31-12-2017, 12:21 PM
|
|
الوذمــة اللمفِيَّة الوذمــة اللمفِيَّة الوذمةُ اللمفيَّة lymphoedema هي حالةٌ مُزمِنةٌ تُسبِّبُ تورُّماً في أنسِجة البدَن، ويُمكن أن تُصِيبَ أيّ جزء من الجسم، ولكنها تحدُث في الذِّراعين أو السَّاقين غالباً. يُمكن أن تنطوي الأعراضُ الأخرى لهذه الحالة على الألم والشعور بالثِّقل في مناطق البدن المُصابة، وصُعوبة في تحريكها، كما يُمكن أن تتفاقمَ الحالة أيضاً إذا لم تُعالَج. يتكوَّن الجهازُ اللمفيّ من شبكةٍ من الأوعية والغدد الصغيرة التي تُسمَّى الغدد اللمفيَّة، وهي غُددٌ مُنتشِرة في أنحاء البدن، وتحمل سائلاً يُسمَّى اللمف lymph. يقوم الجهاز اللمفيّ بوظيفتين رئيسيتين، هُما • مُحاربة العدوى، حيث تحتوي العقد اللمفيَّة على خلايا مُحارِبة للعدوى مثل الخلايا اللمفيَّة lymphocytes. • تصريف السائل الزائد من النُّسج؛ وذلك لأنَّه عندما يمرّ الدَّم عبر نسج البدن، يترك فيها فضلات مثل السوائل والبروتينات، ويعمل الجهاز اللمفي على التخلُّص منها، ويقضي على أيَّة بكتيريا أو فيروسات، ويُعيد اللمف المُتبقِّي إلى الدَّم. ما الذي يُسبِّبُ الوذمة اللمفِيَّة؟ تحدُث الوذمةُ اللمفيَّة بسبب مشكلةٍ في الجهاز اللمفيّ lymphatic system، وهو شبكةٌ من الأوعية والغُدد المُنتشرة في كامِل البدن. ويعمل على مُحاربة العدوى بشكلٍ رئيسيّ، وتصريف السائل الزائِد من الأنسِجة. يُمكن أن تُؤدِّي العيوبُ الخلقيَّة في الجهاز اللمفيّ والضرر الذي يُصِيبه أو أيَّة زيادة في الشائل في الأنسجة إلى الإصابة بالوذمة اللمفيَّة. هناك نوعان رئيسيَّان للوذمة اللمفيَّة هُما الوذمة اللمفيَّة الأوَّلية primary lymphoedema، وتنجم عن خلل جينيّ يُؤثِّرُ في تخلُّق الجهاز اللمفيّ، ويُمكن أن تحدُث في أيّ عُمر، ولكنها تظهر في بِداية الطفولة غالباً. الوذمة اللمفيَّة الثانوِيَّة secondary lymphoedema، وتنجُم عن ضرر في الجِهاز اللمفيّ أو مشاكِل في حركة وتصريف السائل في هذا الجِهاز، وذلك بسبب عدوى أو إصابة أو مُعالجة للسرطان أو التِهاب في الأطراف أو قلَّة حركتها عادةً. من يُصاب بالوذمة اللمفيَّة؟ تُصِيبُ الوذمةُ اللمفيَّة الثانوِيَّة واحِدةً من كل 5 نساء تقريباً بعدَ مُعالجة سرطان الثَّدي، بينما تُعدُّ الوذمة اللمفيَّة الأوَّلية أقل شُيوعاً، ويُقدَّر أنَّها تُصِيب حوالي 1 من كل 6000 شخصٍ. كيف تُعالَج الوذمة اللمفيَّة؟ لا يُوجَد شفاءٌ للوذمة اللمفيَّة، ولكن من المُمكِن ضبط أعراضها الرَّئيسيَّة باستخدام طُرقٍ للتقليل من تراكم السائِل، وتحريض تدفُّقه عبر الجهاز اللمفيّ. تنطوي هذه الطرقُ على ارتِداء جوارب ضاغِطة والعناية بالجلد والحركة مع مُمارسة التمارين بشكلٍ مُنتظَم، وتناوُل نظام غذائيّ صحِّي، واتباع أسلوب حياة صحِّي واستخدام تقنيات تدليك متخصِّصة. يزيد تراكمُ السائل في الأنسجة عند مرضى الوذمة اللمفيَّة من خطر الإصابة بالعدوى، خصوصاً العدوى البكتيريَّة في الجلد والتي تُسمَّى التِهابَ النَّسِيج تحت الجلد (التِهاب الهَلَل cellulitis)، حيث لُوحِظ أنَّها أكثر شُيوعاً عند مرضى الوذمةاللمفيَّة. عند الاصابة بالوذمة يمكن ملاحظة انتفاخ في الوجه, وخاصة حول العينين، في اليدين، وفي القدمين (صعوبة في انتعال الأحذية). وعندما يتم الضغط على الوذمة تنتج "غمازة" (نُقرة) واضحة، تعود إلى سابق شكلها بعد بضع دقائق من التوقف عن الضغط. هذه الحالة تسمى وذمة منطبعة (Pitting edema). القوى التي تحافظ على توازن السوائل في الأقسام المختلفة هي: الضغط الهيدروستاتيكي (Hydrostatic pressure)، وهو الضغط الذي يولده السائل المتدفق في الأوعية الدموية على جدران الأوعية الدموية بحيث يدفع الماء باتجاه المناطق ما بين الخلايا، والضغط الجرمي (Oncotic pressure) تنتجه بروتينات الدم والذي يسحب السائل من بين الخلايا. هذا الاختلال في توازن هذه القوى يسبب الوذمة. في حالات الوذمة يشعر الجسم بأن كمية السائل في داخل الأوعية الدموية تنقص، لذلك يشغل نظام البروتينات المسمى "نظام الرينين أنجيوتنسين ألدوستيرون" (Renin Angiotensin Aldosteron System - RAA system). وتتمثل وظيفة هذا النظام في زيادة كمية السائل داخل الكلية عن طريق تقليل كمية الصوديوم المفرزة من خلال الكلية، مما يؤدي إلى تقليل كمية الماء المفرزة من الجسم. هذا النظام يزيد من الوذمة. تنشأ الوذمة في عدة حالات أساسية: - انسداد في عملية التصريف من الوريد و/أو انسداد في التصريف الليمفي: في هذه الحالة يرتفع الضغط الهيدروستاتيكي قبل الانسداد، مما يؤدي إلى خروج الدم من الأوعية الدموية إلى المناطق ما بين الخلايا، ومن ثم إلى وذمة موضعية في المنطقة المسدودة، والتي عادة ما تكون أحد الأطراف. ينشأ هذا الوضع، غالبا، بعد عملية جراحية أيا كانت في الذراع، مثل استئصال العقد اللمفية في الإبط، والتي تؤدي إلى نشوء وذمة في الذراع في الجانب نفسه، تسمى وذمة لمفية (Lymphedema).
- فشل القلب الاحتقاني (CHF - Congestive heart failure): لا يستطيع القلب ضخ كل كمية الدم التي تصل إليه عبر الأوردة والرئتين. وهكذا يتجمع الدم في الأوردة والرئتين، فيرتفع الضغط الهيدروستاتيكي في الأوعية الدموية وتنشأ وذمة الرئتين مع وذمة منتشرة.
- المتلازمة الكلائية / الكلاء (Nephrotic syndrome): خلل في الكليتين ناجم عن أسباب ومسببات مختلفة يتميز بإفراز كميات كبيرة من البروتين في البول . في هذا الوضع يحصل انخفاض في الضغط الجرمي يسبب وذمة عامة منتشرة.
- الفشل الكبدي (Hepatic failure)/ تشمّع الكبد (Cirrhosis): ينتج الكبد البروتين الأساسي المسؤول عن ضبط الضغط الجرمي في الأوعية الدموية. هذا البروتين يسمى ألبومين (Albumin). في حالة حدوث الفشل الكبدي تنخفض كمية الألبومين مما يؤدي إلى انخفاض الضغط الجرمي (oncotic pressure) وإلى نشوء وذمة.
- أدوية: قد تؤدي إلى تكون الوذمة. على سبيل المثال، الستروئيدات (Steroids) التي تقلل من إفراز الصوديوم من الكلية فتقلل بذلك من إفراز الماء في البول . كذلك الأمر أيضا بالنسبة لبعض الأدوية المضادة للالتهابات وأدوية معالجة فرط ضغط الدم.
- وذمة مجهولة السبب (Idiopathic edema) (أي بدون سبب معروف): ظاهرة تحدث أساسا في أوساط النساء اللواتي تصبن بالوذمة بصورة متقطعة، بسبب تسرب السوائل من الأوعية الدموية، على ما يبدو.
- علاج الوذمة هو علاج مترابط مع الوذمة نفسها عن طريق تقليص كمية الملح وإعطاء مواد مدرة للبول كالفوسيد، إلى جانب معرفة المسبب الأساسي للوذمة ولمعالجته.
|
|
hg,`lJJm hggltAd~Qm |