نزول ملك الملائمة جبريل عليه السلام على رسول الله صل الله عليه وسلم

#1 17-01-2019, 11:36 AM

نزول ملك الملائمة جبريل عليه السلام على رسول الله صل الله عليه وسلم

نزول ملك الملائمة جبريل عليه السلام على

رسول الله صل الله عليه وسلم

كان الملك الذي ينزل على النبيّ صل الله عليه وسلم بالوحي هو جبرائيل (عليه السلام) فكان يلقيه على مسامعه الشريفة، فتارة يراه، إمّا في صورته الأصليّة - وهذا حصل مرّتين- أو في صورة دحية بن خليفة. وأُخرى لا يراه، وإنّما ينزل بالوحي على قلبه صل الله عليه وسلم : ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ﴾ .

قال تعالى: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى. عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى﴾: جبرائيل. مثال قدرته تعالى ﴿ذُو مِرَّةٍ﴾ أي ذو عقليّة جبارة ﴿فَاسْتَوَى﴾: استقام على صورته الأصلية. وهذا هو المرة الأُولى في بدء الوحي (وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى﴾: سدّ ما بين الشرق والمغرب﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى﴾

جعل يقترب من النبيّ صل الله عليه وسلم ﴿فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى﴾ الله بواسطة جبرائيل ﴿إِلَى عَبْدِهِ﴾ محمد صل الله عليه وسلم ﴿مَا أَوْحَى مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ﴾: فؤاد محمد صل الله عليه وسلم ﴿مَا رَأَى﴾ فكان قلبه صل الله عليه وسلم يصدق بصره فيما يرى أنّه حق ﴿أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى. وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى﴾ مرة ثانية في مرتبة أنزل من الأُولى ﴿عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى. عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى. إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى. مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى﴾ فكان الذي يراه حقيقة واقعة، ليس وهماً ولا خيالاً.

وقال: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ﴾: جبرائيل ﴿ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ. مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ. وَمَا صَاحِبُكُم﴾: محمد صل الله عليه وسلم ﴿بِمَجْنُونٍ. وَلَقَدْ رَآهُ﴾: رأى جبرائيل في صورته الأصليّة ﴿بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ﴾ إشارة إلى المرة الأُولى أيضاً.

قال ابن مسعود: إنّ رسول الله صل الله عليه وسلم

لم ير ى جبرائيل في صورته إلاّ مرّتين، إحداهما أنّه سأله أن يراه في صورته فأراه صورته فسدّ الأُفق. وأما الثانية فحيث صعد به ليلة المعراج، فذلك قوله ﴿وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى) .

والصحيح أنّ المرّتين كانت إحداهما في بدء الوحي بحراء. ظهر له جبرائيل في صورته التي خلقه الله عليها، مالئاً أفق السماء من المشرق والمغرب، فتهيّبه النبيّ صل الله عليه وسلم تهيبّاً بالغاً، فنزل عليه جبرائيل في صورة الآدميّين فضمّه إلى صدره، فكان لا ينزل عليه بعد ذلك إلا في صورة بشر جميل.

والثانية كانت باستدعائه (صلى الله عليه وآله) الذي جاءت به الروايات: كان لا يزال يأتيه جبرئيل في صورة الآدميّين. فسأله رسول الله صل الله عليه وسلم أن يريد نفسه مرّة أُخرى على صورته التي خلقه الله، فأراه صورته فسدّ الأُفق. فقوله تعالى: ﴿وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى﴾ كانت المرّة الأُولى. وقوله ﴿نَزْلَةً أُخْرَى﴾ كانت المرّة الثانية

قال رسول الله صل الله عليه وسلم : وأحياناً يتمثّل لي الملك رجلاً، فيكلّمني فأعي ما يقول وقال الإمام الصادق (عليه السلام): إنّ جبرائيل كان إذا أتى النبيّ صل الله عليه وسلم لم يدخل حتى يستأذنه، وإذا دخل عليه قعد بين يديه قعدة العبد .

هذا.. وكان جبرائيل - عندما يتمثّل لرسول الله صل الله عليه وسلم - يبدو في صورة دحية بن خليفة الكلبي. وبتعبير أصحّ: يبدو في صورة شبيهة بدحية. كما جاء في تعبير ابن شهاب: كان رسول الله صل الله عليه وسلم يشبّه دحية الكلبي بجبرائيل، حينما يتصوّر بصورة بشر .وذلك لأنّ دحية كان أجمل إنسان في المدينة، كان إذا قدم البلد خرجت الفتيات ينظرن إليه .

والسبب في ذلك: أنّ جبرائيل كان حينما يتمثّل صورة إنسان خلقه الله على الفطرة الأُولى، والإنسان في أصل خلقته جميل، فكان يتمثّل جبرائيل في أجمل صورة إنسانيّة. وبما أنّ دحية كان أجمل إنسان في المدينة، كان الناس يزعمون من جبرائيل - وهو يتمثّل بشراً- أنه دحية الكلبي، ومن ثم كان العكس هو الصحيح. قال رسول الله صل الله عليه وسلم : كان جبرائيل يأتيني على صورة دحية الكلبي، وكان دحية رجلاً جميلاً.

والظاهر أنّ الجملة الأخيرة هي من كلام أنس، راوي الحديث أي على صورة تشبهها صورة دحية. وكان الصحابة يزعمونه دحية حقيقة، ومن ثم نهاهم رسول الله صل الله عليه وسلم أن يدخلوا عليه إذا وجدوا دحية عنده. قال: إذا رأيتم دحية الكلبي عندي فلا يدخلن عليّ أحد

وكان جبرائيل قد يتمثّل للصحابة أيضاً بصورة دحية، كما في غزوة بني قريظة سنة خمس من الهجرة شاهده الصحابة بغلة بيضاء .وشاهدت أيضاً عليّ (عليه السلام) دفعات بمحضر النبيّ صل الله عليه وسلم وتكلّم معه، والنبيّ صل الله عليه وسلم راقد

وأمّا نزول الملك عليه بالوحي من غير أن يراه فكثير أيضاً، إما إلقاء على مسامعه وهو يصغي إليه، أو إلهاماً في قلبه فيعيه بقوّة. قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ. نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ. عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ. بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ﴾ .

كان صل الله عليه وسلم في أوائل نزول الملك عليه بالوحي، يخشى أن يفوته اللفظ ومن ثمَّ كان يحرّك لسانه وشفتيه ليستذكره ولا ينساه، فكان يتابع جبرائيل في كلّ حرف يلقيه عليه، فنهاه تعالى عن ذلك ووعده بالحفظ والرعاية من جانبه تعالى قال: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ.

إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ. فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ. ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ وربّما كان صل الله عليه وسلم يقرأ على أصحابه فور قراءة جبرائيل عليه، وقبل أن يستكمل الوحي أو تنتهي الآيات النازلة، حرصاً على ضبطه وثبته، فنهاه تعالى أيضاً وقال:﴿وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾ فاطمأنه تعالى بالحفظ والرعاية الكاملة. فكان رسول الله صل الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبرائيل، استمع له، فإذا انطلق قرأه كما أقرأه قال تعالى: ﴿سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى﴾

وإشارة إلى هذا النحو من الوحي الذي هو نكت في القلب قال صل الله عليه وسلم : (إنَّ روح القدس نفث في روعي) وهو سواد القلب، كناية عن السرّ الباطن، والمقصود: روحه الكريمة.

المصدر: منتدى همسات الغلا

k.,g lg; hglghzlm [fvdg ugdi hgsghl ugn vs,g hggi wg ,sgl hglghzlm hggi hgsghl djv[l vs,g sl ugn

17-01-2019, 11:42 AM

اختيار رائع
تسلمم هالانامل "

17-01-2019, 11:46 AM

طرح عظيم

جزاك الله خيرا

17-01-2019, 05:41 PM

جزآكِ الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض
بآرك الله فيكِ على الطَرح القيم
في ميزآن حسناتكِ ان شاء الله ,,
آسأل الله أن يَرزقـكِ فسيح آلجنات !!
وجَعل مااقدمتٍ في مَيزانْ حسَناتكِ
وعَمر آلله قلبكِ بآآآلايمَآآنْ
علىَ طرحَكِ آالمحمَل بنفحآتٍ إيمآنيهِ
دمتِ بـِ طآعَة الله

17-01-2019, 06:22 PM

17-01-2019, 06:35 PM

بارك الله في طرحك
وجزاك الله خير الجزاء
اتمنى لك التوفيق دائماً
وان يثبت الله اجرك

17-01-2019, 10:12 PM

رووعه × رووووعه
ربي يعطيك العافيه
ع الطرح الرائع والمميز
ارقى التحايا لروحك الطيبه

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
سجل دخولك بقصه من قصص القرآن الـكريم	مـيـــلاد	(همسات القرآن الكريم وتفسيره )	238	25-06-2020 08:58 PM
التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم	تيماء	( همســـات التاريخ والتراث والأنساب)	34	20-07-2017 11:06 PM
قصيدة الإسراء والمعراج للشعراوي رحمه الله	الاداره	( همســـــات الإسلامي )	21	13-02-2014 12:53 AM
دفاع جبريل وميكائيل عن النبي صلى الله عليه وسلم	ميارا	(سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه )	11	30-11-2013 06:12 PM
أسرار التكرار في القرآن الكريم	ميارا	(همسات القرآن الكريم وتفسيره )	11	13-02-2013 11:33 PM

الإهداءات

نزول ملك الملائمة جبريل عليه السلام على رسول الله صل الله عليه وسلم

(سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه )