حينما يتقآبل المرء مع عمله

#1 08-02-2018, 09:48 PM

حينما يتقآبل المرء مع عمله

في حياتنا الدنيوية مشاهد تتكرر,
فهناك مشهد دخولك إلى منزلك,
ورؤيتك لأسرتك, ومشهد ذهابك إلى عملك وسيرك
في طريقك المعتاد ..

ولكن حينما يكون المشهد " رؤيتك لأعمالك "
لا شك أنه سيكون مشهداً غريباً نوعاً ما ..

لعلك تنتقل معي إلى أرضٍ جديدةٍ في معالمها, غريبةٍ
في أجوائها, متميزةٍ بعظمتها وسعتها ..

هناك وحينما يجتمع الخلائق أجمعون في مشهد حافل
بالإثارة , ويكون اللقاء كبيراً ,
تحصل عدة مشاهد , ولعل منها " مشهد رؤية الأعمال " ..

تأمل معي (( يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ))
[الزلزلة:6]..
أليس مشهداً غريباً؟
إن الله لم يذكر هنا رؤيتك لقريبٍ أو حبيب ,
ولا لزوجة ولا لزوج , ولا لمالٍ أو متاعٍ جميل
, نعم لقد ذهبت متعلقات الدنيا بكل أطيافها ,
إنك الآن في أرض المحشر وأرض الميعاد ..

إن الموعد ليكون اللقاء مع الأعمال (( لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ))[الزلزلة:6].
إنها لحظة رؤية المنجزات الكبيرة من الحسنات والصالحات،
إنها لحظة مشاهدة السيئات والكبائر التي فعلتها ونسيتها ولكن الله لا ينسى ..

إنها ساعة الندم حينما ترى ذنوبك التي ذهبت لذتها وبقيت مكتوبة لكي تشاهدها هناك ..
أنسيت كتابة الملائكة لأعمالك (( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ ))[الانفطار:10-11] ..
وتستمر كتابتهم الدقيقة عليك حتى تكون ساعة
موتك , ثم تنتقل لقبرك, ثم ليوم حشرك
, ثم هناك تستلم التقرير الكبير لسجل أعمالك لتشاهدها
هناك بل وتقرأها
(( اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ))[الإسراء:14].
يا الله, ما أعجب اللقاء حينما يكون مع العمل,
وما أجمله إن كان العمل صالحاً ,
وما أحزنه إن كان العمل سيئاً ..

إن الواحد منا ليحاول أن ينسى جريمته وخطيئته حتى لا يؤنبه ضميره,
ولكن هناك مشهد الرؤية للأعمال وما أعظمه من مشهد ..
((وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ
مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ
لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ))[الكهف:49] ..
إن التأمل في ذلك المشهد يجعلك تستيقظ وتعيد المراجعة
لنفسك , لتصحح مسارك, وتساهم في المزيد
من الحسنات لكي تشاهدها هناك
لتسعد السعادة الحقيقية وتصيح أمام العالمين
((هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ ))[الحاقة:19- 20] ..

وذلك المشهد يجعلك تقف, وتستغفر من ذنوبك,
وتبدأ في محوها من كتابك حتى لا تشاهدها هناك
(( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ))[هود:114] ..

*

المصدر: منتدى همسات الغلا

pdklh djrNfg hglvx lu ulgi hglvx djrNfg pdklh

08-02-2018, 09:54 PM

08-02-2018, 10:41 PM

اسعد الله قلوبكم وامتعها
بالخير دوماً
أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه
وردكم المفعم بالحب والعطاء
دمتم بخير وعافية
لكم خالص احترامي

09-02-2018, 02:47 PM

يزاج الله خير

09-02-2018, 03:59 PM

(*)(*)(*)(*)*

اسعد الله قلوبكم وامتعها بالخير دوماً

أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه

وردكم المفعم بالحب والعطاء

دمتم بخيروعافيه

09-02-2018, 05:02 PM

متصفح ا نيق ورآقي بمحتوآه
سلمت يدآك ع طرح المميز والرائع
بـ نتظـآر آلمزيد من هذا آلفيـض الراآقي
لك كل الود والاحترام ،

10-02-2018, 03:46 AM

جعله الله في ميزان أعمالك يوم القيامه
بارك الله فيك

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
{ سر سعادة المرء في لسانه }	نسيم فلسطين	( همســـــات الإسلامي )	15	20-07-2017 09:58 AM
حينما تحرق صورتى !!	بسمــــة امل	(همســــات المقال و الخواطر والنثر ) منقول	12	11-12-2016 11:03 PM
سيرَة أمّهات المُؤمنين /السيدة خديجة	ابراهيم دياب	(سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه )	12	26-03-2015 09:16 PM
المرء بأصغريه	الفاتنة	( همســـــات العام )	27	06-04-2014 01:28 PM
هكذا الطيبة حينما تستغل و الطموح حينما يدفن	غلآ	( همســـــات العام )	19	21-12-2013 03:14 PM

الإهداءات

حينما يتقآبل المرء مع عمله

( همســـــات الإسلامي )