أفراح ليلة الختم..،!(ساعة مكه 18)

محفل إيماني، وجنة مزهرة، يتداعى لها الناس من كل حدب وصوب، حتى باتت ليلة متميزة، وفريدة في التجمع والحضور واختيار الدعاء، والتباكي والشجون،،،!
ولذلك يجد لها الأئمة، ويسارع فيها القراء، ويتواصى بها النساك، لكانها ليلة القدر الشريفة، وقد عرف لونها، وبانت علاماتها،،،!! وهذا شئ عجيب ،،! لانه لم يصح في دعاء الختم سنة، ولم يحفظ فيه حديث،،! وأما ختم القران فمستحب ذلك، ولا باس من أسماع المامومين القران كاملا، وأما التأهب لليلة الختم بذلك الدعاء المطول الاسيف المحزن، فلا نعلم له اصلا،،!

ولذلك ينبغي على ائمتنا القراء مراعاة ما يلي :

1- حث الناس على استثمار ليالي العشر بطولها والتركيز على الأوتار لقوله عليه الصلاة والسلام(( تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر )) كما في الصحيحين .

2- إفهامهم ان ليلة الختم ليست ليلة القدر، ولو كانت سبعا وعشرين، لان الصحيح انها تنتقل في الأوتار، وسبع وعشرين من ارجاها وليس ادومها،،،!! وقد رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة احدى وعشرين وغيرها،،!

3- لم يصح دعاء للختم عن رسول الله، ولا صحابته، ولا عرف ذلك في التراويح،،،! وإنما صح عن انس رضي الله عنه، انه كان يدعو خارج الصلاة بأهله ،،،! كما عند الدارمي وسنده جيد،،،! وحديث عند كل ختمة دعوة مستجابة حديث موضوع رواه ابو نعيم وغيره، واشتهر عن ابن عباس فعل ذلك،،،!!
ونقل ذلك الى الصلاة، استنادا الى فعل انس، ليس بمعتبر، ويعوزه الفقه والتدقيق،، ومع ذلك نقول لو أحب ان يدعو، فليجعله في الوتر، لانه الثابت المشهور ،،،! فيقنت قنوت الوتر ويدخل فيه مما يتناسب مع ختم الكتاب العزيز.

4- خروجا من الشطط ومظنة الابتداع، اجعل الختم في قنوت الوتر، لحديث الحسن بن علي عند اصحاب السنن(( اللهم اهدني فيمن هديت،،،،.

5- ليكن دعاؤك من الجوامع غير المتكلفة، والمنافع غير المنمقة، وتجدها في صحاح السنة، كالصحيحين، او تطالع رياض الصالحين محققا، فقد ذكر جملة من الأدعية الصالحة.

6- ليس حسنا المواظبة عليها دائماً وتطويل الدعاء الى درجة الاشقاق على الناس، بل يدعو بالجوامع ومحاسن الكلام، ويختم بلا تصنع وتطويل ،،،!

7- اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة كما يقول ابن مسعود رضي الله عنه، ولذلك التوسع في مخالفة السنة، أورث اهتمام الناس بليلة الختمة، واهملوا العشر او أوتارها بالكلية، وجر على الأئمة فعائل التكلف والتطويل، وجعل الدعاء موعظة طويلة، تشق على العجزة والمرضى والأطفال،،،! وليس ذلك من الهدي النبوي السديد،،،،!
قال الامام مالك رحمه الله : لم يكن من عمل الناس،،،!
وليس لأبي حنيفة والشافعي شى محفوظ في ذلك، وإنما روي عن احمد كلام في ذلك، وانه رخص فيها،،،!
ولا أظن الامام احمد يجيزها بالشكل الحالي،،!
وقد اشتهر عنه إنكار أشياء تشبه ذلك لمخالفتها السنة كاخراج القيمة في زكاة الفطر مثلا،،!
لانه امام سنة وأثر، وقد خرجت من كونها عملا مستحبا، الى عمل فيه مخالفات، تجعل 67بعضهم ينعتها بالعمل المبتدع،،،!
وقد قالت عائشة رضي الله عهنها(( لو راى رسول ما احدثت النساء لمنعهن المساجد كما منعت بنو اسرائيل النساء ))
وهذا الدعاء لم يفعله رسولنا ولا سلف الامة، رغم وجود موجبه، مما يدل على عدم ثبوته وفي الصحيحين(( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ))،،،!

8- على امام المسجد اتباع السنة ولزوم الضراعة والخشوع حين الدعاء، وبلا تطويل ولا تطريب،،، قال بعضهم( ادع بلسان الذلة والافتقار، لا بلسان الفصاحة والانطلاق )..!! وللمزيد يرجع لمرويات ختم القران للعلامة بكر ابو زيد، وما كتبه الدكتور حاتم الشريف والشيخ مشهور سلمان،،!
وخلاصة الكلام: ان دعاء الختم لم يثبت مستقلا في الصلاة، وإنما عن انس خارجها، ومن استحسنه فليجعله في قنوت الوتر، لانه الثابت بلا اشكال،،،! إذن فلتكن فرحتنا على السنة،،،!
وفقنا الله واياكم لاتباع السنة، وجعلنا من عتقائه من النار،،، والسلام.