السلطان الفاتح أعجوبة العثمانيين شخصيات تاريخية
من هو ؟:
حكم ل 30 سنة من 1451 - 1481 م ، واختلف المؤرخون في سنة مولده فقيل إنه ولد في 1429 وقيل 1430 وأخيرا 1431 م
وبالتالي اختلفوا أيضا في سنه حين توفي ولكنهم متفقين على أنه عاش لما لا يقل عن 49 سنة وما لا يزيد عن 52 سنة ..
-------------------------------------
هيئته وشخصيته:
كان يميل للطول ، قوي البنية مفتول عضلات الزندين ليس أبيض بشكل تام بل داكن قليلا ، مستدير الوجه وله عين سوداء ونظرة هادئة ولكن مرعبة
شعره فيه أثر خفيف للون الذهبي مما جعل مؤرخي الغرب يصفونه بأن منظره قريب من منظر الأسد ! ، كان هادئا متماسك الأعصاب حتى في أعنف و
أسوأ المواقف ، كثير الصمت وغامض وبنفس الوقت قاسيا على خصومه ، نادرا ما يثور ولكن إن تملكه الغضب فإنه يصبح شخصا آخرا قد يلحق الأذى
بكل من حوله ! .. شجاعا جدا كمقاتل وقد ساعدته قوته الجسدية على مقارعة الأبطال والصبر على أهوال الحروب والأحوال المناخية الصعبة التي ينهار
منها الإنسان العادي .. ويبدو بأنه قد ورث تلك القوة من جده السلطان محمد الأول جلبي الملقب بالجلاد ، والذي يعد برأيي المتواضع أشجع السلاطين
العثمانيين وأتمهم فروسية ، كيف لا وقد روى المؤرخين أن هذا السلطان الجلاد قد جرح ما بين 30 إلى 40 جرحا في جسده من بطولته في معاركه..
كان الفاتح ذو ثقافة عالية جدا له معرفة كبيرة بمختلف الأديان والمذاهب وكان يهوى مجالسة كبار العلماء من مختلف الأديان ويتقن التكلم ب 7 لغات هي:
التركية - العربية - الفارسية - اللاتينية - اليونانية - الصربية - العبرية .. ويضيف بعض المؤرخين اللغة الفرنسية !! ..
ومع أنه كان صارم المظهر و فيه قسوة ودموية في معاركه ، إلا أنه كان متسامحا مع رعيته حتى غير المسلمين منهم ، حريص على إقامة العدل ومحاسبة
المقصرين من عماله وفي بعض الحالات كانت شدة محاسبته لهم تصل إلى عقوبة القتل ..
-------------------------------------
أهم إنجازاته:
في ال 30 سنة التي قضاها السلطان الفاتح في حكم الإمبراطورية العثمانية أنجز على المستوى العسكري ما لم ينجزه أي سلطان عثماني قبله أو بعده ..
فهو قد ضاعف رقعة الدولة العثمانية لحوالي 3 أضعاف .. وأسقط إمبراطوريتنا ، وأربع ممالك ، و12 إمارة !! .. ووقعت بيده عاصمة الإمبراطورية
الرومانية الشرقية أو الإمبراطورية البيزنطية كما يسميها المؤرخين المعاصرين ، هذه الإمبراطورية التي صمدت لأكثر من 1100 سنة ! .. ووصلت
جيوشه غربا إلى جنوب إيطاليا فإرتعدت أوروبا بأسرها ..
ومن شدة وطأته على قوى الغرب فقد حاولوا إغتياله 14 مرة ولم ينجحوا إلا في المحاولة رقم 15 حيث تم تسميم السلطان أثناء قيادته لآخر حملة عسكرية
له سنة 1481 م والتي إلى الآن لا يعرف أحد إلى أين كانت ستتجه وإن كان المرجح أن الفاتح كان سيهاجم إيطاليا أو جزيرة رودس بعد أن فشل قادته في
إقتحامها السنة الماضية .. هذا السلطان ربما هو أعظم قائد عسكري في تاريخ الدولة العثمانية لأن الخصوم الذين قاتلهم كانوا في غاية القوة ، فقد تواجه مع:
-- قسطنطين الحادي عشر ، آخر إمبراطور لروما الشرقية والذي قتل وهو يدافع ببطولة عن القسطنطينية أمام الفاتح ..
-- جان هونيادي ، الملقب ب " الفارس الأبيض " والذي يعتبره المجريين أعظم بطل في تاريخهم وقد دفنوه واقفا إحتراما له ! ..
-- فلاد الثالث دراكولا ، الملقب ب " المخوزق " والذي يعده شعب رومانيا بطلهم القومي ، وقد وقف سدا منيعا بوجه العثمانيين ولكن إلى حين ! ..
-- جورج كاستريوتا ، المشهور أكثر ب " إسكندر بك " وهو الآخر يعده الألبان بطلهم التاريخي وقد كان من أقوى مقاتلي عصره وأعجب به الفاتح ..
-- ستيفن الثالث ، الملقب ب " الأكبر " وهو أعظم شخصية في تاريخ مولدافيا ، ومعروف أنه لم يتعرض لأي هزيمة في حروبه إلا أمام الفاتح ..
-- أوزون حسن ، زعيم بلاد فارس والعراق القوي والذي كان يبني الغربيون آمالهم عليه لهزمية الفاتح ولكن خابت آمالهم في موقعة ترجان ..
كل هؤلاء القادة الكبار قد هزمهم السلطان الفاتح بإستثناء هونيادي الفارس الأبيض الذي إنتصر في حصار/موقعة بلغراد سنة 1456 م ، وحتى هونيادي
كلفه إنتصاره حياته ! فقد توفي بعد تلك الموقعة بأيام متأثرا بجراحه ، وحزن عليه الفاتح حزنا شديدا لأنه كان يريد منازلته مرة أخرى ليمحو عار الهزيمة ..
فكان البطل المجري هو الوحيد الذي نال شرف إلحاق أول وآخر هزيمة عسكرية بالسلطان محمد الذي - بإستثناء بلغراد - لم يتعرض لأي هزيمة طوال 30
سنة من حروبه التي لم تتوقف ولهذا أطلق عليه الطليان لقب : " السيد العظيم " ..
-------------------------------------
ما قيل فيه من الغرب:
لندرك مدى الرعب والهلع الذي أوقعه هذا السلطان بقلوب أعداءه ، لنقرأ ردود الفعل التالية لديهم حين توفي:
-- أمر البابا سيكستوس أن تدق أجراس الكنائس إبتهاجا ، وقد حصل ذلك في كل إيطاليا أولا ثم في أوروبا ..
-- أثناء تلك الإحتفالات كان الصراخ يعلو " مات النسر الكبير .. مات النسر الكبير " ..
-- في رودس وصف نائب رئيس الإسبتارية كاورسن الفاتح بأنه " إبليس الثاني " وكتب حين بلغه نبأ وفاة السلطان:
" إن كان للقلم أن يصف البهجة في قلبي ، وللخطاب أن يفسر السعادة التي في روحي ، فإن اليوم قد جاءتني تلك الفرصة ! لأن الجرح
المتقرح للمسيحية قد شفي ، النار المهلكة قد أخمدت ، أعظم عدو للمسيحية قد رحل .. " ..
-- الفارس والؤرخ البندقي جيوفاني ساجريدو بعد أكثر من 200 سنة من وفاة الفاتح كتب:
" كان من حسن حظ العالم المسيحي وإيطاليا أن الموت قد أوقف هذا البربري المروع الذي لا يقهر