#1
| |||||||||||||
| |||||||||||||
لطائف ( ساعة مكه ١٨ ) الحديث الشريف: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كلُّ عملِ ابن آدمَ له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أَجزي به، والصيام جُنةٌ، وإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يَرفُث يومئذ ولا يَصخَب، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتَله، فليقُل: إني امرُؤٌ صائمٌ، والذي نفس محمدٍ بيده، لخُلوفُ فمِ الصائم أطيبُ عند الله يوم القيامة مِن ريح المِسك، وللصائم فرحتان يَفرَحهما: إذا أفطر فرِح بفطره، وإذا لَقِيَ ربَّه عز وجل فرِح بصيامه))؛ متفق عليه. كل عمل ابن آدم:كالصلاة والزكاة والحج وسائر العبادات والطاعات. له: أي: قد يكون للناس فيها حظٌّ من الرياء والعُجب والشِّرك، ما عدا الصوم فهو عبادة باطنيَّة قلبية خالصة لله وحدَه، وهذا ثابتٌ بنص حديثٍ آخرَ: ((الصوم لي وأنا أَجزي به، يدَع شهوتَه وطعامَه مِن أجلي)). وأعظم القُربات عند الله مطلقًا ما كانت خالصةً لوجهه، ليس فيها مثقالُ ذرةٍ مِن رياء، وهو دين القيِّمة الذي أوصى به الباري سبحانه وتعالى:*وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ*[البينة: 5]. دين القيمة:*المِلة القائمة العادلة المستقيمة. والصوم:*دين القيِّمة وصاحبه على الملة المستقيمة. وبالتالي:*فثواب الصوم يكون أعظمَ من غيره في كل العبادات، باعتبار أن هذه* العبادات قد يَعتريها الرياء والعُجب والشِّرك. ومعنى الشرك هنا:*فقد يتقرَّب المشركون لأصنامهم وأوثانهم بالصلاة والصَّدقات والحج، لكن لم يَثبُت أنهم تقرَّبوا إليهم بالصوم. لطيفة:*فإنه لي: هذه الإضافة هي للتشريف والتعظيم والتقديس، فالصائم ينعَم في*رمضان*بأنه ينتسب إلى الصفاء والنقاء والطهارة والتقديس؛ تعظيمًا لشأنه ورِفعةً لمكانه، وعلى الصائم أن يكون على علمٍ بذلك، حتى يمارس هذه العبادة لائقةً بكمال وجلال الله. لطيفة:*وَأَنَا أَجْزِي بِه: صونًا لثواب الصائم وحِفظًا واعتناءً به، وتنميةً وتربيةً له، خصَّه الله لنفسه؛ أي: إن كل الأعمال هي للإنسان يثاب عليها الحسنة بعشر أمثالها، كما بيَّن الباري سبحانه وتعالى:*مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا[الأنعام: 1600]، إلا ثواب الصوم، فهو مدَّخر عند الله، ولا يعلَم به إلا هو، لا يعلَم حسابه ولا حقيقته إلا الله، والصوم صبرٌ، وجزاءُ الصابرين بغير حساب. ولقد خصَّ الله له بابًا في الجنة سُمِّي بالرَّيان لا يدخُل منه إلا الصائمون، ففي الحديث المتفق عليه من حديث سهل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إن في الجنة بابًا يقال له: الرَّيان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخُل منه أحدٌ))، فكل الأبواب مشتركة بين الناس ما عدا باب الصائمين، فهو خاص بهم وحدَهم، فلا يَطَّلع على ما فيه من نعيمٍ سواهم! قد تكون حسنات هذه العبادات قِصاصًا بين صاحبها وبين المظلومين، فيأخذ الغُرماء منها بقدر مظالِمهم، كما هو مبيَّن في حديث الإفلاس؛ كما في صحيح مسلم رحمه الله: ((إن الرجل يأتي يوم القيامة بأعمال صالحة أمثال الجبال، ويأتي وقد شتَم هذا وضرَب هذا، وأكَل مال وسفَك دمَ هذا، فيؤخَذ لهذا من حسناته ولهذا من حسناته، حتى إذا فنِيت حسناته ولم يَبقَ شيءٌ، فإنه يؤخَذ من سيئات المظلومين، وتُطرَح عليه، ويُطرَح في النار))، إلا حسنة الصوم فتبقى لصاحبها مُصانةً محفوظةً، ويُضاعفها له الله، ويُربيها ويُؤتي من لدنه أجرًا عظيمًا. لطيفة:الصيام جُنة: وقايةٌ وحصنٌ من العذاب العاجل والآجل، ومضمون التقوى في الصيام هي اجتناب الذنوب والمعاصي سبب العذاب؛ قال الله تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ*﴾ [البقرة: 1833]، وقد يسَّر الله سبيلَها بالسلاسل، فغُلَّت الشياطينُ بقيود الله، وغُلَّت النفوس بالجوع والطاعات، والجوع هو أفضل سلسلة قُيِّدت بها النفوسُ، وحُبستْ في مراح التقوى، فسهَّل الله بهذه القيود طريق التقوى سبب النجاة. هنا أُشير إلى لطيفة مميزة، وهي أن الله كما أعدَّ للكافرين سلاسلَ وأغلالًا؛ ليقودهم بها إلى جهنَّم دارِ الجحيم، أعدَّ في المقابل سلاسلَ وقيودًا للمسلمين؛ ليَقودَهم بها إلى الجنة دار النعيم. لطيفة:لا يرفُث ولا يَصخَب: نصوِّر مثلًا منظرًا لرجل دخل على مسؤول كبير في البلاد، كيف يكون حاله من الوقار والخجل والاحترام والخوف؟! فكيف بالحال في*رمضان*ونحن في رحاب الله، وفي نفحةٍ مِن نفحات رحمته جلَّ في علاه، فلنَعرِفْ قدرَ نفوسنا، ورحِم الله امرَأً عرَف قدرَ نفسه، فمقامُك أيها الصائم فوق كل تصوُّرٍ، فاعرِف أين أنت تَصول وتَجول في هذا الشهر، فلا رفثَ ولا فُسوقَ في جنان الله المفتَّحة الأبواب في هذا الرحاب،*إياك والصخبَ بين يدي الله وبين يدي ملائكة كرام تَنزل كلَّ ليلة بالأمن والسلام:*تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ***سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ*﴾ [القدر: 4، 5]. لطيفة:إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ: المقابلة: ليس من شِيَم الصائم المرفوع المكان أن يَنزل ويَحُطَّ مِن قدره بهذه الفِعال التي تعكِّر صفو هذه الأجواء الربانية الروحانية. وهي دعوة أيها الصائم الحبيب إلى اجتناب مثل هذه المواطن والأماكن التي تُنتهك فيها حُرمةُ الصيام ليلًا ونهارًا، فلا يراك الله في شهره إلا في ما يحب أن يرى الصالحين فيه، فصاحِبْهم والْزَمْ مجالسَهم، فثَمَّ ملائكةُ الله تَحُفُّهم بأجنحتهم. المصدر: منتدى همسات الغلا g'hzt ( shum l;i ١٨ ) g'hzt l;i |
03-06-2018, 09:35 PM | #3 |
| جزـآك ـآلله خير وًجعلة ـآلله بميزـآن حسنآتك وً بآرك الله فيك على طرحك القيم دمت بخير وًسعآآآدهـ |
|
04-06-2018, 01:26 AM | #6 |
| الفاضلة الأستاذة كواليف البدر أرجو من الله قبول أعمالك الصالحة في هذا الشهر في شهر رمضان وأيامه المباركة شهر الغفران والقرآن والبركة على روعة هذه المشاركة يا رب بحق هذه الأيام المعدودات ومجيب الداعيين والدعوات ومتقبل الأعمال الصالحات الواهب الحياة للناس والنبات إجزي الخير لواضعة هذه الكلمات وليكن أجر ثوابها الثبات على القيام والصيام والصلوات رزقاً وفيراً تضاعف فيه الحسنات شكراً وبارك الله بك ولك على ما نثرتهِ على بياض الصفحات |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
١٨ , لطائف , مكه , ساعة |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هل تعلم ما هو سر ١٨ و٨١ الموجود في كف اليد؟ مفاجأة | رحيق الجنه | (همســـات الــ YouTube) | 16 | 07-02-2018 11:34 AM |
لطائف قرآنية مفيدة ونافعة | مبارك آل ضرمان | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 10 | 19-11-2017 07:34 PM |
لطائف قرآنية إيمانية تريح النفس | مبارك آل ضرمان | ( همســـــات الإسلامي ) | 10 | 25-02-2017 03:53 PM |
من لطائف اقتران الفرج بالكرب | ع ــبدالعــزيز | ( همســـــات الإسلامي ) | 75 | 28-06-2014 02:24 PM |