعكاسية ، وتصبح متشبثة ومتوارثة بحيث تؤدى تكراراً حتى عندما لا تكون بذات فائدة ، وكلما توافرت الأسباب نفسها التي تحفزنا من خلال إرادة الاختيار. وفي مثل هذه الحالات ، تحفز الخلايا من خلال إرادة الاختيار. وفس مثل هذه الحالات ، تحفز الخلايا العصبية الحسية الخلايا الإرادية من دون أن تتواصل أولاً مع الخلايا التي يعتمد عليها وعينا وإرادتنا. ولعله من المحتمل أن السعال والعطاس اكتسبا أولاً بعادة لطرد الجسيمات المحسسة من القصبات العوائية بأقصى شدة ممكنة. وهنالك عدد كبير من هذه العادات حسب تقادم الزمن لا تتحول إلى سلوك طبيعي أو إلى أفعال انعكاسية. وذلك لأنها شائعة في معظم ذوات الأربع وبذا يتوجب أن تكون اكتسبت في مراحل سالفة.
ومما يستحق الملاحظة أيضاً أن الأفعال الانعكاسية معرضة ، في كافة الاحتمالات ، إلى تغييرات بسيطة ، كما هو الحال في التراكيب الجسدية والغرائز ، وأن أي تغير ذي قدر كبير من الفائدة والأهمية يميل إلى أن يحفظ ويورث.

– الحركات المقترنة بالعادة في الحيوانات الدنيا :

إن غرضي وهدفي من إظهار الحركات المقترنة بالعادة في الحيوانات إنها كانت تؤديها لغاية محددة ، وإنها لا تزال تؤدى بإلحاح في نفس الظروف خلال عادة ، وإن كانت غير مفيدة بالحد الأدنى. وبما أن الميل إلى هذه الحركات في معظم الحالات الآتية يكون موروثاً ، فقد نستدل بأنها تجرى بنفس الطريقة من قبل جميع الأفراد شباباً وشيباً ضمن النوع الواحد. وسنرى أيضاً بأكثر المقترنات اختلافاً والتي غالباً ما تكون غير مباشرة أو خاطئة.
تدور الكلاب عندما ترغب في النوم ، حول سجادة أو أي سطح صلب عدة مرات وهي تبحث في الأرض بمخالب أطرافها الأمامية بطريقة تبدو غير ذات معنى ، وكأنها تحاول أن تسحق الحشائش تحتها لتمهد لها فتحة ، كما كان يفعل أسلافها من غير المستأنسين عندما كانوا يعيشون في بوادي معشوشبة ، أو في الغابات.
وأن بنات آوى ، وحيوانات أخرى متشابهة في حدائق الحيوان تعامل القش بنفس الطريقة. ولكن ، بعد ملاحظة استمرت عدة شهور لم يرَ القائمون على هذه الحدائق حالة واحدة يتصرف فيها الذئاب بهذه الطريقة ، وهو أمر مستغرب. وقد لاحظ صديق لي أن كلبه شبه مغفل ، وهو كغيره من الحيوانات أسير العادة غير المجدية ، يدور حول السجادة ثلاث عشرة مرة قبل أن يخلد للنوم.
وسأورد حالة أخرى واحدة حول الحركة غير الهادفة والمرتبطة بالعادة ، هي حالة الشيلدراك (نوع من البط البري) الذي يقتات من الرمال الذي ينحسر عنه المد ليكشف عن دودة طرحها الموج. يبدأ الطائر بالتربيت عل. الأرض بقدميه وكأنه يرقص حول الثقبما يجعل الدودة تبرز إلى السطح. ويقول السيد سانت جون إنه عندما تطلب طيور الشيلدراك المهجنة لديه طعاماً فإنها تربت على الأرض بطريقة سريعة وبنفاذ صبر. ولهذا السبب قد نعتبر أن هذه الحركة هي تعبير عن الجوع لدى هذا الطائر.
وأخبرني السيد بارتليت أن طيور الفلامنجو والكاغ عند طلبها للغداء تضرب الأرض بأقدامها بالطريقة الغريبة نفسها.
لقد بينا بصورة كافية على ما أعتقد حقيقة مبدأنا الأول الذي ينص على أن إحساس أو رغبة أو مقت … إلى آخره. قادت خلال تعاقب أجيال عديدة إلى حركات إرادية معينة يصبح فيها الميل لأداء حركات مشابهة واقعاً بالتأكيد ، مهما كانت الأحاسيس أو شبيهاتها أو قريناتها. وما نتج عنها من حركات ليست بذات فائدة في أقل تقدير. وإن هذه الحركات المرتبطة بالعادة هي في الأغلب أو على العموم موروثة ، وبذلك تختلف قليلاً عن الأفعال الانعكاسية.
عندما نعتبر التعبيرات الخاصة للإنسان فإن الجزء الأخير من مبدأنا الأول كما أعطى في مستهل هذا الفصل يبدو متماسكاً بشكل جيد وخاصة في ما يتعلق بالحركات المتصلة من خلال العادة بحالات ذهنية خاصة والتي تعوق جزئياً بالإرادة ، فالعضلات غير الإرادية تماماً وتلك التي تكون في الأقل تحت سيطرة منفصلة عن الإرادة هي عرضة للبقاء فاعلة وذات فاعلية عالية التعبير عادة. وعلى النقيض ، عندما تضعف الإرادة وقتياً أو بصورة دائمة تفشل العضلات الإرادية قبل اللاإرادية في مهمتها.
وهذه حقيقة باتت شائعة لعلماء الأمراض كالسيد تشالز بيل الذي يقول ” إنه عندما ينبثق الوهن من مشاعر دماغية فإن التأثير يبلغ منتهاه على هذه العضلات التي تكون في حالتها الطبيعية تحت تأثير الإرادة غالباً “.[/color]

المصدر: منتدى همسات الغلا

hgu,h't uk] hghkshk ,hgpd,hk hgu,h't uk]

17-02-2019, 08:07 PM

راقني انتقائك الماسي
تسلم يمينك
ودام عطائك العذب
پآقة ورد

17-02-2019, 09:33 PM

ـ

... جَميل
أنتقاآء مميز
لا عَدمنأأ التألق في العطاَآء
سَلمت الأنــامل
عبق اليااسمين وتقديري ــ

18-02-2019, 07:25 AM

وجدت هنا موضوع وطرح شيق

ورائع اعجبني ورآق لي

شكراً جزيلاً لك

وبالتوفيق الدائم

18-02-2019, 03:51 PM

مَوْضُوٌعْ فِيٍ قَمّةْ الْرَوُعَهْ
لَطَالمَا كَانَتْ مَواضِيعَكْ مُتمَيّزهَ
لاَ عَدِمَنَا هَذَا الْتّمِيزْ وَ رَوْعَةْ الأخَتِيارْ
دُمتْ لَنَا وَدَامَ تَأَلُقَكْ الْدّائِمْ

18-02-2019, 06:56 PM

طرح بمنتهى العذوبه والخيآل,,
سلمت اناملك على هذا النثر الاكثر من رائع
دمت ودام عطائك
بانتظآرجديدك بكل شووق
ودي وشذى الورد

18-02-2019, 09:04 PM

انتقـآءْ رآئــع, وطرح جميــل كجمآل روحك
دآئمـآ مآنرى الإبدآع والتميز يلآمس انتقآئك
لآحرمنـآ الله من روعة ذآلك الإختيآر
وجميل الطرح والإبدآع
لك خآلص ودي

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
جمال الانسان	ابن عمان	( همســـــات العام )	20	24-04-2018 07:57 AM
القران الكريم يشرح نظرية تطور الانسان من الأحسن تقويم الى الادنى منه	مبارك آل ضرمان	(همسات القرآن الكريم وتفسيره )	12	16-04-2017 12:53 AM
ما اجمل الانسان عندما	أمير الصحراء	(همسات تطوير الذات )	10	20-04-2015 09:32 PM
نظرية التطوير ونشوء الانسان بين مفهومها الفلسفي والديني مشاركتي ظمن الحمله	سيف العقيلي	( همســـــات الإسلامي )	24	19-03-2015 07:56 AM
الانسان عندما........ ما أجمله	غلا الكويت	( همســـــات العام )	16	18-02-2015 01:21 PM

الإهداءات

العواطف عند الانسان والحيوان

( همســـــات العام )