,, لو تناولنا صفة إنسانية واحدة من ضمن الصفات الفطرية السليمة
والتي وهبها خـالـق الوجود لـخـلـقـه ..
وهي حـتـمـيـة الـميول الطبيعية في بـنـاء العلاقات الاجتماعية
أي .. أن الانسان بطبعه اجتماعي منذ ان خلق الله البشرية
ومن النادر أن يتقبّـل فكرة الانعزال عن الآخرين وعن مجتمعه
من هنا نشاهد حقيقة واضحة تدفع نحو الحفاظ على هذا الصرح الإنساني الجميل ..
لكيّ لا ينهار وقت الخلاف العادي والتجاوزات العابرة .. فيحدث فيها الشتات والرحيل
لذا .. فان كل من يبني علاقات طيّبة ورائعة مع الأصحاب والأصدقاء والأحباب فإننا نجده يحاول قدر الإمكان أن يقدّم جانبا كبيرا من التسامح والتغافل
وذلك لبعض التصرفات التي تصدر من الأصدقاء والأحباب والمقربين
خاصة لكل من يخطئ بحقه أخطاء عادية أو غير مقصودة أو غير متكررة
ومع ذلك .. فان لكل شيء وله حدود في علاقاتنا مع البشر ...
بل وهناك خطوط حمراء يجب أن لا يتجاوزهـا الـمـرء بحق الاخرين دون مبالاة وبلا وعيّ حيث لابد ان يتوفر لديه جانبا كبيرا من الأدب والاحترام لهذه الصحبة الطيّبة
وعدم الاستهانة بارتكاب أعمال خاطئة بحقهم .. أو بتصرفات تجرح مشاعرهم
أو التلفّظ بألفاظ سيّـئة تتسبب بجرح عميق وايذاء نفسي لهم
ولكن حينما يستمر هذا الواقع السلبي
فانه يستحيل أن يدوم الحال .. فهذا من المحال ,,
فلا يمكن ان يستمر الانسان بتقديم التضحيات بالصبر والتغافل طوال حياته
وذلك تجاه من يخطئ بـحـقـه .. ودون أن يبادر بعلاج الخلل لهذه العلاقة
فيعيش في ضنك نفسي .. ويضل هو الضحية الذي يشرب من كأس الهموم والالم
بحجة تجنب خسارة علاقاته مع من يحبهم ويقدرّهم
في الوقت الذي لـم يقدّروا ذلك الخلق الكريم .. وهُـم مستمرون بتجاوزاتهم وغـيّهم ..
بالإضافة أنهم لم يجدوا من يخبرهم أو يواجههم بالمصارحة التي توقفهم عند حدّهم
والحقيقة أن كل عاقل لا يقبل على نفسه الذل والهوان والاحتقار
أو أن يتقبّـل الايذاء النفسي بالسكوت وعدم تصحيح المسار لكل من تجاوز حدوده
بل عليه أن يتوازن في معالجة الخطأ بالنصيحة التي تحتوي على الكلمة الطيّبة وبالأسلوب الحسن
في الوقت الذي لا يخاف من ذلك الكابوس الفاشل الذي يحذره من خسارتهم
فان استجابوا للنصيحة وشعروا بأخطائهم .. فبها ونعمة ,,
وان كانوا عكس ذلك .... فلا ندامة لـخسرانهم
فهم لا يستحقون استمرار هذه الصحبة بعد اليقين من انكشاف حقيقتهم
الإهداءات
06-02-2018, 09:54 AM
(( علاقات طيّبة .. وخطوط حمراء )) 
المواضيع المتشابهه 
العرض العادي
