20-12-2017, 02:59 PM
|
|
تعرف على اللياقة الطيبة إن مشكلة عدم اللياقة القلبية لا يقصد بها مظهر الجسم الخارجي أو الوزن المناسب، وإنما يقصد بها مدى قدرة عضلة القلب والجهاز الدوري الدموي على توفير الكمية اللازمة من الأكسجين لجهد عضلي معين في فترة زمنية محددة.. فنجد مثلاً أن كثيراً من الناس نحيفو الجسم وممشوقو القامة وليس لديهم لياقة قلبية، والعكس صحيح في بعض الأحيان؛ وذلك لأن العلاقة السلبية للياقة الجسم هي مع كمية الشحوم في الجسم وليس كتلة العضلات والعظام، وخطورة هذا الموضوع تكمن في أن الدراسات الطبية أثبتت أن فقدان لياقة القلب تؤدي إلى الوفيات المبكرة، وهي أخطر على الجسم من السكري أو الضغط أو التدخين أو الكلسترول على المدى البعيد، فمن كان لا يستطيع طلوع دور واحد من السلالم من دون توقف ولا نهجان في النفس أو أنه يشعر بضيق في النفس لفترة طويلة بعد ذلك الجهد، فقد تكون لديه مشكلة في اللياقة، ويحتاج لتقييم طبي، ومن الممكن أن يوضع له برنامج لزيادة لياقته القلبية، ومدار الحديث في هذا المقال لا يشمل لياقة العضلات. ومشكلة اللياقة هي مشكلة صحية عالمية وليست محلية فقط، وذلك حسب تقارير منظمة الصحة العالمية المنشورة، وإذا أردنا أن نسلط الضوء قليلاً على حجم هذه المشكلة الصحية لدينا فقد أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك دراسة سعودية وطنية أجريت على 17,395 سعودياً في مناطق المملكة المختلفة، أعمارهم من 30-70 سنة رجالاً ونساء، حاضرة وبادية، من عام 1995- 2000 أوضحت أن نسبة انتشار عدم اللياقة هو 70 %، وأكدت أن النساء أكثر تأثراً من الرجال، وأكد هذا الانطباع دراسة أخرى حديثة أجريت في مدينة جدة على 224 طفلاً، متوسط أعمارهم خمس سنوات وجد أن 78 % منهم يمشون أقل من 10,000 خطوة يومياً حسب قراءة "عداد الخطوات" (وهو أحد مؤشرات اللياقة) وهذه القيمة تدل على عدم اللياقة بل حتى الأطباء أنفسهم لم يسلموا من هذا الوباء (في دراستين مختلفتين عن الأطباء في السعودية وبريطانيا) والحق يقال إن لوزارة الصحة بالتنسيق مع الجهات المسؤولة الأخرى جهوداً تشكر في تشجيع ممارسة رياضة المشي وتوفير الساحات المخصصة لها وإطلاق حملات التوعية الصحية وأخيرًا عزمها على إنشاء المجالس الصحية في الأحياء السكنية، ولكن يظل هذا المفهوم "مفهوم ثقافة الوعي الصحي" واجباً يفضَل أن نتعاون جميعاً في نشره مسؤولون صحيون ومواطنون وأطباء ومدرسون وآباء وأمهات. ويسألني كثير من المرضى عن شروط المشي؟ فنقول إن أقل المطلوب هو 150 دقيقة أسبوعياً من الجهد متوسط الشدة (مثل المشي السريع وهو ما تستطيع نطق جملة كاملة من الحديث خلاله وهو بسرعة حوالي 3 أميال في الساعة) أو 75 دقيقة أسبوعياً من الجهد عالي الشدة (مثل الجري ولعب كرة السلة وهو ما لا تستطيع نطق جملة كاملة من الحديث أثناءه وهو بسرعة حوالي 5 إلى 6 أميال في الساعة) ويفضل أن تقسم هذه الدقائق على أيام الأسبوع ولا تؤدى مجتمعة، ويمكن أن يخلط بين الأسلوبين فمثلاً تمشي 30 دقيقة مرتين في الأسبوع، وتجري 20 دقيقة مرتين في الأسبوع، أما إذا كنت فوق الأربعين سنة وتنوي بدء الرياضة البدنية فناقش طبيبك ليضع لك البرنامج المناسب. كما أن المشي ليس الطريقة الوحيدة للياقة البدنية وإنما من أسهل الطرق وأقلها تكلفة وخطورة وأكثرها انتشاراً فهو يمثل حركة الإنسان الطبيعية، ويمكن أداؤه في كل الأعمار، رجالاً ونساء وأطفالاً كل على حسب سعته.... وكثيراً ما أرى في العيادة نساء في الستينيات يعتذرن بزيادة الوزن واحتكاك المفاصل؟ والجواب هو في السباحة وتمارين اليدين فالغرض هو تنشيط عضلة القلب وليس الأرجل! ولأن هناك فوائد علمية ثابتة للتمارين فهي تساعد في علاج تصلب الشرايين والسمنة وضغط الدم والسكري وآلام الظهر والإجهاد النفسي ومنع الخرف المبكر وتقليل نسبة سرطان القولون وسرطان الثدي، ومنع وعلاج ارتفاع نسبة الكوليسترول والشحوم الثلاثية في الدم، وتقليل حدوث التهاب المفاصل وهشاشة العظام، ولذلك فإن مرضى القلب يعتبر المشي في حقهم أوجب من غيرهم؛ وذلك للأدلة العلمية الكثيرة المتواترة، ولكن يجب مناقشة طريقة هذا البرنامج بالتفصيل مع الطبيب المعالج، والنساء لسن استثناء من هذا! فالرسالة التي نود إيصالها للقارئ الكريم هو أن تبدأ بنفسك وأهلك وتعلمهم ثقافة الرياضة، وتجعل لهم برنامجاً يومياً يتناسب مع جدول أعمالكم اليومية، وازرع تلك الثقافة في أطفالك في الصغر فلا يتركونها، والهدف الذي تريده هو أن تصبح الرياضة عادة لا يستطيعون الاستغناء عنها في وجودك أو عدمه بل إذا تكاسلت كانوا أول من يحثك على ممارستها ,,دُمَّتُمْ بٍسَعَآآدَهْـ لآتُفَآآرٍقُكُمْ’’ |
|
|
|
juvt ugn hggdhrm hg'dfm hg'dfm juvt . |