#1
| |||||||||||
| |||||||||||
واحة الخلق العظيم لرسولنا الكريم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي سيد المرسلين والرحمة المهداه للعالمين محمد الصادق الامين وعلي آله وصحبه الطيبين الطاهرين { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظَّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَي اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِلِينَ } آل عمران الآية (159) أما بعد .. سلام الله عليكم جميعا ورحمته وعفوه وبركاته تغشاكم أينما كنتم اليوم بفضل الله اتناول خُلق عظيم من أخلاقه صلي الله عليه وسلم هو خلق الرحمة واليوم بإذن الله اتحدث عن رحمته صلي الله عليه وسلم بالرجال فهيا بنا أحبتي في الله نهبط بتلك الواحة نتنسم أريجها ونتعلم خُلُقاً جديداً من رحمته صلى الله عليه وسلم فنتوكل على الله محتسبين أجورنا عليه سبحانه هاتفين باسمه تلهج ألسنتنا بالحمد والثناء له ثم الصلاة على حبيبه صلى الله عليه وسلم .. ونبدأ الكتاب الأول عن خُلق الرحمة ( الرحمة ) المبحث الأول " فأقامني وعرف الذي بي " فهذا هو أبو هريرة رضي الله عنه يكشف لنا قليلا عن خزانة نفائسه ، فإذا بها تفوح أريجاً يُحيي القلوب ، ويُصقل العقول ، ويُنير طريق السائرين إلي الله وها هي قطرة من فيض نداه تقص علينا رائعة من روائع رسول الله صلي الله عليه وسلم - وكل حياته رائعة - حيث يقول : " أصابني جهد شديد ، فلقيتُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاستقرأته آية من كتاب الله ، فدخل داره ففتحها عليّ ، فمشيت غير بعيد ، فخررت لوجهي من الجهد والجوع ، فإذا رسول الله صلي الله عليه وسلم قائم علي رأسي فقال : يا أبا هريرة ، فقلت : لبيك يا رسول الله وسعديك ، فأخذ بيدي فأقامني وعرف ما بي ، فانطلق بي إلي رحله فأمر لي بعسِ من لبن ، فشربت منه ، ثم قال : عُد فاشرب يا أبا هر ، فشربت ، ثم قال : عُد ، فعدت فشربت حتي استوي بطني فصار كالقدح " أخرجه البخاري - باب الأطعمة بأبي أنت وأمي ونفسي التي بين جنبي حبيبي يا رسول الله أُمةٌ من المشاعر والرقة ، عالمٌ من المروءة ومكارم الأخلاق ، لم يكن في حاجة أن يبثه صاحب ألم شكواه ، بل يغوص بإحساسه المرهف في أعماق النفوس ، فيترجم بذكائه المتفرد ما يرتسم علي صفحات الوجوه ، ويحتضن بقلبه الحاني كل القلوب ، فتبثه لواعج الصدور ، وإن لم تنطق الألسنة وها هو ابو هريرة رضي الله عنه قد اعترض طريق عمر رضي الله عنه يستقرأه آية من كتاب الله - ما هو بأقرأ لها منه - ولكن عساه يستشف من السؤال الذي سأله أبوهريرة رضي الله عنه سؤاله الذي لم يسأل ، وأبت فطنة الفاروق علي وفرتها ، إدراك مطلب الرجل الحقيقي ، وأبت عفة أبي هريرة أن تُفصح عن مقصده الحقيقي الكامن بين طيات سؤاله ، ومضي الرجلان ، هذا لداره ، وذاك لجوعه ، وألمه ، وضعفه مضي خطوة أو خطوات ضعيفة مرتعدة ، وأبَي عليه ألم الجوع والجهد المُضِيَ بعدها فخر لوجهه جسداً مُنهك القوَي مُرتعد الأوصال . وإذ بالعناية الإلهية تستنقذه من براثن ذلك الوحش الفاتك ، إنها الرحمة المُصاغة بشراً ربانياً ، إنه رسول الله صلي الله عليه وسلم قائم علي رأسه ، يُرسل صوته الحاني ليبعث الأمل في القلب المُجهد الذي كادت تخبو فيه الحياة يا أبا هر نبرات دافئة الجوانح ، ودودة الملمس ، ينسي المُعًنَّي معها كل ألم ومرارة ، وتنتعش الروح الذابلة بها رغم التصاق الجسد المُنهك بالأرض وتنطلق الفرحة من أعماق جُبٍ سحيق : " لبيك رسول الله وسعديك " ، بل لبيك أنت يا أبا هريرة وسعديك ، فقد ظفرت ببغيتك التي ابتغيت ، وانحني العظمة الشامخة صلي الله عليه وسلم في تواضع رحيم ليقيم أبا هريرة رضي الله عنه . ومن لها غير رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي أَحَسَّ ألم أبي هريرة ، وترجم ما ارتسم في عينيه ، فجنبه مؤنة السؤال وذُل الرجاء ، فانطلق به إلي رحله وأمر له بإناءٍ من لبن ، وشرب الرجل ما يطفئ لهيب الجوع ويُخمد سُعاره ، غير أن أدبه قد حال دون استرساله في الشرب رغم حاجته إليه ، وما كان هذا ليخفي علي رسول الله صلي الله عليه وسلم من أصحابه وهو الذي رباهم علي عينه ، ودرس عوالم نفسياتهم - فقال ملاطفاً : " عُد فاشرب يا أبا هر " .... يا لها من مداعبة رقيقة . ما أحلي أن يُرخم الإنسان اسم صاحبه ، فينمو بينهما الود الذي يُذِيب الحواجز النفسية ، ويرفع الحرج ، وقد كانت هكذا تلك المداعبة الرقيقة ثم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " عد " ، لم يَعُدْ للنداء اللفظي مكان بل هو الحديث الوجداني المباشر ، وما كان لقلب ابي هريرة رضي الله عنه إلا أن يسعد بالرحمة المنسابة من قلب رسول الله صلي الله عليه وسلم فشرب الثالثة حتي استوي بطنه إيذاناً بالإكتفاء . إن منتهي الكفاية عند الصحابة الكرام رضي الله عنهم هو استواء البطن لا بروزها وتشحمها ، فهم ما عرفوا يوماً البطنة والبشم ورد أبو هريرة رضي الله عنه بجوعه ووهنه ومرارة نفسه ، وصدر بِريِّهِ وقوته وطيب خاطره ، ومزيداً من الحب لرسول الله صلي الله عليه وسلم ملك عليه شغاف قلبه ، وكل خلية من خلاياه التي انتعشت بعد ذبول وصحت بعد سقم . هذه هي الرحمة النبوية الدافئة ، وتلك ثمارها النضرة الغضة الرائعة وتلك ظلالها الحانية الرحيمة ، فهل من مستظل ، وهل من مُؤْتسٍ ؟ وفتي خلا من ماله ومن المروءة غير خال أعطاك قبل سؤاله فكفاك مكروه السؤال ( أدب الدنيا والدين لأبي الحسن البصري ) ( التواضع - الحلم - الرحمة ) وقد حرصت ألا أختصر منه شيئا كي لا أفسده لأنه إبداع وهنا إخوتي الاعزاء وأحبتي في الله أصل وإياكم لنهاية المبحث الأول بفضل الله والمبحث الثاني بإذن الله سيكون بعنوان {فظن أنّا قد اشتقنا أهلنا} فإلى أن يجمعني الله وإياكم بإذنه استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه المصدر: منتدى همسات الغلا ,hpm hgogr hgu/dl gvs,gkh hg;vdl hgogr hgu/dl hg;vdl آخر تعديل تيماء يوم
20-02-2018 في 06:12 PM. |
20-02-2018, 08:45 PM | #2 |
| جزآكِ الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض بآرك الله فيكِ على الطَرح القيم في ميزآن حسناتكِ ان شاء الله ,, آسأل الله أن يَرزقـكِ فسيح آلجنات !! وجَعل مااقدمتٍ في مَيزانْ حسَناتكِ وعَمر آلله قلبكِ بآآآلايمَآآنْ علىَ طرحَكِ آالمحمَل بنفحآتٍ إيمآنيهِ دمتِ بـِ طآعَة الله |
|
20-02-2018, 09:08 PM | #3 |
| عشتروت كم هو جميل ان يسخر الانسان ما يمتلك من موهبة في سبيل الله مبحث جميل وجدا فيه الفائدة يزاج الله الاجر والصحة والعافية وجعله ربي بميزان حسناتج |
|
20-02-2018, 09:23 PM | #4 |
| بارك الله بك وزادك حسنات على عدد ما خطيت من كلمات طرح فيه الفوائد على أسرة الغيوم سابحات بوركت يمينك وبورك فؤادك الذي وافانا بحرف نوراني تركن له الذات أسأل الله بديع الأرض والسموات أن يمنّ عليك بالخير ويجزيك الجنات |
|
21-02-2018, 06:22 AM | #6 |
| |
|
21-02-2018, 10:50 AM | #7 |
| المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأصيلة جزآكِ الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض بآرك الله فيكِ على الطَرح القيم في ميزآن حسناتكِ ان شاء الله ,, آسأل الله أن يَرزقـكِ فسيح آلجنات !! وجَعل مااقدمتٍ في مَيزانْ حسَناتكِ وعَمر آلله قلبكِ بآآآلايمَآآنْ علىَ طرحَكِ آالمحمَل بنفحآتٍ إيمآنيهِ دمتِ بـِ طآعَة الله أسألك أللهم بعزك الذى لايرام وملكك الذى لا يضام ونورك الذى يملأ أركان عرشك أن تنصر عبادك نصرا يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك بارك الله بك وزادك حسنات وبوركت شاهديك الشاهدات شاكرة لك حضوراً كريم أثابك الله خيراً عظيم شكراً على رونق كلماتك وعلى تواجدك ومنادمتك لشخصك التوقير والتقدير ومن التحايا الكثير الكثير |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
لرسولنا , الخلق , العظيم , الكريم , واجب |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الدعاء بالشفاء العاجل لِ والدنا الأديب الدكتور // لسان العرب | الاداره | ( مدونة الدكتور الأديب لسان العرب ) | 65 | 24-03-2016 01:49 AM |
مقدمة في علوم القرآن الكريم - القرآن الكريم (13) | محمدعبدالحميد | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 21 | 16-02-2015 12:59 PM |
البطاقة الشخصيية للقران الكريم | ملكة الاحاسيس | ( همســـــات الإسلامي ) | 14 | 27-11-2014 02:41 AM |
إحصائيات قرآنيه لوحه إلاهيه رائعه | نجوى العراق | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 12 | 28-08-2014 09:56 PM |
أسرار التكرار في القرآن الكريم | ميارا | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 11 | 13-02-2013 11:33 PM |