عم رمضان

عّم رمضان
*********




عّم رمضان


رجل طيب





يأتي إلينا كل عام


رجلُ معروفُ عَنْهُ البساطة


و الشهامة



… و الإبتسام


عّم رمضان



كان صديقاً لوالدي



كان يأتي بعصاه المصنوعة


من الخشب الأصيل



و طربوشهِ الأحمر الأسيل



و جلبابه الأنيق و معطفُهُ


الصوفيّ الطويل



وكنت -كطفل صغير- أعشق


(هذا المظهر الجميل )


لعمِ رمضان …



فكنت ألعب بعصاه



و أتحسس الطربوش



و أختبئ في ثنايا معطفهِ الطويل .




عّم رمضان



كان رجل ذو صوتِ مُميّز



فيه مزيج من صوت عبد المطلب



و النقشبندي و فريد .


عّم رمضان



رجل لا يُدخن السجائر



و لكنه كان ينفث دخانا



بين حين و حين



فيه نكهة الموّدة



و طعم قمر الدين .


عّم رمضان



رجل كريم



كان يشاركنا الفطور



يكتفي بتمرتين و شَربِة ماءِ



و يوزع كل الطعام



على الجار القريب



و الجار البعيد



و باقي الأصدقاء



عّم رمضان


لم يكن يفرق بين



شيخ و قسيس



فكان يوزع التمر على


جورج و محمد و إيزيس



و كان يصلي لهم جزءاً


من صلاة التراويح .




عّم رمضان



كان يأتي إلينا



بفوانيس و شموع



و ليالي كان القمر



فيها ينسى الدموع



كان يسهر بالنهار



و يعمل بالمساء



و يوزع المحبة



إبتسامات علينا



كأمطار الشتاء .


و مات أبي …



و ماتت إيزيس …



ولا زال عّم رمضان


يأتي إلينا كل عام



و لا يتكلم



عّم رمضان لازال رجل كريم



… … يتألم



يبحث عن جارِ لم يوصَد قلبه



في وجهِ البشر



فلا يجد إلا كُل جارِ حبيس



و أطفال ضاعت منهم



شموعِ و فوانيس



عّم رمضان لازال


يبحث عن المحبة



فلا يجد إلا كُل


دجالِ خسيس



عّم رمضان يشتاق



لأيام أبي و أيام …



إيزيس .






بقلم الشاعر



أبو شاعر السكندري