#1
| |||||||||||
| |||||||||||
دعاء الشكر ** إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له والحمد لله كما ينبغى لجلال وجهه الكريم ولعظيم سلطانه والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة والحمد لله ملؤ السماوات وملؤ الأرض وملؤ ما بينهما الذى هدانا لنعمة الإسلام وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً رسول الله النبى المختار والنعمة المهداه الذى بلغ الرسالة وأدى الأمانه عليه أفضل صلاة وأزكى سلام وعلى آله الأطهار وصحبه الأخيار وعلى كل من والاه إلى يوم الدين . أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدى هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار . قال الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم " رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ " ([1]). المفردات : أوزعني : أي ألهمني، وأولعني أن أشكر نعمتك بحيث لا أنفكُّ عن شكرها، وقد سبق لنا أن شرحنا مثل هذه الدعوة المباركة الطيبة على لسان سليمان عليه السلام إلاّ أنه ختم الدعاء هناك بقوله : ﴿ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾([2]) وختم هنا بقوله : ﴿ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ﴾. فبدأ اللَّه تعالى بالوصية لمن كان سبباً في وجوده في هذه الحياة الدنيا بعد اللَّه عز وجل بالإحسان إليهما، وبرِّهما، قال تعالى : ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي ﴾ أي تناهى عقله ، وكمل فهمه وحلمه، ففيه بيان أن العبد إذا بلغ أربعين سنة أن يجدد التوبة للَّه تعالى . ﴿ أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ﴾ : يا ربي وفقني أن أشكر نعمك التي لا تُحصى عليّ من نعم الدنيا ، والدين الذي هو أعظم النعم التي أسبغتها عليّ، فكم من محروم منها . تضمّن هذا السؤال التوفيق للعمل بالطاعات، واجتناب المحرّمات. ﴿ وَعَلَى وَالِدَيَّ ﴾ : أدرج ذكر والديه تكثيراً للنعم، والنعم على الوالدين نعم على أولادهم لأنهم لابد أن ينالهم شيئاً منها، ومن أسبابها وآثارها، خصوصاً نعم الدين، فسأل ربه التوفيق للقيام بشكر نعمته الدينية والدنيوية. ﴿ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ﴾ : وألهمني ووفقني أن أعمل صالحاً ترضاه في المستقبل فجمع بين أنواع الشكر المطلوبة : شكرها باللسان ، بالثناء والذكر، المستلزم للشكر بالجنان، وأردفه الشكر بالأركان، وهو القيام بصالح الأعمال عنده جل وعلا عليه وعلى والديه. وقوله : ﴿ صَالِحًا تَرْضَاهُ ﴾ : فتقييده بـ ( ترضاه ) يدلّ أنه ليس كل عمل صالحٍ في الظاهر يرضاه اللَّه تعالى، بل لا بدّ أن يوفّق إلى الأعمال والأقوال الموجبة لرضاه جل وعلا، من صدق الإخلاص، وحسن العبادة في المتابعة . ﴿ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ﴾ : أي واجعل الصلاح سارياً في ذريتي ، راسخاً فيهم ، متمكنين منه ، ولذلك عُدِّي بـ ( في )([3])، وفيه إشارة إلى أن صلاح الآباء يورث صلاح الأبناء . تضمن هذا السؤال كمال السعادة البشرية المرجوة في الدنيا والآخرة : 1- أن يوفقه للشكر على النعم الدنيوية والشرعية . 2- أن يوفقه بالطاعة المرضية عنده جل وعلا التي تكون بالمتابعة والإخلاص. 3- أن يصلح له ذريته على صراط اللَّه تعالى المستقيم. 4- التوفيق إلى التعبد بمقتضيات صفاته ، وآثارها، ومنها صفة الرضا في قوله : ﴿ صَالِحًا تَرْضَاهُ ﴾ . قوله : ﴿ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِين ﴾ : ختم هذا الدعاء بتجديد التوبة، والاستسلام للَّه تعالى في أمره ونهيه، قال ابن كثير رحمه اللَّه تعالى: ((هذا فيه إرشاد لمن بلغ أربعين سنة أن يجدد التوبة والإنابة إلى اللَّه عز وجل ويعزم عليها ))([4]) . الفوائد : 1- أهمية هذه الدعوة؛ فإنها تكررت مرتين في كتاب اللَّه تعالى : مرة على لسان سليمان عليه السلام ومرّة هنا على لسان الصالحين من عباده تعالى . 2- أهمّية سؤال اللَّه عز وجل التوفيق إلى الشكر؛ لقوله : ﴿رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ﴾ . 3- أن نعم اللَّه تعالى على العبد ، وعلى الخلق لا تُحصى ، كما أفاد قوله : ﴿ نِعْمَتَكَ ﴾ مفرد مضاف يفيد العموم . 4- أن نعمة الإسلام هي أعظم النعم من اللَّه سبحانه وتعالى التي ينبغي للعبد استشعارها، وحمده تعالى عليها سراً وعلانية . 5- إن أحق من يُشْكَر بعد اللَّه تعالى الوالدين لقوله : ﴿ أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ ﴾ . 6- أهمية سؤال اللَّه تعالى التوفيق إلى أحسن الأعمال لقوله : ﴿ تَرْضَاهُ ﴾([5]). 7- ينبغي مراقبة اللَّه تعالى في الأعمال، وأن تكون خالصةً لوجهه عز وجل : ﴿ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ﴾. 8- إثبات صفة ( الرِّضَا ) لله تعالى، وهي صفة فعلية تتعلق بمشيئتة وإرادته. 9- ينبغي للداعي أن يبذل ما في وسعه بالتقرب إلى اللَّه تعالى بالأعمال، والأقوال، والأخلاق التي تقتضي رضاه تعالى؛ لأن رضاه صفة فعلية، والصفات الفعلية تتعلق بمشيئته متى وُجد سبب الرضا وُجد الرضا . 10- ينبغي للداعي أن يسأل اللَّه على الدوام إصلاح ذريته؛ لأن النفع يعود عليهم جميعاً، بل وعلى المؤمنين . 11- أهمية التوسل بالعمل الصالح، وكلّما كثّره العبد كان أرجى في الإجابة، كما في قوله تعالى : ﴿ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ ﴾،﴿ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِين ﴾. 12- إن التوبة من الذنوب من أعظم أسباب قبول الدعاء : ﴿ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ ﴾ . 13- (( إن إشهاد الإنسان على نفسه بالإيمان، أو بالإسلام، وما أشبه ذلك، لا يُعدّ من الرياء، ولا سيما في الاتباع ))([6])، بل يدلّ على الإقرار لله تعالى، والخضوع والتذلل له وهذا من أعظم أنواع التوسل بالعمل الصالح ؛ لأن الإسلام هو الاستسلام في ظاهر العبد وباطنه لله رب العالمين . 14- ينبغي للعبد أن يجدد توبته، وإنابته إلى اللَّه خاصة إذا كمل أربعين عاماً ([7]) . 15- ينبغي للداعي أن يكون له حظ كبير في أدعيته لوالديه، ولذريته؛ فإن هذا النفع يعود عليه، وعليهم جميعاً في الصلاح في الدنيا، والأنس والاجتماع بعضهم مع بعض في جنات النعيم . ([1]) سورة الأحقاف، الآية: 15. ([2]) سورة النمل، الآية: 19. ([3]) فتح البيان لصديق حسن خان، 6/ 301 بتصرف يسير. ([4]) تفسير ابن كثير، 4/ 202. ([5]) كما في قوله: (صالحاً) بالتنوين الذي يفيد التفخيم والتكثير، روح المعاني، 14/ 30. ([6]) تفسير آل عمران للعلامة ابن عثيمين رحمه الله، 1/ 308. ([7]) تفسير ابن كثير، 4/ 202. المصدر: منتدى همسات الغلا ]uhx hga;v hgs;v ]uhx |
12-10-2018, 08:35 PM | #3 |
| عشتروت المتألقة اسأل الله العظيم أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان. وأن يثيبك البارئ خير الثواب . دمتي برضى الرحمن |
|
12-10-2018, 08:52 PM | #4 |
| يعـطيك العــآفية ولآ عـدمنآ تميز انآملك الذهبية دمت ودآم بحـر عطآئك بمآ يطرح متميزآ بنتظآر القآدم بشووق |
|
12-10-2018, 10:47 PM | #7 |
| عشتروت طرحتم بإبداع كم عوتمونا عليه وليس بغريب عليكم الابداع لنا في تقديم الشكر الواجب ولكن تاهت الكلمات التي تليق بكم وارتعشت النامل من هول تلك التميزات والابداعات التي تكون عنوان لكم فما هي الكلمات التي نقولها الا عرفان منا لكم على روعتكم واستفادتنا من قلمكم النابض بالتميز شكرا نسطره عبر كلماتنا المتواضعة وهذا جهدنا فأنتم لكم تصاغ أجمل العبارات مغلفة بأريج العطور لكم يامن ملكتم منا حبكم لروعتكم ولروعة أقلامكم الذي تقطر شهدا نتعلمه ونتثقف منه اروع التعاليم ونحتفظ بكلماتكم حبر أرفف مكاتبنا لنزخر بخبراتكم الطويلة في نضم وتنسيق الاطروحات فننهل منكم أجمل المواضيع التي تخدم ديننا الحنيف وتقرب الى الله عزوجل خدمة في نشر تعاليم ربنا عبر صفحاتكم واطروحاتكم الغنية بالمعرفة شكرا لكم وهنيئاً لمنا بكم وبروعة اقلامكم النيرة التي تخدم الدين فننتظر قادمكم بلهفه وروعة |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
السكر , دعاء |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مرض السكر - مشاركتي في مسابقه التقرير الطبي | تاج الانوثه | (همســـات الصحه والطب) | 18 | 24-03-2020 08:59 AM |
شكرا على الجرح فا انا لا املك غير الشكر ( القروب الازرق ) | ريحانة بغداد | (همســــات المقال و الخواطر والنثر ) منقول | 22 | 23-04-2016 05:26 PM |
كيفية الاسعافات الاوليه الخاصه بمريض السكري.. | همس البوح | (همســـات الصحه والطب) | 10 | 07-03-2016 10:41 AM |
فضل سجدة الشكر ..سبحان الله | ذابت نجوم الليل | ( همســـــات الإسلامي ) | 11 | 03-08-2015 08:50 PM |
الشكر من أجلِّ مقامات العبوديَّة لله عز وجل | Kassab | ( همســـــات الإسلامي ) | 18 | 20-06-2014 11:24 AM |